طالبت السلطة الفلسطينية بفتح تحقيق دولي في ظروف وفاة الأسيرة سعدية فرج الله (68 عاماً) بالسجون الإسرائيلية، محمّلة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن ذلك.
واتهم رئيس الوزراء محمد أشتية، سلطات الاحتلال، بالمسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسيرة سعدية فرج الله، مطالباً «لجان حقوق الإنسان الدولية بفتح تحقيق في ظروف استشهادها، وممارسة الضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن جميع الأسيرات والأسرى، خصوصاً المرضى منهم والأطفال، وتحميلها المسؤولية عن حياتهم».
وأكدت وزارة الخارجية ضرورة فتح تحقيق دولي، وطالبت المجتمع الدولي والصليب الأحمر الدولي وجميع المؤسسات والمنظمات والمجالس الأممية المختصة، بما فيها مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان، بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال من إهمال طبي متعمد، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لضمان توفير الحماية لهم والتعامل معهم أسرى حرب وفقاً لاتفاقيات جنيف، والإفراج الفوري عنهم.
وكان نادي الأسير أعلن وفاة الأسيرة سعدية فرج الله، وهي من بلدة إذنا غرب الخليل، في سجن «الدامون»، متهماً إدارة السجون الإسرائيلية بالإهمال الطبي الذي قاد إلى وفاتها.
وأوضح نادي الأسير في بيان، أن الأسيرة فرج الله هي كبرى الأسيرات سناً في سجون الاحتلال، حيث جرى اعتقالها قرب الحرم الإبراهيمي الشريف، وسط مدينة الخليل، في الثامن عشر من يناير (كانون الثاني) 2021، وهي أم لثمانية أبناء.
وأكد أنّ الأسيرة فرج الله تعرضت لجريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، التي شكّلت السياسة الأبرز خلال السنوات القليلة الماضية، والتي أدت إلى استشهادها والعشرات من الأسرى.
ومع وفاة الأسيرة سعدية، يرتفع عدد الأسرى الذين قضوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى 230 أسيراً.
وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال 29 فلسطينية يقبعن في سجن «الدامون»، أقدمهن الأسيرة ميسون موسى من بيت لحم، المعتقلة منذ عام 2015، والمحكومة بالسجن لمدة (15 عاماً).
ومن بين الأسيرات، اثنتان رهن الاعتقال الإداري، وهما: شروق البدن وبشرى الطويل، إضافة إلى 10 من الأمهات، وأسيرة قاصر وهي نفوذ حمّاد، وأخطر الحالات المرضية بينهن هي الأسيرة إسراء جعابيص.
وقالت عائلة الأسيرة فرج الله إن إدارة السجون وضعتها في ظروف صعبة داخل العزل الانفرادي منذ اعتقالها قبل ثمانية أشهر، بعد تصديها لمستوطن حاول الاعتداء عليها خلال زيارتها لابنتها التي تقطن قرب المسجد الإبراهيمي في الخليل.
وحضرت فرج الله إلى المحكمة الثلاثاء الماضي، على كرسي متحرك، وطلبت لها النيابة حكماً بالسجن خمس سنوات، وغرامة مالية 15 ألف شيقل، لكن الحكم لم يصدر.
وأكدت إدارة السجون الإسرائيلي وفاة فرج الله، وقالت في بيان، إنها كانت «تعاني من مرض مزمن وكانت تتلقى العلاج»... وخلال الأيام الماضية نقلت إلى المستشفى وتلقت العلاج وعادت إلى السجن. صباحاً طُلب فريق طبي عاجل لمحاولة إنقاذ حياتها ولكن تم تحديد وفاتها، ويجري التحقيق في ظروف ذلك.
ونعتها حركة «حماس»، وقال المتحدث باسمها حازم قاسم: «إن استشهاد المسنة سعدية يؤكد حجم الجريمة المتعمدة في الإهمال الطبي داخل السجون بحق الأسرى المرضى».
وأكد في تصريح أن الجريمة «واضحة ومكتملة الأركان فلم يشفع الاحتلال لها على الرغم من تقدم سنها، وهو ما يؤكد سادية كل المؤسسات الإسرائيلية، والمنطق الإرهابي الذي يحكم سلوكهم».
ورأى أن الجريمة تؤكد السلوك العنصري لدى الاحتلال بحق الأسرى خصوصاً المرضى. وأضاف: «هذه الجريمة تؤكد مرة أخرى ضرورة تقديم قادة الاحتلال للمحكمة الجنائية الدولية كمجرمي حرب».
السلطة تطالب بتحقيق دولي في ظروف وفاة كبرى الأسيرات سناً
السلطة تطالب بتحقيق دولي في ظروف وفاة كبرى الأسيرات سناً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة