لماذا نميل للاستماع إلى الأغنيات الحزينة؟

بحث يشير إلى أن المشاعر الحزينة تعتبر بيئة خصبة للإبداع

الاستماع للموسيقى والأغنيات الحزينة يشعر الإنسان بالراحة (إيه بي سي نيوز)
الاستماع للموسيقى والأغنيات الحزينة يشعر الإنسان بالراحة (إيه بي سي نيوز)
TT

لماذا نميل للاستماع إلى الأغنيات الحزينة؟

الاستماع للموسيقى والأغنيات الحزينة يشعر الإنسان بالراحة (إيه بي سي نيوز)
الاستماع للموسيقى والأغنيات الحزينة يشعر الإنسان بالراحة (إيه بي سي نيوز)

يحاول الخبراء فهم السلوك الإنساني المرتبط بالميل نحو الاستماع للأغنيات الحزينة، إذ تقول الكاتبة الأميركية سوزان كين إن الميل للاستماع للأغاني الحزينة أمر أكثر تعقيداً في فهمه عن غيرها من الأغنيات.
وتعد الكاتبة أن الميل للحزن يشوبه في كثير من الأحيان «وصمة»، إذ يميل الأفراد إلى إخفاء ارتباطهم بالمشاعر الحزينة، وكأنها شيء نخجل منه.
وتقول كين لشبكة «إيه بي سي نيوز»: «نعلم جميعاً أن الحياة تحتوي على هذين القطبين من الفرح والحزن وكل شيء بينهما... ومع ذلك، ليس من المفترض أن نتحدث عن نصف تجربتنا العاطفية (الحزينة)».
وذكر التقرير أنه «من الشائع» الاحتفاء باللحظات السعيدة في حياتنا، لكن لا أحد يعلمنا كيف نتصرف تجاه المشاعر الحزينة، وغالباً ما يتم دفع المشاعر الحزينة جانبا باعتبارهاً مشاعر سلبية.
* إيجابية سامة
وتعتبر الكاتبة أن العالم مليء بما تسميه «إيجابية سامة»، إذ تقول إن التعبير عن مشاعر الحزن ووجع القلب ليس أمراً جيداً، رغم أنه ضروري لعيش حياة كاملة وذات مغزى.
وتذكر الكاتبة الأميركية أنها عندما تستمع إلى الموسيقى الحزينة، لا تشعرها بالحزن، وبدلاً من ذلك، تمنحها الموسيقى «إحساساً بالاتصال» بالآخرين. إذ إنها تلهم مشاعر «الحب والامتنان» للموسيقى، وتقول: «للموسيقى قدرتها على تحويل ما بدا واضحاً في الحزن إلى شيء جميل».
وتقول إن قدرة الإنسان على «تحويل الألم إلى جمال» هي «لغز الموسيقى الحزينة».
لقد كانت تفكر في الأمر منذ عقود - وهي ليست وحدها، إذ تم تخصيص الكثير من الأبحاث لفهم العلاقة بين الموسيقى والحزن.
وتشير كين إلى بحث أجراه عالم الاقتصاد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا كارول جيه بوروفيكي، الذي درس رسائل بيتهوفن وموزارت، ثم ربط تلك الرسائل بقطع الموسيقى التي كانوا ينتجونها في ذلك الوقت.
تقول السيدة كاين: «وجدت (الأستاذ بوروفيكي) أن القطع الموسيقية العميقة، تلك التي يعتبرها مؤرخو الموسيقى أعظمهم، قد تم تأليفها في أوقات الحزن».
وذكر البحث أن المشاعر الحزينة من شأنها أن توفر مادة خصبة للإبداع.
* الحزن راحة
وتقول المغنية وكاتبة الأغاني الأسترالية كيت كي - إس إن بعض أغانيها حزينة للغاية لدرجة أنها بكت أثناء كتابتها. إذ اختارت أن تضع الموسيقى في العديد من اللحظات الصعبة أو الحزينة في حياتها، وتقول إنها تجد الاستماع للأغاني الحزينة أمراً «مريحاً للغاية».
تقول كي - إس: «إنه أمر شائع أن يبكي الناس في لحظة معينة عند الاستماع للأغاني الحزينة، إذ يشعر الناس أن أحداً شعر بهم في تلك في تلك الأغاني الحزينة، ويقولون لأنفسهم (لست أنا فقط من أشعر بهذا الشعور. شخص آخر يشعر مثل هذا)».
ولسنوات، كان يعتبر إيمري شوبرت، أستاذ الموسيقى بجامعة نيو ساوث ويلز، أن استمتاع الناس بالموسيقى الحزينة مفارقة غريبة. رغم ذلك، بدأ مؤخراً في تغيير تفكيره.
ويقول شوبرت شوبرت «إنها قصة أكثر تعقيداً»، مشيراً إلى أن التضارب الظاهري للاستمتاع بالموسيقى الحزينة قد يكون مبالغاً فيه في الواقع.
ويقول البروفسور شوبرت إن شوبنهاور وفلاسفة عظماء آخرين جادلوا بأن جميع أشكال الفنون بخلاف الموسيقى «تمثل شيئاً ما عن العالم البشري» و«تذكرنا بمواقف الحياة الواقعية هذه».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
TT

