اشتباكات مسلّحة بين الجيش اللبناني وتجار مخدرات في مدينة بعلبك

انتهت بالسيطرة على قسم من الحي الذي يوجدون فيه

عناصر من الجيش اللبناني (أ.ب)
عناصر من الجيش اللبناني (أ.ب)
TT
20

اشتباكات مسلّحة بين الجيش اللبناني وتجار مخدرات في مدينة بعلبك

عناصر من الجيش اللبناني (أ.ب)
عناصر من الجيش اللبناني (أ.ب)

قتل جندي لبناني وأصيب خمسة آخرون في اشتباكات مسلحة وقعت يوم أمس في حي الشراونة في مدينة بعلبك، خلال تنفيذ الجيش اللبناني مداهمات لتوقيف عصابات لترويج المخدرات، وذلك في عملية استمرت لساعات نهار أمس قبل أن يتمكن الجيش من السيطرة على الجزء الشمالي من الحي الخاضع لهيمنة آل زعيتر.
وأعلن الجيش صباح أمس عبر موقعه على «تويتر» أن قوة تنفذ عمليات دهم في حي الشراونة في بعلبك، حيث حصل تبادل لإطلاق النار ما أدى إلى مقتل عسكري وسقوط 5 جرحى من الجيش وتوقيف عدد من المطلوبين.
وفيما بدأت العملية الأمنية صباح أمس واستمرت طوال ساعات النهار، قال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إنه كان يتم التحضير لها منذ فترة نتيجة انتشار عمليات الخطف والاعتداءات والسرقات وترويج المخدرات وتعاطيها في صفوف الشباب في الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك عن طريق أشخاص مرتبطين بمطلوبين كبار في «الشراونة»، لكن أرجئ توقيت تنفيذها لما بعد الانتخابات النيابية.
وخلال تنفيذه المداهمة التي أدت إلى اشتباكات بين العسكريين والمطلوبين استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، استقدم الجيش تعزيزات عسكرية بما فيها مروحية وطائرة استطلاع لتحديد مواقع المطلوبين الفارين، ونجح عناصر الجيش في محاصرة مجموعة منهم وعملوا على تطويق كامل حي الشراونة وتفتيش المنازل بيتاً بيتاً بحثاً عن مطلوبين وممنوعات وأسلحة تم استخدامها خلال المداهمة.
وأشارت معلومات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الجيش تمكن من تطويق منزل أحد أكبر وأهم المطلوبين بتجارة المخدرات المدعو علي زعيتر ومساعديه من الجنسيتين اللبنانية والسورية قبل أن تحصل عمليات إطلاق نار وتبادل قذائف آر بي جي بين المطلوبين والقوة المداهمة ما أدى إلى إصابة ومقتل خمسة عسكريين وبين المصابين ضابط برتبة نقيب وهو بحالة حرجة نقل إلى مستشفيات العاصمة للمعالجة.
وبعد ساعات على العملية، تمكن علي زعيتر الملقب بـ«أبو سلة»، والمطلوب بعشرات مذكرات التوقيف، من الفرار رغم إصابته برصاصتين برجله وفي بطنه، وذلك إثر تدخل عدد من المطلوبين الذين عملوا على إطلاق النار بغزارة على القوة المداهمة.
وأكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن دورية الجيش المداهمة تمكنت من توقيف ثلاثة مطلوبين منهم أحد أبرز مساعدي «أبو سلة» كما أفيد عن مقتل أحد المطلوبين من مساعدي «أبو سلة» من الجنسية السورية وسقوط ثلاثة جرحى. وبعد الظهر نجح الجيش في السيطرة على القسم الشمالي من الحي بعد فرار عدد من المطلوبين إلى جهات مجهولة، واستحدث نقطة عسكرية حول منزل المطلوب علي منذر زعيتر وصادر عدداً من السيارات الخاصة به، وذلك في موازاة استمرار تحليق طائرة استطلاع من نوع «سيسنا» التي لم تفارق الأجواء منذ الساعة الثامنة صباحاً مع بدء انطلاق عملية المداهمة.


مقالات ذات صلة

الكبتاغون: ورش عشوائية تنمو على أنقاض «خطوط إنتاج» نظام الأسد

خاص أحد عناصر السلطة السورية داخل مصنع لحبوب «الأمفيتامين» المعروفة باسم الكبتاغون في دوما على مشارف دمشق 13 ديسمبر (أ.ب) play-circle 03:26

الكبتاغون: ورش عشوائية تنمو على أنقاض «خطوط إنتاج» نظام الأسد

بدأت القصة حين حوّل النظام السوري السابق أقراص الكبتاغون (وهو مخدّر صناعي مكوّن من مادتي الأمفيتامين والثيوفيلين) إلى «عملةٍ دمويةٍ».

أحمد الجوري (دمشق)
المشرق العربي عناصر من الجيش اللبناني مع آلياتهم (رويترز - أرشيفية)

الجيش اللبناني يضبط شاحنة محملة بالأسلحة الحربية في بعلبك شرق البلاد

ضبطت دورية من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، الجمعة، شاحنة محملة بالأسلحة الحربية في منطقة حي الشعب - بعلبك شرق لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شمال افريقيا إحدى الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بتعديل القانون 73 لسنة 2021 (المبادرة المصرية للحقوق الشخصية)

مصر: «تعاطي المخدرات» يطيح بمئات الموظفين... لكن الجدل حولهم مستمر

تراجعت نسبة تعاطي المخدرات بين الموظفين المصريين بعد تطبيق القانون لتصل إلى 1 في المائة حالياً بدلاً من 8 في المائة عام 2019.

رحاب عليوة (القاهرة)
يوميات الشرق الممثلان الرئيسيان في المسلسل التلفزيوني الشهير «بريكينغ باد» (منصة نتفليكس)

إيطاليا: اعتقال أحد معجبي «بريكنغ باد» لتصميمه معمل ميثامفيتامين سرياً ضخماً

أعلنت الشرطة الإيطالية اليوم أنها فككت أحد أكبر مختبرات الميثامفيتامين السرية في البلاد، واعتقلت طالبًا جامعيًا وصفته بأنه من مُحبي مسلسل «بريكينغ باد».

«الشرق الأوسط» (روما)
يوميات الشرق الألعاب الرقمية توفّر فرصة للوصول إلى المراهقين في بيئتهم المفضّلة (جامعة نوتنغهام)

الألعاب الرقمية وسيلة لمكافحة الإدمان بين المراهقين

الألعاب الإلكترونية قد تكون وسيلة فعالة للحدّ من تعاطي المواد المخدِّرة بين المراهقين خصوصاً في المناطق الريفية التي تفتقر إلى الخدمات التقليدية للتأهيل والعلاج

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

خطوط التماس الحوثية في مأرب تحت القصف الأميركي

مقاتلة أميركية تنطلق من على متن حاملة طائرات لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تنطلق من على متن حاملة طائرات لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)
TT
20

خطوط التماس الحوثية في مأرب تحت القصف الأميركي

مقاتلة أميركية تنطلق من على متن حاملة طائرات لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تنطلق من على متن حاملة طائرات لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

ركّزت الضربات الأميركية على الحوثيين في اليمن، ليل الاثنين وفجر الثلاثاء، على خطوط تماس الجماعة مع القوات الحكومية في جبهات محافظة مأرب، كما امتدت إلى جزيرة كمران في البحر الأحمر، والمخابئ المحصنة في محيط صنعاء.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أمر ببدء حملة ضد الحوثيين في 15 مارس (آذار)، متوعداً إياهم بـ«القوة المميتة»، و«القضاء عليهم تماماً»، في سياق سعي واشنطن لإرغام الجماعة على الكف عن تهديد الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، ووقف الهجمات باتجاه إسرائيل.

وفي تطور لافت لمسار الحملة الأميركية التي طالت حتى الآن أغلب المحافظات اليمنية الخاضعة للجماعة، استهدفت نحو 14 غارة ليل الاثنين وفجر الثلاثاء قدرات الحوثيين في مناطق التماس مع القوات الحكومية، في محافظة مأرب.

ويتكهن مراقبون أن تكون هذه الضربات الأميركية مؤشراً لإسناد قوات الجيش اليمني للبدء في عملية برية باتجاه صنعاء، بالتوازي مع عمليات متزامنة في الساحل الغربي باتجاه الحديدة، بخاصة في ظل الحديث عن عدم فاعلية الضربات وحدها لإنهاء خطر الحوثيين على الملاحة.

آثار قصف أميركي استهدف الحوثيين في صنعاء (أ.ب)
آثار قصف أميركي استهدف الحوثيين في صنعاء (أ.ب)

وحسبما أقر به إعلام الحوثيين، استهدفت غارتان منطقة كوفل بمديرية صرواح غرب مأرب، وغارتان مديرية الجوبة في جنوبها، بينما استهدفت 5 غارات مديرية مجزر في الشمال الغربي، وذلك بعد ساعات فقط من استهداف منطقة الجفرة في مديرية حريب في الجنوب الشرقي لمأرب.

ولم يتطرق الإعلام الحوثي إلى الخسائر الناجمة عن هذه الضربات؛ سواء في العتاد أو العناصر، ولكن مراقبين يمنيين يعتقدون أن الضربات استهدفت مخازن الأسلحة والذخائر، بما تشمله من صواريخ وطائرات مُسيَّرة ومدفعية.

11 غارة في صنعاء

وفي الأطراف الشرقية لمدينة صنعاء؛ حيث مديرية بني حشيش، قال الإعلام الحوثي إن 5 غارات ضربت منطقة الجميمة، وهي مواقع جبلية محصنة تضم مستودعات للأسلحة والذخيرة، وسبق أن استهدفت أكثر من مرة في الأسابيع الماضية.

إلى ذلك، أفادت وسائل الإعلام الحوثية بأن 6 ضربات أميركية استهدفت منطقة جربان في مديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وهي كذلك منطقة تم قصفها مراراً وتكراراً، لأنها تضم مخابئ محصنة للأسلحة في مواقع جبلية.

مبنى خاضع للحوثيين في صعدة تعرَّض للقصف الأميركي (رويترز)
مبنى خاضع للحوثيين في صعدة تعرَّض للقصف الأميركي (رويترز)

وللمرة الثالثة منذ بدء حملة ترمب ضد الحوثيين، استهدفت غارتان جزيرة كمران قبالة مدينة الحديدة في البحر الأحمر؛ حيث تتخذ منها الجماعة قاعدة متقدمة في البحر لمهاجمة السفن وتهديد الملاحة.

ومع هذه الضربات تكون الجماعة قد تلقت نحو 365 غارة جوية وضربة بحرية للأسبوع الرابع على التوالي، تركزت بدرجة أساسية على المخابئ المحصنة؛ خصوصاً في صعدة وصنعاء وعمران والحديدة.

وطالت الضربات -بدرجة أقل- مواقع وتحصينات ومستودعات وقدرات عسكرية متنوعة في محافظات مأرب والجوف، وحجة، والبيضاء، وذمار، وإب، وسط تكتم من الجماعة المدعومة من إيران على حجم خسائرها، مكتفية بذكر أرقام لضحايا تزعم أنهم من المدنيين.

ولم يصدر تعليق من الجيش الأميركي بشأن تفاصيل عملياته، واكتفت القيادة المركزية في أحدث تصريحاتها بالقول إن «أفراد مجموعة حاملة الطائرات (هاري إس ترومان) موجودون في مواقعهم، ويقومون بعمليات مستمرة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ضد الحوثيين المدعومين من إيران».

مُسيَّرة أطلقها الحوثيون باتجاه إسرائيل من مكان غير معروف (إعلام حوثي)
مُسيَّرة أطلقها الحوثيون باتجاه إسرائيل من مكان غير معروف (إعلام حوثي)

وحسبما أعلنه القطاع الصحي التابع للحوثيين، فإن الضربات التي أمر بها ترمب أسفرت حتى الآن عن مقتل 69 شخصاً، وإصابة نحو 170، بينهم أطفال ونساء، ليُضافوا إلى 250 قتيلاً و714 مصاباً خلال الضربات التي استهدفت الجماعة في عهد الرئيس جو بايدن، وهي أرقام لم تُؤكَّد من مصادر مستقلة.

وكان ترمب قد كشف قبل أيام عن ضربة موثقة بفيديو مصور جوياً، ظهر خلالها استهداف نحو 70 عنصراً خلال تجمع لهم، قالت المصادر اليمنية الرسمية إنه كان في جنوبي الحديدة؛ حيث يتخذ الحوثيون هناك قاعدة لشن الهجمات البحرية قرب خطوط التماس مع القوات الحكومية.

هجمات بلا تأثير

في ظل الضربات الأميركية المستمرة، تحاول الجماعة الحوثية رفع معنويات أتباعها بتبني هجمات متواصلة ضد حاملة الطائرات «هاري ترومان» والقطع الحربية المرافقة لها، إضافة إلى تبنِّي نحو 13 هجوماً صاروخياً وبطائرات مُسيَّرة باتجاه إسرائيل، منذ 17 مارس الماضي.

وفي أحدث هذه الهجمات، زعم المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع، ليل الاثنين، أن جماعته استهدفت هدفاً عسكرياً إسرائيلياً في تل أبيب، وذلك بطائرة مُسيَّرة نوع «يافا». وهي المزاعم التي لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

الحوثيون أطلقوا 10 صواريخ باتجاه إسرائيل منذ 17 مارس الماضي (إعلام حوثي)
الحوثيون أطلقوا 10 صواريخ باتجاه إسرائيل منذ 17 مارس الماضي (إعلام حوثي)

كما ادعى المتحدث الحوثي أن الجماعة استهدفت مدمرتين أميركيتين بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المُسيَّرة.

وفي حين لم يعلِّق الجيش الأميركي على هذه المزاعم، يرى مراقبون يمنيون أن الحملة الجوية وحدها غير كافية لإنهاء التهديد الحوثي، مشيرين إلى ضرورة تحرك ميداني تقوده القوات الحكومية لاستعادة السيطرة على الحديدة وصنعاء، وبقية المناطق الخاضعة للجماعة.

وكان الحوثيون قد دخلوا خط التصعيد الإقليمي بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023؛ حيث أطلقوا نحو مائتي صاروخ وطائرة مُسيَّرة باتجاه إسرائيل، دون تأثير عسكري كبير، باستثناء مقتل شخص واحد في تل أبيب في يونيو (حزيران) الماضي.

كما تبنت الجماعة، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 وحتى بدء هدنة غزة، مهاجمة 211 سفينة، ما أدى إلى غرق سفينتين، وقرصنة السفينة «غالاكسي ليدر»، ومقتل 4 بحارة.

خلال 10 سنوات تسببت الحرب التي فجرها الحوثيون في مقتل نحو 350 ألف يمني (أ.ف.ب)
خلال 10 سنوات تسببت الحرب التي فجرها الحوثيون في مقتل نحو 350 ألف يمني (أ.ف.ب)

وردَّت إسرائيل بخمس موجات من الضربات الانتقامية ضد الحوثيين، كان آخرها في 10 يناير (كانون الثاني) الماضي، واستهدفت مواني الحديدة، ومستودعات الوقود، ومحطات الكهرباء في الحديدة وصنعاء، إضافة إلى مطار صنعاء.

وكانت الجماعة قد تعرضت لنحو ألف غارة وضربة بحرية خلال عام من إدارة بايدن، ابتداءً من 12 يناير 2024 وحتى توقيع هدنة غزة بين «حماس» و«إسرائيل» في 19 يناير الماضي.

وتوقفت إدارة بايدن عن ضرب الحوثيين بعد بدء سريان الهدنة، كما توقفت الجماعة عن مهاجمة السفن وإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، قبل أن تستأنف التهديد بشن هجمات جديدة، بعد تعثر تنفيذ المرحلة الثانية من الهدنة.