تعمق العجز التجاري في تونس 10 %

توقعات بصعوبات في اتفاق صندوق النقد

العجز التجاري في تونس سجلت خلال شهر أبريل الماضي (رويترز)
العجز التجاري في تونس سجلت خلال شهر أبريل الماضي (رويترز)
TT

تعمق العجز التجاري في تونس 10 %

العجز التجاري في تونس سجلت خلال شهر أبريل الماضي (رويترز)
العجز التجاري في تونس سجلت خلال شهر أبريل الماضي (رويترز)

كشف المعهد التونسي للإحصاء عن تعمق العجز التجاري خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، ليبلغ حدود 2.157 مليار دينار تونسي (نحو 696 مليون دولار)، مقابل 1.960 مليون دينار خلال شهر مارس (آذار) من السنة نفسها، أي بزيادة مقدرة بنحو 10 في المائة.
ولم تتجاوز نسبة تغطية الصادرات التونسية للواردات نسبة 68.5 في المائة رغم الزيادة المسجلة على مستوى الصادرات والمقدرة بنسبة 4.6 في المائة، إلا أن الواردات تطورت بنسبة أكبر قدرت بـ6.2 في المائة.
ويفسر ارتفاع الواردات وبلوغها مستوى 6.847 مليار دينار خلال شهر أبريل الماضي، بالزيادة الهامّة المسجلة على مستوى التزوّد بالمواد الغذائية، التي تضاعفت، تقريباً وشهدت زيادة بنسبة 98 في المائة علاوة على ما شهدته أسعار المنتوجات الأساسية من تطور على مستوى الأسواق العالمية.
وعلى مستوى الصادرات، فقد تراجعت نحو الاتحاد الأوروبي بنسبة 0.9 في المائة، ويأتي هذا التراجع الطفيف تبعاً للظرف الاقتصادي العالمي وتسجيل انكماش اقتصادي في عدد من الاقتصاديات الأوروبية. ونتيجة لذلك، تراجعت مبيعات تونس نحو ألمانيا بنسبة 16.8 في المائة، فيما زادت مبيعات تونس إلى إيطاليا بنسبة 18.9 في المائة، وإلى فرنسا بنسبة 1.8 في المائة.
وشهدت الصادرات التونسية خارج الاتحاد الأوروبي، ارتفاعاً بنسبة 10.8 في المائة مدفوعة بصادرات المواد الطاقية نحو المملكة المتحدة.
في الأثناء، تراجع نسق الصادرات نحو بلدان المغرب العربي بنسبة 16 في المائة. وفيما يتعلّق بالواردات، فقد سجلت تطوراً مع الاتحاد الأوروبي بنسبة 17.7 في المائة وأساساً من إيطاليا التي سجلت زيادة بـ39.4 في المائة، ومن ألمانيا التي ارتفعت بنسبة 27.5 في المائة، أما إسبانيا فقد عرفت زيادة بنسبة 38.6 في المائة. وفي المقابل تراجعت مقتنيات تونس من فرنسا بنسبة 6 في المائة، كما عرفت واردات تونس من المنتجات الروسية تراجعاً بنسبة 43.1 في المائة.
على صعيد آخر، أطلقت وزارة المالية التونسية يوم أمس الاكتتاب في القسط الثاني للقرض الرقاعي المحلي بهدف تعبئة ما قيمته 350 مليون دينار (نحو 113 مليون دولار) لضخها في ميزانية الدولة، في غياب آليات التمويل الخارجي وصعوبة التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وتتواصل عملية الاكتتاب إلى غاية يوم 13 يونيو (حزيران) الحالي.
يذكر أن إطلاق الاكتتاب في القسط الثاني من القرض الرقاعي الوطني يأتي بعد أكثر من شهرين من إغلاق الاكتتاب في القسط الأول، الذي تمكن من تجاوز الهدف المرسوم بـ160 في المائة وتحقيق مبلغ 555 مليون دينار تم توجيهه لفائدة تمويل ميزانية الدولة للسنة الحالية.
وكانت وكالة التصنيف «فيتش رايتنغ» قد شككت يوم الاثنين الماضي في إمكانية توصل الحكومة التونسية والاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) إلى اتفاق حول الإصلاحات الاقتصادية مما يفضي إلى صرف تمويل من صندوق النقد الدولي ودعم موقع تونس للحصول على تمويل خارجي بقيمة نحو أربعة مليارات دولار.
وأضافت أنّ التجاذبات بشأن هيكل دستوري مستقبلي تعيق التوصل إلى اتفاق وتزيد من مخاطر دخول تونس في برنامج مع صندوق النقد الدولي من الآن إلى نهاية الربع الثالث من السنة الحالية وهو السيناريو الأساسي. ولاحظت الوكالة أنه في حال البقاء ضمن سيناريو دون إصلاحات، فإن تونس يتعيّن عليها اللجوء إلى «نادي باريس» لجدولة ديونها قبل أن تصبح قادرة على الحصول على تمويل إضافي من صندوق النقد الدولي مع انعكاسات على الدائنين من القطاع الخاص، على حد تعبيرها.


مقالات ذات صلة

الرئيس التونسي يعول على الفوسفات لتفادي «إملاءات النقد الدولي»

الاقتصاد الرئيس التونسي يعول على الفوسفات  لتفادي «إملاءات النقد الدولي»

الرئيس التونسي يعول على الفوسفات لتفادي «إملاءات النقد الدولي»

حضّ الرئيس التونسي قيس سعيّد، على ضرورة تنشيط قطاع إنتاج الفوسفات، معتبراً أن من شأن ذلك تمكين اقتصاد بلاده من التعافي من دون اللجوء إلى الاقتراض من المؤسسات المالية الدولية. وقال سعيّد، خلال إشرافه على مجلس الأمن القومي في مقطع فيديو نشرته الرئاسة ليل الأربعاء الخميس، إن تنشيط إنتاج الفوسفات في منطقة الحوض المنجمي في محافظة قفصة (وسط البلاد الغربي) «يمكن أن يمثل جزءاً كبيراً من ميزانية الدولة حتى لا نقترض من الخارج، وتتعافى الدولة التونسية والاقتصاد». واعتبر الرئيس التونسي أن تراجع عجلة الإنتاج في هذا القطاع الحيوي «وضع غير مقبول، خصوصاً أن نوعية الفوسفات بتونس من أفضل ما يوجد في العالم، ويجب

«الشرق الأوسط» (تونس)
العالم العربي الاتحاد الأوروبي يناقش توجيه مساعدات مالية عاجلة لتونس

الاتحاد الأوروبي يناقش توجيه مساعدات مالية عاجلة لتونس

تناقش دول الاتحاد الأوروبي في اجتماع لمجلس الشؤون الخارجية، ملف توجيه مساعدات مالية عاجلة لتونس، في ظل تفاقم موجات تدفق المهاجرين غير الشرعيين؛ ولمنع الانهيار المالي الذي سيزيد في تفاقم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في تونس. وتتقدم كل من إيطاليا وفرنسا قائمة الدول الأوروبية الداعمة للملف التونسي، في حين تعمل دول أخرى على ربط المساعدات المالية «بالعودة إلى المسار الديمقراطي، واحترام الحقوق والحريات، وإيقاف موجة الاعتقالات» التي طالت كثيراً من رموز المعارضة للمسار السياسي الذي يقوده الرئيس التونسي قيس سعيّد. وتدافع رئيسة الوزراء الإيطالية بحماس، عن الدعم العاجل للملف التونسي لمنع تفاقم الأزمة ا

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا مصرع 4 مهاجرين وفقدان 23 في حادثي غرق قبالة سواحل تونس

مصرع 4 مهاجرين وفقدان 23 في حادثي غرق قبالة سواحل تونس

لقي أربعة مهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء مصرعهم وفُقد ثلاثة وعشرون في حادثي غرق، يومي (الجمعة) و(السبت) قبالة سواحل تونس، فيما تم إنقاذ 53 آخرين، وفق ما أفاد متحدث باسم محكمة صفاقس (وسط شرق) وكالة الصحافة الفرنسية. بذلك ترتفع حصيلة حوادث الغرق إلى سبعة منذ بداية مارس (آذار)، وفق تعداد للوكالة الفرنسية. وأسفرت هذه الحوادث قبالة السواحل التونسية عن مصرع أو فقدان أكثر من 100 شخص.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا مفوض أوروبا للشؤون الاقتصادية يبحث في تونس حل الأزمة المتفاقمة

مفوض أوروبا للشؤون الاقتصادية يبحث في تونس حل الأزمة المتفاقمة

قال باولو جنتيلوني، المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية، خلال زيارته إلى تونس أمس (الاثنين) إن المفوضية الأوروبية «لا تزال مصممة على دعم الشعب التونسي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة» التي تمر بها البلاد، مؤكداً أن زيارته شكلت أيضاً فرصة لإعادة التأكيد على «التزام الاتحاد الأوروبي بقيم الديمقراطية وسيادة القانون». في المقابل، ورداً على تصريحات بوريل وبعض قادة أوروبا الذين حذروا من حالة الانهيار التي باتت تتهدد الاقتصاد التونسي، دعت وزارة الخارجية التونسية الاتحاد الأوروبي إلى «تفهم خصوصية الوضع ودقته، واعتماد خطاب مسؤول وبنّاء، يعكس حقيقة الواقع في تونس»، كما دعت إلى تثمين ما تم تحقيقه في إطار ال

