إردوغان: تركيا ستبدأ عمليات عسكرية على حدودها الجنوبية

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)
TT

إردوغان: تركيا ستبدأ عمليات عسكرية على حدودها الجنوبية

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم (الإثنين)، إن أنقرة ستشن قريباً عمليات عسكرية جديدة على حدودها الجنوبية لإقامة مناطق آمنة بعمق 30 كيلومتراً لمكافحة التهديدات الإرهابية من هذه المناطق، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.

وأضاف: «الهدف الرئيسي لهذه العمليات سيكون مناطق تمثل مراكز للهجمات على بلادنا (وإقامة) مناطق آمنة»، دون الخوض في التفاصيل.
وقال إردوغان إن العمليات ستبدأ فور استكمال القوات العسكرية وأجهزة الاستخبارات والأمن استعداداتها.
ومن المرجح أن يستهدف الهجوم شمال سوريا، حيث شنت تركيا عدة عمليات عسكرية منذ العام 2016 ضد وحدات حماية الشعب الكردية، وهي جماعة سورية مسلحة.
وساعدت وحدات حماية الشعب في تشكيل قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف يقوده الأكراد وتعتمد عليه الولايات المتحدة بشكل كبير لمحاربة تنظيم «داعش» منذ العام 2014.
وجاء بيان إردوغان وسط اعتراض تركيا على انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي، متهمة إياهما بإيواء أفراد مرتبطين بحزب العمال الكردستاني وأتباع رجل دين تتهمه تركيا بتدبير محاولة انقلاب صيف عام 2016.
 


مقالات ذات صلة

إردوغان يحشد أنصاره بعد وعكة صحية

شؤون إقليمية إردوغان يحشد أنصاره بعد وعكة صحية

إردوغان يحشد أنصاره بعد وعكة صحية

حشد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أنصاره في أول ظهور شخصي له، منذ إصابته بوعكة صحية عرقلت حملته الانتخابية لمدة 3 أيام، وذلك قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 14 مايو (أيار). وبعد تعافيه من «نزلة معوية» تسبّبت في إلغائه أنشطة انتخابية، شارك إردوغان أمس، في افتتاح معرض «تكنوفست» السنوي لتكنولوجيا الطيران والفضاء. ووصل الرئيس التركي برفقة حليفه المقرب الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان يستأنف نشاطه بعد الوعكة الصحية

إردوغان يستأنف نشاطه بعد الوعكة الصحية

استأنف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نشاطه تدريجياً بعد يومين من الوعكة الصحية التي ألمت به نتيجة التهابات في المعدة والأمعاء، اضطرته لإلغاء مشاركته في بث مباشر لقناتين محليتين، الثلاثاء، وإلغاء تجمعات انتخابية في عدد من الولايات التركية نزولاً على نصائح الأطباء له بالراحة في أوج حملته للانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وأطل إردوغان، أمس الخميس مجدداً، في مشاركة عبر «الفيديو كونفرنس» مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في حفل أقيم بمناسبة تزويد أول مفاعل من 4 مفاعلات بمحطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تنشئها شركة «روسآتوم» الروسية في مرسين بجنوب تركيا، بالوقود النووي. وكان مقرراً أن يحضر إر

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية كليتشدار أوغلو يشعل معركة حول مطار «أتاتورك» في إسطنبول

كليتشدار أوغلو يشعل معركة حول مطار «أتاتورك» في إسطنبول

أشعل مرشح المعارضة للرئاسة التركية رئيس «حزب الشعب الجمهوري» معركة جديدة مع الحكومة حول مطار «أتاتورك» الذي أُغلق مع افتتاح مطار «إسطنبول» عام 2019، حيث أعلن الرئيس رجب طيب إردوغان أن المطار الذي يقع في منطقة يشيل كوي سيجري تحويله إلى حديقة للشعب. وشارك كليتشدار أوغلو مقطع فيديو بعنوان «مطار أتاتورك» على حسابه في «تويتر»، ليل الخميس - الجمعة، تحدث فيه عن رؤيته للمطار والمشروعات التي سينجزها فيه إذا أصبح رئيساً للجمهورية بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستجري في 14 مايو (أيار) المقبل. وقال كليتشدار أوغلو إن حديثه موجَّه إلى الشباب على وجه الخصوص حيث «سأعلن لهم عن أحد أكبر مشاريع حياتي»،

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان يواصل حملته الانتخابية «افتراضياً» بسبب ظروفه الصحية

إردوغان يواصل حملته الانتخابية «افتراضياً» بسبب ظروفه الصحية

في أوج تصاعد الحملات الدعائية استعداداً للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تشهدها تركيا في 14 مايو (أيار) المقبل، اضطر الرئيس رجب طيب إردوغان لمواصلة حملته لليوم الثاني على التوالي عبر «الفيديو كونفرنس»، بسبب ظروفه الصحية. في الوقت ذاته اكتسب مرشح المعارضة للرئاسة رئيس «حزب الشعب الجمهوري»، كمال كليتشدار أوغلو، دفعة قوية بإعلان «حزب الشعوب الديمقراطية» المؤيد للأكراد الذي يمتلك كتلة تصويتية كبيرة، دعمه له رسمياً.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية تدشين أول مفاعل نووي لتوليد الكهرباء في جنوب تركيا

تدشين أول مفاعل نووي لتوليد الكهرباء في جنوب تركيا

أكّدت تركيا وروسيا عزمهما على تعزيز التعاون بعد نجاح إطلاق أكبر مشروع في تاريخ العلاقات بين البلدين اليوم (الخميس)، وهو محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء التي أنشأتها شركة «روسآتوم» الروسية للطاقة النووية في ولاية مرسين جنوبي تركيا. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال مشاركته إلى جانب نظيره الروسي فلاديمير بوتين، عبر تقنية الفيديو الخميس، في حفل تزويد أول مفاعل للمحطة التركية بالوقود النووي، أن تركيا ستصبح من خلال هذا المشروع واحدة من القوى النووية في العالم.


طهران إلى «تعاون عسكري أوثق» مع بكين وموسكو

وزراء دفاع إيران وكازاخستان وقيرغستان والصين يلتقطون صورة على هامش اجتماعات منظمة «شنغهاي» (رويترز)
وزراء دفاع إيران وكازاخستان وقيرغستان والصين يلتقطون صورة على هامش اجتماعات منظمة «شنغهاي» (رويترز)
TT

طهران إلى «تعاون عسكري أوثق» مع بكين وموسكو

وزراء دفاع إيران وكازاخستان وقيرغستان والصين يلتقطون صورة على هامش اجتماعات منظمة «شنغهاي» (رويترز)
وزراء دفاع إيران وكازاخستان وقيرغستان والصين يلتقطون صورة على هامش اجتماعات منظمة «شنغهاي» (رويترز)

اتفق وزيرا الدفاع الصيني والإيراني على «تعاون عسكري أوثق» على هامش اجتماع لمنظمة شنغهاي للتعاون الذي يقام في كازاخستان، وفق ما أوردته، الجمعة، وكالة «إيسنا» الإيرانية، بينما أكدت موسكو استعدادها لتوسيع التعاون العسكري مع طهران.

وقال وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني: «هناك حاجة لتحسين التعاون والتقارب على الجانبين لحل المشكلات الأمنية الإقليمية والدولية».

وجاءت تصريحاته عقب محادثات مع وزير الدفاع الصيني دونج جون في العاصمة الكازاخستانية أستانا.

وانضمت طهران إلى منظمة شنغهاي للتعاون العام الماضي، وفي مطلع العام انضمت إلى منظمة «بريكس» وأعضائها الأساسيين وهم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.

وأصبحت الصين المستهلك الرئيسي للنفط الإيراني وشريكاً اقتصادياً مهماً. ووقَّع البلدان اتفاقية تعاون مدتها 25 سنة في 2021.

وفي المقابل، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الدفاع سيرجي شويغو قوله لنظيره الإيراني محمد رضا أشتیاني خلال اجتماع، الجمعة، إن روسيا مستعدة لتوسيع التعاون العسكري والفني مع إيران.

وأضافت الوكالة أن شويغو قال إن الاتصالات بين الإدارات العسكرية في البلدين زادت بشكل كبير في الآونة الأخيرة.

