كارمن بصيبص لـ«الشرق الأوسط»: لا أقدّم دوراً من أجل الشهرة

بطلة «عروس بيروت» تقرأ نصوصاً ولن تعود إلى التمثيل قبل نهاية الصيف

كارمن بصيبص تنال جائزة في السعودية  -  النجمة اللبنانية كارمن بصيبص بملامحها العفوية (الشرق الأوسط)
كارمن بصيبص تنال جائزة في السعودية - النجمة اللبنانية كارمن بصيبص بملامحها العفوية (الشرق الأوسط)
TT
20

كارمن بصيبص لـ«الشرق الأوسط»: لا أقدّم دوراً من أجل الشهرة

كارمن بصيبص تنال جائزة في السعودية  -  النجمة اللبنانية كارمن بصيبص بملامحها العفوية (الشرق الأوسط)
كارمن بصيبص تنال جائزة في السعودية - النجمة اللبنانية كارمن بصيبص بملامحها العفوية (الشرق الأوسط)

قبل تسلُّم كارمن بصيبص بطولة «عروس بيروت» بأجزائه الثلاثة، مرّت بمشوار عمره عشر سنوات. كانت مراهقة حين بدأت تظهر بإعلانات، وفي سنتها الجامعية الأولى، زارها الدور التمثيلي الأول. لم يكن لبنان ملعب البدايات. الانطلاقة المصرية مهّدت لفرص لا تتخذ من الداخل اللبناني مساحة وحيدة للانتشار، إلى أن كثّف دور «ثريا» في النسخة العربية من «عروس إسطنبول» المكانة.
لمح فيها والدها نجمة، فردعها في اللحظة الأخيرة: «تقدّمي لدراسة الفنون. لستُ مقتنعاً بخيار دراستك الحقوق». عدلت. تُطلع «الشرق الأوسط» على فلسفة حياتها: «أؤمن بأنّ الأشياء تسير على نحو ما، لسبب. هذا طريقي»، رداً على تفسيرها ارتكاز خطواتها على سلّم عربي، من دون الاستناد الكبير إلى جماهيريتها في بلدها.
في مصر، صفّق المعجبون لنجمة لبنانية حصدت جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «العارف»، بحفل ختام «المهرجان القومي للسينما المصرية». ونالت جائزة أفضل ممثلة في الفيلم إياه بحفل توزيع جوائز «Joy Awards» في السعودية. تحمّلها الجوائز مسؤولية إضافية، علماً بأنها لا تمثّل بغرض الجوائز. تعترف بأنها تترك فيها شعوراً بالسعادة، لكنها تخشى أن تُصاب بالغرور إن جعلتها غايتها، ويُخدش تواضعها.
منذ البداية وكارمن بصيبص تكترث للمرتبة: «لا تتغيّر مسؤوليتي تجاه الخيارات، ولعل ذلك مرّده إلى خلفيتي الإخراجية. حاولتُ التوفيق بين لبنان ومصر، بشرط أن يلائم المستويان الفني والإنتاجي قناعتي. لا أضحّي بها وأعلم ما لا أريده. لستُ مستعدة لزجّ نفسي في دور من أجل الشهرة. تراكُم التجارب يصعّب خياراتي».
تذكر رحلتها في مسلسلات كـ«اتهام» و«يا ريت» و«درب الياسمين»؛ وقبل «عروس بيروت»، شكّلت أعمال كـ«الزيبق» و«ليالي أوجيني» في مصر تقدّماً واثقاً نحو البطولة. لم تكن قد شاهدت «عروس إسطنبول» حين اتصلت بها الجهة المنتجة لطرح دور «ثريا». اجتمعت مع الفريق التركي وشاهدت الحلقة الأولى. تروي تلك اللحظة: «وجدتني أمام فرصة أنتظرها.
نوع المسلسل مرغوب ولمحتُ نجاح (الفورما) بنسختها العربية. لم أتردد. كما أنّ العمل مع مخرج تركي يحاكي شغفي لاكتشاف أنماط إخراجية مختلفة. ثلاث سنوات والجمهور العربي يشاهد. تجربة لا تُنسى».
تبحث اليوم عن التجديد، «ولا يهمّ إن لم يعرّضني الدور المقبل للجماهيرية الساطعة نفسها. ليست الأضواء فحسب معياري». تحمل إلى عطلتها الصيفية نصوصاً قيد القراءة والتقييم. ما الحافز للدور المقبل؟ تجيب بأنه الاختلاف، «وأن أتحدى نفسي بصورة مغايرة. البعض يريدني بصورة (عروس بيروت)، فقد اعتادوا عليّ بدور رافقهم لثلاثة مواسم. الآن يستفزني دور قادر على نقلي إلى ضفة أخرى».
استراحتها طويلة بعض الشيء، تمنحها شمس فرنسا وشواطئها صفاء ذهنياً. متى العودة؟ لا تملك جواباً حاسماً: «ليست قبل نهاية الصيف. سأغيب في المدى القريب». تسكنها أحلام تشاء تحقيقها وتنتظر خبايا الأيام. تقول إنها تحب المفاجآت وتترك الباب مفتوحاً للمجهول: «الأحلام ضرورية، وإلا لن أصل. لدي الكثير منها المتعلق بالسينما وأنواعها».
تسحرها الشاشة العملاقة ويخفق قلبها كلما قرأت نصاً لفيلم، «خصوصاً الأفكار المجنونة»! حبها للسينما لا يجعلها تمثّل بطريقتين: واحدة للتلفزيون وأخرى للفن السابع، فتوضح: «التمثيل هو التمثيل، وعلى الممثل التحلّي بالصدق في أي دور. لا أميّز بين أدائي للشاشة الكبيرة أو للشاشة الصغيرة. أهتم بكوني حقيقية فقط».
نيلها شهادة الماجستير في الإخراج السينمائي من «الجامعة اليسوعية» يحملها إلى التعامل مع كل مشهد على أنه دور في فيلم. «السينما تتركني أفكر عميقاً بالأدوار، أخطط لها وأحضّرها على مهل، كمَن يحبِك كنزة. المسلسل الطويل يضعني في قلب الشخصية، فتصبح بعضاً من حياتي. أبكي على (الست ليلى/ تقلا شمعون في «عروس بيروت») وأتفاعل مع مواقف درامية بلا جهد». ماذا عن احتمال التفرّغ للسينما يوماً؟ لعلمها أنّ الحياة مفاجآت، تجيب: «لن أقول نعم أو لا. ذلك رهن ما ينتظرني من فرص».
نفتح نقاش الجمال، مع تأكيد على رفض الإدانة وتصنيف الجراحات الجمالية ضمن حق الفرد باختيار شكل يراه مناسباً. لديها قناعة ثابتة: «أن أحافظ على ملامحي العفوية، فيراني الآخرون كما ينظرون إلى شقيقتهم أو صديقتهم أو حبيبتهم؛ على طبيعتي». حين تسير في شوارع بيروت، تستوقفها وجوه منتفخة: «أحب الجمال والموضة، لكني لا أفهم الصراع مع العمر. كأنّ الجميع يودّ إزهاق السنوات. إنها تفاصيل الوجه، كيف نطمسها؟».
كارمن بصيبص من العفويات أمام الكاميرا. نصدّق ضحكتها، غضبها، تقلّبات وجهها، وما يطفو من الأعماق على الملامح.


مقالات ذات صلة

الفنانة إسلام مبارك: تعرضت لانتقادات بسبب «أشغال شقة جداً»

يوميات الشرق الفنانة السودانية إسلام مبارك (الشرق الأوسط)

الفنانة إسلام مبارك: تعرضت لانتقادات بسبب «أشغال شقة جداً»

لفتت الممثلة السودانية إسلام مبارك الأنظار في أولى حلقات المسلسل المصري «أشغال شقة جداً» بأدائها شخصية «مدينة» الخادمة النيجيرية الشرهة للطعام.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق شخصية «أم إبراهيم» تمزُج بين حنان الأم وقوتها في الدفاع عن أبنائها (إنستغرام)

«الأم» في الدراما السعودية برمضان... أدوارٌ استثنائية خارج النمطية

ممثلات سعوديات استطعن لفت الأنظار بأداء استثنائي في أدوار محورية بتجسيدهنّ شخصية الأم القوية المُتسلِّطة، وكذلك الحنون والمتفهمة.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق تطلّ أمل بوشوشة بدور «زمرد» العاشقة بلا أمل (مسلسل «السبع»)

الدراما السورية تحافظ على موقعها التنافسي في رمضان

تؤكد المواسم الرمضانية مكانة الدراما السورية، وتقدُّم موقعها في المنافسة. فالمسلسلات السورية غالباً مُتقنة؛ لديها قصة تُخبرها وشخصيات قابلة للتصديق.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق انتصار قدمت دور الراقصة المعتزلة في مسلسل «إش إش» (الشركة المنتجة)

انتصار لـ«الشرق الأوسط»: الأفكار الجريئة تجذبني

قالت الفنانة المصرية انتصار إن الأفكار الجريئة والمختلفة تجذبها، خصوصاً عند التعاون مع فنانين شباب في أعمالهم الجديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق إسلام مبارك وهشام ماجد في لقطة من مسلسل «أشغال شقة جداً» (حسابها بموقع «فيسبوك»)

فنانون مصريون يشيدون بكوميديا «أشغال شقة جداً» رغم «الانتقادات»

أشاد عدد من الفنانين المصريين بالمسلسل الكوميدي «أشغال شقة جداً»، الذي يعرَض حالياً ضمن موسم دراما رمضان 2025.