المنجي السعيداني (تونس)
الاقتصاد البنك الدولي يعلق التعاون مع تونس «حتى إشعار آخر»

البنك الدولي يعلق التعاون مع تونس «حتى إشعار آخر»

علّق البنك الدولي «حتى إشعار آخر» محادثاته بشأن التعاون المستقبلي مع تونس، بعد الاعتداءات التي شهدتها ضد مهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، في أعقاب خطاب ندّد فيه الرئيس قيس سعيّد بـ«جحافل المهاجرين غير النظاميين». وقال رئيس البنك ديفيد مالباس، في مذكرة بعثها إلى الموظفين، واطّلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية مساء الاثنين، إنّ خطاب سعيّد تسبّب في «مضايقات بدوافع عنصرية وحتى حوادث عنف»، وإنّ المؤسسة أرجأت اجتماعاً كان مبرمجاً مع تونس حتى تنتهي من تقييم الوضع. وعاد مئات المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء إلى بلدانهم من تونس؛ خوفاً من موجة عنف إثر تصريحات الرئيس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

زاد المستثمرون العالميون مشترياتهم من صناديق الأسهم في الأسبوع المنتهي في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، مدفوعين بتوقعات بنمو قوي للاقتصاد الأميركي في ظل إدارة ترمب وبدعم من انخفاض عائدات السندات الأميركية.

وضخ المستثمرون مبلغاً ضخماً قدره 12.19 مليار دولار في صناديق الأسهم العالمية، بزيادة بنسبة 32 في المائة مقارنة بـ9.24 مليار دولار من عمليات الشراء الصافية في الأسبوع السابق، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». ويمثل هذا التدفق الأسبوعي التاسع على التوالي.

ويوم الجمعة، كانت الأسهم العالمية في طريقها لتحقيق أفضل شهر لها منذ مايو (أيار)، مدفوعة بالتفاؤل بشأن النمو القوي في الولايات المتحدة وازدهار الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، على الرغم من المخاوف بشأن الاضطرابات السياسية والتباطؤ الاقتصادي في أوروبا.

وفي الأسبوع الماضي، أدى ترشيح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب للمحافظ المالي سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة، إلى رفع توقعات السوق بمستويات ديون يمكن إدارتها في ولايته الثانية، وهو ما أدى إلى انخفاض عائدات السندات الأميركية.

واختار المستثمرون ضخ مبلغ ضخم قدره 12.78 مليار دولار في صناديق الأسهم الأميركية؛ مما أدى إلى تمديد صافي الشراء للأسبوع الرابع على التوالي، لكنهم سحبوا 1.17 مليار دولار و267 مليون دولار من صناديق الأسهم في آسيا وأوروبا على التوالي.

وشهد القطاع المالي طلباً قوياً؛ إذ استقطب مشتريات صافية بقيمة 2.65 مليار دولار، مسجلاً التدفقات الأسبوعية الخامسة على التوالي. كما اشترى المستثمرون صناديق السلع الاستهلاكية التقديرية والتكنولوجيا والصناعات بمبالغ كبيرة بلغت 1.01 مليار دولار و807 ملايين دولار و778 مليون دولار على التوالي.

وشهدت صناديق السندات العالمية تدفقات للأسبوع التاسع والأربعين على التوالي؛ إذ ضخ المستثمرون 8.82 مليار دولار في هذه الصناديق.

وحصلت صناديق السندات للشركات على تدفقات صافية بلغت 2.16 مليار دولار، وهي أكبر تدفقات أسبوعية في أربعة أسابيع. وشهدت صناديق السندات الحكومية وصناديق تجميع القروض عمليات شراء ملحوظة؛ إذ بلغ صافي التدفقات الداخلة 1.9 مليار دولار و1.34 مليار دولار على التوالي.

وفي الوقت نفسه، قام المستثمرون ببيع 12.87 مليار دولار من صناديق سوق النقد، وهو ما يمثل الأسبوع الثاني على التوالي من المبيعات الصافية. وسجلت صناديق الذهب والمعادن الثمينة تدفقات صافية بقيمة 538 مليون دولار، وهو ما يمثل التدفق الأسبوعي الرابع عشر في 16 أسبوعاً.

وأظهرت البيانات أن صناديق الأسهم خرجت من دائرة الاهتمام للأسبوع الخامس على التوالي مع صافي مبيعات بلغ نحو 4.3 مليار دولار. كما سحب المستثمرون 2.58 مليار دولار من صناديق السندات، مسجلين بذلك الأسبوع السادس على التوالي من المبيعات الصافية.