الرئيس الصومالي الجديد يتعهد تجاوز مشكلات الأمن والاقتصاد

حضر حفل تنصيبه زعماء أفارقة وعدد من المسؤولين العرب ومن دول الجوار

صورة وزّعتها وكالة الأنباء الصومالية الرسمية لحفل تنصيب الرئيس الجديد
صورة وزّعتها وكالة الأنباء الصومالية الرسمية لحفل تنصيب الرئيس الجديد
TT

الرئيس الصومالي الجديد يتعهد تجاوز مشكلات الأمن والاقتصاد

صورة وزّعتها وكالة الأنباء الصومالية الرسمية لحفل تنصيب الرئيس الجديد
صورة وزّعتها وكالة الأنباء الصومالية الرسمية لحفل تنصيب الرئيس الجديد

تعهد أمس الرئيس الصومالي الجديد، حسن شيخ محمود، الذي تسلم رسمياً مهامه في احتفال أقيم في العاصمة مقديشو بحضور قادة وممثلين لـ30 بلداً، من بينهم زعماء دول الجوار، بالعمل على تجاوز المشكلات الأمنية والاقتصادية.
وقبيل الاحتفال، شددت السلطات الصومالية الإجراءات الأمنية في العاصمة ومحيط مطار «آدم عدي» الدولي في العاصمة مقديشو؛ حيث أُغلقت الطرق الرئيسية وانتشرت الشرطة بأعداد كبيرة وعربات مدرعة في الشوارع المؤدية إلى القصر الرئاسي، وفُرض حظر التجول.
وقال محمود، الذي أصبح أول رئيس يشغل هذا المنصب للمرة الثانية في البلاد، ورئيسها العاشر أيضاً، في كلمة بعد تنصيبه، إن بلاده ستنتهج سياسة خارجية حيادية وسلمية بعيدة عن المنافسة العالمية.
نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حضر الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، مراسم التنصيب. وأكد وزير الخارجية للرئيس الصومالي خلال اللقاء الذي عقد على هامش الاحتفالية، تطلع بلاده لاستمرار العمل على توطيد علاقات الأخوة والصداقة بين البلدين، والعمل معاً على تعزيزها والدفع بها نحو آفاق أرحب.وشارك في حفل التنصيب أيضاً الرئيسان الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي، والكيني أوهورو كينياتا، فضلاً عن رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزير الزراعة التركي بكر باك دميرلي، ووزير الدولة الإماراتي شخبوط بن نهيان، إلى جانب سفراء وممثلي مؤسسات إقليمية ودولية. وقال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المصري إن هناك توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقديم مختلف صور الدعم والمساندة الممكنة للصومال في كل المجالات التنموية والتدريبية والأمنية، وتعهد باستمرار نهج مصر في مساندة الصومال، والوقوف إلى جانب تطلعات شعبه في التنمية والاستقرار والأمن.وأكد دعم مصر للجهود الوطنية الصومالية خلال الفترة المقبلة لتعزيز السلم والأمن في الصومال وتحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الإرهاب؛ لتخطي الصومال لتحدياته الراهنة وتحقيق تطلعات الشعب الصومالي في مستقبل مزدهر، ودعا جميع الأشقاء للوقوف إلى جانب الصومال، ومساندته وتقديم الدعم اللازم له حتى تتحقق استدامة الأمن والاستقرار، وتعود الدولة الصومالية كعضو فعال وقوى ومؤثر في المجتمع الدولي.
وبينما أعرب رئيس الوزراء الإثيوبي عن رضاه عن التسليم السلمي للواجبات في البلاد، وأكد استعداده لتقديم كل أنواع الدعم، أشار الرئيس الكيني إلى أن كل كيني يريد الرفاه للصومال، وأكد أنهم سيكافحون من أجل التنمية الاقتصادية للمنطقة والبلد.
وجددت تركيا على لسان وزير زراعتها وحيد كيريشتشي، خلال مشاركته في حفل التنصيب، تعهد بلاده بدعم الصومال للخروج من أزمته الإنسانية والسياسية والأمنية، للخروج من أزمته الراهنة.
وحصل الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، الذي شغل المقعد الرئاسي في الانتخابات التي أجريت منتصف الشهر الماضي بعد تأجيل العملية الانتخابية لشهور، على 100 صوت أكثر من منافسه الرئيس السابق محمد عبد الله فرماجو، الذي تنافس معه في البرلمان في الجولة الماضية.
ويتمتع شيخ محمود (67 عاماً) برصيد سياسي كبير بالبلاد، كونه أكاديمياً وناشطاً سياسياً، وهو رئيس حزب «السلام والتنمية» منذ عام 2011، لكن تنتظره كثير من الملفات المعقدة، منها الأمن والاقتصاد واستكمال الدستور المؤقت والانتخابات، فضلاً عن تحسين علاقات الصومال الخارجية.
وفي 16 مايو (أيار) الماضي، انتخبه البرلمان الصومالي بمجلسيه الشعب والشيوخ، رئيساً لولاية ثانية، بعد ترؤسه البلاد بين عامي 2012 و2017.
وتواجه الصومال أزمة غذائية حادّة منذ أشهر بسبب جفاف غير مسبوق منذ 40 عاماً على الأقلّ، ويضرب الجفاف أيضاً إثيوبيا وكينيا المجاورتين، وسط تحذّير المنظمات الإنسانية من خطر المجاعة في المنطقة، كما تواجه الصومال منذ 15 عاماً تمرد «حركة الشباب» المتطرفة التي يحد انتشارها في مناطق ريفية شاسعة من البلاد من وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان. وبدأت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في نشر مئات من القوات الأميركية في الصومال، لاستهداف مقاتلي الحركة المتطرفة مجدداً في تغيير لافت للسياسة الأميركية حيال الوضع الراهن في الصومال.


مقالات ذات صلة

الجيش الصومالي يعلن مقتل 60 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية

العالم العربي الجيش الصومالي يعلن مقتل 60 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية

الجيش الصومالي يعلن مقتل 60 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية

أعلن الجيش الصومالي نجاح قواته في «تصفية 60 من عناصر حركة (الشباب) المتطرفة»، في عملية عسكرية مخططة، جرت صباح الثلاثاء، بمنطقة علي قبوبي، على مسافة 30 كيلومتراً جنوب منطقة حررطيري في محافظة مذغ وسط البلاد. وأكد محمد كلمي رئيس المنطقة، وفقاً لوكالة الأنباء الصومالية، أن «الجيش نفذ هذه العملية بعد تلقيه معلومات عن سيارة تحمل عناصر من (ميليشيات الخوارج) (التسمية المتعارف عليها حكومياً لحركة الشباب المرتبطة بالقاعدة) وأسلحة»، مشيراً إلى أنها أسفرت عن «مقتل 60 من العناصر الإرهابية والاستيلاء على الأسلحة التي كانت بحوزتهم وسيارتين عسكريتين». ويشن الجيش الصومالي عمليات عسكرية ضد «الشباب» بدعم من مقات

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي رئيس وزراء الصومال: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش لاستعادة الاستقرار

رئيس وزراء الصومال: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش

(حوار سياسي) بين مواجهة «إرهاب» غاشم، وجفاف قاحل، وإسقاط ديون متراكمة، تتمحور مشاغل رئيس وزراء الصومال حمزة بري، الذي قال إن حكومته تسعى إلى إنهاء أزمتي الديون و«الإرهاب» بحلول نهاية العام الحالي، معولاً في ذلك على الدعم العربي والدولي لإنقاذ أبناء وطنه من مخاطر المجاعة والجفاف. «الشرق الأوسط» التقت المسؤول الصومالي الكبير بالقاهرة في طريق عودته من الأراضي المقدسة، بعد أداء مناسك العمرة، للحديث عن تحديات يواجهها الصومال حاضراً، وآمال كبيرة يتطلع إليها مستقبلاً...

خالد محمود (القاهرة)
العالم رئيس وزراء الصومال لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش

رئيس وزراء الصومال لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش

رئيس وزراء الصومال لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش لاستعادة الاستقرار حمزة بري أكد ضرورة القضاء على أزمة الديون لإنقاذ وطنه من المجاعة والجفاف بين مواجهة «إرهاب» غاشم، وجفاف قاحل، وإسقاط ديون متراكمة، تتمحور مشاغل رئيس وزراء الصومال حمزة بري، الذي قال إن حكومته تسعى إلى إنهاء أزمتي الديون و«الإرهاب» بحلول نهاية العام الحالي، معولاً في ذلك على الدعم العربي والدولي لإنقاذ أبناء وطنه من مخاطر المجاعة والجفاف. «الشرق الأوسط» التقت المسؤول الصومالي الكبير بالقاهرة في طريق عودته من الأراضي المقدسة، بعد أداء مناسك العمرة، للحديث عن تحديات يواجهها الصومال حاضراً، وآمال كبيرة يتطلع إ

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي واشنطن: مجلس النواب يرفض مشروعاً لسحب القوات الأميركية من الصومال

واشنطن: مجلس النواب يرفض مشروعاً لسحب القوات الأميركية من الصومال

رفض مجلس النواب الأميركي مشروع قانون، قدمه أحد النواب اليمينيين المتشددين، يدعو الرئيس جو بايدن إلى سحب جميع القوات الأميركية من الصومال في غضون عام واحد. ورغم هيمنة الجمهوريين على المجلس، فإن المشروع الذي تقدم به النائب مات غايتس، الذي لعب دوراً كبيراً في فرض شروط الكتلة اليمينية المتشددة، قبل الموافقة على انتخاب كيفن مكارثي رئيساً للمجلس، رفضه غالبية 321 نائباً، مقابل موافقة 102 عليه. وعلى الرغم من أن عدد القوات الأميركية التي تنتشر في الصومال، قد تراجع كثيراً، عما كان عليه في فترات سابقة، خصوصاً منذ عام 2014، فإن البنتاغون لا يزال يحتفظ بوجود مهم، في الصومال وفي قواعد قريبة.

إيلي يوسف (واشنطن)
العالم العربي الصومال يستعد لرحيل «قوات أتميس» الأفريقية

الصومال يستعد لرحيل «قوات أتميس» الأفريقية

عقدت الدول المشاركة في بعثة قوات الاتحاد الأفريقي العاملة في الصومال (أتميس)، اجتماعاً (الثلاثاء)، بالعاصمة الأوغندية كمبالا، لبحث «سبل تعزيز العمليات العسكرية الرامية إلى القضاء على (حركة الشباب) المتطرفة». ويأتي الاجتماع تمهيداً للقمة التي ستعقد في أوغندا خلال الأيام المقبلة بمشاركة رؤساء الدول المنضوية تحت بعثة «أتميس»، وهي (جيبوتي، وأوغندا، وبوروندي، وكينيا، وإثيوبيا)، وفقاً لوكالة الأنباء الصومالية الرسمية. وناقش الاجتماع «سبل مشاركة قوات الاتحاد الأفريقي في العمليات العسكرية الجارية للقضاء على فلول (حركة الشباب)، كما تم الاستماع إلى تقرير من الدول الأعضاء حول ذلك»، مشيدين بـ«سير العمليات

خالد محمود (القاهرة)

توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
TT

توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)

قال دبلوماسيون أميركيون وروس، يوم الاثنين، إن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيعملون على إعداد بيان بشأن سوريا في الأيام المقبلة، وذلك بعد اجتماع مغلق بشأن سيطرة قوات المعارضة على العاصمة دمشق والإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحفيين بعد اجتماع المجلس المؤلف من 15 عضوا "أعتقد أن المجلس كان متحدا إلى حد ما بشأن الحاجة إلى الحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها، وضمان حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين". وأكد نائب السفير الأميركي روبرت وود أن أغلب الأعضاء تحدثوا عن هذه القضايا، وقال للصحفيين إن المجلس سيعمل على إصدار بيان. وتتولى الولايات المتحدة رئاسة المجلس في ديسمبر (كانون الأول). وقال وود "إنها لحظة لا تصدق بالنسبة للشعب السوري. والآن نركز حقا على محاولة معرفة إلى أين يتجه الوضع. هل يمكن أن تكون هناك سلطة حاكمة في سوريا تحترم حقوق وكرامة الشعب السوري؟"

وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك للصحفيين خارج المجلس إن بعثته وكل السفارات السورية في الخارج تلقت تعليمات بمواصلة القيام بعملها والحفاظ على مؤسسات الدولة خلال الفترة الانتقالية. وقال "نحن الآن ننتظر الحكومة الجديدة ولكن في الوقت نفسه نواصل العمل مع الحكومة الحالية والقيادة الحالية"، مضيفا أن وزير الخارجية السوري بسام صباغ - المعين من قبل الأسد - لا يزال في دمشق. وقال للصحفيين خارج المجلس "نحن مع الشعب السوري. وسنواصل الدفاع عن الشعب السوري والعمل من أجله. لذلك سنواصل عملنا حتى إشعار آخر". وأضاف "السوريون يتطلعون إلى إقامة دولة الحرية والمساواة وسيادة القانون والديمقراطية، وسوف نتكاتف في سبيل إعادة بناء بلدنا، وإعادة بناء ما دمر، وبناء المستقبل، مستقبل سوريا الأفضل".

وتحدث نيبينزيا وود عن مدى عدم توقع الأحداث التي وقعت هذا الأسبوع في سوريا. وقال نيبينزيا "لقد فوجئ الجميع، بما في ذلك أعضاء المجلس. لذلك يتعين علينا أن ننتظر ونرى ونراقب ... ونقيم كيف سيتطور الوضع". ووفرت روسيا الحماية الدبلوماسية لحليفها الأسد خلال الحرب، واستخدمت حق النقض أكثر من 12 مرة في مجلس الأمن، وفي العديد من المناسبات بدعم من الصين. واجتمع المجلس عدة مرات شهريا طوال الحرب لمناقشة الوضع السياسي والإنساني في سوريا والأسلحة الكيميائية.

وقال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة فو كونغ بعد اجتماع المجلس "الوضع يحتاج إلى الاستقرار ويجب أن تكون هناك عملية سياسية شاملة، كما يجب ألا يكون هناك عودة للقوى الإرهابية". وبدأت هيئة تحرير الشام الهجوم الذي أطاح بالأسد. وكانت تُعرف سابقا باسم جبهة النصرة التي كانت الجناح الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا حتى قطعت صلتها به في عام 2016. وتخضع الجماعة لعقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال دبلوماسيون إنه لم تحدث أي نقاشات بشأن رفع هيئة تحرير الشام من قائمة العقوبات.