«الحرية والتغيير» يرفض قرارات البرهان ويعتبرها «مناورة»

تحالف المعارضة السودانية الرئيسي تعهد باستمرار التصعيد وتوحيد قوى الثورة

رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان (إ.ب.أ)
رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان (إ.ب.أ)
TT

«الحرية والتغيير» يرفض قرارات البرهان ويعتبرها «مناورة»

رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان (إ.ب.أ)
رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان (إ.ب.أ)

رفض تحالف المعارضة السودانية (الحرية والتغيير) قرارات القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان التي أعلنها في بيانه أول من أمس الاثنين، ورأى أنها لا تعبر عن طموحات قوى الثورة، واعتبرها «مناورة مكشوفة» وتراجعاً تكتيكياً لإفراغ مطلب عودة الجيش إلى الثكنات من محتواه، ولامتصاص المقاومة الجماهيرية التي بلغت ذروتها نهاية الشهر الماضي. وتعهد بمواصلة المقاومة الشعبية من أجل الوصول لسلطة مدنية ديمقراطية كاملة تحقق أهداف ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2019.
وقال عضو المجلس المركزي لتحالف «قوى إعلان الحرية والتغيير» رئيس حزب «المؤتمر السوداني» عمر الدقير، في مؤتمر صحافي أمس، إن قرارات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان «مناورة مكشوفة وتراجع تكتيكي»، ودعا الشعب إلى مواصلة التظاهر والاحتجاجات وصولاً للعصيان المدني. كذلك أصدر التحالف بياناً صحافياً اطلعت عليه «الشرق الأوسط» قال فيه إن واجب الجميع مواصلة التصعيد الجماهيري السلمي، من اعتصامات ومواكب وإضراب سياسي، وصولاً إلى العصيان المدني وإجبار السلطة الانقلابية على التنحي.
ووصف التحالف قرارات قائد السلطة الانتقالية بأنها إفراغ «مبدأ عودة الجيش للثكنات» من محتواه، عن طريق تراجع تكتيكي فرضته المقاومة الجماهيرية التي بلغت ذروتها في الثلاثين من يونيو (حزيران) الماضي. وأضاف: «قوى الثورة تتقدم يوماً بعد يوم، وأن الحكم العسكري يتراجع ويتقهقر ويُهزم يومياً».
وانتقد التحالف طريقة عودة الجيش للثكنات الواردة في بيان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، واعتبرها محاولة لفرض وصاية على شكل الحكومة المدنية وآليات تشكيلها، وإسقاطاً لمطلب الجماهير بالإصلاح الأمني والعسكري، وتكوين جيش وطني واحد تدمج فيه قوات الدعم السريع والحركات المسلحة، وإخراج المؤسسة العسكرية والأمنية بشكل كامل من النشاط الاقتصادي والسياسي.
وجدد التحالف رفضه لما أطلق عليه محاولة تصوير الصراع كأنه صراع بين المدنيين، فاعتبرها «ذَرا للرماد في العيون»، ومحاولة للخلط بين قوى الثورة والأطراف المدنية التي دعمت الانقلاب والنظام البائد، وأعلن تمسكه بتنحي السلطة الانقلابية وتشكيل سلطة مدنية انتقالية كاملة وفق إعلان دستوري متوافق عليه.
وكشف التحالف المعارض أنه قطع شوطاً مهماً مع قوى الثورة في بناء «جبهة مدنية موحدة»، تقود التصعيد الشعبي المستمر منذ إجراءات أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وقال: «عمل المقاومة السلمية الذي نعمل فيه مجتمعين سيرافقه عمل سياسي دؤوب، لاتفاق قوى الثورة على إعلان دستوري، يحدد قضايا المرحلة الانتقالية وهياكلها وكيفية تشكيلها ويشرع في بناء البديل المدني الديمقراطي».
ووعد التحالف بكشف اتصالاته مع «الأسرة الإقليمية والدولية»، لمناقشة تطور الراهن السياسي وحشد التضامن مع شعب السودان، لدعمه في تحقيق الحرية والسلام والعدالة.
وكشفت مصادر في «الحرية والتغيير» أن المكون العسكري دفع بمذكرة للآلية الثلاثية، المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة إيقاد، مطلع الأسبوع الجاري، طالب فيها بسلطات واسعة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، تمكنه من السيطرة على كل الأجهزة الأمنية والبنك المركزي، وسلطة على العلاقات الخارجية.
وذكرت المصادر أن العسكريين اشترطوا عدم تولي مزدوجي الجنسية من السودانيين، أي مناصب في حكومة الكفاءات المستقلة، وألا تشمل هياكل السلطة الانتقالية مجلسي سيادة والتشريع.
وفي السياق، رأى الأمين العام «الحرية والتغيير التوافق الوطني» المنشقة عن تحالف المعارضة الرئيس، مبارك أردول، في مؤتمر صحافي هو الآخر، إن خطاب البرهان حمل نقاطاً غامضة بحاجة لـ«استجلاء»، بيد أنه أمسك عن تقديم أي تفاصيل إضافية بشأن تلك النقاط. وقال: «التوافق الوطني الذي تشكله غالبية القوى السياسية، سيكّون المسار الذي يحكم الفترة الانتقالية، ويعمل على التحضير للانتخابات المقبلة».
وتكونت مجموعة «التوافق الوطني» من عدد من الحركات الموقعة على اتفاقية جوبا للسلام، ولاحقاً انشقت عن تحالف «قوى إعلان الحرية والتغيير»، وسارعت إلى تأييد تحركات للجيش للاستيلاء على السلطة، ونظمت اعتصاماً شهيراً أمام القصر الرئاسي حرضت فيه قائد الجيش بالانقلاب على خصومهم السياسيين، وفي 25 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أعلنت تأييدها غير المشروط للانقلاب الذي نفذه قائد الجيش، وأعلنت نفسها مرجعية سياسية له، بيد أنها فشلت في تحقيق تأييد جماهيري يوفر الدعم للانقلاب.
والحزب الشيوعي السوداني أيضاً اعتبر أن قرارات البرهان مجرد تأكيد لـ«استمرار الانقلاب»، وإعطائه مشروعية جديدة تضمن استمرار قراراته وتشريعاته، وإعفاء للمؤسسة العسكرية من أعبائها واحتفاظه برئاسة مجلس السيادة.
وأوضح الحزب أن خطاب البرهان يؤكد «صحة التسريبات التي انتشرت في الأوساط الإعلامية، التي تحدثت عن تسوية سياسية، عبر تكوين حكومة مدنية ومجلس أمن ودفاع»، وأكد رفضه لأي تسوية سياسية، وإدانته المغلظة لـ«القوى المشاركة فيها». ورهن الحزب الشيوعي إسقاط الانقلاب باستمرار ما أطلق عليه «امتلاك الجماهير للشوارع» وتسيير مواكبها الهادرة وتحويل اعتصاماتها لبؤر تقود وتدعم الجهود المبذولة لتوحيد المواثيق الثورية وبناء مركز معارض موحد لتنسيق الحراك.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

موسكو تحذَّر رعاياها من زيارة ليبيا إثر اعتقال سلطات طرابلس روسيّاً

المكلف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة الطاهر الباعور مستقبلاً سفير روسيا لدى دولة ليبيا حيدر أغانين (الخارجية)
المكلف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة الطاهر الباعور مستقبلاً سفير روسيا لدى دولة ليبيا حيدر أغانين (الخارجية)
TT

موسكو تحذَّر رعاياها من زيارة ليبيا إثر اعتقال سلطات طرابلس روسيّاً

المكلف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة الطاهر الباعور مستقبلاً سفير روسيا لدى دولة ليبيا حيدر أغانين (الخارجية)
المكلف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة الطاهر الباعور مستقبلاً سفير روسيا لدى دولة ليبيا حيدر أغانين (الخارجية)

تكّسر صفو العلاقة بين سلطات العاصمة الليبية طرابلس وروسيا على نحو مفاجئ وغير متوقع، اليوم (الخميس)، بعد الإعلان عن اعتقال أحد المواطنين الروس في ليبيا، وهو ما دفع السفارة الروسية في ليبيا إلى تحذير رعاياها من زيارة ليبيا، وخاصة الجزء الغربي منها، وقالت إن الوضع العسكري السياسي بالبلاد «لا يزال متوتراً للغاية».

وأضافت السفارة الروسية موضحة أن «ليبيا ليست وجهة سياحية، وزيارتها لأغراض غير رسمية خطر على الحياة والصحة». وأبرزت في هذا السياق أن على الراغبين في زيارة ليبيا «الانتظار قليلاً إلى أن تصبح الفرصة مواتية لرؤية جمالها»، مشيرة إلى أن «التحذير ينطبق على الراغبين في عبور ليبيا، سواء بحافلة أو سيارة أو درجات نارية أو هوائية، أو غيرها من وسائل النقل».

ورداً على هذه الخطوة، قال بيان صحافي صدر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية، إن الوزارة «تتابع ببالغ الاهتمام البيان الصادر عن السلطات الروسية، الذي يُحذر مواطنيها من السفر إلى ليبيا». ودعت نظيرتها الروسية إلى تقديم «توضيح عاجل حول دوافع وأسباب هذا التحذير، وذلك في إطار ما تقتضيه العلاقات الثنائية من احترام متبادل وشفافية».

وأوضحت الوزارة أن الإجراءات المتخَذة بحق المواطن الروسي، إثر اعتقاله من طرف سلطات طرابلس، تمت وفق القوانين والتشريعات الليبية، وبالتنسيق الكامل مع مكتب النائب العام؛ مبرزة أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن المعني «متورط في أنشطة تضر بالنظام العام، وتستهدف إفساد الشباب الليبي، بالإضافة إلى وجود ارتباطات مع جماعات مسلحة أجنبية تنشط في أفريقيا».

وشددت الوزارة على أن هذه الإجراءات «تأتي في إطار الحفاظ على الأمن الوطني»، معلنة رفضها «أي محاولة للإساءة إلى صورتي الاستقرار والأمن، اللتين حققتهما حكومة الوحدة الوطنية بجهود حثيثة خلال الفترة الماضية».

كما جددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي التزامها بسيادة القانون وحماية المواطنين وضيوف ليبيا، وأكدت حرصها على تعزيز التعاون البناء مع جميع الدول الصديقة، مشددة على أن الحوار الدبلوماسي هو الأساس لحل أي قضايا عالقة، بما يخدم المصالح المشتركة، ويحترم سيادة وقوانين الدول.

وكانت روسيا قد قررت إعادة افتتاح سفارتها بالعاصمة طرابلس في 22 فبراير (شباط) 2024، الأمر الذي وصفته سلطات طرابلس آنذاك بأنه «خطوة مهمة» ستعزز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.