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن استراتيجية بديلة تلجأ إليها الخفافيش عندما تفقد قدرتها على السمع، وهي حاسة أساسية تستخدمها للتوجيه عبر تقنية الصدى الصوتي.

وأوضح الباحثون من جامعة جونز هوبكنز أن النتائج تثير تساؤلات في إمكانية وجود استجابات مشابهة لدى البشر أو الحيوانات الأخرى، مما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات المستقبلية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Current Biology).

وتعتمد الخفافيش بشكل أساسي على حاسة السمع للتنقل والتواصل عبر نظام تحديد المواقع بالصدى (Echolocation)، إذ تُصدر إشارات صوتية عالية التّردد وتستمع إلى صدى ارتدادها عن الأشياء المحيطة لتحديد موقعها واتجاهها. وتعد هذه القدرة إحدى الحواس الأساسية لها.

وشملت الدراسة تدريب الخفافيش على الطيران في مسار محدد للحصول على مكافأة، ومن ثم تكرار التجربة بعد تعطيل مسار سمعي مهمٍّ في الدماغ باستخدام تقنية قابلة للعكس لمدة 90 دقيقة.

وعلى الرغم من تعطيل السمع، تمكنت الخفافيش من إتمام المسار، لكنها واجهت بعض الصعوبات مثل التصادم بالأشياء.

وأوضح الفريق البحثي أن الخفافيش تكيفت بسرعة بتغيير مسار طيرانها وزيادة عدد وطول إشاراتها الصوتية، مما عزّز قوة الإشارات الصدوية التي تعتمد عليها. كما وسّعت الخفافيش نطاق الترددات الصوتية لهذه الإشارات، وهي استجابة عادةً ما تحدث للتعويض عن الضوضاء الخارجية، لكنها في هذه الحالة كانت لمعالجة نقص داخلي في الدماغ.

وأظهرت النتائج أن هذه الاستجابات لم تكن مكتسبة، بل كانت فطرية ومبرمجة في دوائر الدماغ العصبية للخفافيش.

وأشار الباحثون إلى أن هذه المرونة «المذهلة» قد تعكس وجود مسارات غير معروفة مسبقاً تعزّز معالجة السمع في الدماغ.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة سينثيا موس، من جامعة جونز هوبكنز: «هذا السلوك التكيفي المذهل يعكس مدى مرونة دماغ الخفافيش في مواجهة التحديات».

وأضافت عبر موقع الجامعة، أن النتائج قد تفتح آفاقاً جديدة لفهم استجابات البشر والحيوانات الأخرى لفقدان السمع أو ضعف الإدراك الحسي.

ويخطط الفريق لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة مدى تطبيق هذه النتائج على الحيوانات الأخرى والبشر، واستكشاف احتمال وجود مسارات سمعية غير معروفة في الدماغ يمكن أن تُستخدم في تطوير علاجات مبتكرة لمشكلات السمع لدى البشر.