واردات الطاقة تعرض برنامج الحكومة الاقتصادي للخطر

تركيا: عجز التجارة الخارجية يقفز بأكثر من 155 % في مايو

واصل عجز التجارة الخارجية لتركيا قفزاته ليصل في الأشهر الخمسة الأولى من العام إلى 43.21 مليار دولار (أ.ب)
واصل عجز التجارة الخارجية لتركيا قفزاته ليصل في الأشهر الخمسة الأولى من العام إلى 43.21 مليار دولار (أ.ب)
TT

واردات الطاقة تعرض برنامج الحكومة الاقتصادي للخطر

واصل عجز التجارة الخارجية لتركيا قفزاته ليصل في الأشهر الخمسة الأولى من العام إلى 43.21 مليار دولار (أ.ب)
واصل عجز التجارة الخارجية لتركيا قفزاته ليصل في الأشهر الخمسة الأولى من العام إلى 43.21 مليار دولار (أ.ب)

واصل عجز التجارة الخارجية لتركيا قفزاته وسجل ارتفاعا بنسبة 155.2 في المائة على أساس سنوي وارتفع إلى 10.61 مليار دولار في مايو (أيار) الماضي مع زيادة في الواردات بنسبة 43.5 في المائة.
وذكر بيان لمعهد الإحصاء التركي أمس (الخميس) أن الواردات بلغت 29.59 مليار دولار بينما ارتفعت الصادرات 15.3 في المائة إلى 18.98 مليار دولار. وأظهرت البيانات أن العجز في الأشهر الخمسة الأولى من العام ارتفع بنسبة 136 في المائة إلى 43.21 مليار دولار.
وأدى الاجتياح الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) الماضي، إلى ارتفاع أسعار السلع الأولية العالمية، ما يعرض للخطر برنامج تركيا الاقتصادي الجديد الذي يهدف إلى معالجة التضخم المرتفع من خلال تحقيق فائض في حساب المعاملات الجارية وليس عبر رفع سعر الفائدة.
وتستورد تركيا جميع احتياجاتها من الطاقة تقريبا، ما يجعلها عرضة لمخاطر تقلبات الأسعار الكبيرة. وأدى ارتفاع تكاليف الطاقة العالمية في الأشهر الأخيرة إلى زيادة الضغط من أجل زيادة الأسعار.
وتهدف تركيا، وفي إطار برنامج اقتصادي تم الكشف عنه العام الماضي، إلى تحقيق فائض في ميزان المعاملات الجارية من خلال زيادة الصادرات وخفض أسعار الفائدة، رغم ارتفاع التضخم، الذي وصل إلى 73.5 في المائة في أعلى مستوى في حوالي ربع قرن، وانخفاض قيمة الليرة التركية التي فقدت نحو 25 في المائة من قيمتها خلال العام الجاري، و44 في المائة العام الماضي، في ظل تمسك الرئيس رجب طيب إردوغان بعدم رفع سعر الفائدة.
من ناحية أخرى، توقعت هيئة الرقابة الرسمية لمكافحة الاحتكار في تركيا فرض مجموعة جديدة من الغرامات المالية الكبيرة على بعض كبار تجار التجزئة والجملة في البلاد بعد أن توصل تحقيق إلى أنهم كانوا متواطئين لرفع الأسعار.
وقال مجلس وكالة المنافسة التركية، في بيان أمس، إن المتاجر الكبرى و15 موردا شكلوا تحالفا من أجل تقسيم السوق فيما بينها لتحديد الأسعار. وسيكتمل التحقيق في الخريف المقبل، وذلك بعد تغريم 5 من أكبر المتاجر في تركيا ومورد لزيت الزيتون 2.6 مليار ليرة (155 مليون دولار) بعد تحقيق سابق انتهى العام الماضي.
وقال رئيس مجلس وكالة المنافسة التركية، بيرول كوله، إن رئيس وكالة المنافسة التركية، في مقابلة تلفزيونية: «ليست كل الزيادات في الأسعار ناتجة عن التكاليف أو الطلب أو ارتفاع أسعار السلع الأساسية في الأسواق العالمية». وأضاف كوله أنه إذا كان هذا الاختلاف في الأسعار ناتجا عن نقص المنافسة، فهذه مسؤوليتنا... لا أستطيع النوم عندما أفكر في دورنا في التضخم.
واستأنفت المتاجر على الغرامات المفروضة عليها في المحكمة. وذكر المسؤولون التنفيذيون فيها أنهم كانوا مضطرين إلى رفع الأسعار لتجديد المخزون لأن التضخم وضعف الليرة يؤديان إلى ارتفاع تكلفة البضائع.
ويلقي هؤلاء المسؤولون باللوم على السياسات الاقتصادية والنقدية للحكومة في أزمة تكلفة المعيشة التي تتكشف في تركيا، حيث يتصارع المستهلكون مع تضخم يتجاوز 70 في المائة.
وتعد وكالة المنافسة جهة رسمية تعمل مع وزارة التجارة. ويتألف مجلس إدارتها من قضاة المحكمة العليا ومسؤولين من وزارتي التجارة والصناعة وإدارة التخطيط الحكومية وممثلين عن غرف التجارة والبورصة.
وتتمتع الوكالة بسلطة فرض غرامة أو حتى التدخل في نماذج الأعمال الخاصة بالشركات إذا كانت تشكل تكتلات أو تسيء استخدام مركز مهيمن في السوق. وكثفت وكالة المنافسة عمليات التفتيش حيث يقاوم الرئيس رجب طيب إردوغان الضغط لتشديد السياسة النقدية، وألقى باللوم في ارتفاع الأسعار الجامح على عمليات تخزين البضائع والتواطؤ من قبل تجار التجزئة والوسطاء.
وتخطط الوكالة لمضاعفة قدرتها في العامين المقبلين، وتوظيف ما بين 200 إلى 250 شخصاً وتقوم باستثمارات تقنية جديدة لتمكينها من مراقبة تغيرات السوق عن كثب.
وأضاف كوله: «في سوق حيث يمكن للاعبين التنافس بشكل عادل مع بعضهم البعض، لن تكون هناك أسعار مفرطة».
وأرسلت الوكالة نتائجها بشأن المنافسة في القطاعات الرقمية إلى البرلمان، الذي يدرس تشريعات جديدة. وقال كوله إن التشريع الحالي لا يمنحنا الأدوات الكافية لتسهيل المنافسة الفعالة في الأسواق الرقمية.
وتعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الاثنين الماضي، بخفض التضخم إلى مستويات أقل اعتباراً من الربع الأول من العام القادم، قائلا: «سنخفض التضخم إلى مستويات أقل، اعتباراً من فبراير ومارس 2023».
ويهدد الوضع الاقتصادي والتضخم المرتفع والغلاء الفاحش الذي يعانيه الأتراك شعبية إردوغان وحزبه (العدالة والتنمية) قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في يونيو (حزيران) من العام المقبل.


