تحركات أميركية وروسية وتركية في ريف الحسكة

أمل (50 عاماً)، وهي معتقلة سابقة في مخيم الهول الذي يؤوي عائلات مسلحين من «داعش»، خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في مدينة الرقة في 4 يونيو الماضي (أ.ف.ب)
أمل (50 عاماً)، وهي معتقلة سابقة في مخيم الهول الذي يؤوي عائلات مسلحين من «داعش»، خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في مدينة الرقة في 4 يونيو الماضي (أ.ف.ب)
TT

تحركات أميركية وروسية وتركية في ريف الحسكة

أمل (50 عاماً)، وهي معتقلة سابقة في مخيم الهول الذي يؤوي عائلات مسلحين من «داعش»، خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في مدينة الرقة في 4 يونيو الماضي (أ.ف.ب)
أمل (50 عاماً)، وهي معتقلة سابقة في مخيم الهول الذي يؤوي عائلات مسلحين من «داعش»، خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في مدينة الرقة في 4 يونيو الماضي (أ.ف.ب)

في الوقت الذي بدأت فيه القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالية لها تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في منطقة عملية «نبع السلام» بريف مدينة رأس العين في الحسكة (شمال شرقي سوريا)، سيّرت القوات الأميركية دورية في بلدة تل تمر المجاورة وتفقدت نقاط التماس ومركز البلدة، وجالت على خطوط الجبهة. وفي الوقت ذاته دفعت القوات الروسية بمزيد من الأسلحة إلى قاعدتها في منطقة «المباقر» غرب تل تمر، ضمت أجهزة رادار وأسلحة ثقيلة ومتوسطة بينها مضادات للطيران.
وذكرت صفحات محلية ومواقع إخبارية أن الفصائل السورية الموالية لتركيا وتحت إشراف ومشاركة ضباط من الجيش التركي، نفذت تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية بريف مدينة رأس العين التابعة لمحافظة الحسكة في مناطق عملية «نبع السلام». ووصلت طلائع هذه القوات إلى خطوط التماس الفاصلة بينها وبين «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) من جهة، ومواقع انتشار الجيش السوري الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، في حين جددت المدفعية التركية قصفها على محيط ناحية أبو راسين وقصفت قريتي تل الورد والربيعات بريفها الجنوبي بعد 10 أيام من الهدوء الحذر. كما قصفت فصائل المعارضة السورية، ليل الجمعة السبت، بالقذائف قرية الطويلة غرب تل تمر. وقال آرام حنا، المتحدث باسم قوات «قسد»، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن فرق الرصد التابعة لهم «مستنفرة تتابع التطورات الميدانية شمال الحسكة، وعموم تشكيلات قواتنا رفعت جاهزيتها بما فيها الوحدات الخاصة، تأهباً لأي تحركات عسكرية مضادة». إلى ذلك، سيّرت القوات الأميركية دورية في بلدة تل تمر، بعد أيام من دفع القوات الروسية والقوات الحكومة السورية بمزيد من التعزيزات إلى مواقعها ومقارها العسكرية في البلدة.
في غضون ذلك، عثرت قوى الأمن الداخلي (الأسايش) في مخيم الهول شرق محافظة الحسكة على خندق داخل إحدى الخيام تحت القسم الخاص بالعائلات المهاجرة، وعلى جثتي امرأتين في القسم الثالث. وقال مسؤول أمني إن «قوات الأمن تمكنت من التعرف على إحدى الجثتين، وهي لنازحة سورية من الرقة تدعى (ف.ع.أ)، فيما لم يتم التعرف على جثة المرأة الثانية ويرجح أن تكون لاجئة عراقية». كما عثرت قوات الأمن على خندق وشبكة أنفاق داخل قسم المهاجرات.
في سياق متصل، كشفت ليلى إبراهيم، مديرة «البيت الإيزيدي» في إقليم الجزيرة التابعة للإدارة الذاتية، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن قوات «الأسايش» في مخيم الهول تمكنت من تحرير فتاة كردية من الطائفة الإيزيدية، وسلمتها إلى لجنة متخصصة مشتركة، تمهيداً لإعادتها إلى ذويها في قضاء سنجار العراقي. والطفلة تدعى «روسيتا» من مواليد 2006، منحدرة من قرية تل قصب التابعة لقضاء شنكال العراقي، «بقيت أسيرة في المخيم عند عوائل عناصر ومسلحي تنظيم داعش منذ انتهاء معركة الباغوز، كانت تحاول الاتصال بمن تبقى من أقربائها دون جدوى، وسط مخاوف من معاقبتها وافتضاح أمرها من عائلات التنظيم».
وأخبرت إبراهيم بأن الطفلة الإيزيدية وقعت أسيرة بقبضة مسلحي «داعش» الإرهابي، في أثناء صعودها مع عائلتها إلى الجبال صيف 2014. وبحسب روايتها، أقدم عناصر التنظيم على قتل والدها وثلاثة من أعمامها مع أبنائهم، وقاموا بأخذ النساء كسبايا لتقوم والدتها بالانتحار لمنع عناصر التنظيم من اغتصابها.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

لجان حوثية في صنعاء تجمع بيانات شاملة عن طلبة المدارس

الحوثيون أخضعوا طلاباً وتربويين في صنعاء للتعبئة الفكرية والعسكرية (إكس)
الحوثيون أخضعوا طلاباً وتربويين في صنعاء للتعبئة الفكرية والعسكرية (إكس)
TT

لجان حوثية في صنعاء تجمع بيانات شاملة عن طلبة المدارس

الحوثيون أخضعوا طلاباً وتربويين في صنعاء للتعبئة الفكرية والعسكرية (إكس)
الحوثيون أخضعوا طلاباً وتربويين في صنعاء للتعبئة الفكرية والعسكرية (إكس)

لم تكتفِ الجماعة الحوثية في اليمن بإخضاع الطلبة والمعلمين في المدارس لتدريبات عسكرية ميدانية تحت اسم «دورات طوفان الأقصى»، بل وسعت من حجم ذلك الاستهداف عبر تشكيل لجان ميدانية في مدارس صنعاء بغية جمع معلومات تفصيلية عن الطلبة وإنشاء قاعدة بيانات ضمن مساعيها لتكثيف عمليات التجنيد في أوساطهم.

وأوضحت مصادر تربوية في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، أن قادة حوثيين يديرون قطاع التعليم أصدروا أخيراً تعميمات تُلزم مديري فروع مكاتب التربية في المديريات ومديري المدارس الحكومية بتشكيل لجان تحت اسم «حصر تربوي» من أجل القيام بجمع بيانات تفصيلية عن الطلبة.

وسلمت جماعة الحوثيين - وفق المصادر - لجانها الميدانية نماذج استمارات يتطلب تعبئتها بمعلومات تفصيلية ودقيقة عن الطلبة، تشمل أسماءهم الكاملة وأعمارهم وأرقام هواتفهم وأولياء أمورهم وعدد أفراد الأسرة ومكان الإقامة.

وشددت الجماعة في تعميمها على عدم قبولها أي استمارات منقوصة، إلا بعد استكمال جميع المعلومات المطلوبة، كما أوعزت لأتباعها باستخدام كل الطرق لإرغام الطلبة على القبول بإدلاء بياناتهم بطريقة شاملة.

الحوثيون يلزمون المدارس في صنعاء ببرامج طائفية والحشد للقتال (إكس)

وشرعت اللجان الحوثية عقب التعليمات بالنزول الميداني إلى عشرات المدارس في مديريات عدة بصنعاء بهدف بدء حصر معلومات الطلبة.

ويسعى الانقلابيون الحوثيون من وراء ذلك إلى جمع معلومات لمعرفة تفاصيل دقيقة عن الطلبة وأسرهم القاطنين في صنعاء في سياق عملية منسقة للاستقطاب والتجنيد والتعبئة الطائفية.

وتأتي الخطوة الحوثية في ظل استمرار عشرات الآلاف من المعلمين والتربويين في جميع المناطق تحت سيطرة الجماعة؛ جراء انقطاع رواتبهم منذ سنوات عدة، إضافة إلى تعسفات الجماعة التي أدت إلى تعطيل مؤسسات التعليم.

رفض مجتمعي

قوبل الإجراء الحوثي برفض واسع من قبل الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور، مع اتهام الجماعة بانتهاج سياسة العبث والتدمير الممنهج بحق ما تبقى من المؤسسات التعليمية واستهداف منتسبيها بتحويلهم إلى وقود لمعارك الجماعة.

ويتخوف أولياء الأمور من المساعي التي ترمي الجماعة إلى تحقيقها من وراء قيامها بجمع معلومات تفصيلية عن أبنائهم ويترقبون أن يعقب تلك الخطوة القيام بتنفيذ أوسع عملية استقطاب وتجنيد في أوساط الطلبة.

انقلابيو اليمن يجبرون الطالبات على حضور الفعاليات ذات الصبغة الطائفية (إعلام حوثي)

ويتحدث وكيل مدرسة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» عن قدوم عنصرين حوثيين قبل يومين من المنطقة التعليمية الخاضعة للجماعة في مديرية معين إلى المدرسة وبحوزتهما استمارات فارغة بهدف اللقاء بالطلبة في الفصول الدراسية لتعبئة الاستمارات ببياناتهم الشخصية.

ويشير إلى أنه سبق وأن تلقى قبلها بأيام تعميماً حوثياً بذات الخصوص، ويتضمن تشديداً على منع تسريب تلك الاستمارات أو الاطلاع عليها بعد تعبئتها بمعلومات الطلبة.

وكانت الجماعة الحوثية قد أجبرت خلال الأشهر الماضية مديري المدارس ووكلاءها والطلبة والمعلمين في صنعاء ومدن أخرى على الالتحاق بدورات تعبوية وعسكرية تحت مزاعم الاستعداد لمواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل.