مناورات «درع نبتون 2022» تعرض قوة «الناتو» في شرق المتوسط

السويد وفنلندا ترسلان وفدين إلى تركيا لبحث ترشيحهما للأطلسي

حاملة الطائرات «يو إس إس هاري ترومان» أشبه بمدينة عائمة تؤوي حوالي 4800 عسكري (أ.ف.ب)
حاملة الطائرات «يو إس إس هاري ترومان» أشبه بمدينة عائمة تؤوي حوالي 4800 عسكري (أ.ف.ب)
TT

مناورات «درع نبتون 2022» تعرض قوة «الناتو» في شرق المتوسط

حاملة الطائرات «يو إس إس هاري ترومان» أشبه بمدينة عائمة تؤوي حوالي 4800 عسكري (أ.ف.ب)
حاملة الطائرات «يو إس إس هاري ترومان» أشبه بمدينة عائمة تؤوي حوالي 4800 عسكري (أ.ف.ب)

حركة محمومة سُجلت على مدرج حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» التي تبحر في شرق المتوسط، تتابعها عدة وسائل إعلام دعيت لحضور مناورات «درع نبتون 2022»، وهي تدريبات بدأت في 17 مايو (أيار) وتمتد حتى 31 منه. وتشارك دول كثيرة في المناورات من ضمنها معظم دول الحلف الأطلسي. وأكد الطيار البريطاني روري تشاين المشارك فيها على متن حاملة الطائرات الأميركية أن العملية «كان مخطّطاً لها قبل وقت طويل» من الغزو الروسي لأوكرانيا، إلا أنه أقرّ بأن «طبيعة أنشطة الإنذار المعزّز هذه أُعيد إدراجها في سياق مختلف». وأوضح: «نحن هنا للعمل يداً بيد مع حلفائنا ولنكون جاهزين لمواجهة أي احتمال». وقد تكون ساحة المعركة في أوكرانيا بعيدة، لكن الحلف الأطلسي يوجه رسالة واضحة إلى روسيا من خلال عرض قوة ينظمها هذا الأسبوع في شرق المتوسط تتصدرها حاملة الطائرات الأميركية. و«يو إس إس هاري ترومان» أشبه بمدينة عائمة تؤوي حوالي 4800 عسكري، بينهم عناصر جيوش حليفة، ما يطرح تحدياً على صعيد التواصل بين مجموعات تتكلم لغات مختلفة وتأتمر لقيادات مختلفة. ورغم الأجواء الصارمة، يقول مساعد قائد سرب الطائرات العسكرية الهجومية هايوارد فورد (39 عاماً) إن الطاقم يسعى للتخفيف من الضغط، متبعاً على سبيل المثال تقليداً يقضي بأن يطلق الطيارون شاربين. يقول ممازحاً: «ثبت أن رجلاً له شاربان أفضل من رجل بلا شاربين من حيث التنفيذ التكتيكي والاندماج في وحدة قتالية».
يشرح العميد البحري كورت رينشو: «يجب أن نكون على أكبر قدر ممكن من الجهوزية... ننظر إلى القدرات الروسية وننظر إلى قدراتنا، ثمّ نتدرّب للتصدي لما يمكن أن يقوموا به والدفاع عن أنفسنا وعن شركائنا وحلفائنا». وحين سأله صحافي عن قدرات الحلف الرادعة في الظروف الحالية، رد رينشو، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية: «انظروا إلى طائراتنا الحربية، انظروا من حولكم، من المؤكد أن هذا له تأثير رادع، وأعتقد أن لن يكون من الحكمة لأي كان أن يهاجمنا أو يهاجم أحد حلفائنا مع ما لدينا من قدرات». وأوضح فيما يتعلق بالقوات الروسية: «إننا نراقبها من كثب، بما في ذلك غواصاتها والمواقع التي تقوم فيها بمهمات» معتبراً أن «الهجوم غير المبرر على دولة أوروبية مجاورة... سلوك مثير للقلق». وقالت اللفتنانت كوماندر جانيت لازارو، الضابطة الأميركية البالغة 33 عاماً التي تعمل في التخطيط للعمليات ولا سيما في وضع مخططات الطيران، إن الحرب في أوكرانيا «لم يكن لها وطأة مباشرة على ما نقوم به... لكنها تبقى بالتأكيد ماثلة في أذهاننا». وتابعت: «نتدرب باستمرار حتى نكون جاهزين لمواجهة كل ما يمكن أن يُطلب منّا، إننا مستعدون لأي احتمال». تنشر عملية «درع نبتون 2022» قوات في البحر المتوسط كما في بحر البلطيق الذي يشهد توتراً منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا. وأوضح الحلف الأطلسي في بيان أن الهدف تعزيز «اندماج القدرات البحرية (للحلف) بشكل سلس من أجل مساندة قدراته الرادعة والدفاعية».
قال وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو أمس الثلاثاء إن فنلندا والسويد سترسلان وفدين إلى تركيا اليوم الأربعاء لمحاولة التوصل إلى حل بخصوص معارضة أنقرة لانضمامهما إلى حلف شمال الأطلسي. وتعرقل معارضة أنقرة ما كانت السويد وفنلندا تأملان في أن تكون عملية انضمام سريعة مع تطلع البلدين إلى تعزيز أمنهما في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال هافيستو، كما نقلت عنه «رويترز»: «ندرك أن تركيا لديها بعض المخاوف الأمنية المتعلقة بالإرهاب... نعتقد أنه من الممكن تسوية هذه الأمور. قد يكون هناك أيضاً بعض المسائل التي لا ترتبط مباشرة بفنلندا والسويد وإنما بأعضاء آخرين في حلف شمال الأطلسي». وتقول تركيا إن السويد وفنلندا تؤويان أشخاصاً على صلة بحزب العمال الكردستاني كما تأوي أيضاً أنصارا لرجل الدين التركي فتح الله كولن الذي تتهمه أنقرة بالتخطيط لمحاولة انقلاب في 2016. وأكدت وزارة الخارجية التركية أن المحادثات ستبدأ اليوم الأربعاء.
وطرحت تركيا خمسة شروط كي تدعم سعي السويد للحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي، وكشفت قائمة نشرتها دائرة الاتصال في الرئاسة التركية أن أنقرة طالبت السويد برفع العقوبات المفروضة عليها ومنها حظر تصدير الأسلحة وإنهاء «الدعم السياسي للإرهاب» والقضاء على مصادر تمويل الإرهاب ووقف دعم تسليح حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب السورية المسلحة الكردية التي تقول إنها مرتبطة به. وأضافت دائرة الاتصال في بيان: «من المتوقع أن تتخذ السويد التي قدمت طلباً للحصول على العضوية خطوات من حيث المبدأ وأن توفر ضمانات ملموسة فيما يتعلق بمخاوف تركيا الأمنية». وتابعت: «منذ 2017 طلب بلدنا ترحيل إرهابيي حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي وحركة فتح الله كولن من السويد، لكننا لم نتلق رداً إيجابياً حتى الآن». وذكر مسؤول تركي أن بلده لن يتراجع عن موقفه في المحادثات مع فنلندا والسويد ما لم يتم إحراز تقدم ملموس في معالجة مخاوف أنقرة الأمنية، مضيفاً أن تركيا لا تتفاوض على نحو منفصل مع واشنطن بخصوص البلدين. وأجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي عارض انضمام السويد وفنلندا لحلف شمال الأطلسي، اتصالين هاتفيين بزعيمي البلدين يوم السبت وناقش معهما مخاوفه. وقال الرئيس الفنلندي ساولي نينيسته إن المحادثات كانت «صريحة ومباشرة». وكتب على «تويتر» بعد الاتصال الهاتفي: «أوضحت أن فنلندا وتركيا ستلتزمان بصفتهما عضوين في حلف شمال الأطلسي بأمن بعضهما بعضاً وبالتالي ستصبح علاقاتنا أقوى». كما تحدث إردوغان هاتفياً يوم السبت مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، وأبلغه بأن أنقرة لن تنظر إلى مسعى السويد وفنلندا بنحو إيجابي ما لم تبديا تعاونا واضحا في الحرب على الإرهاب وقضايا أخرى. ويرى بعض المحللين أن معارضة أنقرة قد تكون تهدف أيضاً إلى انتزاع تنازلات من دول أخرى في حلف شمال الأطلسي، على سبيل المثال الحصول على طائرات مقاتلة من قبل الولايات المتحدة.
من جانب آخر، أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الثلاثاء خلال منتدى دافوس أن السويد وفنلندا ستحضران قمة الحلف في نهاية يونيو (حزيران) في مدريد. وأضاف: «هما ديمقراطيتان كبيرتان وأرى أنه من المهم جداً رؤيتهما إلى جانبنا بصفتهما حليفين في حلف شمال الأطلسي».


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

أميركا تنقل مواطنها ترافيس تيمرمان جواً من سوريا

ترافيس تيمرمان بعد إخراجه من محبسه (أ.ف.ب)
ترافيس تيمرمان بعد إخراجه من محبسه (أ.ف.ب)
TT

أميركا تنقل مواطنها ترافيس تيمرمان جواً من سوريا

ترافيس تيمرمان بعد إخراجه من محبسه (أ.ف.ب)
ترافيس تيمرمان بعد إخراجه من محبسه (أ.ف.ب)

قال مسؤول أميركي، الجمعة، إن جيش بلاده نقل المواطن ترافيس تيمرمان جواً من سوريا، حيث كان مسجوناً قبل أن تحرره المعارضة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز».

وأعلنت إدارة الشؤون السياسية التابعة للحكومة الانتقالية السورية، الخميس، «تحرير» تيمرمان ونقله إلى مكان آمن، مبديةً استعدادها للتعاون مع واشنطن في البحث عن مواطنيها الذين فُقد أثرهم في سوريا خلال حكم بشار الأسد.

وقالت الإدارة، في بيان نشرته على «تلغرام»، إنه «تم تحرير وتأمين» تيمرمان، مبديةً استعدادها «للتعاون المباشر مع الإدارة الأميركية لاستكمال البحث عن المواطنين الأميركيين المغيبين من قِبل نظام الأسد السابق».

ونُقل تيمرمان من سوريا على متن مروحية عسكرية أميركية، وفقاً لمسؤول أميركي تحدّث بشرط عدم الكشف عن هويته.

واختفى تيمرمان، البالغ من العمر 29 عاماً، قبل سبعة أشهر. وقال لوكالة «أسوشييتد برس» إنه ذهب إلى سوريا في رحلة حج مسيحية، ولم يتعرّض لسوء المعاملة في أثناء وجوده بمركز الاحتجاز. وأضاف أنه تم إطلاق سراحه من قِبل «المحررين الذين دخلوا السجن وطرقوا باب (زنزانته) بمطرقة».