مصر تبحث مع أميركا والاتحاد الأوروبي ملف الطاقة

أكدت أهمية الإسراع باستغلال موارد الغاز في شرق المتوسط

وزير البترول المصري يجري مباحثات مع مسؤولين عن ملف الطاقة بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة (وزارة البترول المصرية)
وزير البترول المصري يجري مباحثات مع مسؤولين عن ملف الطاقة بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة (وزارة البترول المصرية)
TT

مصر تبحث مع أميركا والاتحاد الأوروبي ملف الطاقة

وزير البترول المصري يجري مباحثات مع مسؤولين عن ملف الطاقة بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة (وزارة البترول المصرية)
وزير البترول المصري يجري مباحثات مع مسؤولين عن ملف الطاقة بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة (وزارة البترول المصرية)

أجرت مصر مباحثات مع أميركا والاتحاد الأوروبي بشأن ملف الطاقة. وأكدت القاهرة أهمية «الإسراع باستغلال موارد الغاز في منطقة شرق المتوسط». جاء ذلك خلال مباحثات وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا، مع كبار المسؤولين عن ملف الطاقة بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، حيث التقى الملا، أمس، وفداً من وزارة الطاقة الأميركية برئاسة نائب مساعد وزير الطاقة الأميركي للشؤون الخارجية لأوروبا وأوراسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا جوشوا فولز.
ووفق إفادة لوزارة البترول المصرية فقد أكد الوفد الأميركي على «تطور دور (منتدى غاز شرق المتوسط)، ومساهمته في تحقيق التعاون والتكامل في مجال الطاقة بين دول المنطقة». وقالت «البترول المصرية» إن الوزير الملا والوفد الأميركي استعرضا «مجالات التحول الطاقي وجهود خفض الانبعاثات نحو تحقيق مستقبل منخفض الكربون، وفرص التعاون المشترك مع الولايات المتحدة في هذه المجالات». وقال الملا إن «بلاده مهتمة خلال مرحلة الانتقال الطاقي بالمضي قدماً وتعزيز التعاون مع الشركات العالمية في تنفيذ مشروعات لإنتاج الوقود الأحفوري الأنظف، وإزالة الكربون وخفض الانبعاثات من هذا الوقود، حيث لا يزال الوقود الأحفوري يقوم بدور هام في تلبية متطلبات الاستهلاك لتحقيق أمن الطاقة». كما استعرض اللقاء المبادرات الخاصة بإزالة الكربون وخفض الانبعاثات التي أطلقها «منتدى غاز شرق المتوسط» وإمكانيات التعاون مع الولايات المتحدة في تطبيق هذه المبادرات التي تعد من أهم أهداف المنتدى. وأبدى الجانب الأميركي اهتمامه بالتعاون في هذا المجال لتسريع وتيرة التنفيذ».
وفي لقاء آخر أكد الملا خلال مباحثات مع مفوضة الطاقة والمناخ بالاتحاد الأوروبي كادري سيمسون، أمس، «أهمية مذكرة التفاهم الثلاثية التي تم توقيعها خلال أعمال (منتدى غاز شرق المتوسط) كخطوة هامة للإسراع باستغلال موارد الغاز في منطقة شرق المتوسط والبنية التحتية المصرية بشكل اقتصادي لنقل الغاز إلى دول أوروبا»، موضحاً أن «المذكرة سوف تسهم في إعطاء دفعة وتشجيع الشركات العالمية على الإسراع بتنمية وإنتاج موارد الغاز من منطقة شرق المتوسط، الأمر الذي يسهم في تحقيق أمن الطاقة ورفاهية الشعوب». واتفق الجانبان خلال اللقاء على «أهمية المتابعة والتنسيق بين فرق العمل من الجانبين لخطوات تنفيذ مذكرة التفاهم ومتابعتها بصورة دورية من الوزراء، حيث تعد مذكرة التفاهم بمثابة الإطار الرئيسي الداعم لأعمال الشركات ومشروعاتها المشتركة لاحقاً لتحقيق أهداف المذكرة بصورة فعلية ويشمل ذلك تنمية وإنتاج الغاز من الحقول ومشروعات البنية التحتية لخطوط أنابيب نقل الغاز وتسييل وتصدير الغاز». وأكدت سيمسون تقديرها لـ«التطور الإيجابي للمباحثات والعمل المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبي بشأن الغاز الطبيعي في شرق المتوسط بما أدى للوصول لهذه النتائج الملموسة»، موضحة أن «مصر استبقت الوضع الحالي بخطواتها منذ عدة سنوات لإنشاء المنتدى للمساهمة في تأمين إمدادات الطاقة من شرق المتوسط»، لافتة إلى «دعم الاتحاد الأوروبي لعمليات التحول الطاقي». في غضون ذلك، شارك وزير البترول المصري، ووزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد، أمس، في المائدة المستديرة حول «القيادة الاستراتيجية للطاقة والدور المحوري الذي تلعبه منطقة شرق المتوسط»، على هامش الاجتماع الوزاري السابع لـ«منتدى غاز شرق المتوسط» الذي تستضيفه مصر». وشددت فؤاد على «ضرورة العمل لجذب الاستثمارات في مجالات إزالة الكربون، من خلال استخدام تكنولوجيات رخيصة الثمن يمكن تمويلها من خلال البنوك بحيث تكون ذات جدوى اقتصادية».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مصر تقترب من إسناد إدارة مطاراتها للقطاع الخاص

جانب من مطار القاهرة الدولي (وزارة الطيران)
جانب من مطار القاهرة الدولي (وزارة الطيران)
TT

مصر تقترب من إسناد إدارة مطاراتها للقطاع الخاص

جانب من مطار القاهرة الدولي (وزارة الطيران)
جانب من مطار القاهرة الدولي (وزارة الطيران)

اقتربت الحكومة المصرية من «إسناد إدارة المطارات للقطاع الخاص». ووفق متحدث مجلس الوزراء المصري، محمد الحمصاني، فإن «الحكومة في المراحل الأخيرة من وضع خطة أو برنامج طرح إدارة المطارات للقطاع الخاص، وسيتم الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة».

وأعرب الحمصاني عن أمله في أن «يكون الطرح خلال 2025 يعقبه إعلان التوقيتات الخاصة بالتطبيق على أرض الواقع»، مؤكداً في تصريحات متلفزة، أخيراً، أن «الرؤية التي يجري الانتهاء منها تتم بالاتفاق مع مؤسسة التمويل الدولية، باعتبارها مستشاراً لبرنامج الطرح».

وكان رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، قد التقى مطلع الشهر الحالي مسؤولي تحالف «مصري - فرنسي» لاستعراض مقترح مقدم للتعاون مع الحكومة في تشغيل وإدارة المطارات، بحضور وزير الطيران وعدد من المسؤولين، وهو التحالف الذي يضم شركة «حسن علام» المصرية، و«مجموعة مطارات باريس» التي أكد نائب رئيسها التنفيذي، خافيير هورستيل، رغبتهم في عقد «شراكات طويلة الأمد مع الحكومات ومشغلي قطاع الطيران حول العالم».

وبحسب بيان الحكومة المصرية، الشهر الحالي، فإن المجموعة الفرنسية المنضوية في التحالف «لديها شراكات مع 26 مطاراً في 18 دولة حول العالم، واستقبلت نحو 336.5 مليون مسافر خلال العام الماضي».

مصطفى مدبولي خلال لقاء «التحالف المصري - الفرنسي» مطلع الشهر الحالي (مجلس الوزراء المصري)

وعدّ وكيل لجنة «السياحة والطيران» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، أحمد الطيبي، أن «التوجه الحكومي لإسناد إدارة المطارات للقطاع الخاص يهدف إلى تحسين جودة الخدمة المقدمة في المطارات المصرية المختلفة»، مؤكداً أن الشركات التي تسند إليها مثل هذه الأعمال «تكون لديها قدرات تشغيلية كبيرة وتجارب سابقة».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الاستعانة بهذه الشركات ستجعل هناك تعاملاً مختلفاً داخل المطارات المصرية من جانب الإدارة والتشغيل، بالإضافة إلى العوائد المالية التي تسدد للحكومة مقابل حقوق الإدارة ونسب الأرباح التي سيجري الاتفاق عليها، فضلاً عما ستكتسبه العمالة الموجودة من تدريبات وخبرات جديدة، بجانب ما قد يتم من زيادات في الرواتب.

رأي يدعمه أستاذ التمويل والاستثمار في مصر، محمد باغة، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «وجود القطاع الخاص سيؤدي إلى تحسين إدارة المطارات، وبالتبعية تحسين الإيرادات، فضلاً عن ضخّ رأس مال جديد بهدف التحسين والتطوير».

وأشار إلى وجود كثير من التجارب لدول حول العالم قامت بتفعيل شراكات مع القطاع الخاص، الأمر الذي أدّى إلى «تحسين في جودة الخدمة المقدمة وسرعتها»، ما ستكون له انعكاسات إيجابية على حركة السياحة والمترددين المتعاملين مع المطارات المختلفة.

مسؤولون مصريون خلال جولة تفقدية في مطار شرم الشيخ (وزارة الطيران)

وتعتزم الحكومة المصرية إتاحة الفرصة للشركات والتحالفات الدولية لتقديم عروض بشأن إدارة المطارات التي ستطرح في المرحلة الأولى، فيما نفت عدة مرات في وقت سابق ما تردد حول التوجه نحو «بيع المطارات»، مؤكدة أن الشراكات التي ستبرم مرتبطة بحقوق «الإدارة والتشغيل»، بما يسمح بتحسين جودة الخدمة المقدمة للمترددين على المطارات المختلفة.

وبحسب وكيل لجنة «السياحة والطيران» بـ«النواب»، فإن وجود القطاع الخاص بالمطارات والحرص على الاهتمام بالتطوير المستمر ومواكبة أحدث النظم العالمية، أمور تدعم الترويج للسياحة المصرية، خاصة أن المطار أول مكان يراه السائح وآخر موقع يتعامل معه، وبالتالي يجب أن يكون الانطباع عنه إيجابياً، مشيراً إلى أن «التغيرات التي حدثت في شكل وطبيعة الإدارة وطريقة تعامل الدولة مع القطاع الخاص، ستجعل هناك إصراراً على التمسك بنجاح التجربة وتحقيق أقصى استفادة منها».