اعتقال متورطين في «المقابر الجماعية» بترهونة الليبية

مختصون يسحبون عينات من رفات عُثر عليها في مقابر جماعية بترهونة (الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين)
مختصون يسحبون عينات من رفات عُثر عليها في مقابر جماعية بترهونة (الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين)
TT

اعتقال متورطين في «المقابر الجماعية» بترهونة الليبية

مختصون يسحبون عينات من رفات عُثر عليها في مقابر جماعية بترهونة (الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين)
مختصون يسحبون عينات من رفات عُثر عليها في مقابر جماعية بترهونة (الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين)

أعلن «اللواء 444 قتال» في العاصمة الليبية، اعتقال مواطنين اثنين بتهمة التورط في خطف وقتل بمدينة ترهونة، فيما عُرفت بقضية «المقابر الجماعية». كما ألقت قوة أمنية في طرابلس القبض على منصور نور الدين دعوب، رئيس نيابة مكافحة الإرهاب بمكتب المدعي العام العسكري، دون معرفة أسباب ذلك.
وشهدت مدينة ترهونة، الواقعة على بُعد 90 كيلومتراً جنوب شرقي طرابلس، عمليات قتل جماعي ومستهدف، وأعمالاً وحشية واسعة النطاق، تكشفت بعد فشل العملية العسكرية، التي قادها «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر على طرابلس.
وقال «اللواء 444 قتال»، التابع لقوات حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، إن قواته شنت حملة أسفرت عن ضبط متورطين في قضية «المقابر الجماعية»، مشيراً إلى أن إحدى دورياته تمكنت من اعتقال عبد الفتاح المختار الغناي، ووسام الساكت سالم، «المتورطَين في الكثير من قضايا القتل، والمطلوبين لدى النائب العام في جريمة (المقابر الجماعية)».
وسبق للمستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، ستيفاني ويليامز، إبداء دهشتها من حجم الجرائم والانتهاكات التي اتُهمت ميليشيا «الكانيات» بارتكابها في مدينة ترهونة قبل نحو عامين، ووعدت خلال زيارة سابقة للمدينة في 12 مايو (أيار) الماضي بأنها «ستدعم سعي أسر الضحايا لتحقيق العدالة، والمساءلة لجميع المتورطين في هذه القضية».
وبموازاة جهود التحقيقات، التي تجريها النيابة العامة في هذه الجرائم، قال اللواء إنه «يعمل من أجل اعتقال كل من أسهم أو أعطى معلومات أسفرت عن قتل الأبرياء».
ومؤخراً أعلن اللواء «444 قتال» القبض على عدد من المتهمين في عمليات قتل وخطف في مناطق عدة من ليبيا، من بينها ترهونة، وتوعد حينها بأنه «سيتتبع كل من شارك في هذه الجرائم البشعة، التي راح ضحيتها مئات الأبرياء من أبناء مدينة ترهونة وتقديمهم للعدالة».
وعقب انتهاء الحرب، التي شنها «الجيش الوطني» على طرابلس مطلع يونيو (حزيران) 2020، عثر المواطنون في ترهونة على مقابر، ضمّت مئات الجثث من مختلف الأعمار. كما أظهرت مقاطع فيديو بثّتها عملية «بركان الغضب»، التابعة لقوات حكومة «الوحدة الوطنية» السابقة، عمليات الكشف وانتشال عشرات الجثث لأشخاص، بعضهم مكبل اليدين من مواقع بصحراء ترهونة، وبحاوية حديدية وبئر معطلة بالقرب منها، بينهم أطفال.
وتواجه ميليشيات «الكانيات» اتهامات بتصفية مئات من الأسرى، الذين وقعوا في قبضتها، انتقاماً لمقتل آمرها محسن الكاني، وشقيقه عبد العظيم، ودفنهم في «مقابر جماعية» على أطراف المدينة. وأعلنت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين، مساء أول من أمس، أن الفرق المختصة لإدارة البحث عن الرفات، التابعة لها، عملت على مدار اليومين الماضيين على سحب عينات عظام من 11 جثماناً، تم استخراجها خلال الفترة الماضية من «المقابر الجماعية» بترهونة، وأحالتها لإدارة المختبرات للقيام باستخلاص الحمض النووي منها، والقيام بعمليات المطابقة مع العينات المرجعية لأهالي المفقودين.
في شأن آخر، أدانت اللجنة الوطنية لحقـوق الإنسان بليبيـا عملية خطف رئيس نيابة مكافحة الإرهاب بمكتب المدعي العام العسكري منصور نور الدين دعوب، بالعاصمة طرابلس. وقالت اللجنة في بيان أمس، إن دعوب تعرض للاعتقال قسرياً من «جهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب» بمدينة طرابلس، مبدية استغرابها واستنكارها الشديدين حيال وقائع الخطف والاعتقال القسري، التي يتعرض لها المحامون وأعضاء الهيئات القضائية، والمدافعون عن حقوق الإنسان في عموم البلاد.
ورأت اللجنة الوطنية أن الاعتداء على رجال القضاء وأعضاء النيابة العامة والمحامين «يعد انتهاكاً صارخاً» للحصانة التي يتمتعون بها، لافتةً إلى أنه «لا يجوز القبض على أعضاء الهيئات القضائية إلا بعد رفع الحصانة عنهم، وذلك عبر إجراءات خاصة حسبما نص عليه القانون الليبي».
ونوهت اللجنة إلى أن هذه الممارسات المشينة «تسهم في تقويض سيادة القانون والعدالة وانتهاك حقوق الإنسان في ليبيا»، وبينما طالبت «جهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب» بسرعة إطلاق سراح دعوب، دونما قيد أو شرط، حمّلت الخاطفين المسؤولية القانونية الكاملة حيال سلامته وحياته.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

