تشهد الساحة السياسية للمواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيو 48) صراعاً حاداً بعد قيام «القائمة العربية الموحدة» بقيادة «الحركة الإسلامية الجنوبية»، برئاسة النائب منصور عباس، بالدخول إلى الائتلاف الحكومي مع نفتالي بنيت ويائير لبيد. وفي حين يؤكد عباس أن التجربة كانت ناجحة وأنه سيعيد تكرارها ويقوم بمهاجمة منتقديه، تنتقده «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية المعارضة، وتتهمه بالفشل في تحقيق أي مكسب وتعدّه سنداً لسياسة قمع الفلسطينيين في المناطق المحتلة.
وبسبب الصراع الحاد بين الكتلتين ولغة التخاطب الحادة التي تستخدمانها، يحصل انفضاض عنهما في أوساط واسعة بين ناخبيهما؛ إذ بين استطلاع رأي، أمس، أن نسبة التصويت في الانتخابات ستنخفض إلى الحضيض بين الناخبين العرب، وتهبط من 45 في المائة في الانتخابات الأخيرة إلى 41 في المائة في الانتخابات المقبلة. وتشير بعض هذه الاستطلاعات إلى أن الكتلتين ستحافظان على قوتيهما (4 مقاعد لـ«الموحدة»، و6 مقاعد لـ«المشتركة»)، وهناك استطلاعات تشير إلى أن كلاً منهما ستخسر مقعداً.
المعروف أن العرب في إسرائيل يشكلون 15 في المائة من نسبة الناخبين؛ أي إنهم يستطيعون إيصال 18 نائباً يمثلونهم في الكنيست (البرلمان)، ولكن نسبة التصويت المنخفضة تقلل من تمثيلهم. وقد بلغوا أوج قوتهم في سنة 2015 عندما اتحدوا في قائمة واحدة برئاسة النائب أيمن عودة، ضمت كل أحزابهم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وحصلوا معاً على 15 مقعداً. غير أنهما لم يصمدا في هذه الوحدة وافترقا إلى كتلتين، فحصلا على 13 مقعداً. ثم انخفض العدد إلى 10 مقاعد (6 لـ«المشتركة» بقيادة أيمن عودة وأحمد الطيبي وسامي أبو شحادة، التي بقيت في المعارضة، و4 لـ«الموحدة» بقيادة النائب منصور عباس والتي دخلت الائتلاف الحكومي بصفتها أول حزب عربي يشترك في الحكم منذ إقامة إسرائيل).
ويرى الخبراء أن المصلحة الاستراتيجية للعرب، تقتضي وجود ذراعين قوتين لهما؛ إحداهما في المعارضة تواصل طريق النضال الشعبي في المظاهرات وفي المعارضة البرلمانية، والثانية تحاول التأثير من داخل الحكم. وأن الشرط لنجاح هذه التجربة هو أن تعترف كل منهما بدور الأخرى وتكمله باحترام وتعاون.
لكن تجربة السنة الماضية جاءت مخيبة للآمال، فـ«القائمة الموحدة للحركة الإسلامية»، حققت مكاسب مهمة، على مستوى مطالب المساواة للمواطنين العرب ومكافحة السياسة الحكومية في التمييز العنصري. ولكن قسماً جدياً من القرارات الحكومية بهذا الشأن لم ينفذ. وبالإضافة إلى ذلك، تجاهلت الحكومة وجود العرب في الائتلاف، ومارست سياسة قمع للفلسطينيين في المناطق المحتلة، من دون أن تتمكن «القائمة الموحدة» من التأثير أو وقفها أو التخفيف منها.
وقد هاجمت «القائمة المشتركة» من موقعها في المعارضة، ليس الحكومة فحسب، بل أيضاً شركاء الأمس؛ «القائمة الموحدة». وعلى مدار السنة تبادل الطرفان هجوماً كلامياً بلهجة حادة، اتسمت في بعض الأحيان بالعنف الكلامي والتخوين.
خلال ذلك، كانت قوى اليمين المتطرف من الائتلاف والمعارضة على السواء، تهاجم الطرفين «بصفتهما عرباً»، وتعدّ تجربة المشاركة العربية في الائتلاف، تجربة فاشلة وتطالب بحكومة صهيونية صرفة من دون عرب. وجاء في استطلاع رأي أن 66 في المائة من الإسرائيليين لا يؤيدون شراكة عربية في الحكم. لهذا؛ يخوض العرب اليوم نقاشاً حاداً حول هذه التجربة، وأفضل السبل الواجب سلوكها لتحقيق المكاسب للعرب.
صراع حاد بين عرب إسرائيل حول «الشراكة في الحكم»
استطلاع: سيحافظون على قوتهم لكن نسبة التصويت ستنخفض
صراع حاد بين عرب إسرائيل حول «الشراكة في الحكم»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة