«المستقلون» أكثرية في برلمان لبنان 2022

TT

«المستقلون» أكثرية في برلمان لبنان 2022

في مشهد لم يعتده اللبنانيون، خاصة في السنوات الماضية، يحتل نواب «مستقلون»، لا ينتمون لأي حزب، عدداً كبيراً من المقاعد النيابية بعدما كانت الأحزاب التقليدية تبسط سيطرتها على المقاعد الـ128، فإذا كان عدد نواب «التغيير» أو ما يُعرف بـ«المجتمع المدني» خرقوا بنحو 14 مقعداً، فإن عدد المستقلين يتجاوز الـ24.
وبخلاف «التغييريين» الذين يسعون للتكتل في إطار تنظيمي واحد باعتبار أن أجنداتهم ومشروعاتهم متقاربة ومنسجمة تماماً، لا يمكن التعاطي مع «المستقلين» ككتلة واحدة، باعتبار أنهم ينقسمون بين ما يُعرف بـ«السياديين» الذي يعارضون «حزب الله» ومشروعه، وبين مقربين من الحزب وأفكاره.
وبات النواب الذين كانوا ينتمون إلى تيار «المستقبل» وخاضوا الانتخابات خلافاً لإرادة رئيسه سعد الحريري الذي قرر تجميد عمله السياسي، ينضوون في إطار النواب «المستقلين»، وأبرزهم وليد البعريني، ومحمد سليمان، يُضاف إليهم نواب ذوو توجهات مختلفة. وهم كريم كبّارة، أحمد الخير، عبد العزيز الصمد، بلال الحشيمي، نبيل بدر، عبد الرحمن البزري، أسامة سعد، إيهاب مطر، فؤاد مخزومي، فريد هيكل الخازن، وليم طوق، غسان سكاف، سجيع عطية، ميشال معوّض، أديب عبد المسيح، نعمة أفرام، جميل عبود، جميل السيد، جان طالوزيان، أشرف ريفي، فراس السلوم، طه ناجي، جهاد الصمد.
وقد بدأ هؤلاء العمل على تجميع أنفسهم في إطار كتل نيابية لعلمهم أن النائب المستقل يكون غير فعّال إذا لم ينضوِ في تكتل يضم نواباً يشاركونه الرؤى والأجندات السياسية والاقتصادية. ولعل أول كتلة أنشأها مستقلون هي كتلة «إنماء عكار» التي ضمت البعريني إلى سليمان وعطية، فيما يعمل آخرون على إنشاء تكتل يضم «الكتائب» ورئيس «حركة الاستقلال» النائب ميشال معوض والنواب نعمة أفرام وميشال ضاهر وفؤاد مخزومي وغيرهم. ويؤكد معوض أن «العمل يتم ليل نهار لتوحيد جهود المعارضة وإنشاء أكبر تكتل نيابي ممكن للقوى السيادية والإصلاحية ولخلق جسور مع كل مكونات المعارضة فلا يكون العمل النيابي فردياً»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى «وجود قناة تواصل مع النواب (التغييريين)، والعمل جارٍ على إيجاد صيغة تحافظ على خصوصية الجميع». ويضيف معوض: «نحن نعتبر أيضاً أنه يجب أن تكون هناك جسور وتواصل مع حزب القوات اللبنانية»، مشدداً على أنه «لا يمكن خوض المعركة السيادية من دون المعركة الإصلاحية والعكس صحيح لأن الإصلاح دون سيادة وهم، كما أن السيادة دون إصلاح تعيد إنتاج تجربة (14 آذار) بشقها المخيب، لذلك سنجتمع مع كل السياديين في المعارك السيادية ومع كل الإصلاحيين في المعارك الإصلاحية».
من جهته، يكشف النائب أسامة سعد عن «العمل من أجل قيام تكتل نيابي يضم من يحملون توجهات انتفاضة (17 تشرين)، ويعملون من أجل التغيير، على أن يكون هذا التكتل في موقع المواجهة للقوى والأحزاب السلطوية والطائفية، سواء الموالية أو المعارضة». ويشير سعد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن نواب هذا التكتل سيرفعون «عناوين أساسية، أبرزها الانتماء الوطني اللبناني مع رفض الطائفية، تحميل القوى والأحزاب التي تداولت الحكم، على امتداد العقود الثلاثة الأخيرة المسؤولية عن الانهيارات الكبرى التي حلت بلبنان، الدعوة إلى التغيير السياسي، محاسبة هؤلاء الحكام سياسياً، (محاسبة كل الفاسدين قضائياً)، مع السعي لاستعادة الأموال المنهوبة، العمل من أجل إنقاذ لبنان من الانهيار من خلال التغيير السياسي، وتوفير العدالة الاجتماعية، وبناء الاقتصاد المنتج والمتوازن، وبناء الدولة المدنية القوية والسيدة والعادلة، واعتماد سياسة دفاعية ترتكز على تعزيز الجيش اللبناني، وسياسة خارجية تنطلق من انتماء لبنان العربي ومصالحه في مختلف المجالات، بعيداً عن المحاور الإقليمية والدولية».
ويعتبر الخبير الانتخابي كمال فغالي أن «هناك نواباً مستقلين حقيقة عن القوى السياسية، وآخرين (مستقلين وهميين) بحيث من المعروف أنهم سيصطفون إلى جانب هذا الفريق أو ذاك عند أي استحقاق»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «العدد الكبير من المستقلين في المشهد النيابي الحالي غير مسبوق، لكن تأثيرهم مرتبط بقدرتهم على تشكيل تكتلات وازنة».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

