أنهى «حزب الاتحاد الديمقراطي» السوري أعمال مؤتمره التاسع، الذي انعقد أمس، في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، بحضور نحو 700 عضو ومندوب حزبي.
وقال القيادي الكردي أنور مسلم الذي شغل منصب رئاسة الحزب لمدة عامين بين 2020 و2022، أمام المؤتمر، إن هجمات الجيش التركي زادت وتيرتها مؤخراً بعد تهديد أنقرة بشن عملية عسكرية جديدة، «شهدنا تمادي الاحتلال التركي في عدائه للشعب الكردي واستهداف طائراته المسيّرة لشخصيات وطنية ومدنية». وانتقد صمت المجتمع الدولي «أمام تصاعد التهديد التركي» على حد وصفه. ليزيد: «أيادينا ممدودة للجميع في سبيل إنقاذ الشعب السوري ومجتمعاتنا وإيصالها إلى بر الأمان عبر السبل الديمقراطية». وتوجه بالدعوة إلى الأحزاب السياسية «للحوار البناء مع جميع القوى السياسية الفاعلة في سوريا لمجابهة التحديات والمخاطر القائمة».
من جانبه، قال الدار خليل عضو الهيئة الرئاسية لحزب «الاتحاد»، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن المؤتمر بحث مسارات جنيف وآستانة الخاصة بالملف السوري، مشدداً على أنهما «لن تساعدا في حل الأزمة». وتعليقاً على ارتفاع وتيرة التهديدات التركية الأخيرة، أردف قائلاً: «تركيا لن تقتصر في تهديداتها على مدينتي منبج وتل رفعت، لكنها في الواقع تريد إيجاد ثغرة مناسبة لتتمكن من احتلال جميع مناطق شمال شرقي سوريا»، وشدد على أن هذه التهديدات جاءت بعد السيطرة على مدن وبلدات جرابلس وأعزاز والباب وعفرين بريف حلب، وتل أبيض بالرقة ورأس العين (سري كانيه) بالحسكة: «تركيا تلعب دوراً سلبياً في إدلب ومناطق أخرى والتهديدات الأخيرة إكمالٌ لما عجزت عن تنفيذه منذ سنوات»، واصفاً موقف الحكومة السورية من هذه التطورات بـ«الضعيف»، الأفضل نسبياً من مواقفه السابقة الخجولة، التي لم تُترجم على أرض الواقع.
ميدانياً، قال آرام حنا، المتحدث الرسمي لقوات «قسد»، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن فرق الرصد التابعة لهم مستنفَرة تتابع التطورات الميدانية شمالي الحسكة، «وعموم تشكيلات قواتنا رفعت جاهزيتها بما فيها الوحدات الخاصةـ تأهباً لأي تحركات عسكرية مضادة». وعن دور قوات النظام المنتشرة في نقاط التماس، ومراقبة الأطراف بوقف إطلاق النار، قال حنا: «العلاقة مع قوات حكومة دمشق، تجري عبر قنوات اتصال عسكرية تشمل صدّ قوات الاحتلال التركي فقط لا غير»، لافتاً إلى أن القيادة العامة للقوات وعبر القنوات العسكرية «تشارك القوات الروسية التقارير الميدانية المتضمنة تحركات القوى المعادية، ونتائج قصف المدفعية التركية وهجمات الطيران المسيّر المعادي».
وكان المركز الإعلامي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» قد كشف عن حصيلة هجمات الجيش التركي والفصائل الموالية له، على مناطق نفوذ «قسد» خلال النصف الأول من الشهر الحالي، واتهم في بيان نُشر على موقعه الرسمي، أنقرة، بالسعي إلى استكمال مشروعها في تغيير ديمغرافية المنطقة وهويتها الوطنية. وجاء بالبيان: «انتهك الطيران المسيّر للاحتلال التركي 35 مرة أجواء شمال شرقي سوريا، واستهدفت إحداها مبنى سكني للمدنيين في القامشلي»، حيث بلغت حصيلة القذائف التي طالت مناطق نفوذها في أرياف ثلاث محافظات سورية هي حلب والرقة والحسكة: «982 قذيفة مختلفة سقطت على المناطق الآهلة بالمدنيين بينها قرى تل تمر وزركان بريف الحسكة، مروراً ببلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، وصولاً لأرياف منبج وتل رفعت بريف حلب الشمالي»، وأكدت أن التصعيد التركي يأتي في سياق دفع سكان المنطقة الأصليين للنزوح واستكمال تغيير تركيبة الأهالي ومعالم هُويتها الوطنية السورية.
«الاتحاد الديمقراطي» يدعو أحزاب سوريا للوقوف في وجه تهديدات تركيا
«الاتحاد الديمقراطي» يدعو أحزاب سوريا للوقوف في وجه تهديدات تركيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة