ثقة المستهلك الأوروبي تتحسن رغم المعوقات

تحسنت ثقة المستهلك الأوروبي بشكل طفيف لكنه مفاجئ رغم المعوقات (د ب أ)
تحسنت ثقة المستهلك الأوروبي بشكل طفيف لكنه مفاجئ رغم المعوقات (د ب أ)
TT

ثقة المستهلك الأوروبي تتحسن رغم المعوقات

تحسنت ثقة المستهلك الأوروبي بشكل طفيف لكنه مفاجئ رغم المعوقات (د ب أ)
تحسنت ثقة المستهلك الأوروبي بشكل طفيف لكنه مفاجئ رغم المعوقات (د ب أ)

أظهرت بيانات للمفوضية الأوروبية يوم الاثنين ارتفاع ثقة المستهلكين بصورة طفيفة خلال شهر مايو (أيار) الجاري، ولكنها ما زالت أقل من مستواها قبل الحرب الأوكرانية.
وارتفع مؤشر الثقة الاقتصادي إلى 105 نقاط في مايو، مقارنة بمعدل بلغ 104.9 نقطة في أبريل (نيسان) الماضي، بينما كان المحللون قد توقعوا أن يبقي المؤشر ثابتا عند 104.9 نقطة.
وارتفع المؤشر بصورة كبيرة في إسبانيا، تليها فرنسا وإيطاليا. في حين لم يتغير المؤشر بالنسبة لألمانيا.
وتراجعت الثقة بين تجار التجزئة بصورة طفيفة خلال الشهر الجاري، حيث انخفض المؤشر إلى سالب 4.0 نقطة، مقارنة مع سالب 3.9 نقطة في شهر أبريل الماضي. بينما ارتفع مؤشر توقعات التوظيف بواقع 0.3 نقطة إلى 112.9 نقطة في مايو.
وسجل التضخم في ألمانيا، أكبر اقتصاد أوروبي وقاطرة منطقة اليورو، رقما قياسيا جديدا في مايو بلغ 7,9 في المائة على أساس سنوي بتأثير من الحرب في أوكرانيا التي تسببت بزيادة أسعار الطاقة والغذاء، ما زاد من الضغط على البنك المركزي الأوروبي، وفقا للأرقام المؤقتة الصادرة الاثنين.
ومن شأن هذا أن يزيد بشكل كبير الضغط على مجلس حكام اليورو، بعد الإعلان الاثنين عن تضخم بنسبة 8,7 في المائة في إسبانيا الشهر الجاري، قبل أسبوع واحد من الاجتماع لاتخاذ قرار بشأن الجدول الزمني للتشدد النقدي.
وأعلنت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد مؤخراً عن رغبتها في رفع أسعار الفائدة اعتباراً من يوليو (تموز)، وهي تتوقع الخروج من المعدلات السلبية «بنهاية الربع الثالث» من السنة.
وفي شأن ذي صلة، قال فيليب لين كبير الخبراء الاقتصاديين بالبنك المركزي الأوروبي إن تطبيع السياسة النقدية سيكون تدريجيا، وأعرب عن دعمه لخارطة الطريق التي تتبناها رئيسة البنك كريستين لاغارد للخروج من معدلات الفائدة السلبية بنهاية سبتمبر (أيلول) المقبل.
وقال لين، في مقابلة مع صحيفة «سينكو دياس» الإسبانية نشرتها يوم الاثنين: «التطبيع يركز على التحرك بواقع 25 نقطة أساس، لذا فإن الرفع بـ25 نقطة أساس في اجتماعي يوليو وسبتمبر المقبلين هو وتيرة مرجعية». ولفت إلى أن «أي نقاشات بشأن تحركات أخرى يجب أن تتضمن عرض الحجج التي تدعم التوجه للتحرك بقوة أكبر من هذه الوتيرة من الارتفاعات في يوليو وسبتمبر». وقال: «ستجري نقاشات، لكن تقييمنا الحالي للوضع، حيث نعتقد أن توقعات التضخم على المدى المتوسط تتماشى مع المستهدف عند 2 في المائة، يدعو إلى منهج تدريجي للتطبيع»، وفقا لوكالة «بلومبرغ» للأنباء.
لكن التضخم الألماني «يغذي النقاش حول رفع محتمل لسعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس» دفعة واحدة، كما يقول كارستن برزيسكي، المحلل لدى مؤسسة «آي إن جي». ويرتبط الارتفاع في الأسعار بشكل أساسي بزيادة أسعار الطاقة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، وهو ما «أثر بشدة على معدلات التضخم المرتفعة»، حسب تعليقات مكتب الإحصاء الألماني ديستاتيس.
ونظراً لأن روسيا هي أحد موردي النفط والغاز الرئيسيين للاتحاد الأوروبي، ارتفعت أسعار الطاقة بشكل مذهل في الأشهر الأخيرة. ففي مايو، قفزت بنسبة 38,3 بالمائة، بعد 35,3 بالمائة في أبريل و39,5 بالمائة في مارس (آذار). كما أدت الحرب إلى زيادة تكلفة الغذاء؛ ففي مايو، قفزت بنسبة 11,1 بالمائة، بعد 8,6 بالمائة في أبريل و6,2 بالمائة في مارس. وأخيراً، ازداد النقص في المكونات والمواد الخام التي تسببت في تباطؤ الاقتصاد منذ جائحة كوفيد بسبب العقوبات المفروضة على روسيا وتوقف الإنتاج في أوكرانيا التي تمد قطاع السيارات الألماني خصوصاً... هذا بالإضافة إلى قيود مكافحة الجائحة في الصين التي تعرقل حركة الأسواق الدولية بشدة.


مقالات ذات صلة

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

الاقتصاد خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

يتجه المصرف المركزي الأوروبي الخميس إلى إقرار رفع جديد لمعدلات الفائدة، وسط انقسام بين مسؤوليه والمحللين على النسبة التي يجب اعتمادها في ظل تواصل التضخم والتقلب في أداء الأسواق. ويرجح على نطاق واسع أن يقرّر المصرف زيادة معدلات الفائدة للمرة السابعة توالياً وخصوصاً أن زيادة مؤشر أسعار الاستهلاك لا تزال أعلى من مستوى اثنين في المائة الذي حدده المصرف هدفاً له.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

واجه وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، اقتراحا من قبل المفوضية الأوروبية لمنح دول التكتل المثقلة بالديون المزيد من الوقت لتقليص ديونها، بردود فعل متباينة. وأكد وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر أن مقترحات المفوضية الأوروبية لمراجعة قواعد ديون الاتحاد الأوروبي «ما زالت مجرد خطوة أولى» في عملية الإصلاح.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بنسبة بلغت 0,1 % في الربع الأول من العام 2023 مقارنة بالربع السابق، بعدما بقي ثابتا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2022، وفق أرقام مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات). بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي برمّته، انتعش نمو الناتج المحلي الإجمالي بزيادة بلغت نسبتها 0,3 % بعد انخفاض بنسبة 0,1 % في الربع الأخير من العام 2022، وفق «يوروستات». وفي حين تضررت أوروبا بشدة من ارتفاع أسعار الطاقة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما يغذي تضخما ما زال مرتفعا للغاية، فإن هذا الانتعاش الطفيف للنمو يخفي تباينات حادة بين الدول العشرين التي تشترك في العملة الموحدة. وخلال الأش

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد «النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

«النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

قال مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة أوروبا اليوم (الجمعة)، إنه يتعين على البنوك المركزية الأوروبية أن تقضي على التضخم، وعدم «التوقف» عن رفع أسعار الفائدة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح ألفريد كامر، خلال إفادة صحافية حول الاقتصاد الأوروبي في استوكهولم، «يجب قتل هذا الوحش (التضخم).

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

من المقرر أن تحصل دول الاتحاد الأوروبي المثقلة بالديون على مزيد من الوقت لتقليص الديون العامة، لتمكين الاستثمارات المطلوبة، بموجب خطط إصلاح اقترحتها المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين: «نحتاج إلى قواعد مالية ملائمة لتحديات هذا العقد»، وأضافت «تمكننا الموارد المالية القوية من الاستثمار أكثر في مكافحة تغير المناخ، ولرقمنة اقتصادنا، ولتمويل نموذجنا الاجتماعي الأوروبي الشامل، ولجعل اقتصادنا أكثر قدرة على المنافسة». يشار إلى أنه تم تعليق قواعد الديون والعجز الصارمة للتكتل منذ أن دفعت جائحة فيروس «كورونا» - حتى البلدان المقتصدة مثل ألمانيا - إلى الا

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.