كشفت إيران، أمس، عن قاعدة مسيّرات بعد قصف قاعدة بارشين، إذ ذكرت وسائل إعلام رسمية أن الجيش قدم بعض التفاصيل عن قاعدة تحت الأرض لطائراته العسكرية المسيرة، دون أن يكشف موقعها بالتحديد، وذلك وسط التوتر المتصاعد في منطقة الخليج. وأفاد التلفزيون الرسمي بأن هناك 100 طائرة مسيرة يحتفظ بها الجيش في قلب جبال زاغروس، بينها طائرات من طراز «أبابيل - 5» التي قال إنها مزودة بصواريخ «قائم - 9»، وهي نسخة إيرانية الصنع من صواريخ جو - سطح الأميركية «هيلفاير».
وكشفت إيران عن هذه القاعدة بحضور رئيس هيئة الأركان محمد باقري، واللواء عبد الرحيم موسوي، الذي قال «لا شك في أن الطائرات المسيرة الخاصة بالقوات المسلحة الإيرانية هي الأقوى في المنطقة. قدرتنا على تحديث الطائرات المسيرة لا يمكن إيقافها». وقال مراسل التلفزيون الرسمي، إنه قام برحلة استغرقت 45 دقيقة بطائرة هليكوبتر يوم الخميس من كرمانشاه في غرب إيران إلى موقع سري تحت الأرض للطائرات المسيرة. وأضاف أن المسؤولين لم يسمحوا له بنزع العصابة عن عينيه إلا بعد وصوله إلى القاعدة. وأظهرت لقطات تلفزيونية صفوفاً من الطائرات المسيرة المزودة بالصواريخ في نفق أفاد التقرير بأنه يقع على عمق مئات الأمتار تحت الأرض.
كان تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»، قد ذكر أن طائرة مسيرة استهدفت منشأة «بارشين» الحساسة جنوب شرقي طهران، حيث تطور إيران تكنولوجيا الصواريخ، والمسيّرات. ونقلت الصحيفة عن 3 مصادر إيرانية ومسؤول أميركي أن طائرة مسيرة انتحارية انفجرت في مبنى تستخدمه وزارة الدفاع الإيرانية لتطوير الطائرات بدون طيار، ما أسفر عن مقتل مهندس شاب كان يعمل في الوزارة وإصابة شخص آخر.
وقالت المصادر الإيرانية المطلعة، إن طائرة مسيرة من طراز «كوادكوبتر» انطلقت من على مقربة من قاعدة بارشين العسكرية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم على الفور، لكن الهجوم يشبه ذلك الذي استهدف منشأة «تيسا» لتجميع أجهزة الطرد المركزي في مدينة كرج، غرب العاصمة طهران، في يونيو (حزيران) الماضي ونسبته إيران إلى إسرائيل. وذكرت «نيويورك تايمز»، أن الهجوم يتشابه مع نمط الضربات الإسرائيلية على لبنان وإيران.
کانت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» أشارت إلى «حادث صناعي»، لكن بيان وزارة الدفاع الإيرانية أشار إلى مقتله في واقعة دون أن يقدم تفاصيل. وتشارك منشأة «بارشين» في البحث والتطوير وإنتاج الأسلحة الكيماوية وتكنولوجيا الليزر لتخصيب اليورانيوم، فضلاً عن الاختبارات شديدة الانفجار، إضافة إلى صناعة الصواريخ والأسلحة.
كما جاء الكشف عن قاعدة مسيّرات تحت الأرض، بعد يوم واحد من احتجاز «الحرس الثوري» الإيراني ناقلتين يونانيتين في الخليج رداً على ما يبدو على مصادرة الولايات المتحدة نفطاً إيرانياً من ناقلة كانت محتجزة قبالة الساحل اليوناني. واحتجزت السلطات اليونانية الشهر الماضي الناقلة «بيجاس» التي ترفع العلم الإيراني وعلى متنها طاقم روسي من 19 فرداً، بسبب عقوبات الاتحاد الأوروبي.
وصادرت الولايات المتحدة، في وقت لاحق، شحنة النفط الإيراني الموجودة بالناقلة، وتخطط لإرسالها إلى أراضيها على متن سفينة أخرى. وأُفرج لاحقاً عن «بيجاس»، لكن احتجازها أجج التوتر في وقت حرج تسعى فيه إيران والقوى العالمية إلى إحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وأعاد فرض العقوبات على طهران.
كانت المحادثات النووية قد انطلقت في أبريل (نيسان) 2021 في العاصمة النمساوية، بمشاركة أميركية غير مباشرة، ثم توقفت في مارس (آذار) الماضي، بعد جولات ماراثونية من المباحثات بين الوفد الإيراني والقوى الكبرى. ورغم التقدم الذي حققته، لم تتوصل حتى الآن إلى توافق بسبب تباين حول عدد من الملفات، من بينها العقوبات وملف «الحرس الثوري».
إيران تكشف عن قاعدة سرية للطائرات المسيّرة
شملت طائرات «أبابيل ـ 5» مزودة بصواريخ «قائم ـ 9»
إيران تكشف عن قاعدة سرية للطائرات المسيّرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة