قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس (الثلاثاء)، إن ميناءي بيرديانسك وماريوبول الأوكرانيين، اللذين استولت عليهما القوات الروسية، جرى تطهيرهما من الألغام ليكونا جاهزين لاستئناف شحن الحبوب. وأضاف شويغو في تصريحات بثها التلفزيون: «تم الانتهاء من إزالة الألغام من ميناء ماريوبول. إنه يعمل بشكل طبيعي، وقد استقبل أولى سفن الشحن الخاصة به». وقال تاراس فيسوتسكي النائب الأول لوزير السياسة الزراعية والغذاء في أوكرانيا الثلاثاء، إن بلاده يمكنها تصدير مليوني طن بحد أقصى من الحبوب شهرياً، إذا رفضت روسيا رفع الحصار الذي تفرضه على الموانئ الأوكرانية الواقعة على البحر الأسود. وقالت وزارة الزراعة الأوكرانية الثلاثاء، إن صادرات الحبوب والبذور الزيتية والزيوت النباتية ارتفعت 80 في المائة في مايو (أيار) على أساس سنوي إلى 1.743 مليون طن، لكن الكميات ما زالت أقل بكثير من الصادرات في الشهر نفسه من 2021. وأضافت الوزارة أن الذرة هيمنت على الصادرات بواقع 959 ألف طن، في حين بلغت صادرات زيت دوار الشمس 200 ألف. وصدرت أوكرانيا ما يصل إلى ستة ملايين طن من الحبوب قبل شهر من الحرب، لكن الكميات انخفضت في الأشهر القليلة الماضية إلى نحو مليون طن. واعتادت أوكرانيا، وهي منتج زراعي رئيسي، على تصدير معظم سلعها عبر الموانئ البحرية، لكنها اضطرت بسبب الحرب إلى التصدير بالقطارات عبر حدودها الغربية أو عبر موانئ نهر الدانوب الصغيرة. وقال مسؤولو الزراعة والنقل إن أوكرانيا تهدف إلى تعزيز القدرة التصديرية في موانئ نهر الدانوب، ما سيسمح بشحن الحبوب إلى موانئ البحر الأسود الرومانية.
وكان قد رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين، فكرة تصدير الحبوب الأوكرانية بالسكك الحديدية عبر روسيا البيضاء للالتفاف على حصار روسيا لموانئها على البحر الأسود. وأبلغ زيلينسكي مؤتمراً صحافياً في العاصمة الأوكرانية كييف، أن ما يصل إلى 75 مليون طن من الحبوب قد تكون عالقة في أوكرانيا في خريف.
وقالت روسيا البيضاء، التي استخدمتها حليفتها روسيا كنقطة انطلاق في الحرب منذ 24 فبراير (شباط)، إنها مستعدة للسماح بمرور الحبوب الأوكرانية عبر أراضيها إلى موانئ بحر البلطيق، إذا سُمح لروسيا البيضاء أيضاً بشحن بضائعها من تلك الموانئ. ولوح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضاً بالفكرة كحل. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الأوكرانية للأنباء عن زيلينسكي قوله: «نحن لسنا مستعدين حتى الآن لانتهاج هذه الترتيبات». وأبلغ زيلينسكي الصحافيين، أن أوكرانيا تناقش مع بريطانيا وتركيا فكرة أن يقوم سلاح البحرية لدولة ثالثة بضمان مرور صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود الذي تهيمن عليه روسيا. لكنه قال إن الأسلحة الأوكرانية ستكون أقوى ضمان للمرور الآمن لصادراتها. وأبلغ الصحافيين: «أقوى ضمان لدينا لفتح هذا الممر أو ذاك من الموانئ لتصدير الحبوب هو الرد بأسلحة ستكون موجودة بالمنطقة». وأضاف قائلاً: «نحن نعمل على هذا مع دول معينة وبأنظمة معينة مضادة للسفن، نحن نعمل ونحصل عليها بشكل تدريجي». وتعطلت الصادرات الزراعية من جنوب أوكرانيا منذ أواخر فبراير (شباط)، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الحبوب. وتتهم أوكرانيا روسيا بسرقة إمدادات الحبوب الحيوية، وهي مزاعم وصفها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأنها «ذات مصداقية». غير أن موسكو تقول إن العقوبات الغربية هي التي أفضت إلى هذا الوضع الذي يهدد بإحداث أزمة غذاء عالمية. وتعمل الأمم المتحدة على وضع خطط مع كييف وموسكو بشأن كيفية استئناف تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية، مع احتمال أن تكون تركيا مستعدة لتوفير مرافقين بحريين لضمان مرور آمن خارج البحر الأسود. وقال شويغو أيضاً أمس (الثلاثاء)، إن القوات المسلحة الروسية أوجدت «الشروط اللازمة للاستئناف الكامل لحركة السكك الحديدية بين روسيا ودونباس وأوكرانيا وشبه جزيرة القرم»، وبدأت في تسليم البضائع إلى المدن الأوكرانية ماريوبول وبيرديانسك وخيرسون على امتداد 1200 كيلومتر من خطوط السكك الحديدية التي أُعيد فتحها. وكان إنشاء ما يسمى «الممر البري» بين روسيا وشبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو في 2014، جزءاً رئيسياً من استراتيجية روسيا منذ بدء هجومها.
موسكو: موانئ ماريوبول وبيرديانسك خالية من الألغام وجاهزة لشحن الحبوب
كييف ترفض التصدير عبر روسيا البيضاء

سفن تجارية راسية في ميناء أوديسا الأوكراني (رويترز)
موسكو: موانئ ماريوبول وبيرديانسك خالية من الألغام وجاهزة لشحن الحبوب

سفن تجارية راسية في ميناء أوديسا الأوكراني (رويترز)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة