ضربة إسرائيلية في طرطوس تتزامن مع وصول وزير خارجية إيران إلى دمشق

عبداللهيان يؤكد العمل على «منع اندلاع أزمات جدیدة في المنطقة»

صورة وزعتها وكالة «سانا» لدى استقبال الوزير المقداد نظيره الإيراني عبداللهيان في مطار دمشق أمس (أ.ف.ب)
صورة وزعتها وكالة «سانا» لدى استقبال الوزير المقداد نظيره الإيراني عبداللهيان في مطار دمشق أمس (أ.ف.ب)
TT
20

ضربة إسرائيلية في طرطوس تتزامن مع وصول وزير خارجية إيران إلى دمشق

صورة وزعتها وكالة «سانا» لدى استقبال الوزير المقداد نظيره الإيراني عبداللهيان في مطار دمشق أمس (أ.ف.ب)
صورة وزعتها وكالة «سانا» لدى استقبال الوزير المقداد نظيره الإيراني عبداللهيان في مطار دمشق أمس (أ.ف.ب)

تزامن وصول وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى دمشق أمس مع شن إسرائيل ضربة صاروخية استهدفت مواقع في محافظة طرطوس الساحلية، وسط معلومات عن أن المنطقة المستهدفة تضم مداجن يستخدمها «حزب الله» اللبناني لنقل الأسلحة.
وخلال استقباله عبداللهيان في مطار دمشق، صرح وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بأن الأوضاع في سوريا «تحتاج مزيداً من المشاورات» مع إيران لا سيما مع «تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية والتهديدات التي تطلقها إسرائيل ضد إيران».
وجاء وصول الوزير الإيراني إلى مطار دمشق الدولي بعد إعادة تشغيله الأسبوع الماضي إثر خروجه من الخدمة جراء ضربة إسرائيلية تعرض لها قبل ثلاثة أسابيع. وقالت تقارير إعلامية آنذاك إن الضربة استهدفت مستودعات تابعة لـ«حزب الله» اللبناني وإيران فوق مدرج التشغيل الوحيد المتبقي في المطار.
كما تزامنت زيارة الوزير الإيراني مع ضربة إسرائيلية على موقع في محيط بلدة الحميدية جنوب مدينة طرطوس على الساحل السوري. وذكر مصدر عسكري سوري أنه «نحو الساعة السادسة و30 دقيقة صباح السبت نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً بعدة صواريخ من فوق البحر المتوسط غرب طرابلس مستهدفاً عدة مداجن في محيط بلدة الحميدية جنوب طرطوس»، مضيفاً أن «العدوان أدى إلى إصابة مدنيين اثنين بجروح أحدهما امرأة ووقوع بعض الخسائر المدنية».
من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهي منظمة غير حكومية لها شبكة واسعة من المصادر في سوريا، إن القصف استهدف «هنغارات سابقة لتربية الحيوانات» في المنطقة «يستخدمها حزب الله اللبناني لنقل الأسلحة». وأوضح المرصد أنه «لم تُسمع أصوات مضادات الدفاع الجوي التابعة للنظام حيث كان الاستهداف مباغتاً»، حسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأبلغ الجيش الإسرائيلي الوكالة الفرنسية بأنه «لا يعلق على تقارير لوسائل إعلام أجنبية».
وأظهرت مشاهد فيديو لوكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» ركاماً في موقع المنشأة المستهدفة بالغارة. وتظهر المشاهد أشخاصاً يتفقدون الموقع وسط حطام الأسمنت والحديد في أحد الحقول.
ومنذ بداية الحرب في سوريا في 2011 شنت إسرائيل مئات الغارات الجوية على جارتها استهدفت مواقع للجيش السوري والقوات الإيرانية و«حزب الله» اللبناني، لمنع وصول النفوذ الإيراني إلى الحدود مع إسرائيل، بحسب تصريحات مسؤولي الدولة العبرية.
في غضون ذلك، دان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الهجوم الإسرائيلي الجديد، وقال إن إيران «تدين العدوان الصهيوني صباح اليوم (السبت) على جنوب طرطوس... الكيان الصهيوني يبحث دائماً عن زعزعة الأمن والاستقرار في سوريا ويحاول باعتداءاته إظهار دمشق كمدينة غير آمنة لعرقلة عودة المهجرين السوريين». وشدد على دعم إيران سيادة سوريا ووحدة أراضيها، مؤكداً معارضة بلاده لأي اعتداء عسكري على الأراضي السورية.
وكان عبداللهيان وقبل توجهه إلى سوريا قادماً من تركيا، أكد ضرورة العمل على منع اندلاع أزمات جدیدة في المنطقة، وذلك في ظل أنباء عن عزم تركيا على شن عملية عسكرية جديدة شمال سوريا تستهدف مناطق تخضع لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد). وكانت تركيا قد أبرمت اتفاقات منفصلة مع كل من الولايات المتحدة وروسيا أثناء عملية «نبع السلام» عام 2019، وبموجبها، تعهد الأميركيون والروس بانسحاب «قسد» حتى عمق 30 كيلومتراً من الحدود التركية. وتزعم أنقرة أنه لم يتم الالتزام بتلك التعهدات.
وقال عبداللهيان إن زيارته لدمشق هي لاستكمال زيارته إلى تركيا التي استمرت 4 أيام، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية. وجزء من زيارته بهدف إلى اتخاذ خطوات في مسار تكريس السلام والأمن في المنطقة بین سوریا وترکیا کبلدین لدیهما علاقات هامة مع إيران. ولفت إلى أن الجزء الآخر من الزيارة هو لمتابعة العلاقات الثنائیة وإجراء مشاورات مع الرئیس السوري بشار الأسد، ووزیر الخارجیة وکبار المسؤولین السوریین بشأن القضایا المختلفة علی المستویین الإقلیمي والدولي. واعتبر الوزير الإيراني في تصريحاته بمطار دمشق أن زيارة الرئيس بشار الأسد الأخيرة لطهران شكلت نقطة تحول في العلاقات بين البلدين وقال: «لقد دخلنا مرحلة جديدة من العلاقات الشاملة ولا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية... وزيارتي اليوم فرصة لمتابعة آخر التطورات بشأن العلاقات الثنائية».
من جانبه، اعتبر المقداد زيارة عبداللهيان إلى دمشق «مهمة جداً» لأنها «تأتي بعد تطورات محلية وإقليمية ودولية كثيرة سواء في سوريا أو إيران». وقال إن «الكثير من النشاطات جرت خلال المرحلة الماضية... وكما تعودنا فنحن نتشاور بشكل مستمر ووثيق حيال كل التطورات»، مؤكداً أن «طهران تقوم بجهد كبير من أجل ضمان الأمن والاستقرار في منطقة الخليج» ولهذا تدعم دمشق «التطورات الإيجابية التي تحدث في تلك المنطقة»، حسب تعبير المقداد.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT
20

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)
من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».