مقالات ذات صلة

«المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

شؤون إقليمية «المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

«المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

قال محافظ «البنك المركزي التركي»، شهاب قافجي أوغلو، أمس (الخميس)، إن المؤسسة أبقت على توقعاتها للتضخم عند 22.3 في المائة لعام 2023، وهو ما يقل عن نصف النسبة بحسب توقعات السوق، رغم انخفاض التضخم بمعدل أبطأ مما كان البنك يتوقعه. وأثارت التخفيضات غير التقليدية في أسعار الفائدة التي طبقها الرئيس رجب طيب إردوغان أزمة عملة في أواخر عام 2021، ليصل التضخم إلى أعلى مستوى له في 24 عاماً، عند 85.51 في المائة، العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية انخفاض معدل التضخم في تركيا للشهر السادس على التوالي

انخفاض معدل التضخم في تركيا للشهر السادس على التوالي

انخفض معدل التضخّم في تركيا مجدداً في أبريل (نيسان) للشهر السادس على التوالي ليصل الى 43,68% خلال سنة، قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في البلاد.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية الليرة التركية في أدنى مستوياتها مع اقتراب الانتخابات

الليرة التركية في أدنى مستوياتها مع اقتراب الانتخابات

تراجعت الليرة التركيّة إلى أدنى مستوى لها، مقابل الدولار، أمس الثلاثاء، مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن نتائج الانتخابات الرئاسيّة والتشريعيّة، في منتصف مايو (أيار)، والتي قد تؤدّي إلى أوّل تغيير سياسي منذ عشرين عاماً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وتراجعت العملة إلى 19.5996 ليرة للدولار الواحد، وهو أمر غير مسبوق، منذ اعتماد الليرة الجديدة في يناير (كانون الثاني) 2005. منذ الانخفاض المتسارع لقيمة العملة التركيّة في نهاية 2021، اتّخذت الحكومة تدابير لدعمها، على أثر تراجعها جرّاء التضخّم وخروج رؤوس الأموال. وقال مايك هاريس؛ من شركة «كريبستون ستراتيجيك ماكرو» الاستشاريّة، إنّ «ذلك قد فشل»، فع

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
العالم كليتشدار أوغلو أعلن برنامج أول 100 يوم... وإردوغان يتهم الغرب بالوقوف ضده

كليتشدار أوغلو أعلن برنامج أول 100 يوم... وإردوغان يتهم الغرب بالوقوف ضده

بينما أطلق مرشح المعارضة لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو برنامج الـ100 يوم الأولى بعد توليه الحكم عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 14 مايو (أيار) المقبل، أكد الرئيس رجب طيب إردوغان ثقته في الفوز بالرئاسة مجددا من الجولة الأولى، معتبرا أن الانتخابات ستكون رسالة للغرب «المتربص» بتركيا. وتضمن البرنامج، الذي نشره كليتشدار أوغلو في كتيب صدر اليوم (الخميس) بعنوان: «ما سنفعله في أول 100 يوم من الحكم»، أولويات مهامه التي لخصها في تلبية احتياجات منكوبي زلزالي 6 فبراير (شباط)، وتحسين أوضاع الموظفين والمزارعين وأصحاب المتاجر والشباب والنساء والمتقاعدين والأسر، متعهداً بإطلاق حرب ضد الفساد

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

ضغوط أميركية على إسرائيل لإتمام اتفاق وقف النار في لبنان قبل «عيد الشكر»

صورة لمبنى متضرر من بين حطام مركبة في أعقاب الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
صورة لمبنى متضرر من بين حطام مركبة في أعقاب الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
TT

ضغوط أميركية على إسرائيل لإتمام اتفاق وقف النار في لبنان قبل «عيد الشكر»

صورة لمبنى متضرر من بين حطام مركبة في أعقاب الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
صورة لمبنى متضرر من بين حطام مركبة في أعقاب الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» اليوم (الثلاثاء)، إن جماعة «حزب الله» مستعدة على ما يبدو لقبول اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، ونقلت عن مصدرين بـ«الحرس الثوري» الإيراني القول إنه جرى إبلاغ طهران بأن الاتفاق بات وشيكاً.

ونسبت الصحيفة أيضاً لمسؤولين إسرائيليين اثنين القول إن واشنطن تضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإتمام اتفاق بشأن لبنان قبل «عيد الشكر» الذي يحل يوم الخميس المقبل.

وأبلغ مسؤولان، الصحيفة الأميركية، بأنه إذا لم يجرِ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان بحلول يوم الخميس، فمن الممكن استكماله في بداية الأسبوع المقبل.

وأعلن في الولايات المتحدة وفرنسا أمس (الاثنين) أن المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح وأن الدولتين توشكان على إصدار بيان مشترك تعلنان فيه وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وفيما تضاربت التصريحات ومعلومات المصادر حول موعد إعلان البيان، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر واسعة الاطلاع في واشنطن، أن الجانبين الأميركي والفرنسي يستعدان لإعلان هدنة بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يوماً تتضمن بدءاً فورياً بإجلاء عناصر «حزب الله» وأسلحتهم من المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني «بشكل يمكن التحقق منه»، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها منذ بدء الغزو البري المحدود للأراضي اللبنانية. وسيستند الإعلان المرتقب إلى القرار 1701 وسيتضمن إنشاء «آلية مراقبة».

ونقلت شبكة تلفزيون «سي إن إن» الأميركية عن مصدر مطلع قوله، (الاثنين)، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق من حيث المبدأ على اتفاق وقف إطلاق النار المزمع مع جماعة «حزب الله» اللبنانية. لكن المصدر الذي لم تذكر الشبكة اسمه لفت إلى أن إسرائيل لا تزال لديها تحفظات على بعض تفاصيل الاتفاق، مشيراً إلى أنه سيتم نقلها إلى الحكومة اللبنانية في وقت لاحق.وشدد المصدر، على أن الاتفاق المزمع بين إسرائيل و«حزب الله» لن يكون نهائياً حتى يتم حل جميع القضايا الخلافية.وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم الانتهاء من نص اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، مضيفة أن مجلس الوزراء الأمني سيصادق على الاتفاق غدا.وقالت القناة 12 التلفزيونية «تم وضع اللمسات النهائية على نص اتفاق وقف إطلاق النار اليوم».

ووسعت إسرائيل حربها التي تشنها على قطاع غزة لتشمل لبنان في الفترة الماضية، وقتلت كثيراً من كبار قادة جماعة «حزب الله» التي تتبادل معها إطلاق النار منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وتسببت الهجمات الإسرائيلية في مقتل الآلاف ونزوح ما لا يقل عن مليون لبناني من جنوب لبنان، وألحقت دماراً واسعاً في أنحاء مختلفة من البلاد.