موظفو الكهرباء يواصلون احتجاجاتهم على تجاهل السلطات لمطالبهم

اشتكوا من «تدني رواتبهم وانعدام وسائل الأمن والسلامة»

جانب من احتجاجات موظفي الكهرباء بمصراتة ضمن اعتصام نظمه عمال بالقطاع (نقابة عمال الكهرباء)
جانب من احتجاجات موظفي الكهرباء بمصراتة ضمن اعتصام نظمه عمال بالقطاع (نقابة عمال الكهرباء)
TT

موظفو الكهرباء يواصلون احتجاجاتهم على تجاهل السلطات لمطالبهم

جانب من احتجاجات موظفي الكهرباء بمصراتة ضمن اعتصام نظمه عمال بالقطاع (نقابة عمال الكهرباء)
جانب من احتجاجات موظفي الكهرباء بمصراتة ضمن اعتصام نظمه عمال بالقطاع (نقابة عمال الكهرباء)

واصل أمس عمال قطاع الكهرباء في ليبيا احتجاجاتهم الواسعة في جل مدن البلاد، اعتراضاً على ما وصفوه بـ«تدني مستوى الأجور»، وطالبوا السلطات بصرف جميع مستحقاتهم المالية المتأخرة، مع مضاعفة رواتبهم، بالإضافة إلى توفير التأمين الصحي لهم ولأسرهم، ووسائل الأمن والسلامة خلال ممارسة أعمالهم.
واحتشد الموظفون بجميع قطاعات الكهرباء ضمن ما أطلقوا عليه (حراك 6 - 6)، بداية من طرابلس ومصراتة والقرة بوللي (غرباً)، والكفرة وأوباري وسبها (جنوباً)، وصولاً إلى طبرق والقبة والمرج (شرقاً)، مؤكدين «الاستمرار في اعتصامهم حتى تنفذ مطالبهم كافة». كما احتشد بعضهم أمام مبنى ديوان رئاسة الوزراء بالعاصمة، رافعين لافتات عكست جانباً من مطالبهم، التي تمحورت حول ضرورة توفير تأمين صحي لهم ولأسرهم، ووقف تحصيل ضريبة الدخل، وزيادة الرواتب، معبرين عن غضبهم من «مماطلة المسؤولين» على هذا القطاع.
وقالت النقابة العامة لعمال الكهرباء في بيان، إنها تساند مطالب جميع منتسبي الكهرباء حتى يحصلوا على جميع مستحقاتهم. فيما توعد المحتجون بمواصلة الاعتصام حتى تتم الاستجابة لمطالبهم، ومن بينها الإسراع في التأمين الصحي عليهم، وفقاً «للقانون رقم 20 لسنة 2010. واللائحة الإدارية للشركة»، بالإضافة إلى «زيادة رواتبهم بنسبة 100 في المائة».
وقال مسعود بن ناجي، رئيس نقابة عمال الكهرباء في ليبيا، أمس، إن «مطالبهم هي حقوق حسب القوانين الدولية والمحلية، وليست مميزات»، لافتاً إلى أن العمال «يعانون منذ سنوات دون أن تستجيب السلطات لمطالبهم المشروعة».
ورغم احتجاجات موظفي قطاع الكهرباء، التي بدأت منذ منتصف الأسبوع، فإن السلطات الرسمية لم تعلق عليها، علماً بأن القطاع يعاني من هزات عنيفة نتيجة انقطاع الكهرباء، والعودة لسياسة تخفيف الأحمال.
ويرى منظمون لهذه الاحتجاجات أن عمال قطاع بالكهرباء يعانون منذ سنوات من عدم زيارة رواتبهم، ومع ذلك يعملون بدأب ودون انقطاع، رغم عدم الإمكانات ومعدات السلامة.
وتسعى الشركة العامة للكهرباء لحل أزمة انقطاع الكهرباء في مدن البلاد، من خلال تخفيف الأحمال عن الشبكة الرئيسية، وقالت إنها بدأت حملة طوال الأسبوع الحالي لتخفيض الأحمال الزائدة لكافة الشرائح المنزلية والتجارية والصناعية، مبرزة أنها «لن تطرح الأحمال في البلديات التي تتعاون مع الشركة، وتتقيد بالخطة الموضوعة بشأن تحسين أداء الشبكة الكهربائية».
كما أوضحت الشركة أن «التيار الكهربائي الذي يصل المنازل ومقار العمل تقف وراءه جهود مضنية، ويتطلب إنتاجه إلى أموال واستثمارات طائلة، مشيرة إلى أنها «لاحظت للأسف الشديد تزايد الاستخدام الخاطئ والمُكلف في استهلاك الكهرباء عند استخدام السخان الكهربائي (الفرنيلوا)، من قبل العمالة الوافدة دون أي إحساس بالمسؤولية، ولا شك أن ذلك له آثار سلبية على الشبكة الكهربائية». مشيرة إلى أن معدل استهلاك الفرنيلوا يصل إلى (3 آلاف) وات، أي ما يعادل تشغيل 30 مصباحاً عادياً غير اقتصادي بقوة (100) وات، ودعت إلى «تضافر جهود الجميع للمساهمة في ترشيد استهلاك الكهرباء والاستخدام الأمثل للطاقة».
وعلاوة على هذه المشكلات، تواجه الشركة العامة ظاهرة سرقة أسلاك خطوط الكهرباء في عدد من المناطق، مما يؤثر على أداء الشبكة. وفي هذا السياق قالت الشركة في بيان أمس إن هذه الجرائم التي ترتكبها مجموعات خارجة عن القانون، تزيد من معاناة المواطنين جراء انقطاع التيار عن كثير من المدن.
في سياق ذلك، عقد عضو مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء رئيس لجنة ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية، عمر القايد، وعميد بلدية بئر الأشهب (شرق طبرق)، أمس، اجتماعاً لمناقشة حزمة من الإجراءات، التي من شأنها التقليل من ساعات طرح الأحمال، وصولاً إلى القضاء عليه داخل البلدية في حال التقيّد بالخطة الموضوعة بشأن تحسين أداء الشبكة.
وتخلل الاجتماع، بحسب الشركة العامة، توقيع مذكرة تفاهم وتعاون بين الشركة والبلدية، يتم بموجبها اتخاذ جملة من الإجراءات التوعوية والإرشادية للحد من الاستهلاك المفرط للطاقة الكهربائية.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)
الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)
الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية، وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن، وأوضح أن الفيروسات التنفسية التقليدية هي المنتشرة حالياً، مشيراً إلى أن الإصابة بنزلات البرد في هذا التوقيت، مع دخول فصل الشتاء: «أمر طبيعي يتكرر كل عام».

وقال تاج الدين، خلال مداخلة هاتفية متلفزة، الثلاثاء، إنه لا يوجد أي رصد لمتحورات جديدة من فيروس «كورونا» في مصر خلال الآونة الأخيرة. وهو ما أكد عليه الدكتور محمد حلمي، أستاذ مساعد ورئيس معمل «البايوانفورماتيكس وبيولوجيا النظم» في منظمة «اللقاحات والأمراض المعدية» بجامعة «ساسكاتشيوان» الكندية، بقوله إنه «لا وجود الآن لأي متحورات جديدة من فيروس (كورونا) في العالم»، مرجحاً أن الأعراض المنتشرة الآن «قد تعود لفيروسات الإنفلونزا الموسمية، التي تتسبب في ضعف مناعة الجسم، وقد تسهل الإصابة بأحد فيروسات (كورونا) القديمة الموجودة من حولنا بطبيعة الحال، وهو ما يضاعف من أعراض الإنفلونزا».

وأضاف حلمي موضحاً لـ«الشرق الأوسط»: «قد يكون ذلك أحد أسباب انتشار أخبار غير حقيقية عن وجود متحور جديد لفيروس (كورونا)»، مشدداً على أنه «وفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية، ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة، فإنه لا وجود لانتشار متحورات جديدة من فيروس (كورونا) الآن».

من جانبه، أوضح الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصادات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، أن آخر الأخبار التي تتعلق بظهور متحورات جديدة من فيروس «كورونا» عالمياً «تعود إلى شهر أغسطس (آب) الماضي، لكن لا وجود الآن لأي متحورات جديدة تدعو للقلق»، واصفاً الأخبار المتداولة حالياً بأنها «أقرب للفرقعة الإعلامية، التي لا تستند إلى أي دليل علمي».

وأشار عنان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المتحورات القديمة الموجودة من فيروس «كورونا» بالفعل «ربما تكون سريعة الانتشار لكنها قليلة الضرر».

وأوصى عنان كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وموظفي الرعاية الصحية، والفئات الأكثر عُرضة للعدوى، باتخاذ الإجراءات الاحترازية العادية، مشيراً إلى أن «بعض البلدان تنصح هذه الفئات بأخذ اللقاحات كل عام، لكنها لا تلزمهم بذلك»، مؤكداً على أن هذه أيضاً هي التوصيات التي تنصح بها منظمة الصحة العالمية.

وأضاف عنان: «نظراً لأن فيروس (كورونا) تنفسي، فإن ارتداء القناع الواقي في الأماكن المزدحمة سيكون وسيلة فعالة للوقاية من العدوى»، ناصحاً بالترطيب المستمر للجسم، والإكثار من تناول السوائل والأطعمة الصحية، والجلوس في الأماكن جيدة التهوية، مما يخفف كثيراً من أعراض ما بعد التعافي في حالة الإصابة بأي من هذه الفيروسات، ولافتاً إلى أن «الفيروسات الموجود حالياً لا تختلف كثيراً عن الإنفلونزا العادية، وإن اختلفت عنها في أن أعراضها قد تستمر لفترة أطول، تتراوح ما بين أسبوع وعشرة أيام».

وكان تاج الدين قد وجّه نصيحة لمن يصاب بنزلات البرد، أو الإنفلونزا أو «كورونا»، بالالتزام بالراحة في المنزل لمدة 3 أيام، وتناول السوائل الدافئة، وفي حال ارتفاع درجة حرارة الجسم يجب على المريض مراجعة الطبيب المختص.