ويليامز رداً على اشتباكات طرابلس: طفح الكيل

المشري طالب بالتحقيق... والاتحاد الأوروبي وصف التطورات بـ«المخزية»

قوات موالية لحكومة الدبيبة تجوب شوارع طرابلس بعد ليلة من الاشتباكات (رويترز)
قوات موالية لحكومة الدبيبة تجوب شوارع طرابلس بعد ليلة من الاشتباكات (رويترز)
TT

ويليامز رداً على اشتباكات طرابلس: طفح الكيل

قوات موالية لحكومة الدبيبة تجوب شوارع طرابلس بعد ليلة من الاشتباكات (رويترز)
قوات موالية لحكومة الدبيبة تجوب شوارع طرابلس بعد ليلة من الاشتباكات (رويترز)

دخلت المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز على خط الاشتباكات، التي هزت العاصمة الليبية طرابلس، ليلة أول من أمس، والتي اندلعت بين الميليشيات المسلحة الموالية للحكومتين المتنازعتين على السلطة في البلاد. وقالت في بيان مقتضب وحاد: «طفحَ الكيل... وكفى يعني كفى»، داعية إلى «الهدوء التام وحماية المدنيين في كل مكان من ليبيا، وفي كل وقت».
من جانبه، اعتبر السفير الأميركي ريتشارد نورلاند، في بيان مماثل أيضاً عبر موقع «تويتر»، أنه «لا ينبغي أن تستمر مثل هذه الاشتباكات أو تتصاعد»، وكرر التهديد بأن «المسؤولين عنها سيدفعون الثمن من الشعب الليبي، وكذلك المجتمع الدولي».
وعاش سكان العاصمة ساعات عصيبة، مساء أول من أمس، بعدما وقعت اشتباكات بالقذائف العشوائية والأسلحة المتوسطة بمحيط مناطق سوق الثلاثاء والمنصورة، وقرجي في وسط العاصمة بين ميليشيات «جهاز دعم الاستقرار»، الموالي لحكومة «الوحدة» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وميليشيات القوة الثامنة المعروفة باسم «النواصي»، الموالية لحكومة «الاستقرار» الموازية، برئاسة فتحي باشاغا.
وبثّت وسائل إعلام محلية لقطات مصورة لصراخ النساء والأطفال العالقين، ومشاهد لحالة الهلع والفزع بين المدنيين جراء الاشتباكات، التي اندلعت على خلفية اعتقال «النواصي» ثلاثة عناصر من «جهاز دعم الاستقرار»، أسفرت عن سقوط قتيل واحد ينتمي للجهاز.
وأبلغ «اللواء 444 قتال»، الموالي للدبيبة، وسائل إعلام محلية، فض النزاع بين الطرفين ونشر دورياته في وسط العاصمة، وقال، عبر مكتبه الإعلامي، إن تحرك قواته لفض الاشتباكات الدائرة وسط طرابلس «تم بناء على أوامر رئاسة الأركان العامة».
وأظهرت لقطات مصورة لجوء السكان إلى محلات تجارية طلباً للحماية، بعد تصاعد حدة الاشتباكات بين المجموعات المسلحة. وبينما قالت وسائل إعلام محلية إن الدبيبة لم يرد على اتصالات عدد من المسؤولين بشأن الاشتباكات العنيفة وسط العاصمة، ورجحت أنه «نائم»، ظهر الدبيبة وهو يجري اتصالاً هاتفياً بمحمود حمزة، آمر «اللواء 444 قتال» الداعم لحكومته، الذي أكد توقف الاشتباكات وعودة الأمور إلى طبيعتها في العاصمة، أمس.
وقال الدبيبة، في بيان وزعه مكتبه، إنه تابع خلال مكالمة هاتفية مع حمزة «عملية إخراج المدنيين العالقين في منطقة الاشتباكات في طرابلس، وفض النزاع وتأمين المنطقة». كما اعتبر أن مَن قاموا بأحداث الأمس يريدون عودة الفوضى في ليبيا، وقال مجدداً إن هدفه الاستقرار، وأنه رفع شعار «لا للحرب ولا للخلافات».
وبعدما أكد خلال زيارته لجامعة مصراتة ضرورة «استيعاب أبنائنا في الكتائب المسلحة»، اعتبر الدبيبة أن هؤلاء «مرضى نتاج مرحلة قاسية في تاريخ ليبيا، ولا يمكن وصفهم بالميليشيات أو المجرمين». وكرر زعمه بأنه «لا يمكن الخروج من المأزق السياسي إلا بدستور واضح وانتخابات رئاسية وبرلمانية»، وقال بهذا الخصوص إن المجتمع الدولي «بات أكثر استيعاباً لإجرائها»، كما اتهم كيانات محلية، لم يحددها، بالسعي لإشعال حرب جديدة في البلاد.
بدوره، اعتبر خالد المشري، رئيس مجلس الدولة، أن الاشتباكات، التي حصلت مساء أول من أمس، بمنطقة مكتظّة بالعائلات، والاستِتار بأرواح المواطنين من قبل مجموعات مسلحة غير منضبطة، «تحتِّمان على المجلس الرئاسي والحكومة فتح تحقيق فوري بشأن الحادثة، ونشره للرأي العام ومعاقبة المتورطين، وإلا فإننا نحملهم كامل المسؤولية عن حالة الفوضى، والاستخفاف بأرواح وممتلكات المدنيين».
في سياق ذلك، قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إنها «تلقت أنباء عن وقوع اشتباكات في طرابلس بين مجموعات مسلحة، أدت إلى تعريض حياة المدنيين للخطر». وأشارت، في بيان أصدرته أمس، إلى تلقيها أنباء أخرى عن «تحشيد من قبل مجاميع مسلحة مدججة بالأسلحة الثقيلة من المناطق المحيطة بطرابلس».
كما عبّرت البعثة عن قلقها البالغ إزاء هذه التطورات، التي تحدث «في فترة شديدة الحساسية، وفي ظل استقطاب واسع على الصعيد السياسي»، مبينة أن الأمم المتحدة والشركاء الدوليين والأطراف الليبية المعنية «يبذلون جهوداً حثيثة في سبيل حلحلة الأوضاع، بما في ذلك عبر المحادثات الرامية لوضع إطار دستوري يمكن من تنظيم انتخابات وطنية في أقرب فرصة ممكنة».
من جانبها، أدانت السفارة البريطانية اشتباكات طرابلس، وقالت، في بيان مقتضب، إن «المسؤولية تقع على عاتق جميع الأطراف للحفاظ على الاستقرار لما فيه الخير للشعب الليبي».
كما وصف ساباديل جوزيه، سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، ما حدث في سوق الثلاث بأنه «صدمة ومخزٍ»، لافتاً إلى أنه تم إطلاق الأسلحة على حديقة كان يركض بها الأطفال ويلعبون، واعتبر أن «الأماكن العامة في طرابلس ملك للعائلات وليس لرجال مسلحين».
في المقابل، اعتبر باشاغا أن حماية المدنيين لن تتحقق إلا بترتيبات أمنية بإشراف البعثة الأممية لإخلاء العاصمة من الأسلحة، وقال في بيان، أمس، إنه لا «يمكن الثقة بعصبة خارجة عن القانون أن تضمن إجراء انتخابات، وهي فاقدة للسيطرة على أمن وسلامة المواطنين»، كما شدد على أنه «يجب وضع حد للفوضى التي تهدد أمن وسلامة الليبيين، ولا يمكن تحقيق الاستقرار دون دولة ليبية تحظى سلطاتها بالشرعية».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب الجزائر 

زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب الجزائر 
TT

زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب الجزائر 

زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب الجزائر 

ضرب زلزال بلغت قوته 4.9 درجة على مقياس ريختر ولاية الشلف غرب العاصمة الجزائرية في ساعة مبكرة من صباح اليوم (الاثنين)، بحسب ما أعلنه مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والفيزياء الأرضية بالجزائر.

وأوضح المركز أن الزلزال «وقع اليوم الاثنين الساعة 09:01 بالتوقيت المحلي (0090 بتوقيت غرينتش) »، مشيراً إلى أن مركز الزلزال كان على بعد ثلاثة كيلومترات شمال الزبوجة بولاية الشلف غرب العاصمة الجزائرية على ساحل البحر المتوسط.

وأعلنت هيئة الدفاع المدني الجزائرية أنه لم ترد على الفور أي تقارير بشأن حدوث أي خسائر مادية أو بشرية في مختلف بلديات الولاية.