«الخوذ البيضاء» يطالب الأمم المتحدة بالحصول على خرائط «السجون السرية» من الأسد

لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
TT

«الخوذ البيضاء» يطالب الأمم المتحدة بالحصول على خرائط «السجون السرية» من الأسد

لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)

أعلن جهاز «الخوذ البيضاء»، اليوم (الثلاثاء)، أنه قدم طلباً إلى الأمم المتحدة للحصول على خرائط بمواقع «السجون السرية» من الرئيس بشار الأسد الذي فرّ، الأحد، مع دخول فصائل المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» دمشق، وإعلانها إسقاط حكمه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، في مقابلة مع شبكة أميركية، اليوم (الثلاثاء)، أن الأسد داخل روسيا، في أول تأكيد رسمي من موسكو لما سبق أن أوردته وكالات أنباء روسية.

وقال مدير جهاز «الخوذ البيضاء»، رائد الصالح، في منشور على منصة «إكس» اليوم: «أرسلنا (...) طلباً للأمم المتحدة عبر وسيط دولي لمطالبة روسيا بالضغط على المجرم (...) بشار الأسد لتسليمه خرائط بمواقع السجون السرية، وقوائم بأسماء المعتقلين، لنتمكن من الوصول إليهم بأسرع وقت ممكن».

ومنذ بداية الاحتجاجات التي تحوّلت إلى نزاع مسلّح في عام 2011، توفي أكثر من 100 ألف شخص في السجون خصوصاً تحت التعذيب، وفق تقديرات للمرصد السوري لحقوق الإنسان تعود إلى عام 2022.

وأفاد المرصد بأنّ الفترة ذاتها شهدت احتجاز نحو 30 ألف شخص في سجن صيدنايا الواقع على مسافة نحو 30 كيلومتراً من العاصمة دمشق، ولم يُطلق سراح سوى 6 آلاف منهم.

من جانبها، أحصت منظمة العفو الدولية آلاف عمليات الإعدام، مندّدة بـ«سياسة إبادة حقيقية» في سجن صيدنايا الذي وصفته بـ«المسلخ البشري».

وأعلنت فصائل المعارضة تحرير المحتجزين في السجون بما فيها سجن صيدنايا الذي يُعد من أكبر السجون السورية، وتفيد منظمات غير حكومية بتعرّض المساجين فيه للتعذيب.

وأعلن جهاز «الخوذ البيضاء»، اليوم، «انتهاء عمليات البحث عن معتقلين محتملين في زنازين وسراديب سريّة غير مكتشفة» داخل سجن صيدنايا «من دون العثور على أي زنازين وسراديب سرية لم تُفتح بعد».

غير أنّ الكثير من العائلات لا تزال مقتنعة بأنّ عدداً كبيراً من أقربائها محتجزون في سجون سرية تحت الأرض.

وقال رائد الصالح: «توحُّش وإجرام لا يمكن وصفه مارسه نظام الأسد البائد في قتل السوريين واعتقالهم وتعذيبهم».