أزهار «البونسيانا» الحمراء تكسو شوارع مصرية

شجرة زينة جلبها الخديوي إسماعيل في القرن التاسع عشر

دعوة لإقامة مهرجان سياحي في مارينا (الشرق الأوسط)  -  يزرعها بعض السكان أمام مساكنهم
دعوة لإقامة مهرجان سياحي في مارينا (الشرق الأوسط) - يزرعها بعض السكان أمام مساكنهم
TT

أزهار «البونسيانا» الحمراء تكسو شوارع مصرية

دعوة لإقامة مهرجان سياحي في مارينا (الشرق الأوسط)  -  يزرعها بعض السكان أمام مساكنهم
دعوة لإقامة مهرجان سياحي في مارينا (الشرق الأوسط) - يزرعها بعض السكان أمام مساكنهم

تزدهر أشجار «البونسيانا» بأوراقها الخضراء الزاهية وزهورها الحمراء الجاذبة في شوارع مصر وحدائقها في فصل الصيف بشكل لافت، إذ تُعد من الأشجار المفضلة لدى المصريين منذ أن جلبها الخديوي إسماعيل ضمن أشجار أخرى بهدف تزيين وتجميل القاهرة، إلا أنه من الملاحظ انتشارها على نطاق واسع في العاصمة المصرية، والعديد من المحافظات هذا العام في موسم وُصف من قِبل خبراء التشجير والتجميل، بأنه «واحد من أزهى وأجمل مواسم تزهيرها».
يأتي ذلك بعد إطلاق مبادرات عدة تدعو إلى التوسع في زراعة هذه الأشجار ورعايتها في مختلف الأنحاء، لا سيما محافظتي الإسماعيلية وبورسعيد، ودعوة البعض بضرورة زراعتها في العاصمة الجديدة (شرق القاهرة).
من شرفة منزله الصيفي بمنتجع مارينا (الساحل الشمالي المصري) يستمتع الدكتور حمدي علواني، الأستاذ بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، كل يوم بمشاهدة أشجار البونسيانا، حيث تمثل أمامه تشكيلاً جمالياً مكوناً من اللونين الأخضر والأحمر البرتقالي، يخطف الأنظار، على حد تعبير علواني، الذي يضيف لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «تبدأ أشجار البونسيانا في التزهير في شهر يونيو (حزيران) من كل عام، ويستمر التزهير الكثيف نحو شهر، وتستمر في التألق ثلاثة أشهر كاملة، لتتساقط الأزهار تدريجياً بعد ذلك، ولكن يبقى بعضها حتى نهاية فصل الصيف».
ورغم أن البونسيانا موجودة منذ سنوات طويلة في الساحل الشمالي المصري، فإن علواني وآخرين رصدوا ازدهارها العام الجاري، لدرجة التفكير في تنظيم مهرجان سنوي لاستغلالها سياحياً، وإطلاق مبادرات لزراعتها».
أحمد كامل، خبير التجميل بالأشجار، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «تم استيراد البونسيانا وغيرها من أشجار الزينة من مدغشقر والهند وأستراليا وكوبا والبرازيل، وقد استعان الخديوي إسماعيل لتحقيق هدفه بمهندس الحدائق والمتنزهات الفرنسي جان بيير، فكانت البونسيانا هي إحدى تلك الأشجار التي لاقت اهتماماً كبيراً عند إنشاء وتطوير المساحات الخضراء في عهده».

تكتسب جانباً كبيراً من جمالها من الأزهار الحمراء (الشرق الأوسط)

وتتميز تلك الشجرة الاستوائية التي يعود موطنها الأصلي إلى مدغشقر بالنمو السريع، وهي متوسطة الارتفاع، تنتمي إلى الفصيلة القرنية، وتكتسب جانباً كبيراً من جمالها من الأزهار ذات اللون الأحمر الساطع، وما تحمله من بتلات في مجموعات على قرب من أطراف الأغصان، بالإضافة إلى ما تتمتع به من أوراق مرتبة إلى جانب بعضها، حسب كامل.
ويتراوح طول الورقة الواحدة فيها بين 15 و60 سم. وقد صُنفت بأنها من أفضل 10 أنواع لشجر الزينة في العالم، وفق كامل، الذي يقول: «تتكاثر هذه الأشجار بالبذور، وموعد زراعتها في شهري مارس (آذار) وأبريل (نيسان)، وتتفتح أزهارها مع بداية الصيف، قبل أن تتساقط على الأرض بالتدريج لتضفي أجواء مفعمة بالبهجة بالمناطق المزروعة بها.
وحول أسباب انتشارها في مصر، يقول المهندس الزراعي عادل الشوربجي، وهو أحد المشاركين في «مبادرة التوسع في زراعة البونسيانا»، لـ«الشرق الأوسط»: «ارتبط المصريون بها منذ عشرات السنين، سواء في الحدائق أو الشوارع، وهم يقومون أحياناً بأنفسهم بزراعتها أمام البنايات السكنية وفي حدائقهم الخاصة، وقد ساعد على ذلك سهولة زراعتها لغير المتخصص، حتى صارت من ملامح بعض المدن، واللافت أن اهتمامهم بها لم يقل، ليس فقط لشكلها الجمالي وسرعة منح الزهور، ولكن أيضاً لأنها شجرة خيمية، تعطي كثافة خضراء مُحببة تمتص نسباً كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى ملاءمتها طقس مصر لنموها وازدهارها، ورخص سعرها محلياً».
ويرى الشوربجي أن «التوسع في زراعة البونسيانا، خلال السنوات القليلة السابقة، جاء بعدما شهدت مصر حالات قطع الأشجار وإزالة بعض المساحات الخضراء بسبب التطوير والإنشاءات الكبرى، فانطلقت مبادرات عدة في القاهرة والمحافظات للدعوة إلى التشجير وزيادة الخضرة لتعويض ما تم التخلص منه عبر هذه الشجرة».
ويعد الشوربجي «البونسيانا» من أهم أشجار الزينة المستخدمة في مجال الزراعة التجميلية، ويؤكد أنها مناسبة تماماً للمدن الجديدة، وفي مقدمتها العاصمة الإدارية.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجيش السوداني يتقدم على جبهات القتال في ولاية الجزيرة

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يتقدم على جبهات القتال في ولاية الجزيرة

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

واصل الجيش السوداني، الخميس، تقدمه في المعارك الدائرة في ولاية الجزيرة وسط السودان، وسيطر على بلدة «الشبارقة»، بعد انسحاب «قوات الدعم السريع»، وفق مصادر محلية.

وكانت البلدة أحد أبرز أهداف الجيش في هذه الجبهة، لأنها تمكنه من الناحية العسكرية من التقدم نحو عاصمة الولاية، مدينة ود مدني.

وحقق الجيش السوداني تقدماً كبيراً في جنوب الجزيرة، يوم الأربعاء، حيث سيطر بالكامل على مدينة «الحاج عبد الله»، وعدد من القرى المجاورة لها، فيما تحدث شهود عيان عن توغله في أكثر من قرية قريبة من ود مدني باتجاه الجنوب.

عناصر من «الدعم السريع» في منطقة قريبة من الخرطوم (رويترز)

وقالت «لجان المقاومة الشبارقة»، وهي تنظيم شعبي محلي، «إن القوات المسلحة بسطت سيطرتها الكاملة على البلدة بعد معارك طاحنة».

وأفادت في بيان على موقع «فيسبوك»، بأن الطيران الحربي التابع للجيش «لعب دوراً كبيراً في إسناد الهجوم البري، بتنفيذ ضربات جوية على مواقع قوات الدعم السريع لمنعها من التقدم».

ووفقاً للجان، فقد «استولت القوات المسلحة على كميات من الأسلحة والذخائر كانت مخبأة داخل المنازل في البلدة».

وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، عناصر من قوات الجيش أمام لافتة على مدخل الشبارقة، فيما قالت مصادر أخرى، إن اشتباكات عنيفة سجلت بين قوات مشتركة من الميليشيات المسلحة المتحالفة مع الجيش ضد «قوات الدعم السريع» في الأجزاء الشرقية من بلدة «أم القرى» شرق الجزيرة، على بعد نحو 30 كيلومتراً من ود مدني.

وحسب المصادر، فإن القوات المهاجمة، تتقدمها ميليشيا «درع السودان» التي يقودها القائد المنشق عن «الدعم السريع» أبو عاقلة كيكل، فشلت في استعادة البلدة خلال المعارك الشرسة التي دارت الأربعاء.

وقال شهود عيان لــ«الشرق الأوسط»، إن المضادات الأرضية لقوات «الدعم السريع» تصدت لغارات جوية شنها الطيران الحربي للجيش على ارتكازاتها الرئيسية في وسط البلدة.

وتوجد قوات الجيش والفصائل التي تقاتل في صفوفه، على بعد عشرات الكيلومترات من مدينة ود مدني، لكن قوات «الدعم» لا تزال تنتشر بكثافة في كل المحاور المؤدية إلى عاصمة الولاية.

دورية لـ«الدعم السريع» في إحدى مناطق القتال بالسودان (رويترز)

ولم يصدر أي تصريح رسمي من «الدعم السريع»، التي يقودها محمد حمدان دقلو «حميدتي» بخصوص المعارك في ولاية الجزيرة التي جاءت بعد أشهر من التخطيط من قبل الجيش الذي شنّ هجوماً برياً يعد الأوسع والأعنف، وتمكن للمرة الأولى، من التوغل بعمق والسيطرة على عدد من المواقع التي كانت بقبضة «الدعم السريع».

ومنذ ديسمبر (كانون الأول) 2023، سيطرت قوات «الدعم» على 6 محليات في ولاية الجزيرة، ولم يتبق للجيش سوى محلية المناقل التي ما زالت تحت سيطرته، ويسعى عبر محورها لاستعادة الولاية كاملة.

ولكن رغم تقدم الجيش عسكرياً خلال الأشهر الماضية في وسط البلاد والخرطوم، لا تزال «الدعم السريع» تسيطر على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان في الجنوب... وفي حال فرض الجيش سيطرته الكاملة على ولاية الجزيرة، فإنه بذلك سيحاصر «الدعم» في العاصمة الخرطوم من الناحية الجنوبية.

واندلعت الحرب منذ أكثر من 21 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين من منازلهم.