دفع الجيش التركي بتعزيزات كبيرة ضمها رتل مؤلف من 20 شاحنة محملة بكتل إسمنتية مخصصة لإقامة الأنفاق، باتجاه نقاط التماس مع قوات النظام في ريف إدلب، فيما أعلنت أنقرة أنها اتخذت الإجراءات اللازمة بوسائلها وقدراتها الخاصة لتأمين حدودها الجنوبية مع سوريا، وستواصل بذل الجهود في هذا الاتجاه بسبب عدم استجابة الدول الغربية لدعواتها لإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا على مدى 10 سنوات.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، إن تركيا سبق أن نفذت 3 عمليات عسكرية كبيرة ضد جميع التهديدات المنبثقة من سوريا، بما في ذلك، وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات «قسد»، التي تعدها تركيا امتداداً لحزب العمال الكردستاني المصنف لديها تنظيماً إرهابياً، و«داعش» وغيرهما، في إشارة إلى عمليات «درع الفرات» 2016، و«غصن الزيتون» 2018، و«نبع السلام» 2019. واعتبر أن هذه الإجراءات حق طبيعي لتركيا من أجل حماية أمن حدودها وسلامة مواطنيها.
وأضاف كالين، في مقابلة صحافية أمس (الأحد)، تعليقاً على العملية العسكرية التركية المحتملة ضد مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي قال الرئيس رجب طيب إردوغان إنها ستنفذ من أجل إنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، أن الدول الغربية لم تتجاوب، بشكل إيجابي، مع اقتراح إردوغان خلال السنوات العشر الماضية بإنشاء منطقة آمنة في سوريا، من أجل ضمان بقاء السوريين في بلادهم بدلاً من أن يتحولوا إلى لاجئين، ومع ذلك، فقد أنشأت تركيا بالفعل منطقة آمنة في مناطق مثل إدلب وعفرين، «ما سمح للسوريين بالبقاء هناك»، على حد تعبيره.
وتابع: «دائماً نقول لمحاورينا، إن الوجود العسكري التركي في شمال سوريا يمنع ظهور موجات جديدة من الهجرة. لذلك، وبدلاً من انتقاد الوجود العسكري التركي، على الدول الصديقة والحليفة، أن تكون ممتنة لتركيا على هذه الجهود». واعتبر كالين، وهو أيضاً مستشار الرئيس التركي للشؤون الخارجية، أن «أي موجة هجرة محتملة من إدلب وغيرها من المناطق في شمال سوريا، لن تضرب تركيا فحسب، بل ستصل إلى كامل القارة الأوروبية».
وأكد أن تركيا غير قادرة على استقبال موجة جديدة من الهجرة، فذلك أكبر من إمكاناتها وقدراتها، كما أنها تبذل قصارى جهدها لضمان عودة اللاجئين السوريين لديها إلى بلدانهم ومناطقهم بطريقة آمنة وطوعية وكريمة، وستواصل بذل الجهود اللازمة في هذا الإطار. وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس، القضاء على 16 من عناصر «قسد» بعد إطلاقهم النيران تجاه مناطق عمليات نبع السلام (شرق الفرات) وغصن الزيتون ودرع الفرات (غرب الفرات). إلى ذلك، دفع الجيش التركي بتعزيزات كبيرة ضمها رتل مؤلف من 20 شاحنة محملة بكتل إسمنتية مخصصة لإقامة الأنفاق، دخل من معبر كفرلوسين، شمال إدلب، واتجه نحو نقطة القيادة التركية في بلدة المسطومة، ثم جرى توزيع التعزيزات باتجاه نقاط التماس مع قوات النظام في المحور الشرقي لجبل الزاوية بريف إدلب.
في الأثناء، وقعت اشتباكات بالرشاشات الثقيلة بين غرفة عمليات «الفتح المبين» والقوات التركية من جانب، وقوات النظام والميليشيات الموالية لها من جانب آخر، على محور بلدة آفس بريف إدلب، وسط إطلاق قنابل ضوئية في أجواء المنطقة.
ودارت اشتباكات مماثلة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة على محور كفرنوران غرب حلب.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات النظام قصفت بالمدفعية بلدة معارة النعسان بريف إدلب الشرقي، وقرية فليفل بريفها الجنوبي، بينما استهدفت الفصائل تجمعات قوات النظام على محور الفوج 46 غرب حلب. ورصد نشطاء قصفاً صاروخياً نفذته قوات النظام بأكثر من 100 قذيفة صاروخية استهدفت حرش وقرية بينين وقرية الرويحة شرق جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، حيث تنتشر القواعد والنقاط التركية في المنطقة، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية.
تعزيزات تركية جديدة لنقاط التماس مع النظام في إدلب
تعزيزات تركية جديدة لنقاط التماس مع النظام في إدلب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة