الألعاب الرقمية وسيلة لمكافحة الإدمان بين المراهقين

خصوصاً في المناطق التي تفتقر إلى خدمات الدعم النفسي

الألعاب الرقمية توفّر فرصة للوصول إلى المراهقين في بيئتهم المفضّلة (جامعة نوتنغهام)
الألعاب الرقمية توفّر فرصة للوصول إلى المراهقين في بيئتهم المفضّلة (جامعة نوتنغهام)
TT
20

الألعاب الرقمية وسيلة لمكافحة الإدمان بين المراهقين

الألعاب الرقمية توفّر فرصة للوصول إلى المراهقين في بيئتهم المفضّلة (جامعة نوتنغهام)
الألعاب الرقمية توفّر فرصة للوصول إلى المراهقين في بيئتهم المفضّلة (جامعة نوتنغهام)

كشفت دراسة أميركية عن أن الألعاب الإلكترونية قد تكون وسيلة فعالة للحدّ من تعاطي المواد المخدِّرة بين المراهقين، خصوصاً في المناطق الريفية التي تفتقر إلى الخدمات التقليدية للتأهيل والعلاج.

وأوضح الباحثون من جامعة ميسوري أنّ الدراسة تقدّم نموذجاً بديلاً عن الأساليب التقليدية لمكافحة الإدمان، والتي قد لا تكون متاحة أو فعالة في جميع الحالات؛ ونُشرت النتائج، الأربعاء، في دورية «تشلدرن».

ويمثّل إدمان المخدرات والتدخين بين المراهقين تحدّياً صحياً واجتماعياً خطيراً، إذ تؤثر هذه العادات سلباً في نموّهم العقلي والجسدي، وتفاقم مخاطر الإصابة بمشكلات صحية ونفسية طويلة الأمد. وتتطلَّب مكافحة الإدمان نهجاً شاملاً يجمع بين التوعية المبكرة، وتوفير بيئة داعمة، وإتاحة بدائل إيجابية تُعزّز السلوكيات الصحية.

وبالنسبة إلى المراهقين الذين يعانون تعاطي المخدرات، قد لا تكون التدخلات التقليدية، مثل الاستشارات المباشرة، فعالة دائماً، كما أنّ المناطق الريفية غالباً ما تفتقر إلى هذه الخدمات، وفق الباحثين.

وفي محاولة للخروج عن الأساليب التقليدية، سعى الفريق إلى مساعدة مصمّمي الألعاب على تطوير ألعاب إلكترونية ممتعة تساعد المراهقين على الإقلاع عن العادات الضارّة، من خلال الوصول إليهم في بيئتهم المفضّلة عبر الإنترنت.

وحلَّل الباحثون 26 دراسة تناولت التدخلات الرقمية، بما فيها الألعاب الإلكترونية، وألعاب الواقع الافتراضي، وتطبيقات الألعاب على الهواتف الجوالة، بهدف تحديد العناصر الأساسية التي تجعل هذه التدخلات فعالة في مساعدة المراهقين على تقليل شرب الكحول والتدخين وتعاطي المخدرات.

ووجدوا أنّ الألعاب الأكثر نجاحاً في هذا المجال هي تلك التي تتناسب مع اهتمامات المستخدم، مما يجعلها أكثر جاذبية وفاعلية، كما تتضمّن عنصراً اجتماعياً يسمح للمراهقين بالتنافس مع الأصدقاء وأفراد العائلة، بالإضافة إلى اشتمالها على محتوى يعزّز تغيير السلوك، مما يساعد اللاعبين على تبنّي عادات صحية.

وتشير نتائج الدراسة إلى أنّ هذه العناصر قد توفر نموذجاً لتصميم ألعاب رقمية تفاعلية قادرة على مساعدة المراهقين في تقليل تعاطي المخدرات وتعزيز تطورهم الإيجابي.

وقال الباحث الرئيس للدراسة من كلية العلوم الصحية بجامعة ميسوري، الدكتور مانسو يو: «تصميم ألعاب رقمية تتضمّن أنشطة إيجابية بديلة، مثل الرياضة والفنون والموسيقى والأنشطة الترفيهية، يمكن أن يكون عاملاً رئيساً في الحدّ من الاعتماد على العادات الضارّة».

وأضاف عبر موقع الجامعة: «الألعاب الرقمية توفر فرصة للوصول إلى المراهقين في بيئتهم المفضلة، إذ يقضون كثيراً من وقتهم عبر الإنترنت، كما أنها تقدّم بديلاً للتدخلات التقليدية، خصوصاً في المناطق التي تفتقر إلى خدمات الدعم النفسي».

وأشار إلى أنّ نتائج الدراسة يمكن أن تساعد مطوّري الألعاب في تصميم تدخلات رقمية أكثر فاعلية، تعزّز الصحة النفسية والسلوكية للمراهقين.


مقالات ذات صلة

حَقن العين بجزئيات الذهب يبشر بثورة في علاج مشكلات البصر

صحتك تؤثر اضطرابات الشبكية مثل التنكس البقعي والتهاب الشبكية الصباغي على ملايين الأشخاص حول العالم (موقع أخبار علوم الأعصاب)

حَقن العين بجزئيات الذهب يبشر بثورة في علاج مشكلات البصر

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة «براون» أن جزيئات الذهب النانوية قد تُستخدم يوماً ما للمساعدة في استعادة البصر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدواء يحد من انتقال فيروس الإنفلوانزا إلى المخالطين (جامعة ميشيغان)

دواء مضاد للإنفلونزا يقلل انتقال العدوى بين أفراد الأسرة

وجدت دراسة سريرية أميركية أن جرعة واحدة من الدواء المضاد للفيروسات «زوفلوزا» (Xofluza) تخفض فرصة انتقال فيروس الإنفلونزا بين أفراد الأسرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم ترتفع بسرعة بين الأشخاص في مراحل العشرينات والثلاثينات والأربعينات من العمر (متداولة)

إصابة الأمعاء بالبكتيريا في الطفولة قد تفسر الإصابة المبكرة بسرطان القولون

أشارت دراسة جديدة إلى أن التعرض لسموم بكتيرية في القولون في مرحلة الطفولة ربما يكون سبباً في زيادة حالات سرطان القولون والمستقيم لدى المرضى الأصغر سناً.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا (الولايات المتحدة))
يوميات الشرق «نملة الجحيم» (رويترز)

فكّاها يُشبهان المنجل... اكتشاف نملة مرعبة عمرها 113 مليون سنة

حدَّد العلماء تفاصيل بقايا متحجِّرة لأقدم نملة معروفة، وهي حشرة مجنّحة ذات فكين مُخيفين يُشبهان المنجل، عاشت قبل نحو 113 مليون سنة في عصر الديناصورات.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)
تكنولوجيا أظهرت الدراسة أن البشر يتفقون بدرجة عالية على تقييم مشاهد التفاعل الاجتماعي في حين فشل أكثر من 350 نموذجاً للذكاء الاصطناعي في محاكاتهم

جامعة «جونز هوبكنز»: نماذج الذكاء الاصطناعي تفشل في فهم التفاعلات البشرية

الدراسة تكشف أن الذكاء الاصطناعي لا يزال عاجزاً عن فهم التفاعلات الاجتماعية ويحتاج لإعادة تصميم ليحاكي التفكير البشري.

نسيم رمضان (لندن)

العادات الخمس الأكثر إزعاجاً في العلاقات العاطفية

حتى أقوى أسعد العلاقات قد تتعثر عندما تُترك عادات مُحبِطة دون علاج (رويترز)
حتى أقوى أسعد العلاقات قد تتعثر عندما تُترك عادات مُحبِطة دون علاج (رويترز)
TT
20

العادات الخمس الأكثر إزعاجاً في العلاقات العاطفية

حتى أقوى أسعد العلاقات قد تتعثر عندما تُترك عادات مُحبِطة دون علاج (رويترز)
حتى أقوى أسعد العلاقات قد تتعثر عندما تُترك عادات مُحبِطة دون علاج (رويترز)

حتى أقوى وأسعد العلاقات قد تتعثر عندما تُترك عادات تبدو صغيرة ومُحبِطة دون علاج؛ حيث تتراكم هذه العادات تدريجياً حتى تصبح فجأة لا تُطاق. وعندما تنتهي العلاقات بهذه الطريقة، غالباً ما يُفكر الأزواج السابقون في «القشة التي قصمت ظهر البعير».

وتقول المُعالجة النفسية جوردان ترافرز التي عملت مع أكثر من 100 زوج، إنها رأت بنفسها كيف يُمكن لبعض السلوكيات غير المُنضبطة أن تُثير الخلاف بين الشريكين. ونقلت عنها شبكة «سي إن بي سي» الأميركية 5 عادات شائعة ومزعجة تُدمر العلاقات.

افتراض أن شريكك يستطيع قراءة أفكارك

بدلاً من التعبير عن احتياجاتهم بوضوح، يتوقع كثيرون أن يعرف شريكهم بالضبط ما يحتاجون إليه، وفي الوقت المناسب. ولكن هذه طريقة سهلة لتعريض نفسك لخيبة الأمل. يُطلِق علماء النفس على هذا «وَهْم الشفافية»، وهو «تحيز معرفي» يفترض فيه الناس أن مشاعرهم ورغباتهم واضحة للآخرين، بينما هي في الواقع ليست كذلك.

ووفقاً للدراسات، فإن المبالغة في تقدير مدى معرفة شريكك بأفكارك الداخلية قد تكون ضارة وتؤدي إلى الاستياء؛ لأن التواصل هو أساس علاقة قوية وصحية. وفي العلاقات الناجحة، يُهيئ كلا الشريكين مكاناً آمناً؛ حيث يُمكن لكل منهما التعبير عن احتياجاته ورغباته دون خوف أو خجل.

تسجيل قائمة الحسنات والمساوئ

يمكن للعلاقات الصحية أن تتدهور بسرعة عندما يبدأ الزوجان في حصر حسنات بعضهما بعضاً وأخطائهما. بمجرد أن «يُسجِّل» أحد الشريكين أو كلاهما حسنات بعضهما بعضاً، تتحول العلاقة في النهاية إلى منافسة. وللأسف، عادةً ما يفشل أحد الطرفين.

تُظهر البحوث أن تدوين ملاحظات حول مَن فعل ماذا في العلاقة -سواءً كانت أعمالاً منزلية أو خدمات أو تضحيات- يؤدي دائماً -تقريباً- إلى علاقة بين دائن ومديون، وهذا قد يُقلل من الامتنان. وغالباً ما تُؤدي عقلية «العين بالعين» هذه إلى ديناميكية قائمة على المعاملات؛ حيث يصبح اللطف وسيلة لتحقيق غاية، ويفقد كل مصداقيته. وفي الواقع، فإن العطاء دون انتظار مقابل هو أفضل طريقة لبناء شراكة متبادلة قائمة على المحبة.

السلوك السلبي العدواني

يُعدُّ السلوك السلبي العدواني وسيلة للتعبير عن عدم الرضا عن الشريك دون حل المشكلة فعلياً. تخيَّل أن شريكك منزعج منك ويختار التعبير عن ذلك بحجب المودة. ومع أنه ليس بالضرورة سلوكاً علنياً، فإن البحوث تُظهر أن السلوك السلبي العدواني غالباً ما يُشير إلى عدم الرضا والاستياء، وهو أمر لا ينبغي تجاهله في العلاقة العاطفية.

هذا السلوك ليس جارحاً ومربكاً فحسب؛ بل إنه أيضاً يُعيق الطرفين عن المضي قدماً. فمن دون حوار مباشر وصريح حول المشكلات، لا توجد فرصة لمعالجتها بطريقة بناءة.

التحكم في حياة الشريك

إن تلقِّي النصائح باستمرار حول كيفية إدارة عملك أو هواياتك أو حتى صداقاتك سيشعرك بالسيطرة والاستعلاء. لا أحد يحب النصائح أو الملاحظات السلبية دائماً، ولا أحد يرغب في الشعور بأنه تحت السيطرة؛ خصوصاً في علاقته العاطفية.

يتراجع الرضا عن العلاقة بشكل حاد بمجرد أن تبدأ العلاقة في التحول لما يشبه العلاقة بين الأبوين والأبناء. وانتبه؛ لأنه من السهل تجاوز الخط الفاصل بين الملاحظات البناءة والنقد العدائي. ووفقاً للدراسات، فإن الأخير قد يؤدي إلى انخفاض الرضا عن العلاقة.

أهم دور تلعبه بوصفك شريكاً هو معرفة متى تقدم رأيك، والأهم من ذلك، متى يكون من واجبك ببساطة تقديم الدعم.

الإنصات لمجرد الرد

من أكثر الأمور التي قد يفعلها شريكك والتي تعد مؤشراً على الإهمال هو الإنصات لمجرد التحضير للرد التالي، بدلاً من الإنصات الفعال. وإذا لم تستكشف أو تنغمس فيما يقوله شريكك حقاً، تشير البحوث إلى أنك ستبدو مغروراً، لا متعاوناً. وأسعد الأزواج يستمع بعضهم لبعض بهدف الفهم، وليس فقط لإبداء آرائهم.