وعززت موسكو وطهران تحالفهما بتوقيع تفاهم أمني، الخميس، في ختام مباحثات أجراها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي أكبر أحمديان، ونظيره الروسي نيكولاي باتروشيف على هامش مؤتمر أمني في سان بطرسبرغ.

وزادت روسيا تحركاتها في المنطقة على خلفية تصاعد التوترات الأخيرة، وضمنها المواجهة الإيرانية - الغربية على خلفية الضربات المتبادلة بين طهران وتل أبيب.

وأضاف التفاهم الأمني بعداً جديداً لحلقات تعزيز التحالف الروسي الإيراني في المجالات المختلفة، فضلاً عن تركيز الطرفين على أنه جرى خلال الاجتماع إيلاء الاهتمام الأكبر لـ«القضايا المتعلقة بتطوير التعاون العملي الروسي الإيراني في مجال الأمن».

وزير الدفاع الإيراني يحضر اجتماعاً لمنظمة «شنغهاي» في أستانا بكازاخاستان (رويترز)

وفي طهران، توعد خطيب جمعة طهران أحمد خاتمي، إسرائيل بـ«صفعة جديدة»، ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، عن خاتمي إن «رد إيران على إسرائيل بمثابة عقاب».

وأشار خاتمي إلى أن فعلته إيران ضد إسرائيل كان «عملاً إلهياً ومبنياً على القرآن»، وأضاف: «لو لم تقاتل القوات المسلحة وقاسم سليماني (داعش) لكان علينا أن نقاتل معهم في شوارع طهران».

وتابع: «إذا كررت إسرائيل الخطأ فسوف نرد عليها بصفعة أخرى».

ومنذ أن استهدفت هجمات، نُسبت إلى إسرائيل، وسط إيران، الأسبوع الماضي، حرص المسؤولون المقربون من المرشد الإيراني علي خامنئي على إطلاق تصريحات بشأن «الرد الأقوى» من إيران في حال كررت إسرائيل هجماتها.

ومن جهته، أكد وزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا أشتياني، أن رد إيران كان «بمثابة تحذير محدود».

وأفادت وكالة «تسنيم» بأن رضا أشتياني أوضح أن رد إيران كان يتوخى «عدم توسيع الصراع»، وأضاف: «يجب أن أؤكد أن إيران لا تسعى إلى الحرب وزيادة التوتر في المنطقة، وأي تهور في الاعتداء وسوء التقدير من قبل الأعداء سيقابل برد مناسب ومؤلم».


روسيا والصين تستعدان لتعزيز التعاون العسكري مع إيران

وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتیاني (رويترز)
وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتیاني (رويترز)
TT

روسيا والصين تستعدان لتعزيز التعاون العسكري مع إيران

وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتیاني (رويترز)
وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتیاني (رويترز)

نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الدفاع سيرجي شويغو قوله لنظيره الإيراني محمد رضا آشتیاني، خلال اجتماع، اليوم الجمعة، إن روسيا مستعدة لتوسيع التعاونين العسكري والفني مع إيران.

وأضافت الوكالة أن شويغو قال إن الاتصالات بين الإدارات العسكرية في البلدين زادت بشكل كبير في الآونة الأخيرة.

ويشارك الوزيران في اجتماع لمنظمة شنغهاي للتعاون بكازاخستان، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

بدورها، أعلنت وكالة الأنباء الألمانية أن وزيري الدفاع الصيني والإيراني اتفقا على تعاون عسكري أوثق، على هامش اجتماع المنظمة.

وقال وزير الدفاع الإيراني: «هناك حاجة لتحسين التعاون والتقارب على الجانبين لحل المشكلات الأمنية الإقليمية والدولية».

من اليسار... وزراء دفاع إيران وكازاخستان والصين وقيرغيزستان خلال اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون (رويترز)

وجاءت تصريحاته عقب محادثات مع وزير الدفاع الصيني دونغ جون، في العاصمة الكازاخستانية أستانة، وفق ما أوردته وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «إسنا»، اليوم.

