متنزه إسرائيلي يطلق «الرصاصة الأخيرة» على حل الدولتين

الفلسطينيون يحذرون من المشروع «اللصوصي» الأكبر في الضفة

أحد أفراد الأمن الإسرائيلي يمنع مزارعاً فلسطينياً من العبور إلى مزرعته في قلقيلية الأحد (أ.ف.ب)
أحد أفراد الأمن الإسرائيلي يمنع مزارعاً فلسطينياً من العبور إلى مزرعته في قلقيلية الأحد (أ.ف.ب)
TT

متنزه إسرائيلي يطلق «الرصاصة الأخيرة» على حل الدولتين

أحد أفراد الأمن الإسرائيلي يمنع مزارعاً فلسطينياً من العبور إلى مزرعته في قلقيلية الأحد (أ.ف.ب)
أحد أفراد الأمن الإسرائيلي يمنع مزارعاً فلسطينياً من العبور إلى مزرعته في قلقيلية الأحد (أ.ف.ب)

يثير مخطط إسرائيلي لإقامة متنزه استيطاني بين القدس والبحر الميت، سيكون الأضخم على مساحة نحو مليون دونم من أراضي الضفة الغربية، غضب الفلسطينيين الذين يرون أنه سيقضي بشكل مباشر على فرصة إقامة دولة متواصلة في المستقبل.
ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية «المخطط الاستعماري بأنه بمثابة إطلاق الطلقة الأخيرة لما تبقى من فرص لحل الدولتين»، لأنه «يتمم عملية فصل شمال الضفة الغربية ووسطها عن جنوبها بالكامل».
وحذر أشتية، في كلمة له في مستهل جلسة الحكومة أمس (الاثنين)، إسرائيل من عواقب تنفيذ هذا المخطط، وطالب المجتمع الدولي وكل من يقول إنه يدعم حل الدولتين، التحرك لوقف هذا العدوان السافر. ويدور الحديث عن مخطط لإقامة «حديقة وطنية» على مساحة تصل إلى مليون دونم بين القدس والبحر الميت، ما من شأنه أن يغير وجه المنطقة. وتمتد الحديقة الجديدة من مستوطنة «كوخاف هشاحر» شرق رام الله، إلى منطقة الهيروديون شرق بيت لحم، ثم تتمدد جنوباً حتى أريحا وشمال البحر الميت، وتضم مراكز سياحية، ومطاعم وشبكة فنادق ومركز معلومات مشتركاً.
وعلى الرغم من أن المخطط ما زال أولياً فإن الفلسطينيين أطلقوا جرس الإنذار. وقالت منظمة التحرير إن المخطط اللصوصي يُعد استراتيجياً في محتواه السياسي، وهو أخطر من مشروع التمدد الاستيطاني قي المنطقة المسماة «إي1»، لأنه مفصل بشكل محكم ليفصل جنوب الضفة الغربية عن شمالها ووسطها. وجاء في بيان للمكتب الوطني للدفاع عن الأرض التابع لمنظمة التحرير، أن التداعيات السياسية لهذه الخطوة واضحة تماماً، «فمنذ عقود يطالب اليمين الإسرائيلي بالبناء الاستيطاني في المنطقة E1 بالقرب من مستوطنة (معاليه أدوميم) شرق القدس، ويأتي هذا المخطط الجديد لسد الفجوة بين المنطقتين وإغلاق ملف ما يسمى حل الدولتين».
ويعتقد على نطاق واسع أن المخطط الجديد جاء بديلاً لمشروع «إي1»، بحسب تلميحات عدد من رؤساء مجالس مستوطنات في الضفة يعملون مع شركة تابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية من أجل تنفيذه. وتعد معضلة «إي1» الذي كان يفترض أنه سيصل مستوطنات وسط الضفة بالقدس، بالنسبة لإسرائيل، أنه يواجه معارضة شديدة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، لأنه سيؤدي إلى تقسيم الضفة الغربية، ولذلك يأمل الإسرائيليون بتعويض «إي1» بالمشروع الجديد الذي سيصادر كذلك أراضي كانت ضمن مشروع «إي1»، بما في ذلك المنطقة الوحيدة التي يقطنها البدو الفلسطينيون من عشيرة الجهالين وغيرها، وتضم قرية خان الأحمر وأماكن مقدسة، مثل دير «مار سابا» للمسيحيين الأرثوذكس، و«مسجد النبي موسى» و«قصر اليهود».
إلا أن الشركة الاستيطانية الحكومية رفضت اتهامات الفلسطينيين لها بإقامة مشروع سياسي، وقالت مديرة الشركة، كيرن غيفن، في وقت سابق، إن «الشركة تهتم فقط بالجانب التطويري للمكان»، وإن «أهداف المشروع تتركز في إقامة حديقة قومية ضخمة يستفيد منها سكان المنطقة، بصفتها مرفقاً سياحياً حديثاً لا مثيل له في إسرائيل». وتابعت: «هنا تلتقي المقدسات اليهودية مع المسيحية والإسلامية، وستقام شبكة مطاعم ومقاهٍ متحركة وثابتة، وسيجري تطوير وإقامة شبكة فنادق شمال البحر الميت».
وأكدت غيفن أن الشركة انتهت من إعداد الخريطة الاستراتيجية الشاملة للمشروع الذي ليس رسماً على الورق، بل مشروع يتقدم في الدوائر الحكومية.
وتبحث الشركة ومجالس مستوطنات عن شركاء استراتيجيين وممولين من أجل بدء تنفيذ المشروع. ومن غير المعروف كيف سيكون رد فعل الفلسطينيين إذا ما بدئ المشروع فعلاً، وقبل ذلك، عندما دفعت إسرائيل مشروع «إي1» للأمام، هددت السلطة بإلغاء كل الاتفاقات مع إسرائيل واعتبار اتفاق أوسلو كأن لم يكن، لأن المشروع سيعني نهاية الدولة الفلسطينية العتيدة.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

إصابة عدة إسرائيليين في إطلاق نار استهدف حافلة في الضفة الغربية

الجيش الإسرائيلي أغلق المنطقة المحيطة ببيت لحم بحواجز الطرق (ا.ب)
الجيش الإسرائيلي أغلق المنطقة المحيطة ببيت لحم بحواجز الطرق (ا.ب)
TT

إصابة عدة إسرائيليين في إطلاق نار استهدف حافلة في الضفة الغربية

الجيش الإسرائيلي أغلق المنطقة المحيطة ببيت لحم بحواجز الطرق (ا.ب)
الجيش الإسرائيلي أغلق المنطقة المحيطة ببيت لحم بحواجز الطرق (ا.ب)

قالت السلطات الإسرائيلية، في الساعات الأولى من صباح اليوم (الخميس)، إن عدة إسرائيليين أصيبوا في إطلاق نار استهدف حافلة مدنية في الضفة الغربية.

وقالت خدمة الإنقاذ الإسرائيلية «نجمة داوود الحمراء»، إن صبياً يبلغ من العمر 12 عاماً، أصيب بجروح خطيرة جراء إطلاق النار في الهجوم الذي وقع جنوب القدس.

قوات الأمن الإسرائيلية في موقع إطلاق نار على حافلة بالقرب من بلدة بيت جالا بالضفة الغربية (ا.ب)

وأضافت أن امرأة (40 عاماً) أصيبت أيضاً بجروح طفيفة جراء إطلاق النار.
ونقل الاثنان ومصابان آخران إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج. وقال الجيش الإسرائيلي إنه بدأ عملية بحث عن الجاني وإنه تم إغلاق المنطقة المحيطة ببيت لحم بحواجز الطرق.