معرض رسومات كاريكاتيرية للفنان المغربي العيادي في الرباط

يضم 52 عملاً لعدد من الشخصيات في الفنون والرياضة والإعلام

عبد اللطيف العيادي (يمين) والفنان الكوميدي محمد عاطر وبينهما رسم للأخير
عبد اللطيف العيادي (يمين) والفنان الكوميدي محمد عاطر وبينهما رسم للأخير
TT

معرض رسومات كاريكاتيرية للفنان المغربي العيادي في الرباط

عبد اللطيف العيادي (يمين) والفنان الكوميدي محمد عاطر وبينهما رسم للأخير
عبد اللطيف العيادي (يمين) والفنان الكوميدي محمد عاطر وبينهما رسم للأخير

يحتضن رواق محمد الفاسي بالرباط معرضاً للفنان المغربي عبد اللطيف العيادي، خصصه لفن الكاريكاتير، يقدم فيه رسومات كاريكاتيرية لعدد من الوجوه المغربية والعربية، المعروفة في مجالات المسرح والموسيقى والتمثيل والرياضة والإعلام، يناهز عددها 52 رسماً، أنجزت ما بين 2018 و2022.
من بين هذه الرسومات، يتعرف الزائر، من بين المغاربة، على الموسيقار عبد الوهاب الدكالي، ولاعب كرة القدم أشرف حكيمي، والممثل محمد الشوبي، والممثل نور الدين بكر، والممثل سعيد الناصري، والفكاهي محمد عاطر، والإعلامي بلاد مرميد. ومن بين العرب، يكون مع الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، والفنان اللبناني مارسيل خليفة، وفنان الراي الجزائري الشاب خالد.
وقال العيادي لـ«الشرق الأوسط» إن علاقته بالفن تعود إلى سن مبكرة، وصلولاً إلى مرحلة دراسته الثانوية وحصوله على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة)، حيث سيلتحق، في 2009. بالمعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، ليدرس الفن التشكيلي بأسلوب أكاديمي، ينقسم إلى دروس نظرية مكتفة كتاريخ الفن وفلسفة الفن والسيميولوجيا والسيناريو ومنهجية البحث، وأخرى تطبيقية كالرسم والصباغة بكل أنواعها والأبعاد والنحت والطباعة والتصوير الفوتوغرافي والأشرطة المرسومة.
وشدد العيادي على أن تعلقه بالرسم والصباغة والكاريكاتير، فضلاً عن متابعته لإنتاجات كبار استوديوهات العالم منذ الصغر، دفعه للاهتمام بمجال الرسوم المتحركة، ليحظى في 2012 بفترة تكوينية في مجال (الستوريبورد) بالمهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس، حيث سيحصل على الجائزة الكبرى (عائشة لسينما التحريك) سنتي 2013 و2016. الشيء الذي خوله الالتحاق بإقامتين فنيتين لتبادل التجارب والخبرات في مجال سينما التحريك بفرنسا. كما قام بإخراج ثلاثة أفلام قصيرة: «وليمة» (2014)، و«بيضة» (2016)، و«الكراب بين الأمس واليوم» (2016). أما بالنسبة لفن الكاريكاتير فقد حصل على الجائزة الدولية الأولى لمسابقة (كايروكاتير) بمصر سنة 2018.
وقال العيادي إن المحيط الأسري، المحيط المدرسي وأيضاً مدينة الإقامة، تلعب دوراً مهماً في تكوين شخصية ونظرة الفنان، خاصة إذا كان محيطاً يغلب عليه الهدوء والسكينة؛ وأن هذا ما وجده في البيئة المنزلية، وكذا في البيئة الخارجية، أي الطبيعة التي ما زالت غالبة وتقاوم زحف التمدن والتي تميز مدينة وزان (جنوب شرقي طنجة)، التي احتضنته منذ صغره إلى أن غادرها إلى تطوان.

