«مصر العشرينيات» تداعب مشاعر رواد العمارة

معرض فني وحفل في الأوبرا للاحتفاء بحسن فتحي ورفاقه

صورة نشرتها وزارة الثقافة المصرية للوزيرة إيناس عبد الدايم في المعرض
صورة نشرتها وزارة الثقافة المصرية للوزيرة إيناس عبد الدايم في المعرض
TT

«مصر العشرينيات» تداعب مشاعر رواد العمارة

صورة نشرتها وزارة الثقافة المصرية للوزيرة إيناس عبد الدايم في المعرض
صورة نشرتها وزارة الثقافة المصرية للوزيرة إيناس عبد الدايم في المعرض

ضمن فعاليات الاحتفاء بعشرينات القرن العشرين، احتفلت مصر مساء أول من أمس برواد العمارة المصرية عبر معرض وندوة «المعماريون الرواد في عشرينيات القرن الماضي»، في قاعة آدم حنين بمركز الهناجر للفنون، اللذين حضرهما حشد جماهيري ضخم بالإضافة إلى عدد من المسؤولين.
وأثارت صور مباني القاهرة التاريخية وبعض المباني التراثية في المحافظات ومباني محطات السكك الحديدية التي شيدت في عشرينات القرن الماضي، إعجاب ودهشة محبي التراث المعماري المصري.
وشهد عقد العشرينات من القرن الماضي، تطوراً معمارياً ملحوظاً، حين شيد مصريون وأجانب مجموعة ضخمة من المباني في جميع المحافظات، التي باتت من معالم الهوية البصرية، وفق الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية، التي أشارت خلال افتتاح المعرض الذي ضم صور بنايات متعددة تعود إلى حقبة العشرينات، إلى «ظهور عدد من الأسماء التي تركت بصمات بارزة أثرت في رؤى الأجيال التالية»، مؤكدة أن «الأنماط الهندسية التي استخدمت تميزت بالانسجام والتكامل».

                                                  صورة من وزارة الثقافة لعمارات سكنية من العشرينيات
وتضمن المعرض صوراً لأعمال عدد من رواد العمارة في مصر، على غرار صابر باشا صبري، ومحمود باشا فهمي، ومصطفى باشا فهمي، وفرج أمين، وريموند أنطونيوس، وأنطوان سليم نحاس، وكمال إسماعيل، وحسن فتحي، وأحمد شرمي، وعلي لبيب، ومحمد رأفت، وحسن ومصطفى شافعي، وغيرهم ممن تركوا بصمات خالدة في فن العمارة المصرية.
وبينما تأثر الجيل الأول من خريجي كلية الهندسة والفنون الجميلة بالمدرسة المعمارية الأوروبية، في مقدمتهم المهندس الإيطالي أنطونيو لاشياك، والمجري ماكس هيرتز، وماريو روسي وغيرهم، فإن هذا الجيل استطاع صنع بصمة للأجيال التالية من المعماريين المصرين، الذين تأثروا بالعمارة الإسلامية والفرعونية، بالإضافة إلى البعثات الخارجية في أوائل القرن الماضي، مما خلق بصمة واضحة وهوية عمرانية مصرية، امتزجت فيها الحضارة الأوروبية مع الحضارة المصرية، حسب المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري.
وشددت الدكتورة ماجدة مصطفى، أستاذة مساعدة في قسم العمارة بالجامعة الأميركية في القاهرة، على أهمية تحليل التسلسل الزمني للعمارة المصرية على مدار المائة عام الماضية، بجانب تحليل أهم العوامل التي أثرت فيه، وأهم المعماريين في هذا القرن وبصماتهم التي خلقت ثراءً وتنوعاً غنيين لا يزالان يدرسان حتى الآن.
ولفتت مصطفى إلى دور المعمارية المصرية الرائدة الدكتورة زكية الشافعي، التي ألهمت تصميماتها الكثير من الأجيال الجديدة.
وتعج القاهرة الخديوية بعشرات البنايات التراثية، التي يرجع تاريخ إنشائها إلى عشرينات وثلاثينات القرن الماضي، بجانب عدد من محطات السكك الحديدية في المحافظات، التي تحتفظ بشكلها المعماري المميز. وتواصل السلطات المصرية حالياً العمل على تطوير وإعادة طلاء واجهات العمارات الخديوية وسط القاهرة.
ومن أشهر البنايات التي شيدت في عشرينات القرن الماضي، مسرح النهار (فيصل ندا سابقاً)، عمارة «غروبي» الكائنة في ميدان طلعت حرب بوسط القاهرة، التي يرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1924، على يد المعماري جوزيبي مازا، وتعد من أهم معالم وسط البلد، ويحتل الدور الأرضي منها مقهى «غروبي» الشهير حيث صور عدد من الأفلام، أشهرها «العتبة الخضراء»، بجانب عمارة بهلر، التي بُنيت على طراز «الآرت ديكو» (الفن الزخرفي)، وتحمل اسم «تشارلز بهلر»، وهو رجل أعمال سويسري ارتبط اسمه بتأسيس وامتلاك سلسة فنادق وعقارات في مدينة القاهرة، تعد تلك العمارة التي بنيت عام 1924 من أشهر أملاكه وقد صممها المعماري الفرنسي ليو نافليان.
ووفق خبراء، فإن حداثة القاهرة، لم تكن نتاج عمل خبراء أو مهندسين معماريين أجانب، منذ بداية ثلاثينات القرن الماضي، بل ثمرة خبرة محلية، لذلك فإنه لا تحدِدُها أي فلسفة بعينها، سواء كانت محلية أو أجنبية، لأن السمة المميزة لها وفق خبراء، أنها «هجين معماري انتقائي».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


اعتقال جزائريين في فرنسا بتهمة «التحريض على العنف»

الحراك الجزائري في فبراير 2019 (الشرق الأوسط)
الحراك الجزائري في فبراير 2019 (الشرق الأوسط)
TT

اعتقال جزائريين في فرنسا بتهمة «التحريض على العنف»

الحراك الجزائري في فبراير 2019 (الشرق الأوسط)
الحراك الجزائري في فبراير 2019 (الشرق الأوسط)

أثرت الأوضاع الداخلية في الجزائر بتداعياتها في فرنسا، خصوصاً ما ارتبط بعلاقة السلطات بنشطاء الحراك المعارضين. ففي اليومين الأخيرين، اعتقلت الشرطة الفرنسية «مؤثرين» جزائريين لتحريضهما على قتل مواطنين لهما يقيمون بفرنسا، بحجة أنهم «يبحثون عن زرع الاضطرابات في الجزائر». كما تم التبليغ عن ثالث، حرَض على قتل ناشط بارز يعيش في الجزائر.

واعتقلت الشرطة في مدينة برست بشمال غرب فرنسا، الجمعة، مؤثراً يستخدم منصة «تيك توك»، اسمه «يوسف زازو»، بشبهة «التحريض على القتل، وتنفيذ هجمات فوق التراب الفرنسي»، حسب صحف فرنسية. كما تم اعتقال شخص في المدينة نفسها، يُشتبه في كونه شريكه.

محمد تاجديت ضحية تحريض بالقتل من مؤثر جزائري مقيم بفرنسا (حسابه الشخصي بالإعلام الاجتماعي)

ويبلغ «زازو» من العمر 25 سنة، ويتحدر من غرب الجزائر، وهو تحت أمر إداري بالطرد من فرنسا بعد أن رفضت سلطات برست تجديد التصريح له بالإقامة. ووصل «المؤثر» إلى فرنسا عام 2020، في إطار «لَمّ الشمل العائلي»، لزواجه من فرنسية، حسب الإعلام الفرنسي. وله أكثر من 400 ألف متابع على «تيك توك»، ويتوجه عادة إلى المهاجرين، عبر حسابه.

وبث يوسف عشية السنة الجديدة، فيديو تناول فيه دعوات إلى تنظيم مظاهرات في فرنسا مطلع 2025، من طرف معارضين للتعبير عن التذمر من «سوء الأوضاع في الجزائر»، وبأن النظام القائم «يمارس التضييق على الناشطين المعارضين في البلاد». وقال «زازو» إن من يقف وراء هذه الدعوات «لا يحبون الخير للبلاد»، وحرَض على «تصفيتهم». كما شجع على «تنفيذ هجمات في فرنسا إذا وفرت حكومتها الحماية لهم».

ونقلت «وكالة الأنباء الفرنسية»، عن بيان للمدعية العامة ببرست، كامي ميانسوني، بأن يوسف تم احتجازه احتياطياً، الجمعة، في السجن المحلي، وأنه سيمثُل أمام المحكمة في 24 فبراير (شباط) المقبل، بتهمة «الدعوة علناً إلى ارتكاب عمل إرهابي».

ويواجه يوسف، في حال إدانته، عقوبة بالسجن تصل إلى 7 سنوات، ودفع غرامة قدرها 100 ألف يورو، وفق بيان المدعية العامة. وأكد وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو في منشور، الجمعة، أن «زازو يوسف يجب أن يُحاسب على أفعاله أمام القضاء»، مشيراً إلى أن «الرسالة واضحة: لا تساهل في مثل هذه الأمور».

منشور وزير الداخلية الفرنسية حول اعتقال المؤثر الجزائري يوسف

وفي اليوم نفسه، اعتقلت شرطة مدينة غرونوبل (جنوبي شرق)، جزائرياً يملك آلاف المتابعين بـ«تيك توك»، يسمى «عماد تن تن»، بسبب فيديوهات بثها تدعو إلى «الحرق والقتل والاغتصاب على الأراضي الفرنسية»، بحق نشطاء جزائريين مناهضين لحكومة بلادهم.

وأوضحت السلطات القضائية المحلية، السبت، أنه تم تمديد احتجاز عماد (31 سنة) لدى الشرطة، وأعيد تصنيف الواقعة على أنها «تحريض مباشر على عمل إرهابي، عن طريق خدمة اتصال عمومية عبر الإنترنت»، فيما بدا من نبرة حديث «تن تن»، أنه يتحدر من الشرق الجزائري.

ونشر وزير الداخلية تغريدة جاء فيها: «الليلة، المؤثر الجزائري عماد تن تن في الحجز الاحتياطي. يجب عليه أيضاً الإجابة عن التصريحات المشينة التي أدلى بها على (تيك توك)، أمام القضاء. يجب عدم السماح لأي شيء بالمرور». وشكر روتايو القضاة والقوات الأمنية «الذين مكنونا من هذه الاعتقالات. يجب ألا نترك أي شيء يمر».

التيكتوكر يوسف الذي اعتُقل في فرنسا بسبب التحريض على قتل معارضين للسلطة في الجزائر (متداولة)

وفيما يبدو أن هناك تنسيقاً بخصوص إطلاق «حملة التحريض على الناشطين المعارضين»، ذكرت صحف فرنسية صادرة، الأحد، أن عمدة مونبلييه (جنوب) مايكل دولافوس، أخطر النيابة المحلية بوجود فيديو لـ«مؤثر» جزائري يسمى بوعلام، حرَّض فيه على «تعذيب وقتل» الناشط البارز محمد تاجديت، المقيم بالجزائر والذي سُجن مرات عدة على أساس تهم «تقويض الأمن في البلاد، والتحريض على الفوضى والإساءة إلى رموز الدولة». ونشر تاجديت خطاب «المؤثر» ضده، على حسابه بـ«فيس بوك»، على سبيل الاستنكار.