ضحايا وأضرار بعد عاصفة رعدية ضربت سوريا أمس

صور نشرتها صفحات سورية محلية في اللاذقية للعاصفة التي ضربت سوريا أمس
صور نشرتها صفحات سورية محلية في اللاذقية للعاصفة التي ضربت سوريا أمس
TT

ضحايا وأضرار بعد عاصفة رعدية ضربت سوريا أمس

صور نشرتها صفحات سورية محلية في اللاذقية للعاصفة التي ضربت سوريا أمس
صور نشرتها صفحات سورية محلية في اللاذقية للعاصفة التي ضربت سوريا أمس

توفي مدنيان وأصيب آخرون بجروح، وأضرار مادية كبيرة في الممتلكات، جراء عاصفة مطرية رعدية، اجتاحت مناطق واسعة من سوريا، صباح أمس السبت، ضربت مناطق الساحل، ونال جزء منها النازحين شمال غربي سوريا، متسببة في انهيار عدد كبير من خيامهم، عقب تحذيرات أطلقتها جهات مسؤولة عن الأرصاد الجوية في البلاد وفرق الدفاع المدني.
ونشرت مواقع وشبكات إخبارية محلية بينها وكالة «سانا» في سوريا، صوراً للعاصفة المطرية والرعدية، التي ضربت البلاد صباح أمس وتسببت بوفاة شخصين وإصابة آخرين بجروح، جراء سقوط الأشجار ومواد صلبة في المناطق المأهولة بالسكان، في محافظات اللاذقية وطرطوس ومدينة بانياس في الساحل السوري غرب البلاد.
وفي إحصائية للأضرار، قالت «المديرية العامة للموانئ» في سوريا، إن العاصفة التي ضربت المنطقة الساحلية غرب سوريا، تسببت بوفاة صياد، بعد غرق مركبه جراء العاصفة في منطقة (رأس ابن هاني) في اللاذقية، وإصابة 10 أشخاص بجروح متفاوتة، وتضرر نحو 70 سيارة، جراء تساقط أشياء صلبة وأكثر من 500 شجرة، وسط أحياء مأهولة بالسكان في مدن اللاذقية وطرطوس، وغرق زورق بحري جرى إنقاذ ستة بحارة على متنه، من قبل فرق خفر السواحل. كذلك جنوح نحو 40 مركباً في سواحل بانياس وطرطوس، وأُلحقت أضرار كبيرة في القوارب، إضافة لأضرار مادية كبيرة في منشآت التخييم والسياحة والاصطياف على شواطئ (قنديل ورأس البسيط) في ساحل اللاذقية.
وقال ناشطون في محافظة حماة وسط البلاد أن شخصاً (مزارع)، في العقد الثامن من عمره، توفي إثر تعرضه لصاعقة أثناء عمله بأرضه في إحدى القرى بمنطقة مصياف غرب حماة، حيث تم نقل الجثة من قبل عناصر الشرطة إلى مشفى مصياف الوطني وتسليمها لذويها، في وقت شهدت فيه مناطق بانياس رياحاً شديدة، أدت إلى انهيار عدد من البيوت البلاستيكية المخصصة لزراعة الخضار، ووقوع أضرار مادية كبيرة فيها.
من جهتها قالت «وزارة الكهرباء» في حكومة النظام السوري، إن اشتداد الرياح ليل الجمعة - السبت، تسبب بأضرار جسيمة على الشبكة الكهربائية، انهار معها عدد من أبراج التوتر المتوسط والمنخفض في مناطق مختلفة من محافظة اللاذقية، وحدوث ميلان في أعمدة التوتر المتوسط والمنخفض الحديدية نتيجة سقوط الأشجار عليها، ما تسبب بفصل التيار الكهربائي عن مناطق واسعة في المحافظة، «وتم استنفار جميع ورش الطوارئ والصيانة في شركة كهرباء اللاذقية، لإصلاح الأعطال والأضرار التي نجمت جراء العاصفة» بحسب الوزارة.
في مناطق شمال غربي سوريا (المعارضة)، أدى حدوث العاصفة المطرية والرياح الشديدة، إلى انهيار جدران عدد من خيام النازحين، ما أسفر عن إصابة 3 أشخاص بكسور وجروح، وغرق عشرات الخيام، وتدخلت فرق ومنظمات إنسانية، لإجلاء وإنقاذ الأسر العالقة في المياه. وتحدثت منظمة الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء»، عن أضرار متفاوتة لحقت بمخيمات النازحين، وإصابة رجل بكسر في قدمه جراء انهيار حائط مسكنه المؤقت في مخيم خبز الخير بناحية شران بريف حلب، وقامت فرقها بإسعافه إلى المستشفى لتلقي العلاج، وتفقدت الأضرار في المخيمات.
ومن جهتها «مديرية التنمية والشؤون الإنسانية»، أنه استجابت فرق المديرية في حكومة (الإنقاذ)، بإدلب، لنداء سكان المخيمات التي شهدت انهيار وغرق عدد كبير من الخيام، جراء العاصفة المطرية والهوائية، وبينها تجمع مخيمات كللي ومخيم الزيتون ومعرشورين، شمال إدلب، وأجرت إحصاءً للخيام المتضررة واستبدالها.
يذكر أن مناطق عدة في سوريا، شهدت خلال الأشهر الثلاثة الماضية، عدة منخفضات جوية متتالية، ترافقت مع عواصف ورياح شديدة وموجات صقيع، أدت إلى وقوع أضرار كبيرة في المواسم الزراعية (الخضار والفواكه)، إضافة إلى تعرض خيام النازحين ضمن المخيمات القريبة من الحدود السورية التركية، لأضرار متفاوتة.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.