الرئيس الصيني يجيز للجيش عملاً «غير حربي» في تايوان

أوستن: 300 ألف جندي في آسيا... وقادرون على «التعامل عسكرياً» مع مسرحين وأكثر في الوقت نفسه

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يستعرض حرس الشرف في العاصمة التايلندية بانكوك أول من أمس (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يستعرض حرس الشرف في العاصمة التايلندية بانكوك أول من أمس (رويترز)
TT

الرئيس الصيني يجيز للجيش عملاً «غير حربي» في تايوان

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يستعرض حرس الشرف في العاصمة التايلندية بانكوك أول من أمس (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يستعرض حرس الشرف في العاصمة التايلندية بانكوك أول من أمس (رويترز)

وقّع الزعيم الصيني شي جينبينغ توجيهاً يسمح باستخدام الجيش في «عمل غير حربي»، مما أثار مخاوف من أن بكين ربما تستعد لغزو جزيرة تايوان تحت ستار «عملية خاصة» غير مصنفة على أنها حرب، شبيهة بـ«العملية الروسية الخاصة» في أوكرانيا.
وذكرت وسائل إعلام حكومية صينية، أن شي وقّع على أمر يسري مفعوله اليوم، من دون الكشف عن تفاصيله بشكل كامل.
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) في تقرير موجز صدر مساء الاثنين بتوقيت بكين، إن الأمر «ينظِّم بشكل منهجي المبادئ الأساسية والتنظيم والقيادة وأنواع العمليات والدعم العملياتي والعمل السياسي وتنفيذ القوات لها، ويوفر الأساس القانوني لعملية عسكرية غير حربية».
وأضافت أن من بين الأهداف المعلنة للوثيقة المكونة من ستة فصول «الحفاظ على السيادة الوطنية، والاستقرار الإقليمي وتنظيم العمليات العسكرية غير الحربية وتنفيذها».
وجاء الأمر الذي وقّعه شي، بعد أن دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مخاطبته منتدى حوار «شانغري - لا» في سنغافورة عبر الفيديو، إلى العمل على حل دبلوماسي لتفادي التهديد بعمل عسكري في مضيق تايوان. واستخدم زيلينسكي أوكرانيا كمثال، داعياً العالم إلى «دعم أي إجراء وقائي دائماً»، وإلى حلول دبلوماسية لمنع الحرب.
وكان رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا قد حذّر الأسبوع الماضي من أن «أوكرانيا اليوم قد تكون شرق آسيا غداً».

حرب أوكرانيا تغير الموقف من تايوان
وقال محللون صينيون إن تصريحات زيلينسكي تبدو «منسجمة مع أهداف السياسة الأميركية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهو يبذل قصارى جهده لإجراء هذه المقارنات».
وقال المعلق السياسي الصيني، وو تشيانغ، إن تصريحات زيلينسكي تمثل أيضاً تغييراً في موقف أوروبا الشرقية والاتحاد الأوروبي تجاه تايوان، عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
لكنّ معلقين تايوانيين قالوا في تصريحات لإذاعة «آسيا الحرة» الأميركية، إن زيلينسكي «كان حريصاً إلى حد ما على تجنب استفزاز بكين».
وقال تشين تشي تشيه، الأستاذ المساعد في العلوم السياسية بجامعة «ناشيونال صن يات سين» في تايوان: «إنه ذكي بما يكفي لعدم الرغبة في استفزاز الصين، لذلك لا يمكنه التحدث بوضوح شديد بشأن مسألة تايوان». وأشار إلى أن هناك الكثير من المجالات التي تعتمد فيها أوكرانيا على المساعدة الصينية، ومن المرجح أن تعتمد عليها لإعادة الإعمار بعد الحرب. وقال: «علاقة أوكرانيا بتايوان ليست وثيقة بهذا القدر، لذا فهو لا يحتاج إلى التضحية بالعلاقة بالصين لدعم تايوان، على الأقل ليس بشكل واضح للغاية».
300 ألف جندي أميركي في آسيا
وفيما يواصل الرئيس الأميركي جو بايدن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، التأكيد أن منافس الولايات المتحدة على المدى الطويل في المستقبل ستكون الصين، كشف وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن 300 ألف من أفراد الخدمة في الجيش الأميركي، يعملون في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، التي تعدها الولايات المتحدة «من أولويات استراتيجية الأمن القومي».
وقال أوستن خلال زيارته للعاصمة التايلندية بانكوك، إنه على الرغم من ذلك، فإن الولايات المتحدة «قوة عالمية ذات مصالح ومسؤوليات عالمية أيضاً»، وتقود الجهود لتزويد أوكرانيا بالأسلحة والذخيرة والإمدادات التي تحتاج إليها للدفاع عن نفسها ضد حرب غير مبررة. وأضاف، مثلما عمل الجيش الأميركي على طمأنة حلفاء الناتو عبر إرسال 20 ألف جندي إلى أوروبا، فإنه ينفذ مهامه في تلك المنطقة، بينما أفراده «يمضغون العلكة»، في إشارة إلى جهوزيته.
ولفت أوستن إلى أن السبب وراء قدرة الولايات المتحدة على «السير ومضغ العلكة في الوقت نفسه»، يرجع إلى شبكة لا مثيل لها من الحلفاء والشركاء. وأكد أن رحلته إلى المنطقة قادماً من لقاء مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، في مقر قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية في كولورادو، والذي يرمز إلى العلاقة الوثيقة بين البلدين، إلى سنغافورة للمشاركة في حوار «شانغري - لا»، ثم إلى بانكوك، للتشاور مع أقدم حليف للولايات المتحدة، هي مثال على كيفية تقدير الولايات المتحدة لتلك الشبكة من الحلفاء والاعتماد عليها.

التعامل مع مسرحين وأكثر
وقال أوستن إنه عرض خلال لقاءاته التي أجراها مع وزراء دفاع الدول المشاركة في حوار «شانغري - لا»، بوضوح مخاوف الولايات المتحدة ومقترحاتها بشأن المنطقة، وتحدث عن ضرورة التواصل بين الصين والولايات المتحدة لتقليل فرص التصعيد. كما تحدث عن مخاوف بشأن سلوكيات الصين وهي تحاول تأكيد سيطرتها على الممرات المائية والممرات الجوية الدولية. وقال إن الولايات المتحدة «لا تخجل أبداً من المنافسة الشريفة، لكننا لا نسعى إلى الصراع، ولا نسعى إلى منطقة منقسمة إلى كتل معادية». ورأى أن الحوار «كان فرصة مهمة لإثارة مخاوفنا بشأن احتمال عدم الاستقرار في مضيق تايوان والتأكيد أن سياستنا طويلة الأمد تجاه تايوان ثابتة ولا تتغير».
وكشف أوستن عن خطط لزيادة التعاون مع جميع دول المنطقة، مؤكداً أن اهتمام بلاده بدعم أوكرانيا «لا يُضعف جهودها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ». وقال إن بيت القصيد من كل هذا هو أن الولايات المتحدة «يمكن أن تتعامل مع مسرحين ومع منافسين اثنين ومع آخرين في الوقت نفسه»، مشيراً إلى أن عدد العمليات والتدريبات التي أجرتها الولايات المتحدة مع حلفاء وشركاء من المحيطين الهندي والهادئ خلال العام الماضي، «مثير للإعجاب في حد ذاته».
وأضاف أوستن: «لكن في الوقت نفسه، لم نكن قادرين فقط على المساعدة في توحيد (حلف شمال الأطلسي) الناتو، بل قمنا أيضاً بقيادة الجهود لتسريع المساعدة الأمنية التي تشتد الحاجة إليها لأوكرانيا بمساعدة الحلفاء والشركاء».


مقالات ذات صلة

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم لندن تحذّر من عواقب مدمّرة لحرب في مضيق تايوان

لندن تحذّر من عواقب مدمّرة لحرب في مضيق تايوان

دافع وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي عن الوضع القائم في تايوان، محذرا من عواقب اقتصادية مدمرة لحرب، في خطاب تبنى فيه أيضًا نبرة أكثر تصالحا حيال بكين. وقال كليفرلي في خطاب ألقاه مساء الثلاثاء «لن تكون حرب عبر المضيق مأساة إنسانية فحسب بل ستدمر 2,6 تريليون دولار في التجارة العالمية حسب مؤشر نيكاي آسيا». وأضاف «لن تنجو أي دولة من التداعيات»، مشيرا إلى أن موقعها البعيد لا يؤمن أي حماية مما سيشكل ضربة «كارثية» للاقتصاد العالمي والصين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم الصين تحقق مع ناشر تايواني في جرائم متعلقة بالأمن القومي

الصين تحقق مع ناشر تايواني في جرائم متعلقة بالأمن القومي

أعلنت السلطات الصينية، الأربعاء، أن ناشراً تايوانياً، أُبلغ عن اختفائه، خلال زيارة قام بها إلى شنغهاي، يخضع لتحقيق في جرائم متعلقة بالأمن القومي. وقالت تشو فنغ ليان، المتحدثة باسم «المكتب الصيني للشؤون التايوانية»، إن لي يانهي، الذي يدير دار النشر «غوسا»، «يخضع للتحقيق من قِبل وكالات الأمن القومي، لشبهات الانخراط بأنشطة تعرِّض الأمن القومي للخطر». وأضافت: «الأطراف المعنية ستقوم بحماية حقوقه المشروعة ومصالحه، وفقاً للقانون». وكان ناشطون وصحافيون في تايوان قد أبلغوا عن اختفاء لي، الذي ذهب لزيارة عائلته في شنغهاي، الشهر الماضي. وكتب الشاعر الصيني المعارض باي لينغ، الأسبوع الماضي، عبر صفحته على «ف

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم رئيس غواتيمالا يبدأ زيارة لتايوان

رئيس غواتيمالا يبدأ زيارة لتايوان

وصل رئيس غواتيمالا أليخاندرو جاماتي الاثنين إلى تايوان في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع هذه الجزيرة التي تعتبر بلاده من الدول القليلة التي تعترف بها دبلوماسياً. وسيلقي جاماتي كلمة أمام البرلمان التايواني خلال الزيارة التي تستمر أربعة أيام.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
العالم بكين تحتج لدى سيول إثر «تصريحات خاطئة» حول تايوان

بكين تحتج لدى سيول إثر «تصريحات خاطئة» حول تايوان

أعلنت الصين أمس (الأحد)، أنها قدمت شكوى لدى سيول على خلفية تصريحات «خاطئة» للرئيس يون سوك يول، حول تايوان، في وقت يشتدّ فيه الخلاف الدبلوماسي بين الجارين الآسيويين. وتبادلت بكين وسيول انتقادات في أعقاب مقابلة أجرتها وكالة «رويترز» مع يون في وقت سابق الشهر الحالي، اعتبر فيها التوتر بين الصين وتايوان «مسألة دولية» على غرار كوريا الشمالية، ملقياً مسؤولية التوتر المتصاعد على «محاولات تغيير الوضع القائم بالقوة».

«الشرق الأوسط» (بكين)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.