«تسخين» إيراني - أميركي شرق سوريا وغارات روسية مكثفة على مواقع «داعش»

حقل «كونكو» للغاز الذي استهدفته ميليشيات تابعة لإيران (موقع دير الزور 24)
حقل «كونكو» للغاز الذي استهدفته ميليشيات تابعة لإيران (موقع دير الزور 24)
TT

«تسخين» إيراني - أميركي شرق سوريا وغارات روسية مكثفة على مواقع «داعش»

حقل «كونكو» للغاز الذي استهدفته ميليشيات تابعة لإيران (موقع دير الزور 24)
حقل «كونكو» للغاز الذي استهدفته ميليشيات تابعة لإيران (موقع دير الزور 24)

بعد أقل من يومين على تحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس السوري بشار الأسد من اتجاه الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط نحو التصعيد، شنَّت قوات التحالف الدولي غارات جوية على مواقع ميليشيات رديفة للقوات الحكومية السورية تابعة لإيران في شرق سوريا، ليل الجمعة - السبت، وذلك رداً على استهداف قاعدة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في حقل غاز «كونيكو» بريف دير الزور، فيما أفادت مصادر إعلامية السبت بقيام طائرة استطلاع وتجسس أميركية بمسح جوي في المنطقة الجنوبية والعاصمة دمشق وريفها وحمص حتى الساحل السوري ولبنان، كما شهدت الحدود السورية - العراقية، شمال شرقي محافظة الحسكة، تحليقاً مكثفاً لطائرات التحالف الدولي.

بالتوازي، شنَّت قوات الجو الروسية غارات مكثفة على مواقع لتنظيم «داعش» في بادية تدمر والسخنة في ريف حمص الشرقي، وفق ما ذكره «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، يوم السبت، لافتاً إلى أن هذه الغارات جاءت بعد فترة من تسجيل تراجع ملحوظ في الغارات الروسية على مواقع تنظيم «داعش»، قياساً إلى أكثر من 100 غارة جوية نفذتها على مواقع «داعش»، في بادية حماة وحمص ودير الزور والرقة، خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي.

وترافقت الغارات الجوية الروسية المكثفة السبت مع حملة التمشيط التي تقوم بها القوات الحكومية بدعم من سلاح الجو الروسي من بادية حماة الشرقية، وصولاً إلى بادية الرقة الغربية، وبادية تدمر والسخنة وجبالها في ريف حمص الشرقي وتلال البشري وكباجب والتبني ومعدان، جنوب دير الزور، وفق ما ذكرته مصادر محلية قالت إن غارات السبت تركزت على منطقة السخنة، وصولاً إلى كباجب وجبال البشري الممتدة على طول البادية، وترافقت مع تحليق طائرات استطلاع روسية.

وكان الرئيس الروسي قد حذر من أن «الوضع يزداد توتراً في الشرق الأوسط»، خلال استقباله الرئيس السوري، يوم الأربعاء الماضي، في موسكو، معتبراً «المباحثات مع الأسد فرصة لبحث كل التطورات والسيناريوهات المحتملة»، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء السورية (سانا)»، لافتة إلى أن الرئيس الأسد رد بأنّ كلاً من سوريا وروسيا «مرّ بتحديات صعبة واستطاعا تجاوزها دائماً»

وتوقعت المصادر ارتفاع درجة التسخين الإيراني - الأميركي شرق سوريا، حيث مراكز وجودهما الأقوى في سوريا والمنطقة، بهدف تعزيز كل منهما مواقعه، ولفتت إلى وجود مخاوف من استغلال تنظيم «داعش» التوتر الحاصل للعودة إلى نشاطه شرق سوريا، وربما هذا ما دفع الجانب الروسي إلى تكثيف غاراته على مواقع التنظيم بالتعاون مع القوات الحكومية، وفق المصادر التي رأت أن احتمال عودة نشاط «داعش» إلى سوريا والعراق سيخلط الأوراق ويدفع الأوضاع نحو المزيد من التعقيد.

مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رامي عبد الرحمن، قال إن الميليشيات الرديفة للقوات الحكومية السورية التي تتبع إيران تلقت أوامر بالتصعيد ضد القاعدة الأميركية في حقل كونيكو للغاز «بعينها»، وقد تم استهدافها يوم الجمعة بـعشرة صواريخ، ويوم الخميس بثلاثة.

وردَّت قوات التحالف على تلك الضربات السبت دون إيقاع خسائر بشرية، واعتبر عبد الرحمن تبادل الضربات الإيرانية - الأميركية «رسائل متبادلة بين الطرفين».

من جانبه، أفاد موقع «صوت العاصمة» بقيام طائرة استطلاع وتجسس أميركية من طراز RQ - 4B Global Hawk بمسح جوي استمر لأكثر من 21 ساعة متواصلة. وبحسب الموقع «تركز المسح في المنطقة الجنوبية والعاصمة دمشق وريفها وحمص حتى الساحل السوري ولبنان»، دون ذكر تفاصيل أخرى أو مصدر المعلومة، فيما قال موقع «الخابور» إن تحليقاً مكثفاً لطائرات التحالف الدولي جرى السبت على الحدود السورية - العراقية شمال شرقي الحسكة.