لبيد يمد يد السلام لشعوب الشرق الأوسط والفلسطينيين

هاجم إيران و«حزب الله» و«حماس» في أول جلسة لحكومته... وبنيت يتولى منصب رئيس حكومة بديل وملف المخابرات

لبيد لدى وصوله إلى مقر الحكومة ليترأس أول اجتماع لها في عهده أمس (رويترز)
لبيد لدى وصوله إلى مقر الحكومة ليترأس أول اجتماع لها في عهده أمس (رويترز)
TT

لبيد يمد يد السلام لشعوب الشرق الأوسط والفلسطينيين

لبيد لدى وصوله إلى مقر الحكومة ليترأس أول اجتماع لها في عهده أمس (رويترز)
لبيد لدى وصوله إلى مقر الحكومة ليترأس أول اجتماع لها في عهده أمس (رويترز)

توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد، يائير لبيد، الذي ترأس أمس الأحد أول اجتماع لحكومته، برسالة سلام إلى جميع دول وشعوب الشرق الأوسط، بمن فيهم الفلسطينيون، وهاجم في المقابل إيران و«حزب الله» اللبناني و«حماس» واعتبرها تهديداً عدوانياً.
وقال لبيد: «نحن نؤمن بأنه طالما تمت تلبية احتياجاتها الأمنية فإسرائيل دولة محبة للسلام، تمد يدها لكافة شعوب الشرق الأوسط بما فيها الشعب الفلسطيني لتقول: حان الوقت كي تعترفوا بأننا لن نغادر هذا المكان أبداً فتعالوا نتعلم كيفية العيش معاً. ونعتبر اتفاقات إبراهيم نعمة كبيرة بمعنى النعمة الكبيرة من ناحية الزخم الأمني والاقتصادي الذي أحدثته قمة النقب مع الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، ومصر والمغرب، بل وستكون نعمة كبيرة من خلال الاتفاقات التي سيتم إبرامها في المستقبل». وأضاف: «سنبذل كل ما يلزم من أجل منع إيران من امتلاك قدرة نووية».
وكان لبيد جعل اجتماع حكومته واحداً من أقصر الاجتماعات في تاريخ الحكومات الإسرائيلية، إذ استغرق 25 دقيقة فقط، واقتصر على تصريحات له وعلى اتخاذ قرارات إجرائية. وقال وزراء إن لبيد تعمد أن ينتهي اجتماع الحكومة بشكل سريع وسلس ومن دون نقاشات وتسريبات. وأشاروا إلى أن رئيس الحكومة السابق، نفتالي بنيت، جلس إلى جانب لبيد «وكان مزاجه سيئاً»، بينما «بدا لبيد بمزاج جيد جداً وأدار الاجتماع بمهنية، كأنه استعد لهذا الوضع طوال حياته».
وقد صادقت الحكومة في هذه الجلسة على تعيين بنيت، رئيسا للجنة الوزارية لشؤون «الشاباك»، والمسؤولة عن حراسة رئيس الحكومة والوزراء، بالإضافة إلى منصبه كرئيس حكومة بديل.
ولدى افتتاح الجلسة، أدلى لبيد بتصريح قصير أعاد فيه تصريحات سابقيه ضد إيران و«حزب الله» و«حماس». وقال: «علينا العمل ضد إيران وحماس وحزب الله في جميع الجبهات وفي أي وقت، وهذا ما سنفعله بالضبط». وتطرق لبيد إلى إسقاط الجيش الإسرائيلي، بعد ظهر أول من أمس، ثلاث طائرات مسيرة أطلقها «حزب الله» باتجاه منصة حقل الغاز «كاريش»، الواقع في المنطقة المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل. واعتبر أن هذه الطائرات المسيرة «حاولت استهداف بنية تحتية إسرائيلية في المياه الاقتصادية الإسرائيلية. وحزب الله يواصل طريق الإرهاب ويمس بقدرة لبنان للتوصل إلى اتفاق حول الحدود البحرية. وستستمر إسرائيل في الدفاع عن نفسها وعن مواطنيها ومواردها».
وقال: «الشعب اليهودي لا يعيش لوحده. فنحن مكلفون بمواصلة تعزيز مكانتنا حول العالم، وعلاقاتنا مع حليفتنا الكبرى ألا وهي الولايات المتحدة، وتجنيد المجتمع الدولي لمكافحة معاداة السامية والمساعي الرامية للطعن في شرعية إسرائيل. ونعتقد بأن التهديد الإيراني هو أكبر تهديد على إسرائيل. وسنبذل كل ما يلزم من أجل منع إيران من امتلاك قدرة نووية، أو التموضع قرب حدودنا. إنني أقف أمامكم في هذه اللحظة لأقول من هنا لكل من يلتمس الاعتداء علينا، من غزة حتى طهران، ومن شواطئ لبنان حتى سوريا، لا تختبرونا. إذ ستكون إسرائيل قادرة على استخدام قوتها أمام أي تهديد، وأمام كل عدو».
وختم لبيد بالقول: «إننا نواجه تحديات جمة وتشمل مكافحة إيران والإرهاب الداخلي وأزمة جهاز التربية والتعليم الإسرائيلي وغلاء المعيشة وتعزيز الأمان الشخصي. وبما أن التحديات هي بهذا الحجم، فلا يجوز لنا هدر طاقتنا على المشاجرات. ولكي نخلق هنا خيراً مشتركاً نحتاج لبعضنا البعض. إن أطفالنا يتطلعون إلينا. فماذا نريد أن يروه؟ نريد أن يرى أطفالنا أننا بذلنا كل ما في وسعنا لنبني إسرائيل اليهودية والديمقراطية، والقوية والمتقدمة، والكريمة والطيبة معاً».
وكان لبيد قد ألقى أول خطاب رسمي كرئيس حكومة، أول من أمس، السبت، حذر فيه من تأجيج المعارضة للعداء بين اليهود.
وقال: «إسرائيل أكبر من كل واحد منا. وأهم من كل واحد منا. وقد كانت موجودة هنا قبلنا وستبقى هنا بعدنا طويلاً. وهي ليست ملكاً خاصاً بنا فقط بل تخص أيضاً الذين حلموا بها على مدار آلاف السنين في الشتات وكذلك الذين لم يولدوا بعد والأجيال القادمة. فمن أجلهم ومن أجلنا يجب علينا أن نختار الخير المشترك وما يجمعنا. ودائماً ستكون هناك خلافات، لكن المسألة منوطة بطريقة إدارتنا لها، وبكيفية تأكدنا من عدم إدارتها لنا.
والخلاف بحد ذاته، ليس بالضرورة شيئاً سيئاً طالما لم يمس باستقرار الحكم وبحصانتنا الداخلية. وطالما تذكرنا أننا جميعاً نتقاسم الغاية نفسها التي تتمثل بكون إسرائيل دولة يهودية، وديمقراطية، وليبرالية، وكبيرة، وقوية، ومتقدمة ومزدهرة».
وبعد جلسة الحكومة، أمس، توجه لبيد إلى رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، داعيا إياه للقاء حتى يقدم له إحاطة أمنية استراتيجية. وقال لبيد إن القانون يلزم رئيس الحكومة إحاطة رئيس المعارضة وإنه ينوي الالتزام بالقانون.
واعتبرت هذه الدعوة محرجة لنتنياهو، الذي كان يرفض الحصول على إحاطة مباشرة من بنيت ويتلقى تقارير من سكرتير الحكومة العسكري. ودعا لبيد نتنياهو إلى أن يحضر إلى مكتب السكرتير العسكري ليقدم له الإحاطة هو بنفسه.


مقالات ذات صلة

وفد إسرائيلي برئاسة إيلي كوهين في الخرطوم لتطبيع العلاقات مع السودان

شمال افريقيا رئيس المجلس الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان مستقبلاً وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين (أ.ف.ب)

وفد إسرائيلي برئاسة إيلي كوهين في الخرطوم لتطبيع العلاقات مع السودان

نقلت وسائل إعلام سودانية في وقت مبكر من صباح اليوم (الخميس)، أن طائرة أقلعت من «تل أبيب» وحطت في مطار الخرطوم، وهو ما أكدته هيئة البث الإسرائيلية بأن الطائرة أقلت عدداً من المسؤولين الدبلوماسيين والأمنيين الإسرائيليين إلى الخرطوم، للبحث في توقيع السودان «اتفاقات أبراهام» وتطبيع العلاقات بين البلدين، بيد أن السلطات السودانية ما تزال تتكتم على تفاصيل الزيارة. وقالت هيئة البث الإسرائيلية «مكان» إن طائرة إسرائيلية هبطت في مطار الخرطوم صبيحة اليوم، وإن مصادر في الخرطوم أبلغتها أن السودان يتجه لتوقيع اتفاقيات «أبراهام» مع إسرائيل بشكل نهائي.

أحمد يونس (الخرطوم)
شؤون إقليمية صورة مركبة للعاهل الأردني ورئيس الوزراء الإسرائيلي (أ.ف.ب)

نتنياهو في الأردن ويستعد لزيارة الإمارات

في ظل أجواء عدائية للمملكة الأردنية في صفوف ائتلافه الحكومي، طار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى عمان، وعقد في زيارته الخاطفة لقاء مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، (الثلاثاء)، وفي الوقت نفسه أرسل وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومته، رون دريمر، إلى أبوظبي ليمهد لزيارة قريبة حيث التقاء الشيخ محمد بن زايد، رئيس الإمارات. وقال بيان صادر عن مكتب نتنياهو، إن نتنياهو والملك عبد الله ناقشا قضايا إقليمية، وأكدا على «التعاون الاستراتيجي والأمني والاقتصادي بين إسرائيل والأردن بما يساهم في استقرار المنطقة».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شمال افريقيا الفاروق بلخير المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية (الشرق الأوسط)

اجتماع مغربي - إسرائيلي للتعاون الدفاعي

احتضن نادي الضباط في مدينة الرباط المغربية، أمس واليوم، الاجتماع الأول للجنة تتبع التعاون المغربي - الإسرائيلي في مجال الدفاع. وأوضح بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية المغربية أنه تم خلال هذا الاجتماع، الذي ترأسه كل من الفاروق بلخير والجنرال دوكور دارمي (الفريق الأول) المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، ودرور شالوم مدير مكتب الشؤون السياسية العسكرية بوزارة الدفاع الإسرائيلية، بحث مختلف مجالات التعاون العسكري الثنائي، لا سيما اللوجستيك والتكوين والتدريبات، وكذلك اقتناء وتحديث التجهيزات. وبعد أن أشاد المسؤولان بمستوى التعاون العسكري الثنائي، يضيف البيان: «اتفقا على تعزيز هذا التعاون أك

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شؤون إقليمية اجتماع النقب مارس الماضي ويبدو من اليمين: وزراء خارجية الإمارات والمغرب والولايات المتحدة وإسرائيل ومصر والبحرين (أ.ب)

ترتيبات أميركية لاجتماع عربي ـ إسرائيلي

تعتزم الولايات المتحدة تنظيم اجتماع مطلع العام المقبل سيضم دولاً عربية لديها علاقات مع إسرائيل، في مقدمتها مصر والأردن.

شؤون إقليمية اجتماع النقب مارس الماضي ويبدو من اليمين: وزراء خارجية الإمارات والمغرب والولايات المتحدة وإسرائيل ومصر والبحرين (أ.ب)

اجتماع اقتصادي عربي ـ إسرائيلي مطلع 2023 بترتيبات أميركية

قالت مصادر مصرية مطلعة، (الأربعاء)، إن «المشاورات بشأن اجتماع تعتزم الولايات المتحدة تنظيمه مطلع العام المقبل لا تزال جارية»، لا سيما في ظل «استكشاف مواقف الحكومة الإسرائيلية الجديدة». وتحدثت المصادر إلى «الشرق الأوسط» شريطة عدم الكشف عن هويتها، قائلة إن «الاجتماع الذي تسعى واشنطن إلى عقده سيضم دولا عربية لديها علاقات مع إسرائيل في مقدمتها مصر والأردن».


اغتيال قاضيين وسط طهران... وانتحار المنفذ

أفراد من الشرطة أمام مبنى السلطة القضائية بعد اغتيال قاضيي المحكمة العليا محمد مقيسة وعلي رازيني في طهران (رويترز)
أفراد من الشرطة أمام مبنى السلطة القضائية بعد اغتيال قاضيي المحكمة العليا محمد مقيسة وعلي رازيني في طهران (رويترز)
TT

اغتيال قاضيين وسط طهران... وانتحار المنفذ

أفراد من الشرطة أمام مبنى السلطة القضائية بعد اغتيال قاضيي المحكمة العليا محمد مقيسة وعلي رازيني في طهران (رويترز)
أفراد من الشرطة أمام مبنى السلطة القضائية بعد اغتيال قاضيي المحكمة العليا محمد مقيسة وعلي رازيني في طهران (رويترز)

أقدم مسلح على قتل قاضيين إيرانيين، أمس، وإصابة حارس أحدهما، في قصر العدل بطهران.

وقالت وكالة «مهر» الحكومية إن «القاضيين في المحكمة العليا، إسلام علي رازيني ومحمد مقيسة ضمن المستهدفين بهجوم إرهابي».

وأوضحت الوكالة أنه «بناء على التحقيقات الأولية، فإن الشخص المعني ليست لديه قضية في المحكمة العليا»، و«بعد الحادث مباشرة، تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإلقاء القبض على المسلح، لكنه أقدم على الانتحار فوراً».

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق النار على القاضيين، لكن دور رازيني في إصدار أحكام الإعدام التي جرت عام 1988 ربما جعله هدفاً، بما في ذلك محاولة اغتياله عام 1999، وفقاً لـ«أسوشييتد برس». (