بنيت يعلن «نهاية حصانة النظام الإيراني»

الاتحاد الأوروبي قلق من تصعيد طهران في أعالي البحار

ناقلة نفط ترفع العلم الليبيري تنقل شحنة إيرانية من الناقلة «بيغاس» قبالة شواطئ اليونان أمس (أ.ف.ب)
ناقلة نفط ترفع العلم الليبيري تنقل شحنة إيرانية من الناقلة «بيغاس» قبالة شواطئ اليونان أمس (أ.ف.ب)
TT

بنيت يعلن «نهاية حصانة النظام الإيراني»

ناقلة نفط ترفع العلم الليبيري تنقل شحنة إيرانية من الناقلة «بيغاس» قبالة شواطئ اليونان أمس (أ.ف.ب)
ناقلة نفط ترفع العلم الليبيري تنقل شحنة إيرانية من الناقلة «بيغاس» قبالة شواطئ اليونان أمس (أ.ف.ب)

في مؤشر على تصاعد «حرب الظل» بين طهران وتل أبيب، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت أمس إن إيران «لن تفلت من العقاب على تحريض وكلائها بشن الهجمات»، وذلك بعد أسبوع من اغتيال عقيد في «فيلق القدس» الذراع الخارجية في «الحرس الثوري» في قلب طهران الذي ألقي باللوم فيه على إسرائيل.
ورفض مكتب بنيت، الذي يشرف على الموساد، التعليق على عملية الاغتيال، لكن في تصريحات لوزرائه أمس، اتهم إيران باستهداف المصالح الإسرائيلية بشكل متكرر. وقال بنيت: «على مدى عقود، مارس النظام الإيراني الإرهاب ضد إسرائيل والمنطقة عن طريق الوكلاء والمبعوثين، لكن رأس الأخطبوط، إيران نفسها، يتمتع بالحصانة».
وأضاف: «كما قلنا من قبل، انتهى عصر حصانة النظام الإيراني. وهؤلاء الذين يمولون الإرهابيين ويسلحون الإرهابيين ويرسلون الإرهابيين سيدفعون الثمن بالكامل».
واغتيل القيادي في «فيلق القدس» صياد خدايي، الذي اتهمته إسرائيل بقيادة الوحدة 840 والتخطيط لشن هجمات ضد مواطنيها في جميع أنحاء العالم، عندما أطلق شخصان على متن دراجة نارية النار عليه أثناء قيادته لسيارته. وتكرر هذا الأسلوب في عمليات اغتيال سابقة في إيران استهدفت بالأساس علماء في مجال الطاقة النووية وألقي باللوم فيها بشكل كبير على جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد).
وفور وقوع عملية الاغتيال في طهران، قالت «إيسنا» الحكومية إن «الحرس الثوري» اكتشف واعتقل أعضاء في شبكة مخابرات إسرائيلية. وكانت هذه المرة الثاني في شهر مايو (أيار) تعلن عن اعتقال شبكة تابعة لإيران، بعدما ورد تقرير مماثل في وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» في 11 مايو.
- حرب الظل
توعدت إيران بالانتقام لمقتل خدايي ووجهت أصابع الاتهام إلى إسرائيل، وقال مصادر إسرائيلية لصحيفة «نيويورك تايمز» إن الهجوم «رسالة إلى إيران». وبعد أربعة أيام من مقتل خدايي، أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية الخميس الماضي عن مقتل مهندس وجرح آخر في «واقعة» بمنشأة بارشين، جنوب شرقي طهران، دون أن تقدم تفاصيل.
والجمعة، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» عن ثلاثة مصادر إيرانية ومسؤول أميركي أن طائرة مسيرة رباعية (كوادكوبتر) انطلقت من على مقربة من قاعدة بارشين العسكرية، قبل أن تنفجر فوق مبنى تستخدمه وزارة الدفاع الإيرانية لتطوير المسيرات.
وبناءً على رواية «نيويورك تايمز» فإن أسلوب الهجوم يتشابه مع الحادث الذي تعرضت له ورشة «تيسا» لتجميع أجهزة الطرد المركزي في مدينة كرج، غرب طهران يونيو (حزيران) العام الماضي. ولم تقدم إيران تفاصيله في الأيام الأولى لكنها لاحقاً أكدت طبيعة الحادث، بعدما أظهرت صور الأقمار الصناعية آثار حريق في صالتين في المنشأة.
وبعد أقل من 48 ساعة على هجوم بارشين، كشفت إيران عن قاعدة «سرية» للمسيرات باسم «قاعدة المسيرات الاستراتيجية 313»، تحت جبال زاغروس غرب البلاد. وقال التلفزيون الرسمي إنها تضم 100 مسيرة «قتالية، واستطلاعية وهجومية» من بينها طائرة «أبابيل 5» و«فطرس» وأظهر تقرير التلفزيون الرسمي تزويد المسيرات بصاروخ كروز جديد باسم «حيدر - 2»، كما جرى تسليح المسيرات بصاروخ قائم - 9 وهي نسخة إيرانية الصنع من صواريخ جو - سطح الأميركية (هيلفاير).
وقال رئيس الأركان محمد باقري إن «الجيش يقوم سريعاً بتطوير قوته وقدراته في مجال الطائرات المسيرة»، مشيراً إلى أن إيران تعمل على إنتاج «طائرات مسيرة جديدة لمهمات عدة ومتنوعة». وقال قائد الجيش الميجور جنرال عبد الرحيم موسوي: «لا شك في أن الطائرات المسيرة الخاصة بالقوات المسلحة الإيرانية هي الأقوى في المنطقة». وأضاف: «قدرتنا على تحديث الطائرات المسيرة لا يمكن إيقافها».
وفي 5 مارس (آذار) الماضي، أعلن «الحرس الثوري» عن قاعدتين جديدتين تحت الأرض للصواريخ والمسيرات. وكان قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، وقائد الوحدة الصاروخية في «الحرس» أمير علي حاجي زاده حاضراً في مراسم التدشين.
أتى إعلان «الحرس الثوري»، بعدما انفجرت 6 مسيرات إسرائيلية في 12 فبراير (شباط) فوق مئات الطائرات المسيرة الإيرانية، في قاعدة ماهيدشت التابعة لـ«الحرس الثوري»، وفقاً لتقارير أميركية وإسرائيلية. وكان موقع «نور نيوز»، التابع للمجلس الأعلى للأمن القومي، أول جهة أعلنت عن وقوع حادث في قاعدة «ماهيدشت»، وعزا الأمر إلى «حريق مخزن لزيوت المحركات ومواد أخرى قابلة للاشتعال».
- قلق أوروبي
وجاء التقرير التلفزيوني بعد يوم من احتجاز «الحرس الثوري» الإيراني ناقلتين يونانيتين في الخليج رداً على ما يبدو على مصادرة الولايات المتحدة نفطاً إيرانياً من ناقلة كانت محتجزة قبالة الساحل اليوناني.
واحتجزت السلطات اليونانية الشهر الماضي الناقلة «بيغاس» التي ترفع العلم الإيراني وعلى متنها طاقم روسي من 19 فرداً بسبب عقوبات الاتحاد الأوروبي. وصادرت الولايات المتحدة في وقت لاحق شحنة النفط الإيراني الموجودة بالناقلة وتخطط لإرسالها إلى أراضيها على متن سفينة أخرى.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو في بيان أمس إن الاتحاد الأوروبي «يتابع بقلق بالغ الاستياء غير المقبول على سفينتين يونانيتين من قبل إيران في الخليج العربي».
وأفاد البيان: «عبرنا عن قلقنا الشديد للسلطات الإيرانية إزاء هذه الأعمال وندعو إلى سرعة إيضاحها وحل ووقف التصعيد». كما أشار إلى اتصالات وثيقة مع السلطات اليونانية بشأن الناقلة «بيغاس».
وأعلنت صحيفة «كيهان» التابعة لـمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي عن تأييدها لاحتجاز الناقلتين، وكتبت على صفحتها الأولى: «انقلب التيار في مضيق هرمز(لصالح إيران)». وعنونت صحيفة «سازندكي» التابعة لفصيل الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني أنه «العين بالعين». وكتبت: «رغم أن إيران ليست بلداً يسعى وراء خلق التوتر من الأساس، لكن ما يحدث في المشهد الدولي يظهر الضغط على إيران في المجالات المختلفة».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
TT

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

تعهدت إيران بعدم «عرقلة» مهمة ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لتفتيش مواقعها النووية. وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، السبت، إن إيران لن تعرقل دخول ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى مواقعها وتفتيشها. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن إسلامي قوله: «لم ولن نضع أي عقبات أمام عمليات التفتيش والمراقبة التي تنفذها الوكالة (الدولية للطاقة الذرية)».

وأضاف: «نعمل في إطار الضمانات كما تعمل الوكالة وفقاً لضوابط، لا أكثر ولا أقل».

ووفقاً لتقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس الماضي، قبلت إيران تشديد الرقابة على منشأة فوردو النووية بعدما سرّعت طهران بشكل كبير من تخصيب اليورانيوم ليقترب من مستوى صنع الأسلحة. وقبل أيام ذكرت الوكالة أن إيران ضاعفت وتيرة تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمائة، أي قريباً من نسبة 90 بالمائة اللازمة لإنتاج أسلحة.

وأعلنت الوكالة أنها ستناقش الحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من منشأتين تصلان إلى هذا المستوى العالي من التخصيب.

وجاء في التقرير السري الموجه إلى الدول الأعضاء: «وافقت إيران على طلب الوكالة زيادة وتيرة وشدة تنفيذ إجراءات الضمانات في منشأة فوردو، وتساهم في تنفيذ هذا النهج المعزز لضمانات السلامة».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لـ«فوردو» الآن إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بـ5 إلى 7 كيلوغرامات كانت تنتجها مجتمعة في فوردو ومنشأة أخرى في نطنز فوق الأرض.

ووفقاً لمعايير الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي نظرياً، إذا تم تخصيبها أكثر، لصنع قنبلة نووية. إيران تمتلك بالفعل أكثر من أربعة أضعاف هذه الكمية، بالإضافة إلى ما يكفي لصنع المزيد من الأسلحة عند مستويات تخصيب أقل.

وتؤكد القوى الغربية أنه لا يوجد مبرر مدني لتخصيب إيران إلى هذا المستوى، حيث لم تقم أي دولة أخرى بذلك دون إنتاج أسلحة نووية. فيما تنفي إيران هذه الادعاءات، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية بحتة.