حريق ضخم يلتهم «ميناء عثمان دقنة» في سواكن السودانية

خسائر فادحة في البضائع... والسلطات تجري تحقيقاً لتحديد الأسباب

جانب من الحريق الهائل الذي تعرض له الميناء أول من أمس (أ.ف.ب)
جانب من الحريق الهائل الذي تعرض له الميناء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

حريق ضخم يلتهم «ميناء عثمان دقنة» في سواكن السودانية

جانب من الحريق الهائل الذي تعرض له الميناء أول من أمس (أ.ف.ب)
جانب من الحريق الهائل الذي تعرض له الميناء أول من أمس (أ.ف.ب)

التهم حريق ضخم حاويات بضائع في «ميناء عثمان دقنة» بمدينة سواكن السودانية، وألحق خسائر مادية فادحة فيها، بعد أن ظلت النيران مشتعلة لساعات طويلة مساء أول من أمس، قبل أن تنجح قوات الدفاع المدني والعاملون في الميناء في إخمادها، لكن لم تصدر بيانات رسمية عن أسباب الحريق وحجم الخسائر المحتملة، غير أن تقارير صحافية تحدثت عن خسائر كبيرة.
وقال مدير الميناء عثمان دقنة طه أحمد مختار لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن شرطة الدفاع المدني وعمال الميناء أفلحوا في السيطرة على الحريق الضخم، الذي شب في الميناء ومنطقة إنزال البضائع، مساء أول من أمس، واستمر لساعات طويلة، دون أن تتحدد بعد سبب اندلاعه، مؤكداً أن السلطات بدأت في إجراء تحقيق عاجل بشأن أسباب الحادث «الكارثي»، وتشكيل لجنة لتقييم الخسائر، بيد أن اللجان المختصة لم تصدر تقاريرها الرسمية بعد.
في سياق ذلك، أوضح طه أن وزير النقل المكلف هشام علي أحمد أبو زيد وصل إلى مدينة سواكن مع والي البحر الأحمر المكلف فتح الله الحاج، ومدير «هيئة الموانئ» المكلف عصام الدين إسماعيل حسابو، وقيادات «الموانئ» واللجنة الأمنية بالولاية، واللجنة الأمنية في «الموانئ»، ليقفوا على آثار الحريق، وعقدوا اجتماعات بالميناء لتحديد الخسائر المادية ومعرفة أسباب الحريق. ووفقاً لطه، فإن الحريق اندلع في منطقة تخزين البضائع المشحونة عبر «الطبالي»، قبل أن يتم إخماده قبيل منتصف الليل، دون أن تحدث خسائر في الأرواح.
ويعدّ «سواكن» الميناء الثاني بعد ميناء بورتسودان، ويدخل عبره معظم التجارة السودانية، وهو يبعد عن مدينة بورتسودان جنوباً بنحو 60 كيلومتراً، وتدور حوله مطامع دولية، كما يعدّ ميناءً تاريخياً، حيث يعود إلى عهد الاستعمار التركي في البلاد، وقبل ذلك كان ميناءً للتجارة عبر البحر الأحمر. وفي سنة 2017 وقع الرئيس السابق عمر البشير اتفاقية مع تركيا تقضي بمنح أنقرة سلطة إعادة تأهيل جزيرة سواكن التاريخية، فضلاً عن بناء مركز لصيانة السفن المدنية والعسكرية، مما أثار سخطاً بين دول الإقليم، بيد أن المشروع لم ينفذ بعد سقوط نظام البشير.
وتعاني موانئ السودان بشكل عام من صعوبات متعددة، بسبب تدهور بناها نتيجة انعدام الصيانة، ونقص قطع الغيار ومعدات المناولة والسلامة، ومشكلات كبيرة أخرى، بعضها سياسي. ونقلت تصريحات كثيرة عن مسؤولين بأن العمل يجري لإصلاحها وتطويرها، بيد أنها ظلت «تصريحات» تتردد طوال العقود الثلاثة الماضية. وكان الميناء نفسه قد أغلق أبوابه وتوقف عن العمل الأحد الماضي، احتجاجاً على هجوم شنه بعض الأفراد قبل أن يتدخل الجيش ويتعهد بضبط تصرفات القوات النظامية ليعود الميناء إلى العمل مجدداً.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2020، أغلق محتجون ميناء بورتسودان احتجاجاً على نص في «اتفاقية جوبا» لسلام السودان، والذي منح شرق البلاد ما أطلق عليه «مسار الشرق»، الذي ترفضه قطاعات أهلية في الولاية، وبعد ساعات من إغلاق ميناء بورتسودان، أغلق عمال ميناء «سواكن» هو الآخر، احتجاجاً على الاتفاقية و«مسار شرق السودان».


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

حكومة شرق ليبيا تحظر احتفالات «رأس السنة»

أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)
أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)
TT

حكومة شرق ليبيا تحظر احتفالات «رأس السنة»

أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)
أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)

حظرت الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، بقيادة أسامة حمّاد، رسمياً، مظاهر الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية كافة، وأمرت «بعدم السماح ببيع السلع المرتبطة بالاحتفال، أو إدخالها إلى البلاد، من بينها شجرة الميلاد وتمثال بابا نويل والصلبان»، في قرار أثار ردود فعل غاضبة.

وقال جهاز البحث الجنائي، بشرق ليبيا، الأحد، إنه «تنفيذاً لتعليمات وزير الداخلية بالحكومة الليبية اللواء عصام أبوزريبة، يتم منع الاحتفال بما يسمي عيد رأس السنة»، وأوضح أنه بناء على ذلك كُلف رئيس جهاز البحث الجنائي اللواء حسن الجحاوي، إدارة فروع: الظواهر السلبية والتحري والاستدلال والدوريات والتمركزات الأمنية ومكافحة التزييف والتزوير والآداب العامة بعدم السماح بدخول وبيع جميع السلع المرتبطة بالاحتفال برأس السنة».

وفي منتصف الأسبوع الماضي، شنّ جهاز الحرس البلدي بمدينة بنغازي، شرق ليبيا، حملة على المحال التجارية المخصصة لبيع الألعاب وأدوات الزينة والأغراض المتعلقة باحتفالات رأس السنة، وصادرها وأمر بعدم بيعها، بداعي أنها «مخالفة للدين».

ويأتي قرار الحكومة التي يترأسها حمّاد، بعد أزمة أخرى أثارها حديث حكومة عبد الحميد الدبيبة، في طرابلس، عن تفعيل شرطة الآداب، بداعي «انتشار الظواهر المنافية لقيم المجتمع الليبي في الشوارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي».

وتعاني ليبيا من انقسام حكومي حاد، ولديها حكومتان؛ الأولى في شرق ليبيا برئاسة حمّاد، وتحظى بدعم البرلمان و«الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، والثانية في غربها بقيادة الدبيبة.