داليا ماهر (القاهرة )

فنانة تركية ترسم لوحتين لامرأة برماد جثتها

تستخدم سيراب لوكماجي الرمل والرماد في رسم لوحاتها (رويترز)
تستخدم سيراب لوكماجي الرمل والرماد في رسم لوحاتها (رويترز)
TT
20

فنانة تركية ترسم لوحتين لامرأة برماد جثتها

تستخدم سيراب لوكماجي الرمل والرماد في رسم لوحاتها (رويترز)
تستخدم سيراب لوكماجي الرمل والرماد في رسم لوحاتها (رويترز)

يحتفل هاكان كيليغ وأسرته كل عام بعيد ميلاد حماته في ولاية يلوا التركية، بجوار صورة لها مرسومة برماد جثتها.

وفاتحت الفنانة سيراب لوكماجي، التي تستخدم الرمل أحياناً في رسوماتها، الأسرة بفكرة رسم صورة لكاتالين كولار، حماة كيليغ، برفاتها بعد أن سمعت عن حرق جثتها بعد الوفاة، وفقا لوكالة «رويترز».

وقال كيليغ إن الأسرة اهتمت بفكرة الحصول على صورة لكولار، وهي مجرية تم حرق جثتها في المجر. وفي البداية، أحضروا نصف الرماد إلى تركيا، حيث لا توجد محارق جثث، لنثره في مضيق البوسفور، لكن بعد اقتراح لوكماجي، قرروا الاحتفاظ ببعض الرماد للرسم.

تستخدم سيراب لوكماجي الرمل والرماد في رسم لوحاتها (رويترز)
تستخدم سيراب لوكماجي الرمل والرماد في رسم لوحاتها (رويترز)

وأضاف كيليغ، وهو يكشف لوحة ثانية رسمتها الفنانة لوكماجي لكولار في الأسبوع الماضي، أن شعوراً غريباً ينتابه حين يرى صورة مرسومة من رماد أحد أفراد الأسرة المتوفين في المنزل.

وأوضح: «في البداية كنا نشعر بالإثارة حين نمر بها. لكن مع مرور الوقت اعتدنا عليها. نشعر وكأن أحد أفراد الأسرة موجود هنا».

وتأخذ الأسرة الصورة من مكانها على الحائط للاحتفال بعيد ميلاد كولار كل عام.

وقال كيليغ، في مقابلة: «نشتري كعكة صغيرة. ونشعل أنا وزوجتي وأطفالنا شمعة صغيرة معاً. ونضع (صورة كولار) على رأس الطاولة. ثم يطفئ ابني الصغير الشمعة».

سيراب لوكماجي استخدمت رماد جثة كاتالين كولار بعد حرق جثتها في المجر (رويترز)
سيراب لوكماجي استخدمت رماد جثة كاتالين كولار بعد حرق جثتها في المجر (رويترز)

وقالت الفنانة لوكماجي إن الرسم برماد الجثة يشبه «مراسم وداع... رحلة روحية» بالنسبة لها. وفي الاستوديو الصغير الذي تعمل فيه في أورغوب، وهي بلدة تقع في منطة نيفشهير بوسط تركيا، تتزين الجدران والأرفف باللوحات والأواني الفخارية.

الفنانة سيراب لوكماجي ترسم صورة لكاتالين كولار برمادها (رويترز)
الفنانة سيراب لوكماجي ترسم صورة لكاتالين كولار برمادها (رويترز)

وكانت لوحتا لوكماجي لكولار أول أعمالها التي استخدمت فيها الرماد. وكانت لوكماجي تنثر أحياناً الرماد على مادة لاصقة.

وأوضحت الفنانة التركية أن «الجانب الأكثر تأثيراً عليّ هو أنني أرى نوعاً ما من الوجود بعد الموت. أحياناً أراها في أحلامي بعد الانتهاء من العمل. بعبارة أخرى، أكون تحت تأثيرها لفترة من الوقت».