راغب عيّاد... استلهم جماليات الموضوع الشعبي ومزجه بثقافة المدينة

كتاب يوثق مسيرته ودوره في النهوض بالفنون الجميلة بمصر

راغب عيّاد... استلهم جماليات الموضوع الشعبي ومزجه بثقافة المدينة
TT

راغب عيّاد... استلهم جماليات الموضوع الشعبي ومزجه بثقافة المدينة

راغب عيّاد... استلهم جماليات الموضوع الشعبي ومزجه بثقافة المدينة

يسعى الناقد الفني أحمد عبد الفتاح في كتابه «الفنان راغب عياد... رائد التعبيرية الاجتماعية» لتوثيق مسيرة أحد رواد الفن التشكيلي المصري المعاصر، ويكتسب أهميته كونه الأول في هذا المسعى، خاصة أن كبار الفنانين المصريين لم يعكفوا على تسجيل السيرة الذاتية لهم، ولم تهتم الجهات المعنية بذلك، وجمع ما كتب عنه بأقلام النقاد وإصداره في كتاب يليق بعطاء هذا الفنان الرائد.
الكتاب صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن سلسلة «ذاكرة الفنون» ويقع في 104 صفحات من القطع المتوسط، وهو مزود بملحق لأهم لوحات الفنان.
يذكر المؤلف، أن لراغب عياد (1892 - 1983) السبق في استلهام جماليات الموضوع الشعبي الجمعي وفنون الرسم في الحضارة المصرية القديمة ومزجها بعناصر من المخزون العميق لثقافة القرية والمدينة، والخروج بمركب جمالي متصالح مع اتجاهات الحداثة العالمية وموازٍ لها عبر حس حضاري أصيل دون اللهاث لمحاكاة الاتجاهات الأوروبية التي تسيدت العصر في ذلك العصر.
والمعروف، أن التعبيرية أكثر المذهب الفنية التصاقاً بالذات، بشكل مفرط غالباً، حيث ينصبّ الاهتمام على معاناة الفنان الداخلية، وأثر ما يتعرض له من معاناة وضغوط من واقعه المعيش. وتأتي القيمة الكبيرة التي تنطوي عليها أعمال عياد في أنه استطاع أن ينفض عن التعبيرية ذاتيتها لتصبح تعبيرية اجتماعية، وفناً قومياً يتميز عن الأنماط التي سادت أوروبا في ذلك الوقت، وهو الأمر الذي كان يشغل ذهن الجيل الأول من خريجي مدرسة الفنون الجميلة وهو أن يجدوا أنماطاً جديدة من التعبير يتميزون بها.
عبّرت لوحات عياد، كما يقول المؤلف، عن المعاناة الجماعية للطبقات الشعبية المهمشة من فلاحين وعمال ليكشف بذلك عن عمق انتمائه إلى البيئة التي خرج منها وقدرته الخلاقة للتعبير عنها. يقول الشاعر والكاتب الفرنسي إيميه آزار في كتابه عن التصوير الحديث في مصر، إن «راغب عياد بفكره اللاذع والميل إلى الكوميديا المطلقة وهو يزيل الستار على حد قول بودلير عن مفترق الفوارق الاجتماعية كان واحداً من أوائل المصريين القادرين على إضفاء الطابع المحلي على أعماله». غير أن هذا الأسلوب الذي تميز به راغب عياد لم يأت مرة واحدة أو عن طريق الصدفة، بل كان يميل منذ اللحظة الأولى لدخوله مدرسة الفنون إلى أن يشق لنفسه طريقاً أخرى مختلفة عما يلقيه عليه أساتذته من تعاليم، فما أن انتهى من فترة إعداده الأكاديمي حتى ألقى وراء ظهره كل ما تعلمه، فشرع في ابتداع الأسلوب الخاص به في حرية دون قيد، فكانت الخطى الأولى نحو الموضوعات الشعبية بداية من العام 1920، ومنذ تلك اللحظة لم يقف حائلاً بينه وبين موضوعاته الشعبية سوى البعثة التي أرسل إليها عام 1925 في إيطاليا، ولكن سرعان ما يعود ليستكمل ما بدأه قبل السفر.
أما عياد نفسه، فيكتب عن بداياته الأولى في كتابه «أحاديث في الفنون الجميلة» قائلاً: بدأت دراستي الفنية بمعهد الفنون الجميلة الأول عام 1908، وإني أصارحكم بأني مدة دراستي لم أكن طالباً نموذجياً ولا ممتازاً ولا شيئاً على الإطلاق بل طالباً عادياً، ولم أحظَ برضا أساتذتي، ولم أنل تقديرهم أو تشجيعهم لأني كنت من الثائرين على الكلاسيكية والقواعد الفنية الضيقة المقيدة، كما كنت أكره بطبيعتي الدراسات الأكاديمية البحتة كالرسم عن التماثيل الصامتة؛ لأنها كانت في نظري مجردة من الحياة، كما كنت أكره الاستماع إلى النظريات والأساليب المدرسية المحدودة الضيقة وكل ما يحتم اتباعه من أصول وقواعد موضوعة للفن لا يمكن التحول عنها بأي حال. وبدأت دراستي المنشودة عن الحياة الريفية معتمداً على جهدي الشخصي وانفعالاتي الوجدانية وسعيي وراء البحث والتحصيل».
بهذا التعبير الشعبي يصور عياد أبطال لوحاته لتظهر بماهي عليه في جوهرها من بساطة وعدم تكلف لتتمتع بروح الألفة والرحابة. ولم تقف أعماله عند حد النقد الاجتماعي وحسب، بل أراد لها أن تسجل تلك المسحة من المرح والسعادة التي تنتاب الإنسان وهو يؤدي عمله، سواء في الحقل أم في موقع مشروع أو سوق شعبية، أو وهو يرعى ماشيته. وتعد لوحة «الزراعة» من الأعمال المهمة للفنان والتي أنجزها عام 1958، وهي ليست مجرد عمل يصور الفلاحين وهم يزرعون الحقل ويرعون الماشية ويخبزون، بل في حقيقة الأمر نحن أمام صراع جدلي بين الإنسان والأرض، بحسب المؤلف. هناك أيضاً لوحة «سد أسوان»، حيث شهد عام 1964 احتشاداً ضخماً للعديد من الفنانين حول المشروع القومي للسد العالي متمثلاً في تسجيل مراحل العمل في السد ومنطقة قرى النوبة.
ونقرأ في الكتاب، أن عياد كان من أوائل الفنانين المنتسبين إلى مدرسة الفنون الجميلة عند إنشائها لأول مرة، قبل أن تصبح كلية، كما أنه صاحب أول مبادرة تعاون لاستكمال الدراسة بالخارج مع زميله يوسف كامل، وهو أيضاً أول من طالب أثناء دراسته في إيطاليا بإنشاء أكاديمية مصرية في روما للفنون الجميلة.
كانت أكاديميات الفنون الموجودة بروما موضع إعجاب كبير من أعضاء البعثة المصرية وتمنوا أن يصبح لمصر واحدة مثلها؛ مما دفع عياد إلى أن يرسل خطاباً بتاريخ 24 يونيو (حزيران) 1924 باسمه وبالنيابة عن جميع زملائه إلى أحمد ذو الفقار باشا وزير مصر المفوض بروما تقريراً مطولاً يعرض عليه الفكرة، معللاً جدواها بالعديد من الأسباب، منها حاجة الفن المصري إلى الدعم من قِبل الحكومة حتى يستعيد مجده وريادته المفقودة. وفي ختام حديثه، طلب من الوزير المفوض أن يتوسط لدى الحكومة المصرية ويقنعها بالشروع في تأسيس المعهد الذي سيعود بالنفع على الفنانين ومن ثم على الفن المصري والحركة الفنية بوجه عام. ووافقت الحكومة المصرية حينها على إنشاء الأكاديمية.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

«السعودية الخضراء» لرفع الوعي العالمي لمواجهة التحديات البيئية

السعودية الخضراء تمثل مستقبل مدن المملكة التي ستكون خضراء طول العام (الشرق الأوسط)
السعودية الخضراء تمثل مستقبل مدن المملكة التي ستكون خضراء طول العام (الشرق الأوسط)
TT

«السعودية الخضراء» لرفع الوعي العالمي لمواجهة التحديات البيئية

السعودية الخضراء تمثل مستقبل مدن المملكة التي ستكون خضراء طول العام (الشرق الأوسط)
السعودية الخضراء تمثل مستقبل مدن المملكة التي ستكون خضراء طول العام (الشرق الأوسط)

تُواصل مبادرة «السعودية الخضراء» تسليط الضوء على التزام المملكة بتسريع الجهود الوطنية، التي تهدف للحفاظ على البيئة المحلية، وذلك من خلال تنظيم سلسلة من الأنشطة والفعاليات التوعوية على مدار شهر كامل، تزامناً مع استعدادات المملكة للمشاركة في مؤتمر الأطراف «كوب 28»، المقرر انعقاده في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

الحملة تركز على الجهود السعودية في حماية وإعادة تأهيل الموائل الطبيعية بما يضمن تحقيق الاستدامة للأجيال القادمة (الشرق الأوسط)

وخلال شهر يونيو (حزيران)، يقام عدد من الفعاليات والمناسبات الدولية، التي تستهدف رفع مستوى الوعي العالمي بشأن أبرز التحديات البيئية، وأنواع الحياة البرية المهدَّدة بالانقراض حول العالم.

الحملة تركز على الجهود السعودية في حماية وإعادة تأهيل الموائل الطبيعية بما يضمن تحقيق الاستدامة للأجيال القادمة (الشرق الأوسط)

وتركز حملة مبادرة «السعودية الخضراء»، خلال شهر يونيو، على الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة في حماية وإعادة تأهيل الموائل الطبيعية والأنواع المحلية، بما يضمن تحقيق الاستدامة للأجيال القادمة.

وتشمل قائمة أهم المناسبات المنتظرة، خلال هذا الشهر، كلاً من «اليوم العالمي للشعاب المرجانية» في 1 يونيو، و«يوم البيئة العالمي» في 5 يونيو، و«اليوم العالمي للمحيطات» في 8 يونيو، و«اليوم العالمي للسلاحف البحرية» في 16 يونيو، و«اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف» في 17 يونيو.

الحملة تركز على الجهود السعودية في حماية وإعادة تأهيل الموائل الطبيعية والأنواع المحلية (الشرق الأوسط)

السعودية الخضراء تمثل مستقبل مدن المملكة، التي ستكون خضراء، طول العام، عبر مبادرة «السعودية الخضراء»، التي تُعدّ الأضخم من نوعها؛ كونها ستغطي 40 مليون هكتار من الأراضي الصحراوية الشاسعة بـ10 مليارات شجرة؛ لتحسين جودة الهواء، وستسهم في تقليل العواصف الرملية، ومكافحة التصحر، وتخفيض درجات الحرارة.

الحملة تركز على الجهود السعودية في حماية وإعادة تأهيل الموائل الطبيعية بما يضمن تحقيق الاستدامة للأجيال القادمة (الشرق الأوسط)


لون أخضر غامض يغطي قناة مياه القنال في البندقية

القناة الكبرى الشهيرة في مدينة البندقية بإيطاليا تتحول للون الأخضر (أ.ب)
القناة الكبرى الشهيرة في مدينة البندقية بإيطاليا تتحول للون الأخضر (أ.ب)
TT

لون أخضر غامض يغطي قناة مياه القنال في البندقية

القناة الكبرى الشهيرة في مدينة البندقية بإيطاليا تتحول للون الأخضر (أ.ب)
القناة الكبرى الشهيرة في مدينة البندقية بإيطاليا تتحول للون الأخضر (أ.ب)

تسبَّب سائل أخضر لامع اللون بالقناة الكبرى الشهيرة في مدينة البندقية، في إحداث ضجة بالمدينة المائية الإيطالية. وسطعت المياه بالقرب من جسر ريالتو، بشكل مفاجئ، بلون أخضر، من دون تفسير أوليّ.

وقالت فرقة الإطفاء الإيطالية إنه جرى أخذ عيّنات، مع وكالة «أربا للحماية البيئية»؛ لفحصها. وتنتشر التكهنات بشأن سبب تغير لون المياه، حول جسر ريالتو الشهير. وتتراوح النظريات، من إطلاق الصبغة، إلى احتجاج نشطاء البيئة، وفق ما أفادت به هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

ودعا حاكم فينيسيا، على الفور، لعقد اجتماع طارئ مع الشرطة؛ للتحقيق في الواقعة. ووفقاً لتقاريرَ إعلامية، لم تفترض السلطات، بشكل أولي، أن السائل خطير.

ونقلت «بي بي سي» عن صحيفة «لا ريببليكا» الإيطالية اليومية، تصريحات لماوريتسيو فيسكو، من «الوكالة الإقليمية لحماية البيئة»، بأن التحليل المبكر أشار إلى أن البقعة الخضراء كانت، على الأرجح، ناتجة عن إطلاق مادة الفلوريسين؛ وهي صبغة غير ضارّة تُستخدم عادة لتتبُّع تدفق المياه.

القناة الكبرى الشهيرة في مدينة البندقية بإيطاليا تتحول للون الأخضر (أ.ف.ب)

واستذكر بعض سكان المدينة عام 1968، عندما قام الفنان نيكولاس جارسيا أوريبورو، من الأرجنتين، بتلوين مياه قناة وسط المدينة باللون الأخضر؛ لجذب الانتباه إلى تلوث المياه، وفق ما أفادت به «وكالة الأنباء الألمانية». ونظراً لظهور كثير من الناشطين بمجال المناخ في إيطاليا، بحملاتهم الملوَّنة، هناك شبهات أيضاً بأن يكون ذلك احتجاجاً، لكن لم يعلن أحد في البداية مسؤوليته.

وذكرت وسائل الإعلام الإيطالية أن الشرطة المحلية كانت تفحص الدوائر التلفزيونية المغلقة؛ لتحديد ما إذا كان الإفراج قد يكون حيلة لتتزامن مع سباق فولغالونجا للسباق، في نهاية هذا الأسبوع.


