مصر وقبرص واليونان لتعزيز التعاون الدفاعي والأمني

لمواجهة التحديات ودعم الاستقرار في شرق المتوسط

اجتماع ثلاثي لوزراء دفاع مصر وقبرص واليونان في القاهرة  (المتحدث العسكري المصري)
اجتماع ثلاثي لوزراء دفاع مصر وقبرص واليونان في القاهرة (المتحدث العسكري المصري)
TT

مصر وقبرص واليونان لتعزيز التعاون الدفاعي والأمني

اجتماع ثلاثي لوزراء دفاع مصر وقبرص واليونان في القاهرة  (المتحدث العسكري المصري)
اجتماع ثلاثي لوزراء دفاع مصر وقبرص واليونان في القاهرة (المتحدث العسكري المصري)

توافقت مصر وقبرص واليونان على «دعم علاقات التعاون في المجالات الدفاعية والأمنية، من أجل مواجهة التحديات ودعم الاستقرار في شرق البحر المتوسط». جاء ذلك في ختام مباحثات القوات المسلحة المصرية والقبرصية واليونانية. ووفق إفادة للمتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية، فإن «مصر استضافت الاجتماع الثلاثي الخامس لوزراء دفاع مصر وقبرص واليونان لبحث علاقات التعاون العسكري المشترك، بحضور عدد من قادة القوات المسلحة المصرية والقبرصية واليونانية، حيث تناول الاجتماع عدداً من الموضوعات والقضايا التي تمس المصالح المشتركة للدول الثلاث».
وقال المتحدث العسكري المصري، في بيان مساء أمس، إن الفريق أول محمد زكي، القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي، عقد لقاءً ثنائياً مع خارلامبوس بيتريدس وزير الدفاع القبرصي، تناول اللقاء «مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في ضوء مجالات التعاون العسكري، ونقل وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة لكلا البلدين». كما عقد القائد العام للقوات المسلحة المصرية لقاءً ثنائياً آخر مع نيكولاوس باناجيوتوبولوس وزير الدفاع اليوناني، تناول اللقاء «استعراض الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة وانعكاساتها على الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط وشرق المتوسط، وسبل تعزيز التعاون والعلاقات العسكرية بين القوات المسلحة لكلا البلدين».
وأكد وزير الدفاع المصري خلال الاجتماع الثلاثي مع وزيري دفاع قبرص واليونان على «أهمية دعم سبل التعاون والشراكة بين مصر وقبرص واليونان؛ مما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط»، مشيداً بـ«التعاون المثمر الذي تشهده العلاقات المصرية - القبرصية - اليونانية خلال الآونة الأخيرة؛ مما يدعم توحيد المفاهيم تجاه القضايا كافة التي تمس المصالح المشتركة للدول الثلاث».
في حين أكد وزير الدفاع القبرصي خلال الاجتماع على «أهمية استمرار التنسيق بين مصر وقبرص واليونان لدعم العلاقات الممتدة من الشراكة والتعاون، ولا سيما في المجال العسكري والتدريبات المشتركة، وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة لكل منهما»، معرباً عن «تقديره الكامل للقوات المسلحة المصرية نظراً لما تمثله من قوة عسكرية ذات صقل استراتيجي بمنطقة الشرق الأوسط». وأشار وزير الدفاع اليوناني إلى «أهمية الاجتماع وما خلص إليه من نتائج تُعزز المصالح المشتركة»، معرباً عن «تقديره لدور مصر المؤثر والفاعل في محيطيها الإقليمي والدولي وتحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط».
وذكر المتحدث العسكري المصري، أنه في ختام جلسات المباحثات وفعاليات الاجتماع الثلاثي «تم توقيع بيان مشترك في إطار مساعي القوات المسلحة المصرية والقبرصية واليونانية لدعم علاقات التعاون في المجالات الدفاعية والأمنية، من أجل مواجهة التحديات والتهديدات ودعم سبل السلام والاستقرار في منطقة شرق البحر المتوسط».
وأضاف المتحدث العسكري المصري، أنه على هامش الاجتماع الثلاثي تم تنظيم مؤتمر صحافي لوزراء دفاع مصر وقبرص واليونان، وذلك «في إطار عرض نتائج الاجتماع وجلسات المباحثات التي تهدف إلى دعم علاقات التعاون العسكري بما يلبي المصالح المشتركة للدول الثلاث». وتضمنت فعاليات المؤتمر الصحافي استعراض كل من القائد العام للقوات المسلحة المصرية، ووزير الدفاع القبرصي، ووزير الدفاع اليوناني، الجهود المبذولة «بما يدعم ركائز الأمن والاستقرار بمنطقة شرق البحر المتوسط، فضلاً على تتويج التنسيق العسكري المصري - القبرصي - اليوناني المشترك بأقصى درجات التفاهم الذي أدى إلى توحيد الرؤى تجاه مختلف القضايا والموضوعات على الصعيدين الإقليمي والدولي».
وتؤكد مصر على «مواصلة تفعيل أطر التعاون الثلاثي مع قبرص واليونان». ويشار إلى أن لمصر علاقات وثيقة مع اليونان وقبرص، وتعقد الدول الثلاث قمماً بشكل منتظم، في إطار تعاونها في مجال الطاقة بـ«المتوسط». وعقدت في أثينا، أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قمة ثلاثية جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس القبرص نيكوس أنستاسيادس، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، تناولت حينها «الملفات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها جهود مكافحة (الإرهاب) و(الهجرة غير المشروعة) ومستجدات قضايا المنطقة».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مصر تعوّل على الدعم الأوروبي لتعويض تكلفة استضافة اللاجئين

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا في القاهرة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا في القاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

مصر تعوّل على الدعم الأوروبي لتعويض تكلفة استضافة اللاجئين

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا في القاهرة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا في القاهرة (الرئاسة المصرية)

تعوّل الحكومة المصرية على تعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، لتعويض فاتورة استضافة ملايين اللاجئين على أراضيها، إلى جانب تكلفة التوترات التي تشهدها المنطقة، خصوصاً التصعيد في البحر الأحمر، وتأثيره على تراجع إيرادات قناة السويس.

ووصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بلاده بـ«خط الدفاع الأول عن أوروبا، لمنع الهجرة غير الشرعية»، خلال استقباله، الخميس، في القاهرة، رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، مؤكداً أهمية «مواصلة التعاون مع أوروبا في قضايا الهجرة ومكافحة الإرهاب»، حسب «الرئاسة المصرية».

الموقف ذاته أكده السيسي، أيضاً في اتصال هاتفي مع رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، الخميس، مشيراً إلى أن بلاده «تستضيف أكثر من 9 ملايين أجنبي، نتيجة الأزمات التي تشهدها المنطقة».

ويرى خبراء مصريون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أن «استضافة القاهرة ملايين اللاجئين وفَّرت حماية لأوروبا من الهجرة غير الشرعية، مما يستلزم ضرورة توفير دعم مناسب للحكومة المصرية، في ضوء الأعباء التي تمثلها استضافة أعداد كبيرة من المهاجرين، على الاقتصاد المصري».

وسبق أن قدّر رئيس الوزراء المصري تكلفة استضافة الأجانب في مصر، بنحو 10 مليارات دولار سنوياً.

ووفق بيان الرئاسة المصرية، فإن السيسي خلال لقائه ميتسولا، أكد «ضرورة دعم الجهود الحثيثة التي تبذلها بلاده لمنع الهجرة غير الشرعية».

كما أشار إلى آثار التوترات التي تشهدها المنطقة على الاقتصاد المصري، وقال إن «بلاده تكبَّدت خسارة، تُقدر بنحو 7 مليارات دولار، من إيرادات قناة السويس، في عام 2024، بسبب الهجمات التي قام بها الحوثيون على السفن التجارية، في باب المندب»، كما تناول «آليات تفعيل الشراكة الاستراتيجية والشاملة مع الاتحاد الأوروبي، في محاورها كافة».

وفي مارس (آذار) الماضي، توافقت مصر والاتحاد الأوروبي على ترفيع العلاقات إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة»، ووقّع الجانبان في ختام قمة عُقدت بالقاهرة شارك فيها السيسي، ورئيسة المفوضية الأوروبية، ورؤساء دول وحكومات قبرص وإيطاليا والنمسا واليونان، «إعلاناً مشتركاً» بشأن شراكة استراتيجية شاملة.

وثمَّنت رئيسة البرلمان الأوروبي الدور المصري في حماية استقرار وأمن المنطقة وشعوبها، كما أكدت «حرص الاتحاد الأوروبي على تعزيز التنسيق المستمر مع مصر، في جميع القضايا»، وفق الرئاسة المصرية.

ويقدم الاتحاد الأوروبي حزمة تمويل لمصر، في صورة مساعدات مالية، وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، مطلع يناير (كانون الثاني) الحالي، إن بلاده «تلقَّت شريحة أولى قيمتها مليار يورو، من حزمة تمويل، من الاتحاد الأوروبي، حجمها 7.4 مليار يورو».

ويرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير جمال بيومي، أن «الجانب الأوروبي يقدم مساعدات للقاهرة في صورة منح وليست قروضاً، تقديراً للسياسة المصرية تجاه المهاجرين واللاجئين»، وقال إن «مصر تستضيف ملايين اللاجئين، ولم تكن معبراً لنقل المهاجرين إلى أوروبا، كما فعلت بعض الدول الإقليمية»، عاداً ذلك «محل تقدير أوروبي».

ووفق الحكومة المصرية فإنه «لم تبحر من مصر أي مراكب غير شرعية منذ عام 2016، بفضل إجراءات حاسمة، تقوم بها، لمواجهة الهجرة غير المشروعة».

وأشار بيومي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الاتحاد الأوروبي يقدم تسهيلات كثيرة للحكومة المصرية، غير المنح، من بينها سياسة مبادلة الديون باستثمارات مباشرة»، إلى جانب «تعزيز التبادل التجاري، والتوسع في استثمارات الطاقة والغاز»، وقال إن «مصر تستهدف أن تكون مصدراً أساسياً للطاقة في أوروبا».

ويرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إكرام بدر الدين، أن «مصر تقوم بدور مزدوج في ملف المهاجرين واللاجئين»، وقال إن «استضافة القاهرة ملايين الفارين من الصراعات والنزاعات في المنطقة، يوفر ملاذاً آمناً لهم، ويوفر الحماية لأوروبا في الوقت نفسه، أمام أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين»، وإن «استمرار الدعم الأوروبي لمصر ضروري لتحقيق المصالح الأوروبية».

ويتوقف بدر الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، مع التقارب السياسي بين مصر والاتحاد الأوروبي تجاه معظم التطورات الإقليمية، مشيراً إلى أن «هناك مصلحة مصرية وأوروبية مشتركة للتهدئة في البحر الأحمر، وتأمين حركة الملاحة».

وخلال لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي، ناقش السيسي جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضرورة تطبيق «حل الدولتين»، بوصف ذلك خياراً وحيداً لتحقيق السلام المستدام في المنطقة، إلى جانب الأوضاع في ليبيا والسودان والصومال، وضرورة الحفاظ على وحدة تلك الدول وأمنها.