ارتفاع الأسعار يشعل مواجهة بين وزير مغربي وقيادي بالمعارضة

وهبي أكد أن الوضع الاقتصادي الصعب تسببت فيه الحكومات السابقة

عبد اللطيف وهبي وزير العدل المغربي (الشرق الأوسط)
عبد اللطيف وهبي وزير العدل المغربي (الشرق الأوسط)
TT

ارتفاع الأسعار يشعل مواجهة بين وزير مغربي وقيادي بالمعارضة

عبد اللطيف وهبي وزير العدل المغربي (الشرق الأوسط)
عبد اللطيف وهبي وزير العدل المغربي (الشرق الأوسط)

اتهم نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المغربي (معارضة برلمانية)، خلال لقاء نظمته مؤسسة «الفقيه التطواني» بمدينة سلا، مساء أول من أمس، وشارك فيه عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ووزير العدل، حزب التجمع الوطني للأحرار برفض توزيع الدعم المباشر على الأسر المغربية الفقيرة، خلال الولاية الحكومية السابقة، حين كان الحزب يدير قطاعات أساسية مثل المالية والفلاحة والتجارة والصناعة.
وأشار بن عبد الله، الذي كان وزيرا في حكومات سابقة، إلى أن موضوع الدعم تم طرحه في مجالس حكومية، لكن حزب التجمع الوطني للأحرار اعترض عليه، مدعيا أن هناك مشاكل في تحديد هوية المستفيدين. مبرزا أن توزيع الدعم على الأسر كان مطروحا كمقابل لحذف الدعم عن المحروقات، لكن ذلك لم يتحقق بسبب غياب الإرادة السياسية.
وقال بن عبد الله إنه حينما قرر العاهل المغربي الملك محمد السادس توزيع دعم مالي على الأسر خلال فترة الحجر الصحي، بسبب جائحة كوفيد 19، فإنه جرى تنفيذه خلال شهر واحد باستعمال تقنيات رقمية. لكن وهبي رد عليه بالقول إن الوضع الاقتصادي الصعب في المغرب تسببت فيه الحكومات السابقة، خاصة تلك التي أدارها حزب العدالة والتنمية، وأوضح أنه ليس من السهل توزيع الدعم المباشر، معتبرا أنه لا يمكن مقارنة الدعم المستعجل، الذي تم صرفه خلال فترة الحجر الصحي، من خلال خلق «صندوق كوفيد» بقيمة 30 مليار درهم (3 مليارات دولار)، بمشروع الدعم المباشر الدائم، الذي يحتاج تدقيقا وشروطا.
وقال وهبي إن الحكومة، التي يشارك فيها، كانت تستعد لتنفيذ برنامج طموح قبل أن تفاجأ بتداعيات كورونا، ثم اندلاع الحرب في أوكرانيا وما خلفته من تداعيات. مقرا بأن الحكومة مطالبة بإيجاد أجوبة لهذا الوضع السيئ.
من جهة أخرى، دعا بن عبد الله الحكومة إلى التخفيف على المواطنين من حدة ارتفاع أسعار المحروقات، من خلال خفض الضريبة على استهلاك هذه المواد، وقال إن دولا مثل فرنسا فعلت ذلك لتخفيف العبء على المواطنين. لكن وهبي رد بأن إلغاء الضريبة على الاستهلاك سيجعل الجميع يستفيد، سواء المحتاجين أو غير المحتاجين، كما أن ميزانية الدولة ستفقد موردا يجب تعويضه. وقال إنه يمكن صرف مبالغ للمستحقين. مشيرا إلى أن الدولة تواصل دعم عدد من المواد الضرورية كغاز الطبخ والدقيق والسكر، إضافة إلى دعمها 180 ألف مهني في قطاع النقل لتغطية ارتفاع أسعار المحروقات، وتخصيص 10 مليارات درهم (مليار دولار) للتخفيف من حدة التساقطات.
في سياق آخر، تساءل بن عبد الله عن تأخر مشاريع الإصلاح الحكومية، وخاصة مشروع القانون الجنائي. وردا على ذلك أشار وهبي إلى إصلاحات قادمة، من قبيل اعتماد المحكمة الرقمية بتنظيم جلسات افتراضية عن بعد، وتبادل المذكرات بين المحكمة والمحامين عن بعد، وتجنب حضور المحامين والقضاة لساعات طوال داخل المحاكم. وقال إنه يسعى للحد من التواصل بين المتقاضين والمسؤولين لتجنب الرشوة.
من جهة ثانية، استغرب وهبي من تعرضه لهجوم في افتتاحية نشرت في صحيفة «الاتحاد الاشتراكي» الناطقة باسم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (معارضة برلمانية)، وذلك على خلفية نشره كتاباً تضمن ملحقاً عن تقرير لجنة نيابية حول وضعية المغاربة العالقين في سوريا والعراق. وقال وهبي إنه لا يفهم ما هو الضرر الذي يسببه نشر تقرير يتعلق بالنساء والأطفال في بؤر التوتر في سوريا والعراق لحزب من حجم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
وكانت افتتاحية موقعة نشرت الثلاثاء في «الاتحاد الاشتراكي» تحت عنوان «وهبي والخطأ القاتل»، وصفت نشر وهبي لتقرير اللجنة النيابية التي ترأسها في الولاية النيابية السابقة بأنها «فضيحة»، وقالت إن وهبي يبيع هذا الكتاب بـ60 درهماً (6 دولارات)،
وجاء في الافتتاحية أن «الكتاب تم إرفاقه في قسمه الثاني وملاحقه بتقرير المهمة الاستطلاعية حول أوضاع المغاربة العالقين ببؤر التوتر كسوريا والعراق»، وقالت إن وهبي «يتاجر في معطيات لم تكتس طابع العلنية». ورد وهبي قائلاً إنه نشر كتاباً بعنوان «الجريمة السياسية وحماية الطفل»، ضمنه في ملحق تقرير اللجنة الاستطلاعية حول أوضاع المغاربة العالقين ببؤر التوتر في سوريا والعراق، وقال: «قمت بنشر هذا التقرير ليبقى بين يدي الباحثين والطلبة كوثيقة».


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا ترحيب مغربي بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية

ترحيب مغربي بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية

أعلن بيان للديوان الملكي المغربي، مساء أول من أمس، أن الملك محمد السادس تفضل بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح (أول) محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية. وجاء في البيان أن العاهل المغربي أصدر توجيهاته إلى رئيس الحكومة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار الملكي. ويأتي هذا القرار تجسيداً للعناية الكريمة التي يوليها العاهل المغربي للأمازيغية «باعتبارها مكوناً رئيسياً للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيداً مشتركاً لجميع المغاربة دون استثناء».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا أعضاء «الكونغرس» الأميركي يشيدون بالتزام العاهل المغربي بـ«تعزيز السلام»

أعضاء «الكونغرس» الأميركي يشيدون بالتزام العاهل المغربي بـ«تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، مايك روجرز، مساء أمس، في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز، خلال مؤتمر صحافي، عقب محادثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم»، مبرزاً أن هذه المحادثات شكلت مناسبة للتأكيد على الدور الجوهري للمملكة، باعتبارها شريكاً للول

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا حزبان معارضان يبحثان تدهور القدرة الشرائية للمغاربة

حزبان معارضان يبحثان تدهور القدرة الشرائية للمغاربة

عقد حزبا التقدم والاشتراكية اليساري، والحركة الشعبية اليميني (معارضة برلمانية) المغربيين، مساء أول من أمس، لقاء بالمقر الوطني لحزب التقدم والاشتراكية في الرباط، قصد مناقشة أزمة تدهور القدرة الشرائية للمواطنين بسبب موجة الغلاء. وقال الحزبان في بيان مشترك إنهما عازمان على تقوية أشكال التنسيق والتعاون بينهما على مختلف الواجهات السياسية والمؤسساتية، من أجل بلورة مزيد من المبادرات المشتركة في جميع القضايا، التي تستأثر باهتمام الرأي العام الوطني، وذلك «من منطلق الدفاع عن المصالح الوطنية العليا للبلاد، وعن القضايا الأساسية لجميع المواطنات والمواطنين».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا عائلات مغربية تحتج لمعرفة مصير أبنائها المفقودين والمحتجزين