«يونيو المتقدة» تعود إلى متحفها اللندني

يصنع الرسومات أولا ثم يدرس الألوان (منزل لايتون)
يصنع الرسومات أولا ثم يدرس الألوان (منزل لايتون)
TT

«يونيو المتقدة» تعود إلى متحفها اللندني

يصنع الرسومات أولا ثم يدرس الألوان (منزل لايتون)
يصنع الرسومات أولا ثم يدرس الألوان (منزل لايتون)

أخيراً عادت لوحة «يونيو المتقدة»، التي تُعدّ من أكثر اللوحات البريطانية المعروفة رومانسيةً وتعبيراً عن الصيف، إلى موطنها في دار عرض لندنية، حيث تخيّل الرسام فريدريك لايتن لوحته منذ نحو 130 عاماً، وفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية.

والآن، مع ارتفاع درجات الحرارة، في الفترة التي تسبق يونيو (حزيران)، حصل، فجأةً، المتحف المُقام في المنزل السابق للفنان، على النسخة الأولى الأصغر من العمل المشهور عالمياً، والتي رسمها لايتن في عام 1894.

إلى ذلك، قال دانيال روبينز، كبير أمناء المتحف: «بلا شك، فإن لوحة يونيو المتقدة هي اللوحة الأكثر تأثيراً من بين جميع أعمال لايتن على الإطلاق. جَرَت الإشارة إلى اللون القوي من قِبل النقاد في ذلك الوقت، لكن لم يكن أيّ منهم يتوقع في ذلك الوقت أن اللوحة ستستمر في إثارة كل هذا الضجيج».

كان لايتن قد رسم لوحته «يونيو المتقدة»، قرب نهاية حياته، وكانت من بين آخِر ما قدَّم للعروض الصيفية للأكاديمية الملكية.

وفي هذا السياق قال روبينز: «لقد علمنا لايتن دائماً أنه كان يعمل بطريقة منهجية منظمة، فقد كان يصنع الرسومات أولاً، ثم يدرس الألوان الزيتية للحصول على توازن اللون، وتناغم الصورة بشكل صحيح». وأضاف: «عادةً ما استمر في رسم اللوحة الكاملة، مع انحراف ضئيل جداً، لكن في هذه اللوحة يمكننا أن نرى أنه فكّر لاحقاً في وضع جزيرة صغيرة في الخلفية، كما قام بتغيير شكل المظلة فوق الشخص المتكئ. من المؤكد أن اللوحة الصغيرة عكست حيوية ولون العمل النهائي».

واستطرد روبينز قائلاً: «جرى رسم جميع أعمال لايتن، خلال فترة نضجه الفني في الاستوديو في الطابق الأول من المنزل. وقبل وفاته في عام 1896، سلَّم صديقَه جورج هينشل دراسة عمل (يونيو المتقدة). ولم يمرّ على اللوحة سوى ثلاثة مالكين منذ ذلك الحين».

اللوحة الكاملة، التي جرى الانتهاء منها في عام 1895، والمملوكة منذ عام 1963 لـ«متحف بونس للفنون» في بورتوريكو، معروضة حالياً في «متحف متروبوليتان للفنون» في نيويورك.

يُذكَر أن اللوحة اجتذبت جمهوراً كبيراً، عندما استعارها المتحف اللندني قبل سبع سنوات.


معرض الزهور المصري يراهن على عراقته في ظل ارتفاع الأسعار

جانب من معرض الزهور المصري (الشرق الأوسط)
جانب من معرض الزهور المصري (الشرق الأوسط)
TT

معرض الزهور المصري يراهن على عراقته في ظل ارتفاع الأسعار

جانب من معرض الزهور المصري (الشرق الأوسط)
جانب من معرض الزهور المصري (الشرق الأوسط)

عاد معرض زهور الربيع المصري العريق إلى أحضان المتحف الزراعي، في حي الدقي، بالجيزة (غرب القاهرة) مجدداً بعد غيابه سنوات طويلة، اتخذ خلالها حديقة الأورمان مقراً له، لكن هذه العودة التي تشهدها الدورة التسعون من عمر المعرض، تعدّ «استثنائية» بسبب نقله للمتحف الزراعي، وضيق مدة المعرض وفترة التجهيز له، وعدم تمهيد طرقاته جيداً أو تنسيقها على غرار الدورات الماضية، حسب وصف زائرين ومتابعين.

«كنا نبدأ في الإعداد للمعرض منذ شهر يناير (كانون الثاني) لينطلق في شهر أبريل (نيسان) من كل عام، ويستمر لمدة 75 يوماً، لكن العام الحالي بدأنا في نهاية شهر مايو (أيار) الحالي، بسبب أمور عدة، من بينها تزامن شهر رمضان المبارك ومواسم الأعياد مع موسم الربيع، ومن المقرر أن تستمر الدورة الجديدة شهراً واحداً فقط»، حسب شبل مرسي، صاحب إحدى شركات نباتات الزينة المشاركة بالمعرض.

وبينما يسعى مسؤولو وزارة الزراعة للحفاظ على الصورة النمطية للمعرض، من خلال السماح للعارضين بوضع نباتاتهم وزهورهم بشكل منسق، وتخصيص جناح لعرض مستلزمات غذائية على هامش المعرض، فإن ضيق المساحة في المتحف الزراعي مقارنة بحديقة الأورمان، وعدم الإعداد بشكل متقن لاستضافة المتحف الزراعي للمعرض، وارتفاع درجات الحرارة في شهر يونيو (حزيران) أمور تجعل المقارنة في غير صالح دورة المتحف الزراعي، حسب زائرين وعارضين التقتهم «الشرق الأوسط» بالمعرض الذي لا يسمح بدخوله إلا بعد دفع 10 جنيهات قيمة التذكرة.

وافتتح وزيرا الزراعة والتضامن الاجتماعي، ومحافظ الجيزة، الدورة التسعين من معرض الزهور (السبت)، الذي يضمّ نحو 200 عارض، وأكثر من ألف نوع نباتي من نباتات الزينة والزهور والأشجار، وكل مستلزمات إنتاج البساتين وتنسيق الحدائق والصبار.

وقال وزير الزراعة السيد القصير، على هامش الافتتاح: «يشهد المعرض مشاركة بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية والمجتمع المدني»، مشيراً إلى أن «الدولة المصرية تدعم صناعة الزهور وزراعتها؛ لأهميتها للسوق المحلية أو للتصدير، ودعم الاقتصاد الوطني»، لافتاً إلى أن «معرض زهور الربيع له آلاف الزائرين الذين ينتظرونه كل عام سواء لشراء الزهور والورود أو للاستمتاع بمناظرها الجميلة». وأوضح أن «معرض (خير مزارعنا لأهالينا) المقام على هامش معرض زهور الربيع يشارك فيه 50 عارضاً، ويستهدف بيع السلع الغذائية للمواطنين بأسعار مخفضة».

بينما دعا محافظ الجيزة، مواطني المحافظة إلى زيارة المعرض والاستفادة من المنتجات والزهور والشتلات المعروضة، مؤكداً أن «المعرض يشهد سنوياً زيادة في أعداد الزائرين من المواطنين؛ نظراً لجودة المنتجات المعروضة».

وعلى الرغم من ارتفاع درجات الحرارة في فترة الظهيرة بالقاهرة راهناً، فإن عشرات المراهقين والشباب وكبار السن حرصوا على التجول داخل أروقة المعرض الذي يفتح أبوابه للجمهور بداية من الساعة التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساءً، بجانب التقاط الصور التذكارية مع أشجار الزينة كما اعتادوا كل عام.

وبينما ترى إحسان محمود (65 عاماً)، إحدى زائرات المعرض أن أسعار الزهور والنباتات في دورته الجديدة مناسبة وفي متناول الأيدي، بعد شرائها شجرة «ياسمينا» صغيرة بـ10 جنيهات فقط، يؤكد عارضون من بينهم شبل مرسي، ارتفاع أسعار النباتات والأسمدة والتربة الصناعية ومستلزمات الزراعة البلاستيكية جميعها، متأثرة بارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي، والعملات الأجنبية جميعها أمام الجنيه المصري أخيراً. ويضيف لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «بالة التربة الصناعية المستورة من ألمانيا يلامس سعرها حالياً 1000 جنيه بعدما كان يبلغ العام الماضي نحو 350 جنيهاً».

ويخشى العارضون من ضعف الإقبال العام الحالي بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وغلاء أسعار السلع الغذائية وأسعار نباتات الزينة، وفق مرسي، الذي يشير إلى أن «نباتات الزينة سلعة ترفيهية، لو خُيّر المواطنون بينها وبين الطعام واللحوم لاختاروا الأخيرة لأنها أساسية»، داعياً إلى أهمية «نشر ثقافة زراعة النباتات، والتوعية بحماية الأشجار»، متمنياً «حضور جمهور هذا المعرض العريق والتاريخي رغم الاختلافات الجوهرية في دورة العام الحالي».

ويحتاج العارضون إلى مدة لا تقل عن أسبوع لتنسيق أجنحتهم بالمعرض، وقد تمتد إلى شهر، خصوصاً شركات تنسيق الحدائق، ويبلغ سعر إيجار المتر الواحد لأصحاب شركات نباتات الزينة ومستلزمات الإنتاج داخل المعرض نحو 130 جنيهاً، وهو سعر يعتبره العارضون «مناسباً».


«الطبول» المصري يعزز حضوره فنياً بدورة عاشرة

حضور أفريقي (وزارة الثقافة المصرية)
حضور أفريقي (وزارة الثقافة المصرية)
TT

«الطبول» المصري يعزز حضوره فنياً بدورة عاشرة

حضور أفريقي (وزارة الثقافة المصرية)
حضور أفريقي (وزارة الثقافة المصرية)

رغم العاصفة الترابية التي ضربت القاهرة مساء السبت، فقد حرص أكثر من 5 آلاف شخص على حضور افتتاح «المهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية» بدورته العاشرة، الذي نُظّم في سور القاهرة الشمالي بالقرب من باب النصر الأثري في القاهرة التاريخية.

وانطلقت الفرق المشاركة لتقدم فنونها التراثية الإيقاعية، ولفتت فرق من جنوب السودان الأنظار إليها بإطلاق الزغاريد السودانية، لتتبادل معها عضوات الفرق المصرية الزغاريد وسط تصفيق الحضور، وقدمت الحفل الفنانة سميرة عبد العزيز.

عروض متنوعة شهدها الحفل الافتتاحي (وزارة الثقافة المصرية)

وخلال حفل الافتتاح ألقى رئيس المهرجان ومؤسسه الفنان انتصار عبد الفتاح كلمة جاء فيها، أن مهرجان الطبول يؤكد على التواصل الإنساني بين شعوب العالم لنشر ثقافة السلام والتأكيد على تفرد شخصية مصر التراثية، كما يهدف إلى إحياء فنون القاهرة التاريخية وتحقيق مفهوم التنمية الثقافية في أحياء مصر المختلفة، والتبادل الثقافي بين مختلف دول العالم.

«رغم الأزمات الاقتصادية التي أثرت على العالم كله كان لدينا إصرار على إقامة الدورة العاشرة من المهرجان الذي يحتضن غالبية ثقافات الشعوب»

الفنان انتصار عبد الفتاح

بدأت الدورة العاشرة للمهرجان أمس وتستمر حتى 2 يونيو (حزيران) المقبل، تحت شعار «حوار الطبول من أجل السلام»، وتشارك فيه 32 فرقة تمثل 10 دول، هي: مصر، وجنوب السودان، وفلسطين، والجزائر، والهند، وبنغلاديش، واليونان، وسيريلانكا، واليمن، وإندونيسيا، وتقام عروض المهرجان بساحة الهناجر في دار الأوبرا، و«بيت السناري»، والحديقة الثقافية بالسيدة زينب، و«مركز الطفل والحضارة» في مصر الجديدة، إضافة لسور القاهرة الشمالي، كما تقدم بعض الفرق عروضها في الميادين العامة وسط الجمهور.

الفنان انتصار عبد الفتاح (وزارة الثقافة المصرية)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» قال الفنان انتصار عبد الفتاح: «رغم الأزمات الاقتصادية التي أثرت على العالم كله كان لدينا إصرار على إقامة الدورة العاشرة من المهرجان الذي يحتضن غالبية ثقافات الشعوب، عبر فرق فنية تعكس ثقافة كل دولة، مما يحدث زخماً ثقافياً كبيراً يجمعنا في بوتقة واحدة تؤكد على التواصل الإنساني، فيصبح الإنسان هو الوطن والوطن هو الإنسان».

وبشأن تراجع حجم الدول المشاركة في الدورة الجديدة مقارنة بالدورات الماضية قال عبد الفتاح: «كنا نفكر في كيفية استقطاب فرق من كل دول العالم في هذه الظروف الصعبة، واستطعنا استقدام 4 من الخارج، واستعنا بالسفارات والفرق التابعة لها في مصر والفرق المستقلة»، لافتاً إلى أنه «يعزز بذلك حضوره على المستوى الفني والجماهيري في مصر». مضيفاً: «يهدف المهرجان إلى اكتشاف فرق جديدة وتقديمها للجمهور، فلأول مرة نقدم فرقة (مكتبة مصر العامة) ودفعنا بها في هذا المهرجان الدولي، و(فرقة الإسماعيلية للفنون الشعبية للأطفال)، وكانت عروضهما في الافتتاح مفاجأة للجمهور، كما قدمنا 3 فرق من جنوب السودان، وتتواصل عروض الفرق الأخرى على مدى أيام المهرجان».

ووصف عبد الفتاح المهرجان بأنه «حالة إبداعية فريدة»، «وعُرس ثقافي» يؤكد أنه بات ملكاً للجمهور الذي يترقب عروضه ويتاح له حضوره مجاناً لإيصال الخدمة الثقافية للجميع، مشيراً إلى تقديم بعض العروض في الشوارع والميادين في القاهرة ومنها ميدان «روكسي»، و«الكوربة» في مصر الجديدة، وممر «بهلر» بوسط البلد، وكذلك داخل الحدائق العامة للوصول لأكبر قدر من الجمهور.

يذكر أن «المهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية» يقام تحت رعاية وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة السياحة، ومؤسسة «حوار» لفنون الشعوب وثقافاتها، التي يرأسها الفنان انتصار عبد الفتاح.


ملحم زين يحقق حلماً قديماً بإحيائه «مهرجانات بعلبك»

الفنان اللبناني ملحم زين (الشرق الأوسط)
الفنان اللبناني ملحم زين (الشرق الأوسط)
TT

ملحم زين يحقق حلماً قديماً بإحيائه «مهرجانات بعلبك»

الفنان اللبناني ملحم زين (الشرق الأوسط)
الفنان اللبناني ملحم زين (الشرق الأوسط)

كثيرةٌ هي انشغالات الفنان اللبناني ملحم زين هذه الفترة. بين الاستعداد لإحياء «ليلة العمر» في إطار مهرجانات بعلبك الدولية، والتحضير لألبوم جديد، وتنفيذ جزءٍ ممّا عجزت عن تنفيذه السلطات الرسمية في لبنان، لا أفضليّة؛ اعتاد المطرب إتقان التزاماته كلها.

ميني ألبوم ومشاريع إنمائية

يقول زين في حديث مع «الشرق الأوسط»، إن الإصدار المقبل سيتّخذ شكل «ميني ألبوم يضم مجموعة من الأغاني التي تتنوّع ما بين فولكلورية، وشعبية، ورومانسية». من دون أن يحدد تاريخاً لإصدار العمل المنتَظر بعد غياب 4 سنوات عن الألبومات، يكتفي الفنان بالتلميح إلى أن الموعد بات قريباً، موضحاً أن «التروّي في الإصدارات هو لصالح النوعيّة».

من بين الأغنيات التي يعمل عليها ملحم زين حالياً، ما هو عراقي بالتعاون مع الفنان نور الزين، إضافةً إلى عودةٍ للّون الرومانسي بتوقيع الفنان مروان خوري. أما اللونان المصري والخليجي، حتى وإن لم تكن لهما حصّة في الميني ألبوم المقبل، فهما في بال الفنان اللبناني الذي يحضّر لمجموعة من الأغاني المصرية والخليجية، وفق تأكيده.

«هذه المشاركة شرف لي وهي نقطة تحوّل في مسيرتي الفنية، لا سيّما أنني ابن المنطقة»

الفنان اللبناني ملحم زين

ليس ملحم زين سفيراً للأغنية اللبنانية الفولكلورية من بين أبناء جيله فحسب، فقد أضيف إلى ألقابه مؤخراً لقب سفير النوايا الحسنة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وفي انعكاسٍ سريع لحُسن النوايا، موّل زين بمساعدة مجموعة من الأصدقاء ورجال الأعمال وفاعلي الخير، مشروع تركيب عواكس ضوئية على عدد من أوتوسترادات لبنان، من جنوبه إلى شماله مروراً بالعاصمة بيروت.

ملحم زين يطلق ميني ألبوم قريباً (الشرق الأوسط)

وفي خطوة ثانية تهدف إلى تفادي حوادث السير، أخذ الفنان على عاتقه إنارة طريق رئيسية في قضاء بعلبك، بعد أن تكررت عليها الحوادث وأدت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا. وإذ يصف زين اللقب الأممي بالمسؤولية الإنسانية الكبيرة، يكشف عن «مشروع قادم لإنارة بيروت بالكامل ورَدم كل الحُفَر على طرقاتها».

الطريق إلى معبد باخوس باتت مُضاءة، وقلعة بعلبك تنتظر ابنها في 14 يوليو (تموز) المقبل. هو حلم قديم لطالما راود ملحم زين وباتت تفصله أسابيع عن تحقيقه. يقول إن مشاركته في هذا الحدث الثقافي العريق هو «محطة مميزة في حياة كل فنان يحظى بفرصة الوقوف في هذا الصرح التاريخي»، ويضيف زين: «هذه المشاركة شرف لي وهي نقطة تحوّل في مسيرتي الفنية، لا سيّما أنني ابن المنطقة».

على بُعد شهرين تقريباً من الليلة المنتظرة، نفدت البطاقات إلى حفل ملحم زين، ما يطرح تساؤلات عمّا إذا كانت إدارة المهرجان ستعلن عن عرضٍ إضافي. مع العلم أن عرضاً خاصاً بأهالي «مدينة الشمس» سيسبق الحفل، إذ يغنّي ملحم زين للبعلبكيين في الـ13 من يوليو، وهو تقليدٌ يحرص منظّمو المهرجان على إحيائه سنوياً.

ليس ملحم زين وحده من تلمع عيناه عندما يفكّر بوقفته القريبة في معبد باخوس، فالرهبة نفسها يتقاسمها وإياه شريكه في الحفل، المايسترو أندريه الحاج. يتولّى قائد الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية تنفيذ العمل الأوركسترالي للسهرة الاستثنائية، التي يجتمع فيها أكثر من 40 عازفاً، إلى جانب الكورس.

بما أن الآلات الموسيقية ستتنوّع ما بين شرقية وغربية، يعمل الحاج على «ترتيبٍ غربيّ بروح عربية» للأغاني التي سيؤدّيها ملحم زين. ويقول المايسترو، إن برنامج الحفل الذي تسلّمه من زين، يحتوي على مجموعة غنية من الأعمال.

في ليلته البعلبكية، يقدّم المطرب اللبناني عدداً لا بأس به من أغنياته الخاصة، مثل «ما في جرح»، «ردّوا حبيبي»، و«غيبي يا شمس»، «ضلّي اضحكي»، وغيرها. كما يوجّه تحيةً لروح عملاق الأغنية اللبنانية، الفنان وديع الصافي من خلال أغانٍ مثل «على الله تعود» و«عندك بَحريّة»، وهي الأغنية التي كانت فاتحة خير على ملحم زين يوم كان بعدُ متبارياً في برنامج المواهب «سوبر ستار»، وكانت السبب وراء إطلاق لقب «ريّس الأغنية اللبنانية» عليه.

يلفت المايسترو أندريه الحاج إلى أن «التعامل مع ملحم زين سهل جداً لأنه يعرف ما يريد». ويضيف أن «ملحم يشبه الأوركسترا ويليق بها، أي أنه يجيد الغناء برفقتها كما أنه عالمٌ بهويتها الأكاديمية». وممّا سيضفي سحراً إلى ليلة زين في بعلبك، وفق رأي الحاج، هو أنه «ابن المنطقة وصوته يليق بعراقة المكان».

المايسترو الحاج، الذي كانت له محطات عربية وأوروبية بارزة، أهمها في دار الأوبرا في عُمان وفي القاهرة، يرى في الحفل المرتقب ضمن مهرجانات بعلبك «تتويجاً لمسيرته الموسيقية». يقول إنه لا يستطيع توقّع الشعور الذي سينتابه هناك، عندما سيرفع عصاه معلناً انطلاق «ليلة العمر».


صلاح تيزاني لـ«الشرق الأوسط»: مخيف ما نعيشه على الصعيد الفني

الفنان اللبناني صلاح تيزاني (فيسبوك الفنان)
الفنان اللبناني صلاح تيزاني (فيسبوك الفنان)
TT

صلاح تيزاني لـ«الشرق الأوسط»: مخيف ما نعيشه على الصعيد الفني

الفنان اللبناني صلاح تيزاني (فيسبوك الفنان)
الفنان اللبناني صلاح تيزاني (فيسبوك الفنان)

كان في عيادة طبيب الأسنان، عندما اتصلت به «الشرق الأوسط»، لإجراء هذا الحوار معه. واستهلَّ حديثه مؤكداً أنه رغم وجوده بهذا المكان، فهو يصرّ على احترام مَن يتصل به. «لقد طلبت من طبيبي أن يتوقف للحظاتٍ عن العمل؛ كي أردَّ عليك، فأنا أحرص على احترام الآخر، في زمنٍ ولّى فيه التقدير، وقلّت فيه الأخلاقيات».

