بوبي كوبينغ... انقلبت حياته رأساً على عقب بكرة رأسية واحدة

اعتزل في الـ19 بعد أن كان قريباً من اللعب في صفوف الفريق الأول

كوبينغ... انتهت مسيرته في الملاعب مبكراً (رويترز)
كوبينغ... انتهت مسيرته في الملاعب مبكراً (رويترز)
TT

بوبي كوبينغ... انقلبت حياته رأساً على عقب بكرة رأسية واحدة

كوبينغ... انتهت مسيرته في الملاعب مبكراً (رويترز)
كوبينغ... انتهت مسيرته في الملاعب مبكراً (رويترز)

يبدأ اليوم المعتاد لبوبي كوبينغ بقيادة السيارة في تمام الساعة السابعة والنصف صباحاً لمقابلة صديقه الذي يقوم بدور بيتربورو - التميمة ذات الأذنين الكبيرة لنادي بيتربورو يونايتد أو «الأرنب» – ثم يذهبا معاً لحضور عرض تقديمي مفعم بالحيوية في إحدى المدارس المحلية، قبل أن يتوجه كوبينغ إلى استاد «لندن رود» للتفاوض بشأن صفقات الرعاية وإجراء ترتيبات السفر لفريق السيدات بالنادي. وقد تكون هناك زيارة مدرسية أخرى في فترة المساء، ثم تلي ذلك حصة تدريب مسائية أو حصتان ومحاضرة عبر الإنترنت مدتها 90 دقيقة كجزء من دراسته للحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال الرياضية. يقول كوبينغ: «لقد انتهيت تقريباً من شهادتي الدراسية. أنا المدرب العام لفريق بيتربورو للسيدات، ومدرب فريق تحت 14 عاماً، ورئيس مبادرة مدارس النادي، وصاحب مؤسسة بوبي كوبينغ ومعلم في مؤسسة تعليم دوري كرة القدم».
إنها سيرة ذاتية ضخمة ومثيرة للإعجاب لشخص يبلغ من العمر 20 عاماً، لكن لا شيء من هذا هو ما كان يريده كوبينغ في حياته المهنية، أو لم يكن هذا هو ما يريده في هذا العمر على الأقل. في يوليو (تموز) 2020، كان كوبينغ يلعب قلب دفاع ناشئ وعلى وشك التصعيد للمشاركة مع الفريق الأول بنادي بيتربورو. وفي فترة الاستعداد للموسم الجديد، كان كوبينغ عازماً على إقناع المدير الفني دارين فيرغسون بأنه يستحق فرصة المشاركة مع الفريق الأول بالنادي. يقول كوبينغ: «كنت قد انتهيت من الأسبوع الأول من التدريبات وكنت سعيداً للغاية بما أقدمه. لكن في اليوم الأخير من الأسبوع الثاني، لُعبت كرة عرضية وارتقيت لكي ألعبها بالرأس. لكنني سقطت أرضاً ولم أكن أرى سوى دائرة صغيرة من مجال رؤيتي، ولم أكن أعرف ما الذي يحدث».
واصل كوبينغ الحصة التدريبية، لكن شيئاً ما لم يكن على ما يرام. يتذكر كوبينغ ما حدث قائلاً: «ذهبت إلى غرفة العلاج الطبيعي وجلست. وعندئذ بدأت أشعر بأنني لست على ما يرام، فقد بدأت أشعر بتنميل في الجانب الأيسر من جسدي، وكنت أعتقد أنني أعاني سكتة دماغية». نُقل كوبينغ سريعاً إلى مستشفى مدينة بيتربورو، حيث خضع لفحص بالتصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي. يتأوه كوبينغ وهو يتذكر إجراء البزل القطني (إجراء جراحي لإزالة عينة من السائل النخاعي في العمود الفقري)، ويقول: «كانت أسوأ تجربة مررت بها على الإطلاق. لقد استلقيت على جانبي ووضعوا إبرة طولها 12 بوصة في ظهري». وبعد أربعة أيام، ظهرت النتيجة التي كشفت عن أنه قد أصيب بارتجاج في المخ.
وفي كل صباح على مدار الشهرين التاليين، كان كوبينغ يستيقظ وهو يعاني نزيفاً في الأنف. يقول عن ذلك: «لم يكن مجرد نزيف، بل كانت الدماء تنهمر من أنفي». عانى كوبينغ فقدان الذاكرة ودوار الحركة، وأجبرته هذه المحنة على اعتزال كرة القدم في هذه السن الصغيرة. التحق كوبينغ بدورة تعليمية في المحاسبة، لكنه لم ينجح في استكمالها بسبب تداعيات إصابته. يقول عن ذلك: «كنت أتعلم أشياء في الليلة السابقة، ولا أستطيع تذكرها في اليوم التالي». ولفترة من الوقت، بدا الأمر كما لو أن كوبينغ لن يكون بحاجة إلى البحث عن مهنة أخرى غير كرة القدم، حيث عاد لممارسة اللعبة بسلاسة. لكن خلال عمليات الإحماء قبل عودته للمشاركة في المباريات بشكل كامل، انهار عالم كوبينغ مرة أخرى. يقول عن ذلك: «ارتقيت لكي ألعب الكرة برأسي، ثم سقطت على الأرض وحدث نفس الأمر مرة أخرى، لكن الوضع كان أسوأ هذه المرة، حيث لم أتمكن من الوقوف. وبمجرد أن سقطت على الأرض بدأت في البكاء».
وعندما سأله طبيب الفريق عن العام الذي ولد فيه - وهو اختبار بسيط لمعرفة قدرة اللاعب على الإدراك - أجاب المدافع المولود في عام 2001 بأنه قد ولد في عام «1001». وكان التشخيص في المستشفى هو أنه عانى «نوبات مسببة للصدمة». ووصف له الطبيب دواء كان من المأمول أن يعيد إليه عافيته. يقول كوبينغ: «في غضون يومين من تناوله، أصبحت طريح الفراش ولم أكن قادراً على الحركة. في تلك المرحلة، كان عليّ أن أتخذ قراراً بأنني لا أستطيع الاستمرار في ذلك». وفي فبراير (شباط) من العام الماضي، اعتزل كوبينغ كرة القدم وهو يبلغ من العمر 19 عاماً. دخل كوبينغ في حالة من الاضطراب، وظل وحيداً في غرفته وتجاهل جميع المكالمات الهاتفية والرسائل النصية، وبدأ يتساءل عن هدفه في الحياة الآن! ومع انتشار أخبار اعتزاله كرة القدم، تدفق الدعم عليه من كل حدب وصوب وعلى نطاق واسع. يقول عن ذلك: «لقد تلقيت دعماً من جميع دول العالم، فلا يمكنك أن تذكر اسم دولة إلا وأخبرتك برسالة تلقيتها من هناك». لقد اتصل به ريس جيمس وجون تيري، وأرسل له هاري كين قميصاً عليه توقيعه. بل جمع تيري ما يقرب من 8000 جنيه إسترليني لمؤسسة كوبينغ عن طريق بيع بعض التذكارات الرياضية بالمزاد. يقول كوبينغ: «في هذه المرحلة، بدأت أدرك حقاً أن الناس يهتمون بي. لقد اتصل بي مسؤولو النادي وسألوني عما أريد القيام به. وأخبرتهم بأنني أريد أن أفعل شيئاً وإلا سينتهي بي المطاف بأن أفعل شيئاً غبياً».
لم يكن هذا هو أول تراجع يعانيه كوبينغ خلال مسيرته. فبعدما تخلى نادي نوريتش سيتي عن خدماته وهو في السادسة عشرة من عمره، كان يأخذ صورة المدير الفني لأكاديمية الناشئين بالنادي معه إلى صالة الألعاب الرياضية. ويقول عن ذلك: «كنت أضع تلك الصورة أمام جهاز المشي، وكنت أنظر إلى صورته وأقول له: سأريك». عُين كوبينغ مسؤولاً عن مبادرة مدارس بيتربورو، وبدأ العمل في التدريب في الأكاديمية، وحصل على رخصة التدريب الثانية من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لكن الجانب التجاري من اللعبة هو ما يثير اهتمامه أكثر. إنه الآن على وشك أن يُكمل شهادته الدراسية مع معهد برشلونة للأعمال الرياضية، وسيتخرج هذا الصيف وستقام مراسم التخرج على ملعب «كامب نو».
وخلال العام الماضي، أنشأ مؤسسة بوبي كوبينغ، وهي مؤسسة خيرية ممولة بشكل مستقل تقدم دعماً للصحة العقلية للرياضيين وعائلاتهم وموظفيهم. يقول عن ذلك: «يتعين عليك أن تتحدث إلى الناس، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي ستتحسن بها. لقد تحدثت، الأسبوع الماضي، في إحدى المدارس الثانوية، ثم جاءت إليّ فتاة في الثامنة من عمرها وقالت لي إنها تعزف الموسيقى لكن لديها رهبة هائلة في الوقوف على المسرح، وسألتني عن كيفية التعامل مع ذلك. لقد أدركت أن ما أقوم به مفيد حقاً من حقيقة أن هذه الفتاة شعرت بالثقة الكافية لتأتي إليّ وتطلب المساعدة».
ويعترف كوبينغ بأنه يتساءل في بعض الأحيان عن المكان الذي كان من الممكن أن يصل إليه لو لم يتعرض لتلك الإصابة الغامضة، وما إذا كان سيلعب يوماً ما في الدوري الإنجليزي الممتاز. لكنه لا يسهب في الحديث عما كان يمكن أن يحدث لولا تلك الإصابة، فهو مشغول للغاية الآن وراضٍ تماماً عما يحققه. ويختتم حديثه قائلاً: «إذا كان بإمكانك امتلاك عقلية إيجابية في موقف سلبي، فلديك فرصة لتحقيق شيء جيد. وأنا ممتن لما وصلت إليه حتى الآن، وأشعر بأنني محظوظ».


مقالات ذات صلة

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد تعاقده مع سيتي معلنا التحدي بإعادة الفريق للقمة سريعا (رويترز)

غوارديولا أكد قدرته على التحدي بقرار تمديد عقده مع مانشستر سيتي

يُظهر توقيع جوسيب غوارديولا على عقد جديد لمدة عام واحد مع مانشستر سيتي أن المدير الفني الإسباني لديه رغبة كبيرة في التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه فريقه

جيمي جاكسون (لندن)
رياضة عالمية رودريغو بينتانكور خلال مشاركته مع منتخب الأوروغواي في مواجهة البرازيل الأخيرة بالتصفيات (د.ب.أ)

بوستيكوغلو: سندعم بينتانكور بالطرق الصحيحة للمضي قُدماً

وصف أنجي بوستيكوغلو، مدرب فريق توتنهام هوتسبير، لاعب خط وسط الفريق، رودريغو بينتانكور بأنه «شخص استثنائي»، بعد معاقبة الأوروغواياني؛ لاستخدامه لغة عنصرية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.