عائلات مغربية تحتج لمعرفة مصير أبنائها المفقودين والمحتجزين

دعت «تنسيقية أسر وعائلات الشبان المغاربة المرشحين للهجرة المفقودين» إلى تنظيم وقفة مطلبية اليوم (الخميس) أمام وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي بالرباط، تحت شعار «نضال مستمر من أجل الحقيقة كاملة وتحقيق العدالة والإنصاف»، وذلك «لتسليط الضوء» على ملف أبنائها المفقودين والمحتجزين ببعض الدول. وتحدث بيان من «التنسيقية» عن سنوات من المعاناة وانتظار إحقاق الحقيقة والعدالة، ومعرفة مصير أبناء الأسر المفقودين في ليبيا والجزائر وتونس وفي الشواطئ المغربية، ومطالباتها بالكشف عن مصير أبنائها، مع طرح ملفات عدة على القضاء. وجدد بيان الأسر دعوة ومطالبة الدولة المغربية ممثلة في وزارة الشؤون الخارجية والتع

«الشرق الأوسط» (الرباط)

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
TT

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)

استعادت قوات الجيش السوداني، السبت، مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار في جنوب شرقي البلاد، ما يسهل على الجيش السيطرة على كامل الولاية. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، مئات الأشخاص يخرجون إلى الشوارع احتفالاً باستعادة المدينة التي ظلت لأكثر من 5 أشهر تحت سيطرة «قوات الدعم السريع».

وقال مكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى دخلت رئاسة الفرقة 17 مشاة بمدينة سنجة». ولم يصدر أي تعليق من «قوات الدعم السريع» التي كانت استولت في مطلع يوليو (حزيران) الماضي، على مقر «الفرقة 17 مشاة» في مدينة سنجة بعد انسحاب قوات الجيش منها دون خوض أي معارك. ونشر الجيش السوداني مقاطع فيديو تظهر عناصره برتب مختلفة أمام مقر الفرقة العسكرية الرئيسة.

بدوره، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام، خالد الأعيسر، عودة مدينة سنجة إلى سيطرة الجيش. وقال في منشور على صفحته في «فيسبوك»، نقلته وكالة أنباء السودان الرسمية، إن «العدالة والمحاسبة مقبلتان وستطولان كل من أسهم في جرائم، وستتم معاقبة المجرمين بما يتناسب مع أفعالهم».

وأضاف أن «الشعب السوداني وقواته على موعد مع تحقيق مزيد من الانتصارات التي ستعيد للبلاد أمنها واستقرارها، وتطهرها من الفتن التي زرعها المتمردون والعملاء ومن يقف خلفهم من دول وأطراف متورطة».

وفي وقت سابق، تحدث شهود عيان عن تقدم لقوات الجيش خلال الأيام الماضية في أكثر من محور صوب المدينة، بعد أن استعادت مدينتي الدندر والسوكي الشهر الماضي، إثر انسحاب «قوات الدعم السريع». وقال سكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش وعناصر المقاومة الشعبية انتشروا بكثافة في شوارع سنجة، وإنهم فرحون بذلك الانتصار.

مسلّحون من «قوات الدعم السريع» في ولاية سنار بوسط السودان (أرشيفية - مواقع التواصل)

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خاض الجيش معارك ضارية ضد «قوات الدعم السريع»، نجح من خلالها في استعادة السيطرة على منطقة «جبل موية» ذات الموقع الاستراتيجي التي تربط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض. وبفقدان سنجة تكون «قوات الدعم السريع» قد خسرت أكثر من 80 في المائة من سيطرتها على ولاية سنار الاستراتيجية، حيث تتركز بقية قواتها في بعض البلدات الصغيرة.

يذكر أن ولاية سنار المتاخمة لولاية الجزيرة في وسط البلاد، لا تزال تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، التي تسيطر أيضاً على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم ومنطقة غرب دارفور الشاسعة، إضافة إلى جزء كبير من ولاية كردفان في جنوب البلاد.

ووفقاً للأمم المتحدة نزح أكثر من نحو 200 ألف من سكان ولاية سنار بعد اجتياحها من قبل «قوات الدعم السريع».

واندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في الجيش خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في العاصمة الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى. وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء البلاد.