مع قدوم موسم الحصاد... فلاحو درعا يشكون الغلاء ونقص المساحات الزراعية

حصاد القمح في ريف درعا الغربي (الشرق الأوسط)
حصاد القمح في ريف درعا الغربي (الشرق الأوسط)
TT

مع قدوم موسم الحصاد... فلاحو درعا يشكون الغلاء ونقص المساحات الزراعية

حصاد القمح في ريف درعا الغربي (الشرق الأوسط)
حصاد القمح في ريف درعا الغربي (الشرق الأوسط)

في الشهر السادس من كلّ عام، يبدأ موسم الحصاد في مناطق جنوب سوريا، حيث يجني الفلاحون محاصيلهم، لا سيما من القمح والشعير والحمص. ويأتي جني محاصيل هذا الموسم في ظل صعوبات عدة يعاني منها الفلاحون، وبينها غلاء المشتقات النفطية واللوازم الزراعية، بالإضافة إلى ارتفاع أجرة اليد العاملة. وتشير إحصاءات محلية في درعا إلى تراجع إنتاج المحافظة من محاصيل الحبوب، كالقمح والذرة والشعير، مقارنة بالأعوام الماضية، جراء تراجع المساحات المزروعة بهذه المحاصيل.
ولم يكن المحصول لدى الفلاح «أبو عمر» من ريف درعا الشرقي هذا الموسم كما يتمناه. قال لـ«الشرق الأوسط»، إن القطاع الزراعي في درعا عانى كثيراً خلال السنوات السابقة، وكان لا بد من تطويره؛ كونه أحد القطاعات الرئيسية للاقتصاد جنوب سوريا، خاصة بعد عام 2018 حين عادت سيطرة الدولة على المنطقة وأزيلت الحجة السابقة بعدم تقديم أي دعم زراعي لها؛ كونها خارجة عن سيطرة النظام وتشهد صراعات ونزاعات. لكن أبو عمر يسجّل استمرار غياب دور الدولة والمؤسسات الزراعية العامة في مساعدة المزارعين على تحسين المساحات الزراعية من الحبوب، وعدم تقديم حوافز تشجع المزارعين على زراعة هذه المحاصيل التي تلعب دوراً مهماً في الاقتصاد السوري والأمن الغذائي الذاتي. وشدد على أنه لا بد من تقديم المحروقات المدعومة بكميات أكبر، وكذلك المواد الضرورية للزراعة كالسماد والمبيدات الحشرية بأسعار معقولة وبالتقسيط. وأضاف، أن هناك سهولاً هجرها أصحابها ولم تتلق الرعاية الزراعية الضرورية منذ سنوات كالحراثة أو رش المبيدات الحشرية والسماد و«أصبحت أرضاً أشبه بالأرض الصحراوية وتحتاج إلى إصلاح».
وقال أحد المهندسين الزراعيين في درعا لـ«الشرق الأوسط»، إن المساحة المزروعة في درعا تراجعت نتيجة عوامل عدة، بينها الجفاف وانخفاض معدل سقوط الأمطار في الشتاء الماضي، وارتفاع سعر المشتقات النفطية، وأسعار الأسمدة الزراعية ومستلزمات المعدات الزراعية. وأوضح، أن أغلب الأراضي الزراعية في المنطقة الشرقية من محافظة درعا، وهي منطقة شهدت انخفاضاً في هطول الأمطار هذا العام، لم تنجح فيها زراعة القمح أو البذور نتيجة حاجتها إلى كميات أمطار وفيرة. وأضاف، أن مناطق أخرى في درعا تعتمد على الزراعات المروية، مثل مناطق حوض اليرموك ومناطق بريف درعا الغربي، مثل نوى وطفس، شهدت هذا العام موسماً وفيراً نتيجة وفرة الأمطار التي هطلت هذا الشتاء، وكثرة الينابيع ووفرة مياه الري. وتابع، أنه كان للعامل الأمني والاقتصادي في البلاد دور في تراجع المساحات المزروعة من الحبوب لهذا العام بسبب هجرة أو سفر أعداد كبيرة من أبناء المنطقة العاملين في الزراعة أو المعيلين لذويهم في أمور الزراعة، واستمرار وجود الألغام في العديد من المساحة الزراعية كخطر دائم يهدد حياة المزارعين، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المشتقات النفطية التي أدت إلى ارتفاع تكاليف الحصاد الآلي والنقل، وانهيار العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، حيث شهدت أسعار البذور ومستلزمات الإنتاج والأدوية الزراعية ارتفاعاً حاداً في أسعارها أعاق طموح المزارعين. وتابع، أن على الرغم أن محافظة درعا تعدّ من أهم المناطق الزراعية في سوريا، فإن الزراعة فيها لا تزال تقليدية؛ الأمر الذي جعلها عرضة للتأثر بالتقلبات المناخية وتغييرات المواسم الزراعية وقلة الأمطار.
ووفقاً لتصريحات مدير زراعة درعا بسام الحشيش لصحيفة «الوطن» المقربة من الحكومة في دمشق، وصلت مساحة الأراضي المزروعة بالقمح في محافظة درعا إلى أكثر من 93 ألف هكتار منها 10800 هكتار مروٍ و82400 هكتار بعل. أما المساحات المزروعة بالشعير، فقد بلغت 30 ألف هكتار. وأضاف، أنه تمت زراعة 13500 هكتار بالحمص و4 آلاف هكتار بالفول الحب والبازلاء، بالإضافة إلى 6 آلاف هكتار مزروعة بمحاصيل الأعلاف المختلفة.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.