منذ بداية حديثه، لم يُخفِ صلاح تيزاني، المعروف فنياً باسم «أبو سليم»، عتبه على زمن الفن، اليوم، فابن الـ95 عاماً، كما ذكر لنا، يصف الساحة، اليوم، بأنها يشوبها الضلال، وما عادت، كما في الماضي، تزخر بفنانين عمالقة تعبوا واجتهدوا كي يحققوا أحلامهم.

مؤخراً، أعلن الفنان تيزاني موعد إقامة مهرجان الزمن الجميل، وصاحبه طبيب التجميل الدكتور هراتش سغبازاريان، فهو واحد من أركانه الأساسيين، وسيكون من بين الوجوه الفنية العريقة المشارِكة فيه. ويوضح، لـ«الشرق الأوسط»: «سيقام هذا المهرجان في 3 يونيو (حزيران) المقبل، في كازينو لبنان. وستنقله، مباشرةً على الهواء، المؤسسة اللبنانية للإرسال (إل بي سي آي)، وتُكرِّم خلاله نحو 24 شخصية فنية عريقة من لبنان وخارجه». ويسهب «أبو سليم» في حديثه عن هذا المهرجان، الذي يعتبره بقعة ضوء في زمن الفن القاتم الذي نعيشه. «إنه، في رأيي، بمثابة المنبر الوحيد الذي يعطي الماضي حقه، فيلتفت إلى الفنانين الكبار الذين نسيهم الناس وما عادوا في البال، حتى من قبل الإعلام».

«ما يستفزُّني، اليوم، على الساحة الفنية هو الاستسهال والاستخفاف بالفن ورسالته»

الفنان صلاح تيزاني

أمضى صلاح تيزاني نحو 70 عاماً في مشوار كوميدي طويل، بدأ أعماله الفنية على مسارح طرابلس ومدارسها، وأنتج مسلسلات كوميدية تلفزيونية مع انطلاق تلفزيون لبنان عام 1959، وبقي يقدمها مع فرقته، التي عُرفت بفرقة «أبو سليم»، بشكل أسبوعي دائم حتى سنة 1975، وتوقّف العرض لسنوات بسبب الحرب اللبنانية. عاد إلى متابعتها في التسعينات بشكل متطور، مع إضافة الغناء إلى موضوعاته. وفي عام 2000، أنتج «تلفزيون دبي» سلسلة جديدة بالشخصيات نفسها. مثّل تيزاني في مسرحيات الأخوين رحباني مع فيروز، وشارك في أفلام سينمائية، فاستحدث نمطاً كوميدياً مختلفاً تلقَّفه المُشاهد على مدى أجيال مختلفة.

ويرى تيزاني أن الأيام الجميلة الماضية انتهت، كأي عناصر أخرى كانت تؤلِّف لبنان منارة الشرق. ويتابع: «ما يستفزُّني، اليوم، على الساحة الفنية هو الاستسهال والاستخفاف بالفن ورسالته، لذلك نفتقد الفنون على أنواعها، التي كانت تقدِّم للمُشاهد المحتوى الممتاز والترفيهي معاً». ويتابع: «كله صار يحصل عالماشي، وكأنهم يرغبون فقط بمسابقة الزمن، وتعبئة الهواء بأي شيء؛ كي لا يتركوه فارغاً».

وعن رأيه بالمسلسلات والأغاني وغيرها من الفنون، اليوم، يوضح: «هناك فرق شاسع وكبير بين الفنون التي كانت تُقدَّم على أيامنا، وتلك التي نتابعها، اليوم، فأين التمثيليات التي كانت تعكس تقاليدنا ومجتمعاتنا؟ وأين الأغنيات التي كان المطرب لا يقدم على إنزالها في الأسواق إلا بعد جهد جهيد؟ لقد كنا عندما نقدم برنامجاً تلفزيونياً، نحرص على إيصال رسائل اجتماعية مهمة جداً، وكم من مرة أوقفت لجنة الرقابة في الأمن العام اللبناني عملاً لنا؛ لأننا نطقنا بعبارة هزّت السياسيين والبلاد؟ في رأيي، أن الفن يتراجع بسرعة، وليس هناك من يعمل على فرملة انهياره».

مئات الحلقات التلفزيونية وعشرات المسرحيات تؤلف مشوار «أبو سليم» (فيسبوك الفنان)

ويتوقف «أبو سليم» عند مهرجان الزمن الجميل، العزيز على قلبه، «إنه يولَد من رحِم أيام غالية على قلوبنا، نحمل لها في أذهاننا التقدير الكبير. وهذه السنة، سيُكرَّم فنانون كثيرون من الذين تركوا بصمتهم على الفن اللبناني، وهم في عِداد المنسيين؛ لأنهم متروكون من الدولة والإعلام معاً».

يوجه تيزاني عتبه على المسؤولين السياسيين والجهات الرسمية، التي من شأنها الالتفات إلى هؤلاء. «بدل أن يركضوا لتأمين الدواء والحياة المحترَمة لفنانين أعطوا عمرهم للبنان الفن، فإنهم يلتهون بالقشور ومصالحهم الخاصة لا غير. لو كانت لدينا مرجعية حقيقية، لكانت دولتنا قد اهتمت بنا، نحن الممثلين القدامى، الذين نهض الفن على أكتافهم، فهي تركتنا في نهاية عمرنا، نواجه مصيرنا وحدنا من كل النواحي».

ويكمل حديثه مُبدياً مخاوفه على جيل جديد تربَّى على الفن الهابط، «من أهداف (مهرجان زمن الفن الجميل) توعية جيل الشباب بعمالقة فن حقيقيين حفروا الصخر بأناملهم، ليحلّقوا بلبنان واسمه عالياً، فمَن مِن بينهم لديه أدنى فكرة عن نجوم التمثيل والغناء القدماء، ومَن حاكوا زمن الفن الجميل بأعمالهم الراقية؟ اليوم لا رُقي، ولا احترام، ولا تقدير لفن مسؤول. نرى الإعلام المرئي مشغولاً بمحاورة فنانين دخلاء على الساحة، الأمور ذاهبة إلى الأسوأ، ولدينا خوف كبير على مستقبل الفن في لبنان بكل وجوهه».

من ناحية ثانية يشعر «أبو سليم» بنوع من التعزية، من خلال إقامة مهرجانات بمستوى «زمن الفن الجميل»: «إنه بصيص الأمل الوحيد الذي يعزِّينا في وحدة فُرضت علينا نحن أبناء الفن الماضي. وسأحضر خلاله، وأشارك في تقديم إحدى مذيعاته، وسأكون شاهداً حياً من ذلك الزمن الذي لا يزال على البال».


وليد توفيق: الأغنية العربية تعيش فوضى عارمة

صورة من كليب «مصر يا أم السلام» (الشرق الأوسط)
صورة من كليب «مصر يا أم السلام» (الشرق الأوسط)
TT

وليد توفيق: الأغنية العربية تعيش فوضى عارمة

صورة من كليب «مصر يا أم السلام» (الشرق الأوسط)
صورة من كليب «مصر يا أم السلام» (الشرق الأوسط)

انتهى الفنان اللبناني وليد توفيق من تصوير ثلاث أغنيات من ألبومه الغنائي الجديد، الذي من المقرر أن تطلقه شركة «روتانا» للصوتيات والمرئيات، خلال الأيام المقبلة عبر قناتها على «يوتيوب» والمنصات السمعية. وكشف في حواره مع «الشرق الأوسط»، تفاصيل أغنياته الجديدة التي صورها ما بين الغردقة والقاهرة، ومن بينها أغنيته الوطنية لمصر التي تحمل عنوان «مصر يا أم السلام»، ومعبراً عن رأيه في حال الأغنية العربية التي وصفها بأنها تعيش حالة من الفوضى.

تكلم توفيق عن تفاصيل وجوده حالياً في القاهرة، قائلاً: «دعيت منذ أيام من أجل إحياء حفل ختام مسابقة ملكات الجمال (ميس إيليت) في الغردقة، وسُحرت بالمناظر الخلابة الجميلة التي لم أكن أتوقع أن أراها في مصر، ولذلك استغللت الفرصة، وصوّرت أغنيتين بطريقة الفيديو كليب، الأولى بعنوان «إحنا أصحاب السعادة»، وهي من ألحان الفنان محمد يحيى، والثانية «ليه يسألوني»، وانتهزت فرصة مكوثي أياماً عدة في القاهرة من أجل تصوير أغنية وطنية عزيزة على قلبي كنت قد غنيتها من قبل لمصر، بعنوان «مصر يا أم السلام»، وكان يفترض أن تُصوّر منذ أكثر من عامين، ولكن بسبب جائحة «كورونا» توقف التصوير، ولم أزر مصر لفترة طويلة، لذا فضلت هذه المرة تصوير الأغنية في منطقة الأهرامات والنيل وعدد من شوارع القاهرة، ويجري حالياً عمل مونتاج لها، لإطلاقها في أقرب مناسبة وطنية لمصر. مؤكداً أن مصر صاحبة فضل كبير عليه طيلة مشواره الفني الممتد لأكثر من 50 عاماً، مضيفاً: «حتى فنانوها كانوا سبباً في شهرة اسمي وصناعته عندما ساندوني في بدايتي».

ويعكف الفنان اللبناني حالياً على تحضير ألبومه الغنائي الجديد مع شركة «روتانا» للصوتيات والمرئيات قائلاً: «بعد نجاح أغنية (أيلول)، آخر أعمالي الغنائية التي قدمتها مع الشركة، نعمل الآن على إطلاق ميني ألبوم يتضمن 5 أغنيات متعددة الأشكال الموسيقية وسيحمل عنوان (كان قلبي مملكتي)».

وبسؤاله عن سر ارتباطه الفني خلال الفترة الأخيرة بالشاعر اللبناني نزار فرنسيس، قال: «بعد مرحلة الانتشار والنجاح الكبيرين اللذين صنعتهما في مصر، بدأت أنظر إلى أهمية الاتجاه عربياً، ورأيت الشاعر نزار فرنسيس واحداً من أهم الشعراء في المنطقة، وبالفعل قدمنا معاً عدة أغنيات أكثر من رائعة من بينها (طير صغير)، و(يا بحر)، و(لا تعودني عليك)، و(مجرد سؤال)، والحمد لله جميعها حققت رواجاً كبيراً في بلاد الشام والخليج».

يرى الفنان اللبناني أن «الأغنية العربية تمر بحالة فوضى عارمة»، مضيفاً: «واجهتنا مصائب خلال السنوات الماضية، بسبب انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، في الماضي لم يكن هناك مجال لتلك الفوضى، كان هناك انضباط ولجان رقابية، ولجان استماع، أما اليوم فبمقدور كل شخص أن يفعل ما يحلو له عبر هذه المواقع، بل حتى إطلاق الإذاعات الغنائية أصبح مباحاً لأي شخص وهو أمر غير صحي، وكي لا نجعل الصورة سوداوية، فما زلت وآخرون غيري قادرين على الغناء، ولا نزال نُطلق أعمالاً غنائية وعلينا طلب، وهذا الأمر يؤكد أن هناك جمهوراً يطلب الفن المحترم».

وعن العمل الذي لا يرضى عنه في مسيرته الفنية الطويلة قال: «ليست هناك أغنية لم أرضَ عنها خلال مسيرتي الفنية، ربما هناك فيلم يدعى (عروسة البحر) قدمته مع الفنان الراحل سمير غانم، لم أكن راضياً عنه، والسبب أنه بعد أن بدأنا التصوير حدثت مشكلات إنتاجية كبيرة، واختفت قصة الفيلم، وهرب المنتج وأصبح العمل بلا قصة».


تعزيز دور المرأة في صناعة الترفيه يتصدر «المعرض السعودي للإضاءة والصوت» بالرياض

جانب من افتتاح معرض الصوت والإضاءة أمس بالرياض (الشرق الأوسط)
جانب من افتتاح معرض الصوت والإضاءة أمس بالرياض (الشرق الأوسط)
TT

تعزيز دور المرأة في صناعة الترفيه يتصدر «المعرض السعودي للإضاءة والصوت» بالرياض

جانب من افتتاح معرض الصوت والإضاءة أمس بالرياض (الشرق الأوسط)
جانب من افتتاح معرض الصوت والإضاءة أمس بالرياض (الشرق الأوسط)

في وقتٍ حققت فيه الرياض عدداً من مشروعات الترفيه المختلفة، كشفت قمة «المعرض السعودي للإضاءة والصوت» ومحاور فعالياته، التي تنطلق، اليوم الأحد، على مدى يومين، أن تمكين المرأة وتعزيز دورها في صناعة تنظيم الفعاليات على رأس جدول أعماله، بجانب إنشاء فعاليات تجريبية لتدريب النساء، والنهوض بصناعة القطاع.

يأتي ذلك في ظل توقعات لـ«إرنست ويونغ» بأن يخلق قطاع صناعة الترفيه 100 ألف وظيفة بحلول عام 2030، مع نموّه بنسبة 3 في المائة على الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، بينما تبحث قمة «المعرض السعودي للإضاءة والصوت» سبل معالجة التأثير البيئي للمَعارض، وكيفية بقاء صناعة الترفيه في المملكة في الصدارة، من خلال رسم خريطة مستقبل الصناعة، وإبراز أهم الاتجاهات والتحديات.

معرض الصوت والإضاءة والترفيه (الشرق الأوسط)

وستلقي القمة نظرة فاحصة على دور النساء في صناعة تنظيم الفعاليات، وسيتصدر موضوع زيادة تمثيل المرأة في القوى العاملة بقطاع الترفيه، بوصفه جزءاً من «رؤية 2030»، جدول أعمال القمة، حيث وضعت الدولة، بالفعل، عدداً من المبادرات، لتمكين النساء وتشجيعهن على الانضمام إلى القطاعين العام والخاص.

وسيضمُّ المعرض المهتمين بقطاعات الإضاءة والصوت، والفعاليات الحية، واللافتات الرقمية، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا الليزر، وتكنولوجيا المسرح، مع تضمين أكثر من 15 مناظرة تفاعلية، وعروض تقديمية، ودراسات حالة، وحلقات نقاش، من الخبراء وأصحاب رؤى الصناعة، حول كيفية النهوض بقطاع تنظيم الفعاليات وسوق الترفيه.

وقال محمد فيصل، مدير الفعاليات بشركة «دي إم جي»: «مع استضافة المملكة أكثر من 120 مليون شخص، خلال المناسبات التي أقيمت في السنوات الأربع الماضية، تتطلع المملكة إلى تنفيذ خطط متسارعة في قطاع الترفيه والفعاليات، وستتطلع النسخة الثانية لهذا العام من قمة (المعرض السعودي للإضاءة والصوت) لاستعراض هذه التطورات».

وتُواصل المملكة بناء الأسس لقطاع ترفيهي نابض بالحياة، ووفقاً لـ«الهيئة العامة للترفيه»، حيث جرى إصدار 11.136 ترخيصاً للترفيه والفعاليات الداعمة منذ عام 2019، في حين كشفت شركة «إرنست ويونغ» أخيراً، أن حكومات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مثل السعودية، أظهرت دعماً قوياً للترفيه بوصفه جزءاً من هدفها، المتمثل في الاستثمار في اقتصادها غير النفطي.

معرض الصوت والإضاءة والترفيه (الشرق الأوسط)

من جهته، قال كويرت فيرميولين، المصمم والمالك الرئيسي لـ«أ.سي.تي.إل.دي»، وأحد المتحدثين في قمة «المعرض السعودي للإضاءة والصوت (SLS)» لهذا العام: «أصبحت السعودية بسرعةٍ أكبر، سوقاً ترفيهية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. عملت في المملكة، على مدى السنوات العشر الماضية، وشهدت النمو المذهل، والانفتاح نحو ثقافة غنية وترفيهية».

وسيضمُّ جدول أعمال هذا العام موضوعات رئيسية أخرى كالاتجاهات الحالية، والأدوات المستقبلية للمناسبات التفاعلية، وإشراك الجمهور، ومبادئ وتقنيات التصميم لإنشاء عروض مذهلة بصرياً، ودراسة حالة، وهندسة الصوت والتصميم؛ من أجل تحقيق تجارب غامرة.

وستشمل قائمة المتحدثين في القمة شخصيات بارزة، مثل مارك ريفز، رئيس قسم الترفيه والفعاليات، و«سيكس فلاغز»، و«القدية»، ومايكل (كيرلي) جوبسون، المدير التنفيذي، «ميدل بيست».

من ناحيتها، أكدت الدكتورة ديبي كريستيانسن، المدير العام لـ«مركز البحرين العالمي للمعارض» ومن المتحدثين البارزين في القمة، أن مشاركتها في الجلسة التنفيذية «النساء في صناعة تنظيم الفعاليات - إنشاء فعاليات تجريبية» ستسلط الضوء على الفرص المتاحة للنساء، وتشجيعهن على التركيز على بدء مسار مهني بهذا القطاع الواعد.


عواصف الغبار تضرب الشام ومصر وأميركا

سحابة ترابية غطت الأجواء في بعض المدن المصرية (التلفزيون المصري)
سحابة ترابية غطت الأجواء في بعض المدن المصرية (التلفزيون المصري)
TT

عواصف الغبار تضرب الشام ومصر وأميركا

سحابة ترابية غطت الأجواء في بعض المدن المصرية (التلفزيون المصري)
سحابة ترابية غطت الأجواء في بعض المدن المصرية (التلفزيون المصري)

بالتزامن مع عواصف ترابية كانت تضرب مناطق في الولايات المتحدة السبت، كان هناك مشهد شبيه في العديد من الدول العربية، وإن اختلفت المسميات والأسباب.

وتسمى «العواصف الترابية» التي شهدتها مناطق من أميركا بـ«شيطان الغبار»، وهي شائعة إلى حد ما هناك، وتتشكل عندما يرتفع الهواء الساخن بالقرب من الأرض، مما يخلق عموداً دواراً يلتقط الغبار والحطام، ويرفعه إلى الهواء، مما يمنحه الشكل المرئي المميز الذي يفعله الإعصار، ويمكن أن يصل عرضه إلى 10 أقدام أو 300 قدم وارتفاع 1000 قدم، بسرعات رياح يمكن أن تصل إلى 60 ميلاً في الساعة، ويتبدد عندما يتضاءل مصدر الحرارة في النهاية، أو عندما تتغير أنماط الرياح مما يؤدي إلى سقوط الحطام.

(شيطان الغبار) زار عدة مناطق أميركية (تويتر)

وتقول منار غانم، عضو المركز الإعلامي في الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية لـ«الشرق الأوسط» إن «شيطان الغبار يمكن أن يحدث في مدن ليست قريبة من المناطق الصحراوية، ولكنه يحدث في الغالب بالمدن القريبة من المناطق الصحراوية، كما هي الحال في العواصف التي شهدتها السبت مدن أميركية قريبة من المناطق الصحراوية الجنوبية الغربية».

وإذا كان «شيطان الغبار» يمكن أن يحدث في مناطق صحراوية وغير صحراوية، فإن العواصف الترابية التي شهدتها بعض مناطق مصر والسعودية ودول الشام بالأمس مصدرها المناطق الصحراوية، كما توضح غانم.

وتضيف أن «هذه العواصف كان سببها كتل هوائية صحراوية مع سرعة رياح تصل إلى 45 كم في الساعة أدت لإثارة الرمال والأتربة، واستمرت هذه الحالة في بعض المناطق بتلك الدول حتى يوم الأحد، مترافقة مع تقلبات جوية تتمثل بهطول أمطار غزيرة وصواعق، وذلك نتيجة حوض علوي بارد مصدره منطقة شرق البحر الأبيض المُتوسط، بالتزامن مع تدفق لتيارات هوائية شبه استوائية مفعمة ببخار الماء».

ورغم تباين أسباب العواصف الترابية بين أميركا والدول العربية، فإن مجدي علام، أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، لا يعفي التغيرات المناخية من المسؤولية عنها.

ويقول علام لـ«الشرق الأوسط»: «كان المشهد بالأمس غريباً، حيث شهدنا ثلاثة أشياء نادرة، وهي قوة الرياح، التي حملت كمية كبيرة من الأتربة، لتشكل سحابة ترابية كان حجمها نادراً، وكانت هذه السحابة راكدة بشكل نادر أيضاً، إذ استمرت فترة طويلة في السماء لتحجب أشعة الشمس، ومثل هذه النوادر الثلاث من الصعب اجتماعها في وقت واحد، وهو ما يشير إلى تأثير لتغير المناخ، لا سيما أيضا أن هذه التقلبات الجوية غير معتادة في هذا التوقيت».

الرياح المثيرة للأتربة في منطقة جازان بالسعودية (تويتر)

وتبدو العلاقة مع تغير المناخ أوضح في ظاهرة «شياطين الغبار»، كما يوضح علام، حيث يخلق الطقس الجاف ظروفاً أساسية لنشاطها، حيث يتسبب في تلك الظاهرة الهواء الدافئ الصاعد من الأرض، وهذا ما يميزها عن الأعاصير، التي تحركها عاصفة فوقية.