عبد الوهاب الدكالي

ورداً على سؤال أين يجد راحته أكثر، قال العيادي إن الفن التشكيلي وفن الكاريكاتير (الفن المشاغب أو فن المأساة الضاحكة) هو جزء لا يتجرأ بالنسبة له. مشيراً إلى أنه يرسم، أحياناً، لوحات خاصة بالفضاءات والأماكن والبورتريهات بتقنية الصباغة المائية (الأكواريل)، ويواكب، في أحايين أخرى، الأحداث الوطنية والدولية من خلال فن الكاريكاتير بطريقة يغلب عليها نوع من السخرية التي تسفر عن ابتسامة واسعة.
وعن الغاية التي تحرك تعاطيه لفن الكاريكاتير، قال العيادي إن «الكاريكاتير فن ساخر، وما أحوجنا، اليوم، إلى السخرية للترويح عن النفس وخلق جو من الفرحة والابتسامة في ظل عالم يفرض على الإنسان ضغوطات كثيرة». وأضاف: «تعددت الأسباب التي جعلتني أهتم بفن الكاريكاتير، أولها حبي وتعلقي بالفن عموماً والفن التشكيلي والكاريكاتير خصوصاً، ثانياً خلق جو من الابتسامة والسعادة في ظل الضغوطات اليومية التي يعيشها الإنسان، ثالثاً كون الموروث الثقافي الشعبي المغربي مليئاً بالنكات والسخرية، فأينما حللت أو ارتحلت تجد أناساً تضحك. يقول المثل المغربي: «كثرة الهَمْ كتْضَحّك»، رابعاً كون الكاريكاتير يحمل رسائل ودلالات عميقة يقوم من خلالها بتوعية وتحسيس الفرد والمجتمع يقول المثل المغربي».
وعن علاقة التعبير الفني بالكاريكاتير بالتطور التقني وتوظيف الآلة لتغيير الملامح والسخرية، قال العيادي إن الكاريكاتير يعتمد على الفكرة والسخرية، إضافة إلى المبالغة ودقة الملاحظة، حيث إنه لإنجاز رسم كاريكاتيري لموضوع معين يجب على رسام الكاريكاتير أن يلم بالموضوع من جميع جوانبه ليوصل رسالته بشكل صحيح. وأضاف: «لكل رسام كاريكاتير نظرته للمواضيع وطريقته في معالجتها، فهناك من يشتغل بطريقة كلاسيكية معتمداً على الرسم على الورق تم التحبير فالتلوين، وهناك من يعتمد على التقنيات الحديثة أي الرسم بطريقة مباشرة على اللوحات الغرافيكية، وهذا ما يسهم في سرعة إنجاز العمل الفني ونشره على أوسع نطاق عبر وسائط التواصل الاجتماعي التي حلت محل الصحف الورقية مع وجود مساحة حرية شاسعة».
وتحدث العيادي عن ثلاث مدارس كاريكاتيرية: المدرسة الأوروبية الشرقية التي تعتمد على الرسم فقط ولا وجود لتعليق، والمدرسة الأوروبية الغربية التي تعتمد على رسم تخطيطي بسيط مقرون بتعليق على شكل نكتة أو حوار ضاحك، ثم المدرسة الأميركية التي تجمع بين المدرستين السالفتين، وتعتمد على دقة الرسم والحوار.
وأوضح العيادي أن فن الكاريكاتير ينقسم إلى واقعي وخيالي وسياسي، وبحسب الشكل هناك الكاريكاتير الذي يركز على الصورة، وهناك الذي يركز على النص، وهناك الشرائط المصورة. ورأى أن الفن عموماً هو «إبداع حي يتداخل فيه الجانب الإنساني الحسي والجمالي»، وأن «توظيف الآلة أو البرامج لا يمكن أبداً أن يحل محل الإنسان، فشعور وإحساس وذوق الفنان ولمسته الخاصة هي ما يميزه عن الآلة»، لافتاً إلى أن «وجود برامج أو أنظمة مصممة للكاريكاتير لا يؤثر على هذا الفن لكون هذه البرامج أو الأنظمة محدودة للغاية، ولكون هذا الفن يعتمد على الفكرة مقرونة بالسخرية والمبالغة واللمسة الخاصة التي تميز كل فنان، فلكل بصمته التي لا يمكن للآلة أن تعوضها أو تحل محلها».


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».