دعوات لاستغلال الظواهر الفلكية بالمعابد الفرعونية سياحياً

الكرنك (الشرق الأوسط)
الكرنك (الشرق الأوسط)
TT

دعوات لاستغلال الظواهر الفلكية بالمعابد الفرعونية سياحياً

الكرنك (الشرق الأوسط)
الكرنك (الشرق الأوسط)

دعا خبراء سياحة مصريون الجهات المعنية، إلى ضرورة استغلال الظواهر الفلكية السنوية التي تشهدها المعابد والمواقع الأثرية بمعظم محافظات مصر، والتي تم رصد 22 منها سنوياً، وتحظى باهتمام الآثاريين والمتابعين. وشهدت معابد الكرنك في الأقصر، ودندرة بقنا، وإدفو بأسوان، وهيبس بالوادي الجديد، وأبيدوس بسوهاج، وبتاح ورمسيس الثالث بالكرنك شرق الأقصر، تعامد شمس الظهيرة على قدس الأقداس بها، أمس، فيما يعرف بـ«الانقلاب الصيفي»، أو بداية دخول فصل الصيف، ورغم ارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة الجارية بجنوب مصر معظم ساعات النهار، فإن عدداً من السائحين حرصوا على زيارة هذه المعالم والتقاط الصور التذكارية لتوثيق الظاهرة.
وشدد الخبير السياحي المصري، محمد عبد الحميد، والباحث في علوم المصريات، في تصريحات صحافية، على ضرورة تدشين حملات سياحية تروج لهذه الظواهر الفلكية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «سياحة الفلك باتت نمطا سياحيا معروفاً يجذب كثيرا من الزوار في عدد من بلدان العالم»، ولفت إلى أنه «حان الوقت لتصبح هذه الظواهر الفلكية بالمعالم السياحية والأثرية المصرية، ضمن الأجندات والبرامج السياحية التي تروج لها مصر في أسواق العالم».
فيما اعتبر الطيب عبد الله، المرشد السياحي، والباحث في علوم المصريات، الذي شارك في مشروع رصد 22 ظاهرة فلكية بمعابد ومقاصير قدماء المصريين، أن سياحة الفلك نمط سياحي واعد سيكون محط اهتمام من السياح، وعامل جذب جديدا يقوي من فرص حشد مزيد من الزوار للمقاصد السياحية الثقافية بمصر.
لكن ثروت عجمي، رئيس غرفة السياحة بالأقصر، يرى أن هذه الظواهر لا تمثل عامل جذب قويا للسائحين الأجانب، ويضيف لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «لم نلحظ وجود أي حجوزات استثنائية على هامش أي من هذه الظواهر، حيث لا يهتم بمتابعتها سوى بعض السائحين الذين تصادف وجودهم في مصر خلال حدوث تلك المناسبات، بجانب بعض الزائرين المحليين»، مشيراً إلى أن «بعد مسافات بعض المعابد والاستيقاظ مبكراً ربما يكون من بين أسباب عدم اهتمام عدد كبير من السائحين بالأمر».
وللاستفادة من هذه الظواهر خلال الفترة المقبلة، يؤكد عجمي أنه يجب عمل ترويج إعلامي كبير، يستهدف عشاق هذا النوع من السياحة.
ولفت عجمي إلى أن مدينتي الأقصر وأسوان، تشهدان حالياً ضعفاً لافتاً في إقبال السائحين، بسبب ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، كما هو معتاد كل عام، حيث تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية خلال شهور الصيف الثلاثة، متوقعاً زيادة الإقبال في بداية موسم الخريف.
وكان فريق بحثي مصري، برئاسة الدكتور أحمد عوض، وعضوية أيمن أبو زيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، والطيب عبد الله، الباحث في علوم المصريات، قد تمكن من رصد 22 ظاهرة فلكية جديدة داخل معبد هابو، ومعبد الدير البحري، الذي شيدته الملكة حتشبسوت، ومعبد إيزيس، المعروف باسم دير شلويط في الأقصر، ومعبد دير الحجر، وهيبس، ومعبد قصر غويطة، في الوادي الجديد، ومعبد كلابشة ومعبد جبل السلسلة ومعبد إدفو في أسوان، ومعبد دندرة في قنا، بالإضافة إلى الهرم الأكبر في الجيزة. وأقيم هذا المشروع البحثي بموافقة من اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار، واستمر العمل عليه على مدار ثلاث سنوات.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


تشكيك فرنسي بـ«التزام الجزائر» إحياء العلاقات الثنائية

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)
TT

تشكيك فرنسي بـ«التزام الجزائر» إحياء العلاقات الثنائية

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)

أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الأحد، أن بلاده تساورها «شكوك» حيال رغبة الجزائر في التزام إحياء العلاقات الثنائية، معرباً عن مخاوفه بشأن قضية الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال الموقوف منذ أسابيع.

وقال بارو في مقابلة مع إذاعة «آر تي إل» الخاصة: «لقد وضعنا في 2022 (...) خريطة طريق (...) ونود أن يتم الالتزام بها».

وأضاف: «لكننا نلاحظ مواقف وقرارات من جانب السلطات الجزائرية أثارت لدينا شكوكاً حيال نية الجزائريين التزام خريطة الطريق هذه. لأن الوفاء بخريطة الطريق يقتضي وجود اثنين».

الكاتب الجزائري بوعلام صنصال (أ.ب)

وأضاف بارو: «مثل رئيس الجمهورية، أعرب عن القلق البالغ إزاء رفض طلب الإفراج الذي تقدم به بوعلام صنصال ومحاموه».

وصنصال (75 عاماً) المعارض للسلطة الجزائرية والمولود من أم جزائرية وأب ذي أصول مغربية، موقوف منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) بتهمة «تعريض أمن الدولة للخطر».

وأوضح بارو: «أنا قلق بشأن حالته الصحية و(...) فرنسا متمسكة جداً بحرية التعبير وحرية الرأي، وتعتبر أن الأسباب التي قد دفعت السلطات الجزائرية إلى احتجازه باطلة».

وتناول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للمرة الأولى، الأحد الماضي، قضية توقيف الكاتب بالجزائر، واصفاً إياه بـ«المحتال... المبعوث من فرنسا».

وأوقِف مؤلف كتاب «2084: نهاية العالم» في نوفمبر بمطار الجزائر العاصمة، ووُجهت إليه تهم بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات، التي تعدّ «فعلاً إرهابياً أو تخريبياً (...) كل فعل يستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية واستقرار المؤسسات وسيرها العادي».

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)

وأشار الوزير الفرنسي إلى أن بلاده «ترغب في الحفاظ على أفضل العلاقات مع الجزائر (...) لكن هذا ليس هو الحال الآن».

وسحبت الجزائر سفيرها من باريس في يوليو (تموز) الماضي، بعد تبني الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المقترح المغربي بمنح حكم ذاتي للصحراء الغربية المتنازع عليها تحت سيادة المملكة، قبل أن يزور الرباط في نهاية أكتوبر (تشرين الأول).