تصعيد شمال حلب وتحليق يومي للطيران الروسي على الحدود

نازحون سوريون يبيعون الماشية في سوق بريف حلب الشمالي أبريل الماضي (رويترز)
نازحون سوريون يبيعون الماشية في سوق بريف حلب الشمالي أبريل الماضي (رويترز)
TT

تصعيد شمال حلب وتحليق يومي للطيران الروسي على الحدود

نازحون سوريون يبيعون الماشية في سوق بريف حلب الشمالي أبريل الماضي (رويترز)
نازحون سوريون يبيعون الماشية في سوق بريف حلب الشمالي أبريل الماضي (رويترز)

أكدت تركيا استعدادها لإطلاق أي عملية عسكرية في شمال سوريا في أي وقت من أجل تأمين حدودها الجنوبية. وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن القوات المسلحة التركية بجنودها ومركباتها وأسلحتها وتجهيزاتها وبالمعنويات العالية وخبرتها، مستعدة لأي مهمة تكلف بها ضد من وصفهم بـ«الإرهابيين»، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني، المصنف من جانبها وحلفائها كتنظيم إرهابي، في سوريا.
وأضاف أكار، في تصريحات للصحافيين في أبوظبي، أمس (الثلاثاء)، حيث التقى وزير الدولة لشؤون الدفاع الإماراتي محمد بن أحمد البواردي، ورئيس البلاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن بلاده لن تقبل بوجود إرهابيين على حدودها الجنوبية شمال سوريا، وأنها مستعدة لأي مهمة بهذا الخصوص.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأسبوع الماضي، أن بلاده ستنفذ عمليات عسكرية في شمال سوريا، تستهدف مواقع قسد في شمال وشمال شرقي سوريا، بهدف استكمال إقامة مناطق آمنة بعمق 30 كيلومترا لتأمين حدودها الجنوبية. ولاحقا أكد إردوغان، أن بلاده لن تنتظر إذنا من أحد لتنفيذ تلك العمليات، منتقدا عدم وفاء الولايات المتحدة بتعهداتها بموجب مذكرة تفاهم وقعت معها في 17 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019 توقفت بمقتضاها عملية «نبع السلام» العسكرية التركية في شرق الفرات.
وقال إردوغان إنه «لا يمكننا ترك أدنى هجوم يتم شنه على تركيا من شمال سوريا دون رد...»، هناك بؤر تتركز فيها «التنظيمات الإرهابية» المعروفة شمال سوريا، في إشارة إلى وحدات الشعب الكردية، التي تعتبرها تركيا امتداداً لحزب العمال الكردستاني، في سوريا. ولمح إلى أن بلاده ستطلق العملية العسكرية في أي وقت.
وحذرت واشنطن من أن أي عملية عسكرية في شمال سوريا ستشكل خطرا على قواتها المشاركة في عمليات مكافحة «تنظيم داعش» الإرهابي في المنطقة. وتعتبر الولايات المتحدة الوحدات الكردية أوثق حليف لها في الحرب على «داعش»، وتجاهلت دعوات تركيا المتكررة لوقف إمدادها بالسلاح واعتبارها جزءاً من حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه الولايات المتحدة أيضاً تنظيماً إرهابياً. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، الأسبوع الماضي: «نتوقع من تركيا أن تلتزم بالبيان المشترك الصادر في 17 أكتوبر 2019 (بشأن وقف عملية نبع السلام العسكرية التركية، التي استهدفت قسد في شرق الفرات)».
وبحث إردوغان التطورات في سوريا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي جرى بينهما مساء أول من أمس. وعلى غرار الولايات المتحدة كانت روسيا حذرت من أي تحرك عسكري تركي في شمال سوريا. وسبق أن وقعت أنقرة وموسكو مذكرة تفاهم في 22 أكتوبر لوقف عملية نبع السلام العسكري تضمنت الاتفاق على إقامة منطقة عازلة على الحدود وتسيير دوريات مشتركة على جانبيها. وواصلت القوات التركية، أمس، تصعيدها في مناطق سيطرة قسد في ريف حلب الشمالي، ونفذت قواتها المتمركزة في قاعدة ثلثانة بمدينة مارع قصفا مدفعيا، استهدف قرى الشعالة وزويان وأطراف قرية أم الحوش وأم القرى بريف حلب الشمالي، بالتزامن مع قصف تركي مماثل طال قرية عقيبة التابعة لناحية شيراوا بريف عفرين، ضمن مناطق انتشار قسد وقوات النظام السوري.
وحلقت مروحيتان روسيتان، بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، على طول خطوط التماس بين الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا، وقوات قسد والنظام، بدءا من القرى المتاخمة لمدينة الباب شرق حلب، وصولاً إلى قرى أم الحوش وحربل واحرص بريف حلب الشمالي. ودفع النظام والميليشيات الإيرانية الموالية له، بتعزيزات عسكرية إلى قرى وبلدات الزيارة ودير جمال وخريبكة وأبين ومرعناز ومطار منغ العسكري، ضمن مناطق انتشار قسد في شمال حلب، ضمت راجمات صواريخ ومدافع ثقيلة وناقلات جند وحافلات محملة بالجنود. وانتشرت التعزيزات على طول خطوط التماس مع القوات التركية وفصائل الجيش الوطني السوري في ريف حلب الشمالي وناحية شيراوا بريف عفرين.
وسيرت القوات الروسية، أمس، دوريتين منفصلتين في الريف الغربي لمحافظة الحسكة عند الحدود السورية – التركية، كما حلقت مروحيتان روسيتان فوق مدينة عامودا الحدودية قادمة من القامشلي، من ثم حلقتا على ارتفاع منخفض فوق مدينة الدرباسية الحدودية شمال الحسكة قبل أن تتجها إلى الريف الغربي ومن ثم إلى أبو راسين.
وأصبح تحليق الطيران الحربي الروسي أمرا معتادا بشكل يومي، منذ أعلن إردوغان، الاثنين قبل الماضي، عزم تركيا تنفيذ عمليات عسكرية في شمال سوريا.
وكانت القوات الروسية والتركية سيرت دورية مشتركة، أول من أمس، في ريف عين العرب (كوباني)، في إطار مذكرة تفاهم سوتشي المتعلقة بعملية نبع السلام 2019.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».