أجهزة إلكترونية للمغامرات خارج المنزل

سماعات لا سلكية للرياضيين.. وتطبيقات لهواة الزراعة المنزلية

سماعات أذن «باوبيتس2» لاسلكية  -  موسع نطاق الإشارة اللاسلكية  «نايتهوك إيه سي 1900»  -  مكبرات صوت «فوغو»  -  حامل للهاتف الذكي يحتوي على تقنية «جي بي إس» بنظام «كواد لوك ماونتينغ سيستم»
سماعات أذن «باوبيتس2» لاسلكية - موسع نطاق الإشارة اللاسلكية «نايتهوك إيه سي 1900» - مكبرات صوت «فوغو» - حامل للهاتف الذكي يحتوي على تقنية «جي بي إس» بنظام «كواد لوك ماونتينغ سيستم»
TT

أجهزة إلكترونية للمغامرات خارج المنزل

سماعات أذن «باوبيتس2» لاسلكية  -  موسع نطاق الإشارة اللاسلكية  «نايتهوك إيه سي 1900»  -  مكبرات صوت «فوغو»  -  حامل للهاتف الذكي يحتوي على تقنية «جي بي إس» بنظام «كواد لوك ماونتينغ سيستم»
سماعات أذن «باوبيتس2» لاسلكية - موسع نطاق الإشارة اللاسلكية «نايتهوك إيه سي 1900» - مكبرات صوت «فوغو» - حامل للهاتف الذكي يحتوي على تقنية «جي بي إس» بنظام «كواد لوك ماونتينغ سيستم»

الآن ومع قدوم فصل الصيف، حان الوقت مرة أخرى للقيام بمغامرات في الهواء الطلق، وهناك عدد من الأجهزة الجديرة بالملاحظة التي ستساعدك على الاستمتاع بمغامراتك، سواء قمت بها في حديقة منزلك الخلفية، أو في أماكن أبعد من ذلك بكثير.

* سماعات ومكبرات «رياضية»
*«باور بيتس 2 وايرلس» Powerbeats2 Wireless مقابل 200 دولار. قدمت شركة «بيتس» خلال العام الماضي نسخة محدثة من سماعات «باور بيتس» المزودة بتقنية البلوتوث، مشيرة إلى أن التصميم الجديد للسماعات «باور بيتس 2 وايرلس» Powerbeats2 Wireless، مستوحى من لاعب كرة السلة الأميركي ليبرون جيمس.
وسواء كنت تحترف لعب كرة السلة، أو تهوى التريض خارج المنزل فإن سماعات «باور بيتس 2»، تجعل من السهل عليك ممارسة التمرينات الرياضية دون التعثر في الأسلاك.
توضع السماعات خلف الأذن، وتأتي مع أربعة أزواج من الأغطية لإبقاء السماعات في وضع محكم داخل الأذن. كذلك يأتي معها سلك يمكن تعديل طوله، وبه وحدة تحكم عن بعد، ومكبر صوت يوضع خلف الرقبة، بعيدًا عن السماعات.
وتركز سماعات «بيتس» كعادتها على الصوت الجهوري، ولكنني وجدت أن «باور بيتس 2» تقدم صوتًا أكثر توازنًا، كما أنني شعرت بالاطمئنان لاستخدامها في أداء التدريبات الرياضية في الهواء الطلق، نظرًا لأنها تتيح لك سماع الأصوات المحيطة بك.
وتقدم «بيتس» السماعات بخمسة ألوان هي: الأسود، والأزرق، والوردي، والأحمر، والأبيض. وهناك ملاحظة هامة هي أن السماعات لا تقوم بإغلاق نفسها بصورة تلقائية عندما تتوقف الموسيقى، لذا يتعين عليك أن تتذكر إغلاقها يدويًا، وإلا ستجازف باستنزاف البطارية.
*مكبرات صوت «فوغو سبورت» Fugoo Sport مقابل 200 دولار. سماعات تعمل بتقنية البلوتوث ومزودة بحماية فائقة تجعل من السهل عليك اصطحاب موسيقاك إلى أي مكان ترغب في الذهاب إليه، حيث تقدم لك «فوغو» ثلاثة تصميمات وهي «ستايل» و«سبورت» و«تاف» لتناسب الكثير من الاستخدامات خارج المنزل. وتحتوي كل سماعة على التقنيات الأساسية نفسها بما فيها ستة محركات داخلية، وسماعات خارجية للصوت المرتفع، وسماعات خارجية للصوت المنخفض، ومبردان سلبيان وهو ما يمنحك نظام صوت متكاملا وديناميكيا كما يمكنك، حسب رغبتك، اختيار شكل الغطاء الواقي للسماعات الذي يمنحها المزيد من قوة التحمل، والحماية من الغبار، والأوساخ، والطين، والماء.
وتزعم «فوغو» أن بطاريتها تدوم لمدة 40 ساعة، ما يجعلها واحدة من أفضل السماعات في السوق من حيث مدة التشغيل.
ويأتي التصميم «سبورت» من السماعة معززًا بغلاف واقٍ من المطاط لمزيد من الحماية، ويمكنك شراء حامل للسماعة، ووحدة تحكم عن بعد، ووصلات شحن إضافية من على موقع الشركة fugoo.com.

* تطبيق زراعي
*«غاردن بلان برو» مقابل 8 دولارات. سواء كنت تسعى لزراعة أعشاب على حافة النافذة، أو طماطم في حديقة منزلك الخلفية، فإن ذلك يتطلب منك إعدادات لوجستية، وعناية كبيرة.
سيساعدك تطبيق «غاردن بلان برو» Garden Plan Pro، الذي يعمل على أجهزة «آي باد»، و«آي فون» في مراحل التخطيط للزراعة، مثل مرحلة اختيار النباتات المناسبة، وتحديد التناوب الملائم للمحاصيل، كما يتيح لهواة البستنة وضع تلك الخطط محل التنفيذ.
وباستخدام قاعدة المعلومات الواسعة، التي يحتوي عليها التطبيق، يمكن لهواة البستنة تخطيط المناطق التي يرغبون في استخدامها لزراعة نباتاتهم، حيث يظهر التطبيق، عند إضافة النباتات، العدد الذي يمكن للمساحة المزروعة أن تضمه من النباتات، والمسافة الفاصلة بين كل نبتة، والمكان الواجب زراعتها فيه. وبمجرد الانتهاء من إعداد الخطة، يقوم التطبيق بالبحث عن أقرب محطة أرصاد جوية لتحديد أفضل الأوقات لزراعة النباتات، كما يقوم بإعداد جدول لمتابعة أحوال الحديقة، وكذلك سيبعث لك برسائل إلكترونية تذكيرية أيضًا بمعدل مرتين في الشهر.

* حافظات وحاملات هاتفية
*«أوتربوكس سيمتري» مقابل 40 دولارا. حافظات «أوتربوكس» Otterbox للهواتف الذكية مصممة لمنح الهاتف حماية دائمة، ولكنها قد تكون كبيرة الحجم، ويصعب على المستخدم وضع الهاتف بداخلها مثلما يصعب عليه إدخالها، وإخراجها من جيبه؛ لكن لحسن الحظ تمكنت الشركة من تقديم حافظات جديدة أقل سمكًا خلال فصل الربيع الحالي، وأطلقت عليها اسم «سيمتري»، Symmetry حيث يحيط بها غلاف خارجي صلد، بينما يحيط المطاط بالغلاف الداخلي، الذي يلتحم مع الغلاف الخارجي، في قطعة واحدة لحماية الهاتف من الصدمات، والخدوش، والسقطات.
وتحتوي حافظات «سيمتري»، التي يمكن استخدامها مع هواتف «أبل» و«سامسونغ»، على حواف منحدرة كوسيلة حماية إضافية للشاشة، كما تأتي تصميماتها بألوان براقة، وزاهية، من بينها حافظة من تصميم نينا غارسيا، الصحافية المتخصصة في مجال الأناقة، كما طرحت في شهر مايو (أيار) الحالي حافظات من ابتكار مصممين مثل ألون ليفني، وويز غوردون. وإذ تنزع عنك معطف الشتاء الثقيل، فلتقم إذن بالمثل مع هاتفك الذكي.
*«كواد لوك بايك كيت» مقابل 70 دولارا. تعد أجهزة تحديد التموضع العالمي «جي بي إس» المحمولة، طريقة مريحة لتحديد مسار رحلتك، إذا كنت تهوى قيادة الدراجات، ولكنها في الوقت نفسه تكلف المئات من الدولارات.
إليك إذن، بديلا أرخص وهو عبارة عن حامل للهاتف الذكي، يحتوي على تقنية «جي بي إس»، حيث يسهل تثبيته على مقود الدراجة.
يعد نظام «كواد لوك ماونتينغ سيستم» Quad Lock Mounting System من شركة «أنيكس برودكتس»، والذي بدأ كمشروع بتمويل جماعي في أستراليا عام 2012. طريقة سهلة لتثبيت الهاتف الذكي على دراجتك، أو في السيارة أو حتى على ذراعك.
بالنسبة للنظام المصمم للدراجات، فهو يشتمل على حامل يمكن تثبيته على مقود الدراجة باستخدام عدد قليل من الحلقات المطاطية، كما يمكن استخدام أربطة من النايلون لزيادة قوة التثبيت. ويتم حماية الهاتف باستخدام حافظة ذات سمك قليل تلتصق بالحامل بمجرد الضغط. وتعمل الحافظة على حماية الهاتف من الغبار، والأوساخ، والمياه، ولكن دون إعاقة الوصول إلى أزرار الهاتف، أو الكاميرا، أو شاشة اللمس، ومع ذلك فقد تحتاج إلى الضغط على الشاشة بقوة أكثر إذا رغبت في كتابة رسائل. أما إذا أردت نزع الحافظة عن الحامل فما عليك سوى أن تلفها قليلاً حيث ستنفصل الحافظة على الفور بكل سهولة.

* موسع نطاق الإشارات
*موسع نطاق الراوتر اللاسلكي «نيتغير نايتهوك» مقابل 170 دولارا. ليس من الغريب أن تواجه أفضل أجهزة موجهات الإشارة اللاسلكية، أو الـ«راوتر» مشاكل في توصيل إشارتها عبر الجدران وهو ما يجعلك تفقد الاتصال بالإنترنت في بعض الأماكن في المنزل والحديقة. لذا فموسع نطاق الإشارة اللاسلكية مثل «نايتهوك إيه سي 1900» Nighthawk AC1900 يمكن أن يساعدك في حل هذه المشكلة، حيث يعمل على تحسين أداء الشبكة اللاسلكية عن طريق التقاط الإشارة الصادرة من جهاز موجه الإشارة اللاسلكية، وإعادة بثها بعد تقويتها إلى أركان المنزل، بل وحتى إلى خارجه.
ما مدى قوة الإشارة الصادرة؟ تقول: «نيتغير» إن جهازها «إيه سي 1900» قادر على دعم نقل البيانات بسرعة تصل إلى 1900 ميغا بايت في الثانية. ولا يمثل إعداد الجهاز للعمل أي صعوبة، كما أنه يحتوي على خمسة منافذ لتوصيلة الإنترنت بالغيغابايت من أجل الاتصال بالأجهزة ذات الأسلاك.

* خدمة «نيويورك تايمز»



كيف يتحول «مايكروسوفت كوبايلوت» من أداة عمل إلى رفيق يومي للمستخدمين؟

تكشف البيانات أن المستخدمين يلجأون للمساعد لطرح أسئلة صحية وعاطفية وفلسفية وليس فقط لحلول تقنية أو عملية (شاترستوك)
تكشف البيانات أن المستخدمين يلجأون للمساعد لطرح أسئلة صحية وعاطفية وفلسفية وليس فقط لحلول تقنية أو عملية (شاترستوك)
TT

كيف يتحول «مايكروسوفت كوبايلوت» من أداة عمل إلى رفيق يومي للمستخدمين؟

تكشف البيانات أن المستخدمين يلجأون للمساعد لطرح أسئلة صحية وعاطفية وفلسفية وليس فقط لحلول تقنية أو عملية (شاترستوك)
تكشف البيانات أن المستخدمين يلجأون للمساعد لطرح أسئلة صحية وعاطفية وفلسفية وليس فقط لحلول تقنية أو عملية (شاترستوك)

يكشف تقرير جديد لـ«مايكروسوفت» أن مُساعدها الذكي «كوبايلوت»، المُدمج في منظومتها الرقمية، بات يُستخدم بطرق تتجاوز بكثيرٍ المهام التقليدية في بيئات العمل. يستند التقرير إلى تحليل 37.5 مليون تفاعل مجهول الهوية، ويُظهر أن دور «كوبايلوت» يتوسع ليشبه أحياناً زميلاً في العمل، وأحياناً أخرى مستشاراً شخصياً يعتمد عليه المستخدمون في حياتهم اليومية.

استخدامات تتخطى المتوقع

عندما أطلقت «مايكروسوفت» المُساعد «كوبايلوت»، كان الهدف منه تعزيز الإنتاجية داخل تطبيقات مثل «وورد» و«إكسل» و«آوتلوك» و«تيمز». ومع ذلك، يكشف التقرير أن استخداماته أصبحت مختلفة جداً بحسب الجهاز والسياق. على أجهزة الكمبيوتر المكتبية وخلال ساعات العمل، يعتمد المستخدمون عليه لإنجاز مهامّ تتعلق بالبحث وتلخيص الوثائق وإدارة المحتوى. أما على الهواتف المحمولة، فيتحول «كوبايلوت» إلى شريك شخصي يُسأل عن الصحة والعلاقات، وحتى اتخاذ القرارات اليومية. هذا الانقسام في طبيعة الاستخدام يعكس قدرة الأداة نفسها على خدمة احتياجات متنوعة، وفقاً للحظة التي يُستخدم فيها التطبيق، وطبيعة الشخص الذي يتفاعل معه.

الوجه الإنساني للمحادثات

تحليل البيانات يُظهر أن الأسئلة المتعلقة بالصحة تأتي في المرتبة الأولى على الهواتف الذكية طوال العام، ما يشير إلى أن المستخدمين يلجأون إلى «كوبايلوت»، ليس فقط للمهام الذهنية، بل أيضاً للبحث عن دعم في أمورهم الخاصة. كما أظهر التقرير اختلافاً واضحاً في الموضوعات التي يطرحها الناس خلال اليوم، كأسئلة العمل والسفر التي ترتفع في ساعات النهار، بينما تزداد الأسئلة الفلسفية والدينية في الليل. هذه الأنماط تشبه السلوك البشري الطبيعي، ما يعكس اندماج الذكاء الاصطناعي في إيقاع الحياة اليومية.

يتجه مستقبل الذكاء الاصطناعي نحو شراكة فكرية مع الإنسان بما يستدعي تطوير أنظمة موثوقة تمنع الاعتماد المفرط أو إساءة الاستخدام (شاترستوك)

ما وراء الإنتاجية التقليدية

توضح نتائج الدراسة أن المستخدمين لا ينظرون إلى «كوبايلوت» بوصفه أداة آلية فقط، بل بصفته جهة يمكن الحوار معها وطلب المشورة منها. في أحيان كثيرة، يؤدي دور زميل يساعد في التفكير، أو صديق يمكن الحديث إليه عن موضوعات شخصية. هذا التوسع في الدور يطرح تحديات جديدة أمام مطوري الذكاء الاصطناعي، فكلما ازداد اعتماد الناس على الأداة كـ«رفيق»، أصبحت الحاجة إلى الدقة والشفافية والسلوك الأخلاقي أقوى.

الثقة والمسؤولية

تعترف «مايكروسوفت» بأن «كوبايلوت» لم يُصمَّم أصلاً ليكون مستشاراً عاطفياً أو نفسياً، لكن طبيعة تفاعل المستخدمين معه جعلته يؤدي هذا الدور بشكل غير مباشر. هذا الأمر يعكس العلاقة المعقدة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، حيث تنشأ الثقة تدريجياً، وقد تتحول الأداة، مع الوقت، إلى جزء من مساحة اتخاذ القرار لدى الشخص. وفي المقابل، يحذر الخبراء من ضرورة وضع حدود واضحة؛ لأن التعلق الزائد بالتقنية قد يؤدي إلى سوء استخدام أو إساءة تفسير للمُخرجات.

مستقبل الذكاء الاصطناعي

يرسم تقرير «مايكروسوفت» صورة واضحة عن كيفية تحول الذكاء الاصطناعي إلى جزء لا يتجزأ من الحياة المهنية والشخصية على حد سواء. سواء في كتابة بريد إلكتروني أم تنظيم البيانات أم طلب نصيحة حياتية، أم حتى مناقشة أسئلة وجودية في آخِر الليل، بات المستخدمون ينظرون إلى هذه الأدوات على أنها شركاء في التفكير، وليس مجرد برامج. وبينما تتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي بوتيرة سريعة، تبرز الحاجة إلى تصميم أنظمة أكثر موثوقية ووعياً بسلوك الإنسان، قادرة على مساعدة المستخدم دون تجاوز الخط الفاصل بين المساندة والاعتماد المُفرِط.


علاج مبتكر وواعد لاستعادة المجال البصري لدى الناجين من السكتات

تُفقد الهيميانوبيا آلاف الناجين من السكتات نصف مجال رؤيتهم وتحدّ بشدة من قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية (أدوبي)
تُفقد الهيميانوبيا آلاف الناجين من السكتات نصف مجال رؤيتهم وتحدّ بشدة من قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية (أدوبي)
TT

علاج مبتكر وواعد لاستعادة المجال البصري لدى الناجين من السكتات

تُفقد الهيميانوبيا آلاف الناجين من السكتات نصف مجال رؤيتهم وتحدّ بشدة من قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية (أدوبي)
تُفقد الهيميانوبيا آلاف الناجين من السكتات نصف مجال رؤيتهم وتحدّ بشدة من قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية (أدوبي)

يفقد آلاف الناجين من السكتات الدماغية كل عام القدرة على رؤية نصف مجالهم البصري، في حالة تُعرف بـ«الهيميانوبيا»، حيث يختفي جانب كامل من الرؤية على طول الخط العمودي الفاصل بين نصفي المجال البصري. هذا الاضطراب يعرقل بشكل كبير أنشطة الحياة اليومية. وتصبح القراءة شاقة والقيادة قد لا تعود ممكنة، وحتى السير في مكان مزدحم يتحول إلى مهمة صعبة.

حدود العلاجات المتاحة حالياً

ورغم تأثير «الهيميانوبيا» الكبير، فلا توجد علاجات قادرة على استعادة الجزء المفقود من الرؤية بشكل فعّال؛ فمعظم التدخلات الحالية تركز على مساعدة المرضى في التكيف مع النقص بدلاً من استعادة القدرة البصرية. أما برامج التأهيل التي تهدف إلى بعض التحسن فهي تتطلب تدريباً مكثفاً يستمر لأشهر، وغالباً ما تكون نتائجها محدودة.

يرجع التحدي الأساسي إلى الطريقة التي يتواصل بها الدماغ داخل النظام البصري؛ ففي الوضع الطبيعي، تعمل القشرة البصرية الأولية والمنطقة المتوسطة الصدغية المسؤولة عن إدراك الحركة بانسجام، وتتبادلان المعلومات عبر إيقاعات كهربائية دقيقة تُعرف بالذبذبات الدماغية، لكن السكتة الدماغية قد تُفقد هذه المناطق قدرتها على العمل المتناسق ما يؤدي إلى اضطراب في معالجة المعلومات البصرية.

وقد أشارت دراسات سابقة إلى أن التحفيز غير الجراحي للدماغ قد يساعد في إعادة ضبط هذه الذبذبات وتحسين التواصل بين المناطق البصرية ودعم عملية التعافي. بناءً على هذا الأساس، اختبر فريق بقيادة فرايدهيلم هومل من معهد «Neuro - X» في جامعة «EPFL» السويسرية علاجاً جديداً يجمع بين تدريب بصري متخصص وتحفيز دماغي متعدد النقاط لإعادة تنسيق النشاط العصبي، وتحسين التعافي لدى مرضى الهيميانوبيا.

العلاج الجديد يجمع بين تدريب بصري وتحفيز دماغي متعدد الترددات أعاد مزامنة الإشارات العصبية لدى بعض المرضى

إعادة تنظيم المعالجة البصرية

في تجربة سريرية مزدوجة التعمية ومضبوطة بدواء وهمي، أظهر الباحثان أستيلا رافان وميكيلي بيفلاكوا مع زملائهما أن هذه الطريقة المزدوجة يمكن أن تُحدث تحسناً ملحوظاً في الوظائف البصرية حتى لدى المرضى المصابين منذ سنوات طويلة.

ويصف هومل هذا المشروع بأنه تطبيق لأول استراتيجية مبتكرة تعتمد على تحفيز دماغي ثنائي البؤرة يحاكي الطريقة التي يعمل بها الدماغ طبيعياً، بهدف تعزيز الوظائف البصرية لدى مرضى السكتة الدماغية. كما حدّد الفريق عوامل ترتبط بالاستجابة للعلاج، ما قد يمهّد لتحديد مؤشرات حيوية تساعد في اختيار المرضى الأنسب للعلاج.

كيف أُجريت التجربة؟

شارك في الدراسة 16 مريضاً يعانون من «الهيميانوبيا». تدرب المشاركون على مهمة للكشف عن الحركة صُممت لتحفيز الحافة الفاصلة بين الجزء المبصر والجزء المصاب من مجال الرؤية. وخلال التدريب، تلقّى المرضى تحفيزاً دماغياً عبر التيارات المتناوبة متعددة الترددات (cf - tACS)، وهي تقنية تستخدم تيارات كهربائية منخفضة الشدة لتعديل توقيت الذبذبات الدماغية ودعم الوظائف الإدراكية.

واستهدف الباحثون مزامنة الإيقاعات العصبية بين القشرة البصرية الأولية والمنطقة المتوسطة الصدغية، وذلك عبر تطبيق ترددات مختلفة على كل منطقة لمحاكاة نمط التواصل الطبيعي، منها موجات «ألفا» منخفضة التردد على القشرة البصرية، وموجات «غاما» عالية التردد على المنطقة الحساسة للحركة. هذا النمط «الأمامي» يعكس التدفق المعتاد للمعلومات من الأسفل إلى الأعلى في أثناء المعالجة البصرية، ويساعد في استعادة التواصل بعد السكتة.

التجربة السريرية أظهرت تحسناً واضحاً في إدراك الحركة وتوسّعاً في مجال الرؤية خصوصاً لدى من احتفظوا ببعض الاتصالات العصبية (شاترستوك)

تحسن واضح في إدراك الحركة

أظهر المرضى الذين تلقّوا هذا النمط الأمامي من «cf - tACS» تحسناً أكبر بكثير في القدرة على إدراك الحركة مقارنةً بمن خضعوا للنمط العكسي. كما توسّعت مجالات رؤيتهم بشكل ملموس، خصوصاً في المناطق المستهدفة في أثناء التدريب. كما أن بعض المرضى ذكروا تحسنات محسوسة في حياتهم اليومية.

وأكدت صور الدماغ وبيانات التخطيط الكهربائي (EEG) هذه النتائج وأظهرت استعادة التواصل بين القشرة البصرية والمنطقة المتوسطة الصدغية. كما بيّنت الفحوصات ازدياد النشاط في المنطقة المتوسطة الصدغية بعد التحفيز. وكان أكبر قدر من التحسن لدى المرضى الذين بقيت لديهم بعض الاتصالات العصبية الجزئية بين المنطقتين، ما يشير إلى أن الحفاظ الجزئي على هذه الدارات يمكن أن يدعم عملية التعافي.

توضح هذه الدراسة أن استهداف دوائر دماغية محددة بتحفيز متزامن مستوحى من آليات الدماغ يمكن أن يعزّز تأثير التدريب البصري بشكل واضح. وإذا أثبتت نتائجه في تجارب أكبر، فقد يصبح هذا النهج علاجاً أسرع وأكثر سهولة لمرضى السكتة الدماغية الذين يعانون من «الهيميانوبيا».


الذكاء الاصطناعي يتجاوز حدود الموضة التقنية... كيف يعيد تشكيل المجتمعات؟

التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي يجب أن يترافق مع ابتكار مسؤول وتعليم شامل لضمان استفادة عادلة للجميع (غيتي)
التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي يجب أن يترافق مع ابتكار مسؤول وتعليم شامل لضمان استفادة عادلة للجميع (غيتي)
TT

الذكاء الاصطناعي يتجاوز حدود الموضة التقنية... كيف يعيد تشكيل المجتمعات؟

التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي يجب أن يترافق مع ابتكار مسؤول وتعليم شامل لضمان استفادة عادلة للجميع (غيتي)
التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي يجب أن يترافق مع ابتكار مسؤول وتعليم شامل لضمان استفادة عادلة للجميع (غيتي)

طوال العامين الماضيين، انشغلت النقاشات العالمية حول الذكاء الاصطناعي التوليدي بمجموعة أسئلة بارزة: من يستخدم التقنية؟ وكيف تتوسع؟ وأي قطاعات تعيد تشكيل أعمالها حولها؟

إلا أن تعاوناً بحثياً بين «سيسكو» ومركز «وايز» (WISE) التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) في جلسة خاصة حضرتها «الشرق الأوسط»، كشف عن أن عدد المستخدمين ليس سوى بداية القصة. فخلف موجة الحماس، يحدث تحول أعمق يتعلق بكيفية تأثير الحياة الرقمية على الاقتصادات والمهارات وحتى رفاهية الأفراد.

قاد الجلسة كل من جاي ديدريتش، نائب الرئيس الأول ومسؤول الابتكار العالمي في «سيسكو»، ورومينا بوريني مديرة مركز «وايز» (WISE) التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، حيث قدّما واحدة من أوسع قواعد البيانات العالمية حول تقاطع الذكاء الاصطناعي والسلوك الرقمي والرفاه الإنساني.

ويبحث التقرير، ليس فقط في مدى انتشار استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، بل في هوية المستفيدين ومن يتم استثناؤهم، وما يترتب على ذلك من آثار اجتماعية.

جاي ديدريتش نائب الرئيس الأول ومسؤول الابتكار العالمي في «سيسكو» (سيسكو)

الشباب يقودون موجة التبنّي

إحدى أبرز نتائج التقرير هي الفجوة العمرية، حيث إن الشباب هم المحرك الأكبر لاعتماد الذكاء الاصطناعي عالمياً. وتشير البيانات إلى أن أكثر من 75 في المائة من المستخدمين تحت سن 35 يرون الذكاء الاصطناعي التوليدي أداة مفيدة للعمل والدراسة وحل المشكلات اليومية.

وترى بوريني أن «الأجيال الشابة تتبنى هذه الأدوات بشكل أسرع، وغالباً ما ينظرون إليها على أنها امتداد طبيعي لحياتهم الرقمية»، لكن هذه السهولة لا تخلو من ثمن؛ فالفئة العمرية ذات أعلى تبنٍّ للذكاء الاصطناعي هي نفسها الأكثر تعرضاً لفرط الاستخدام الرقمي.

ويُظهر التقرير أن 38 في المائة من المشاركين عالمياً يقضون أكثر من خمس ساعات يومياً في استخدام ترفيهي لا علاقة له بالدراسة أو العمل، وهو عامل يرتبط مباشرة بانخفاض الرضا عن الحياة.

وتضيف بوريني أن «الوجود الرقمي أصبح جزءاً من معادلة الرفاه... المسألة لا تتعلق فقط بالوصول، بل بالتوازن». الرسالة واضحة، وتتمثل في أن الوصول إلى الذكاء الاصطناعي لا يكفي. ومع اندماج التقنية في الحياة اليومية، يصبح من الضروري إعادة التفكير في مفهوم «الصحة الرقمية».

رومينا بوريني مديرة مركز «وايز» (WISE) التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)

جغرافيا غير متكافئة

إذا كان العمر يقسم استخدام التقنية، فإن الجغرافيا تقسم الفرص، فقد أظهرت نتائج البحث فروقات حادة، حيث تصدرت الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا الاستخدام النشط، بينما جاءت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا في مستويات أقل. للوهلة الأولى يبدو ذلك مفاجئاً؛ إذ تنتمي هذه الدول الأوروبية لاقتصادات متقدمة، لكن البيانات تكشف عن منطق مختلف.

يقول ديدريتش إن «بعض الأسواق الناشئة تتجاوز المراحل التقليدية... فهي تتبنى الذكاء الاصطناعي ليس كترقية، بل كضرورة»، فحيثما تتطور البنية التحتية الرقمية بسرعة، خصوصاً عبر الهواتف المحمولة، يصبح الذكاء الاصطناعي امتداداً طبيعياً للأدوات الرقمية؛ ليس رفاهية، بل حلاً لسد فجوات في التعليم والخدمات والرعاية. هذا يعيد تشكيل السرد الشائع؛ إذ إن التبنّي العالي لا يعني التطور دائماً، بل تعكس الحاجة والفرصة أحياناً الاضطرار.

المهارات لا الاتصال

طوال سنوات، اعتبر صنّاع القرار أن الفجوة الرقمية هي مشكلة «وصول»، لكن دراسة «سيسكو - OECD» تقدم خلاصة واضحة، وهي أن الفجوة التالية ستكون فجوة المهارات؛ فحتى مع توفر الإنترنت، تختلف قدرة الناس على استخدام الذكاء الاصطناعي بفاعلية وأمان بشكل كبير.

وتلخص بوريني ذلك بقولها إن «الناس يحتاجون إلى أكثر من الوصول... يحتاجون إلى مهارات لفهم الذكاء الاصطناعي ومساءلته واستخدامه بطرق هادفة». غياب هذه المهارات يجعل المستخدمين أكثر عرضة للتضليل واتخاذ قرارات خاطئة، والتفاعل في بيئات رقمية غير آمنة، بالإضافة إلى فقدان فرص اقتصادية في الوظائف والأسواق الجديدة.

ويؤكد ديدريتش أن المهارات أصبحت شرطاً اقتصادياً أساسياً، ويضيف: «نحن لا ندرب الناس على استخدام الذكاء الاصطناعي فقط... بل على المنافسة في اقتصاد مدعوم بالذكاء الاصطناعي».

بات الرفاه الرقمي عنصراً أساسياً في تقييم أثر الذكاء الاصطناعي على حياة الأفراد وسعادتهم (غيتي)

المهارات كجزء من البنية التحتية

وأوضحت «سيسكو» أن البنية التحتية وحدها لا تكفي؛ فالاستثمار في الإنسان أصبح ضرورة لا تقل أهمية عن الاستثمار في التقنية.

ويشدد ديدريتش على أهمية البرامج التعليمية الواسعة التي تقدمها الشركة، خاصة للفئات المحرومة، مؤكداً «الحاجة لمجتمعات قادرة على الاعتماد على نفسها... ويتطلب ذلك شمولية في الابتكار والتعليم معاً».

ولأن أكاديمية «سيسكو» للشبكات واحدة من أكبر برامج التدريب في العالم، فإنها تتحول اليوم لتشمل مهارات الذكاء الاصطناعي والتحضير للأمن السيبراني، والمشاركة الرقمية المتوازنة. وخلال النقاش، قال ديدريتش: «علينا تصميم أدوات ذكاء اصطناعي تكون بديهية وسهلة الاستخدام لجميع الفئات العمرية».

الرفاه الرقمي

واحدة من أهم إضافات هذا التقرير هي إدخال مفهوم الرفاه ضمن تقييم أثر الذكاء الاصطناعي، وهو جانب غالباً ما تهمله التقارير التقنية.

وتوضح بوريني أن «الحياة الرقمية أصبحت عاملاً مؤثراً في السعادة... سلوك الإنسان على الإنترنت يؤثر على رفاهه مثل ظروفه خارج الإنترنت». وتشير البيانات إلى مجموعة مخاطر متصاعدة، منها الإرهاق الرقمي والإفراط في الاستخدام وصعوبة الانفصال وتعرّض المستخدمين لمحتوى ضار، وانخفاض الرضا لدى من يقضون وقتاً طويلاً على منصات الترفيه. ولا يعني ذلك أن الذكاء الاصطناعي مضر بحد ذاته، بل إن غياب الوعي والضوابط قد يخلق آثاراً سلبية واضحة.

يقود الشباب تبنّي الذكاء الاصطناعي عالمياً لكنهم الأكثر عرضة لمخاطر الإفراط الرقمي وتراجع الرفاه (غيتي)

من يستفيد ومن يتحمل المخاطر؟

تسعى الدراسة إلى فهم التوزيع الحقيقي للفوائد والمخاطر، وليس فقط رصد معدلات الاستخدام. وتشير النتائج إلى أن الشباب هم الأكثر استفادة من إنتاجية الذكاء الاصطناعي، لكنهم الأكثر عرضة لمخاطر الرفاه.

الاقتصادات الناشئة تتبنى الذكاء الاصطناعي بسرعة، لكنها تواجه فجوات أعمق في الأمن الرقمي والمهارات. الدول المتقدمة ذات البنية الرقمية القوية لا تزال تعاني من تبنٍّ منخفض بسبب التردد الثقافي والتنظيمي.

هذه اللوحة المعقدة تنسف الفكرة السائدة بأن «زيادة المستخدمين تعني التقدم». الواقع أكثر تعدداً وتفصيلاً.

الذكاء الاصطناعي عادة ... لا موجة عابرة

في ختام الجلسة، شدد المتحدثان على أن الذكاء الاصطناعي التوليدي انتقل من كونه تقنية تثير الفضول إلى جزء من الروتين اليومي لملايين البشر، لكنه قد يتحول إلى سبب لانقسام جديد إذا ركّز العالم على التبنّي وتجاهل التأثير.

ونوهت بوريني إلى «الحاجة إلى مزيد من الثقافة الرقمية، ومزيد من الابتكار المسؤول، وفهم أعمق لتأثير الحياة الرقمية على رفاه الناس».

وأضاف ديدريتش: «السؤال الحقيقي ليس من الذي يتبنى الذكاء الاصطناعي؟... بل من يستفيد منه وكيف نجعل الفائدة شاملة للجميع؟».

وتذكّر نتائج تقرير «سيسكو – OECD» أن مستقبل الذكاء الاصطناعي ليس نقاشاً تقنياً فقط، بل هو نقاش اجتماعي واقتصادي وإنساني؛ فالانتشار الواسع مجرد بداية، أما ما سيأتي لاحقاً فهو ما سيحدد ما إذا كان الذكاء الاصطناعي قوة للاندماج... أم مصدراً جديداً للانقسام.