لا تزال مناطق جنوب سوريا تشهد منذ سنوات حالة من الانفلات الأمني بشكل واضح في المنطقة حيث نشطت خلال السنوات الأخيرة عمليات القتل والاغتيال والسرقة والخطف والسطو المسلح، ولم تتمكن أي جهة رسمية أو محلية من كبح استمرار هذه الحالة على العكس فهي حالة متصاعدة، وقد نتج عن استمرار هذه الظاهرة حالة عدم الاستقرار ومناخ الخوف في المنطقة، وتعطل دور العدالة ومحاكمة المتورطين.
وتشير إحصاءات محلية إلى أرقام صادمة لعدد القتلى وعمليات الاغتيال والخطف والسطو التي استهدفت أشخاصا خاضعين لاتفاق التسوية والمصالحة وقوات من النظام السوري وحتى المدنيين في محافظة درعا جنوب سوريا، وتنوعت عمليات الاغتيال والقتل إما بإطلاق النار المباشر على الضحية أو بزرع الألغام الأرضية (العبوات الناسفة). فبحسب شبكة درعا 24 المعنية بنقل الانتهاكات والأخبار المحلية في درعا، فإنها وثقت خلال شهر مايو (أيار) 2022 مقتل ما لا يقلّ عن 57 شخصًا، توزعوا بين مختلف مناطق درعا، بينهم 25 مدنيًّا، وثلاثة أطفال وسيدة، وإصابة ما لا يقلّ عن 28 شخصًا في ظروف مختلفة من حالة الانفلات الأمني، بينهم 22 مصابا مدنياً منهم ثلاثة أطفال وأربع سيدات.
واستهدفت عمليات الاغتيال، وفقاً للإحصائية، ما لا يقل عن 11 شخصاً في ريف درعا الشرقي، و11 في ريفها الغربي، وسبعة في ريفها الشمالي، واثنين في درعا البلد، والأخير قُتل في مدينة درعا أثناء محاولته زرع عبوة ناسفة تحت إحدى السيارات. وقُتل ضابطان من قوات النظام السوري برتبة ملازم وملازم أول جراء استهدافهما بعبوة ناسفة؛ الأول في مدينة نوى؛ والثاني على الطريق الواصل بين قرية الشيخ سعد ومدينة نوى في ريف درعا الغربي. وكذلك قُتل سبعة عناصر يخدمون في صفوف الجيش والأجهزة الأمنية، معظمهم يؤدون الخدمة الإلزامية ومن أبناء محافظة درعا. وقُتل 19 شخصاً من أبناء محافظة درعا ممن خضعوا لاتفاقية التسوية والمصالحة، سبعة منهم لم ينضموا إلى أي جهة، بينما انضم 12 منهم لأحد التشكيلات العسكرية والأمنية في محافظة درعا، ومن الجدير بالذكر أن معظم شباب محافظة درعا خاصة ممن هم في سن الخدمة الإلزامية، انضموا لأحد التشكيلات العسكرية ليبقوا في مناطقهم وذلك بحسب اتفاقية المصالحة في عام 2018.
ولقي خمسة عشر شخصاً حتفهم بإطلاق نار مباشر، 8 منهم في ريف درعا الشرقي، وأربعة في ريفها الغربي، وتوزع الثلاثة الباقون بين الريف الأوسط والشمالي ودرعا البلد.
بينما عصابات التشليح والسرقة والتي كثُرت في الآونة الأخيرة على بعض الطرق العامة والفرعية، قتلت يافعين في ريف درعا الشرقي وتم سرقة ممتلكاتهما الشخصية، وفي الريف الشمالي قُتل أب وابنه بإطلاق نار بدافع السرقة، وبأن المنطقة التي تم قتلهم فيها تقع بين حاجزين عسكريين يتمركز أحدهما في العالية والآخر في أول بلدة نمر ويتبع لفرع أمن الدولة.
وسجلت عمليات تهريب المخدرات والأسلحة من جنوب سوريا باتجاه الأردن خلال الشهر الماضي 3 عمليات تم إحباطها من قبل الجانب الأردني أحدها باستخدام طائرة مسيرة، وقد أعلن الجيش الأردني في إحدى العمليات قتل أربعة مهربين واصابة خمسة آخرين أثناء تبادل إطلاق نار بين حرس الحدود الأردني والمهربين، وقد اتهم رئيس قسم الاعلام في الجيش الأردني إيران وميليشياتها بالوقوف وراء عمليات التهريب. وكانت أخر عملية تم إحباطها قبل يومين حيث أعلن الجيش الأردني عن إحباط عملية تهريب ذخائر وأسلحة من سوريا باتجاه الأردن.
ويحمل الأهالي تردي الوضع الأمني وجر المنطقة إلى الفوضى، إلى السلطة من خلال طريقة تعاملها وتجاهلها الملف الأمني الذي يزداد سوءا يوما بعد يوم.
أرقام صادمة لعمليات القتل والاغتيالات في درعا
أرقام صادمة لعمليات القتل والاغتيالات في درعا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة