الهواتف الجوالة جزء لا غنى عنه في حياتنا اليومية. ينتهي بنا الأمر بقضاء ساعات على هواتفنا دون أن ندرك الضرر الذي يلحق بنا. حيث يمتص جسم الإنسان الطاقة من الأجهزة التي تؤدي إلى مخاطر صحية مختلفة، والتي قد تشمل أيضًا سرطان الدماغ والجلد.
وبينما نعرف الكثير عن أنواع السرطان الأخرى، ربما لم يسمع الكثيرون عن سرطان الأذن من قبل.
ولاجل إلقاء المزيد من الضوء على هذا الأمر، أفاد البروفيسور الدكتور راج ناجاركار - العضو المنتدب ورئيس قسم جراحة الأورام والخدمات الروبوتية بمراكز السرطان في مانافاتا بناسيك - موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص، بما إذا كان يمكن أن يكون سبب سرطان الأذن هو الهواتف الجوالة.
ووفق الموقع، يمكن أن يؤثر سرطان الأذن على الأذن الداخلية والخارجية؛ يبدأ عادةً كسرطان جلدي في الأذن الخارجية أو في قناة الأذن، ولكنه يمكن أن يتطور أيضًا في طبلة الأذن والعظم الصدغي والعظميات والخشاء وعصب الوجه وأعضاء الأذن الداخلية للسمع والتوازن.
وحسب الدكتور ناجاكار يشمل ذلك عدة أنواع من سرطانات الأذن بينها:
- سرطان الخلايا القاعدية
- سرطان الجلد
-السرطان الكيسي الغداني
- السرطانات الغدية
-سرطان الخلايا الحرشفية
أعراض سرطان الأذن:
تختلف أعراض سرطان الأذن باختلاف الجزء المصاب من الأذن. ومن الضروري فهم بعض أعراض سرطان الأذن في أجزاء مختلفة منها.
1. الأذن الخارجية
يُطلق على شحمة الأذن أيضًا اسم الصيوان، والمدخل الخارجي لقناة الأذن كلها جزء من الأذن الخارجية. وتشمل العلامات التي تظهر على الأذن الخارجية الجلد المتقشر على الرغم من الترطيب، ووجود كتل بيضاء تحت الجلد ونزيف وتقرحات الجلد.
2. قناة الأذن
قناة الأذن عبارة عن أنبوب يمتد من الأذن الخارجية إلى طبلة الأذن. وتتضمن بعض العلامات الموجودة في قناة الأذن نتوءًا في أو بالقرب من مدخل قناة الأذن، وإفرازات من الأذن وفقدان السمع.
3. الأذن الوسطى
تشتمل الأذن الوسطى على ثلاث عظام صغيرة هي المطرقة والسندان والركاب. وتشمل علامات الإصابة بسرطان الأذن الوسطى إفرازات دم من الأذن وألما في الأذن وفقدان السمع.
4. الأذن الداخلية
تتكون الأذن الداخلية من ثلاثة أجزاء رئيسية: قوقعة الأذن وقنوات نصف دائرية. وتشمل علامات الإصابة بسرطان الأذن الداخلية ألم الأذن والدوخة وفقدان السمع والصداع.
أسباب الإصابة بسرطان الأذن:
هناك عوامل معينة قد تزيد من فرص الإصابة بسرطان الأذن. فالتعرض للشمس لساعات دون استخدام واقي الشمس يعرض الشخص لخطر الإصابة بسرطان الجلد ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان الأذن. وقد تؤثر الاستجابات الالتهابية المرتبطة بعدوى الأذن على التغيرات الخلوية التي قد تؤدي أيضًا إلى الإصابة بالسرطان.
الارتباط بين الهواتف الجوالة والسرطان:
تصدر الهواتف الجوالة إشعاعات على شكل إشعاع ترددات الراديو أو موجات الراديو؛ وهي مستخدمة على نطاق واسع. وبالنظر إلى عدد الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف الجوالة، فإن أي زيادة طفيفة في خطر الإصابة بالسرطان مدعاة للقلق. وقد تم العثور على الإشعاع المؤين (وهو شكل من أشكال الطاقة العالية من الإشعاع الذي تنبعث منه الهواتف الجوالة) يسبب بعض سرطانات الدماغ والجهاز العصبي المركزي. كما تم إجراء العديد من أنواع الدراسات المختلفة لتحديد ما إذا كان استخدام الهاتف الجوال ضارًا بصحة الإنسان. فالإشعاع الذي يصدره الهاتف الجوال يسبب أيضًا أنواعًا مختلفة من سرطانات الجلد.
نصائح للاستخدام الآمن للأجهزة الجوالة:
- حدد وقتك على الهاتف لأن التعرض طويل المدى لإشارات التردد اللاسلكي عالية الطاقة يمكن أن يضر بخلايا الدماغ والجلد والأذن.
- استخدم مكبر الصوت أو سماعة الرأس أو الجهاز الذي لا يستخدم اليدين بدلاً من وضع الهاتف بجانب رأسك لأنها تقلل من خطر التعرض للإشعاع الكهرومغناطيسي على خلايا الدماغ.
- تجنب المكالمات في الأماكن ذات الاستقبال المنخفض للإشارة لأن الأجهزة الجوالة تزيد من قوة الإرسال إذا كان استقبال الإشارة ضعيفًا.
- احتفظ بهاتفك بعيدًا عن رأسك أثناء النوم.
تشخيص سرطان الأذن:
كثيرا ما يتم تشخيص سرطان الأذن خطأ على أنه عدوى في الأذن. إذا تم تشخيص التهاب الأذن ولكن المريض يعاني من إفرازات مستمرة من الأذن أو يشتبه في وجود ورم خبيث، فمن المستحسن الحصول على رأي ثان.
يتم إرسال الأنسجة الموجودة في الخارج أو في الأذن الوسطى حيث لوحظ أي نمو مشبوه إلى المختبر للتحقق من الخلايا السرطانية. ويشار إلى هذا باسم الخزعة. واعتمادًا على موقع المنطقة المصابة، يمكن إجراء الخزعة تحت تأثير التخدير الموضعي أو العام حتى لا يشعر بأي ألم أثناء العملية.
قد يكون الوصول إلى الأورام السرطانية في الأذن الداخلية أكثر صعوبة. وهذا يجعل من الصعب إجراء الخزعة دون الإضرار بالأنسجة المحيطة. لتحديد ما إذا كان السرطان موجودًا، تعد اختبارات التصوير مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية ذات فائدة كبيرة.
علاج سرطان الأذن:
عادة ما يتم تحديد العلاج من خلال حجم وموقع النمو السرطاني. فالجراحة هي العلاج الأكثر شيوعًا لسرطان الأذن. واعتمادًا على شدة السرطان وموقعه، يتم استخدام أنواع مختلفة من العمليات الجراحية. وعادة ما تتم إزالة سرطانات الجلد الموجودة على الجزء الخارجي من الأذن جراحيًا. وإذا تمت إزالة مساحات كبيرة فقد تكون هناك حاجة إلى جراحة إعادة البناء.
يستلزم سرطان قناة الأذن أو العظم الصدغي إجراء جراحة يتبعها علاج إشعاعي. ويحدد مدى الورم مقدار الأذن التي يتم إزالتها؛ يجب إزالة قناة الأذن والعظام وطبلة الأذن في بعض الحالات. وقد يكون الطبيب قادرًا على إعادة بناء الأذن اعتمادًا على مقدار إزالتها. فالسمع لا يتأثر بشكل كبير بمعظم الحالات. وفي حالة تأثر السمع فقد يحتاج المرء إلى استخدام السماعة.
يمكن أن تقلل ممارسة السلامة من أشعة الشمس، مثل استخدام واقي الشمس والبقاء في الظل وتجنب دباغة الأسرة إلى جانب قضاء ساعات قليلة على الهاتف، من خطر الإصابة بسرطان الجلد، والذي يمكن أن يتطور إلى سرطان الأذن. وفي حالة ظهور أي أعراض يعد طلب الاستشارة الطبية دائمًا اختيارًا جيدًا.