يشار إلى أن إيران معزولة دولياً، على خلفية برنامجها النووي ودعمها الجماعات المسلَّحة غير الرسمية في الشرق الأوسط. وتعاملت مع هذا الوضع بتحسين العلاقات مع الصين وروسيا.

وفي مسعاها للعثور على شركاء جدد، انضمت طهران إلى منظمة شنغهاي للتعاون، العام الماضي. وفي مطلع العام، انضمت إلى منظمة «بريكس» وأعضائها الأساسيين وهم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.

وأصبحت الصين المستهلك الرئيسي للنفط الإيراني وشريكاً اقتصادياً مهماً. ووقّع البَلدان اتفاقية تعاون مدتها 25 سنة في 2021.


مطالبة متجددة لتصنيف «الحرس الثوري» الإيراني إرهابياً تواجه عقبات سياسية وقانونية

صورة نشرتها النائبة هانا نيومان تظهر نتائج التصويت على قرار البرلمان الأوروبي بشأن إيران (إكس)
صورة نشرتها النائبة هانا نيومان تظهر نتائج التصويت على قرار البرلمان الأوروبي بشأن إيران (إكس)
TT

مطالبة متجددة لتصنيف «الحرس الثوري» الإيراني إرهابياً تواجه عقبات سياسية وقانونية

صورة نشرتها النائبة هانا نيومان تظهر نتائج التصويت على قرار البرلمان الأوروبي بشأن إيران (إكس)
صورة نشرتها النائبة هانا نيومان تظهر نتائج التصويت على قرار البرلمان الأوروبي بشأن إيران (إكس)

ثمة قاعدة ثابتة تتناول البرلمان الأوروبي وعنوانها الانقسامات العميقة بين مكوناته المنخرطة في مجموعات وفق خياراتها السياسية والتي تتجاوز الانتماء الوطني، أي جنسية النائب، بيد أن هذه القاعدة تهشمت، الخميس، في آخر اجتماع للبرلمان في دوقية لوكسمبورغ قبل الانتخابات الأوروبية المقررة في يونيو (حزيران) المقبل.

وتبنى البرلمان قراراً يدين إيران بقوة بسبب الهجوم الجوي «المدروس» الذي قامت به ضد إسرائيل ليل 13 ــ 14 أبريل (نيسان) الحالي. وحصل القرار على أغلبية كاسحة بلغت 357 صوتاً مقابل 20 صوتاً معارضاً.

واللافت أن المجموعات النيابية المنقسمة تقليدياً داخل البرلمان وضعت جانباً خلافاتها السياسية والآيديولوجية، وحرصت على التعبير جماعياً، عن إدانة الهجوم الإيراني بشدة، بغض النظر عن انتماءاتها.

ويؤكد النص المذكور «ارتياح» النواب الأوروبيين لقرار الاتحاد الأوروبي توسيع نظام العقوبات على إيران ليشمل «الجهات المصدّرة والمنتجة للمسّيرات والصواريخ - المستخدمة في الهجوم الإيراني - إلى روسيا والشرق الأوسط، ويطالب بوضعها موضع التنفيذ بأسرع وقت ممكن مع الدعوة إلى توسيع دائرة المعنيين بهذه العقوبات أكانت كيانات أو أفراداً، بما في ذلك من يراهم القرار «وكلاء» أو «أذرع» إيران في المنطقة، ويسمي منهم الحوثيين في اليمن و«حزب الله» في لبنان.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة البرلمان الأوروبي روبرت متسولا ووزير الشؤون الأوروبية الفرنسي جان نويل بارو الجمعة بمقر البرلمان الأوربي في ستراسبورغ (إ.ب.أ)

عزلة إيران

يذهب القرار أبعد من ذلك؛ إذ يدعو إلى فرض عقوبات إضافية على المصارف الإيرانية وقطاع النفط الخاضعة أصلاً لمجموعة من العقوبات السابقة. وفي حين يندد بسياسة إيران «المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط» بما فيها دعمها «حماس»، فإن القرار تضمن إدانة للهجمات التي ينفذها من يصفهم بـ«وكلاء» إيران قبل وأثناء الهجوم الجوي على إسرائيل.

وفي المقابل، يمر القرار سريعاً على تدمير الطيران الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق، حيث يكتفي بالتعبير عن «الأسف» لهذا العمل الذي لم تعمد إسرائيل إلى تبينه رسمياً، لكن مسؤولية إسرائيل فيه لا تقبل النقاش.

وحضّ القرار على «احترام حصانة المقرات الديبلوماسية والقنصلية» بشكل دائم وفق منطوق القوانين الدولية، ولم يفت النواب الأوروبيين تأكيد التزامهم بـ«أمن إسرائيل وأمن مواطنيها» والتحذير من تصاعد العنف وما يمثله من تهديد على الأمن الإقليمي. وفي جانب آخر، يطالب القرار طهران باحترام تعهداتها النووية ولا التعبير عن قلقهم للتصعيد الحاصل في المنطقة.

بيد أن البند الخلافي في القرار يتناول الدعوة إلى ضم «الحرس الثوري» الإيراني إلى لائحة المنظمات الإرهابية الأوروبية، ويشير بيان صادر عن البرلمان إلى أن القرار الجديد «يعيد التذكير بدعوات سابقة» مماثلة بخصوص «الحرس الثوري» وضرورة ضمه إلى لائحة الإرهاب الأوروبية «بسبب أنشطته الخبيثة» ويحث بالتوازي على وضع «حزب الله» اللبناني بجناحيه العسكري والسياسي على اللائحة المذكورة، علماً أن هذه اللائحة تتضمن فقط الجناح العسكري للحزب.

بداية، تتعين الإشارة إلى أن البرلمان استمع يوم الأربعاء، 24 أبريل، قبل يوم واحد من التصويت، إلى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، الذي ألقى كلمة عبّر فيها بوضوح عن اعتراضه، من جهة، على قطع العلاقات الديبلوماسية مع طهران، وهو غاب عن نص القرار المصوّت عليه، ومن جهة ثانية على تصنيف «الحرس الثوري» تنظيماً إرهابياً.

وأشار بوريل إلى أنه على اتصال دائم مع وزير الخارجية الإيراني لـ«تحذيره من خطورة هذه الهجمات على المنطقة بأكملها»، وذكَّر في كلمته بإدانة الاتحاد الأوروبي إيران بعد هجومها على إسرائيل في 13 أبريل الحالي.

وأكد بوريل وجود توافق سياسي بين دول الاتحاد على توسيع العقوبات المفروضة على إيران، مذكراً بأن هناك «نظام عقوبات شاملاً» أوروبياً ضد إيران. وأشار إلى وجود شخصيات من «الحرس الثوري» الإيراني في إطار عقوبات تطبق بسبب «نشر إيران أسلحة الدمار الشامل، وانتهاكها حقوق الإنسان، وتوريد الطائرات من دون طيار إلى روسيا». وأردف: «تصنيف (الحرس الثوري) الإيراني منظمة إرهابية لن يكون له أثر عملي».

جوزيب بوريل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية متحدثاً إلى البرلمان الأوروبي الأربعاء الماضي (المفوضية الأوروبية)

الهجوم الشخصي على بوريل

ليست المرة الأولى التي يرفض فيها بوريل الاستجابة لطلب من هذا النوع. وسبق له أن ساق حجة قانونية كررها في 17 أبريل، وهي تمثل الموقف الأوروبي من «الحرس الثوري» وقوامها أن الاتحاد ليس له القدرة على تصنيفه تنظيماً إرهابياً «بغياب سلطة وطنية» أوروبية (أي دولة أوروبية) أدانته لتورطه في أنشطة إرهابية.

وقال بوريل: «لا علم للاتحاد بوجود أي حالة من هذا القبيل، ولكنني سأطلب من الهيئة الديبلوماسية معاودة فحص هذه المسألة مجدداً».

ليس سراً أن هناك حملة على بوريل من مجموعات سياسية تتهمه بـ«ممالأة» إيران، فالنائب الهولندي بيرت جان رويسن اتهم طهران الأربعاء الماضي بأنها «تسعى لإزالة إسرائيل من خريطة العالم». والأهم أنه وصف تصريحات وحجج بوريل الخاصة بالحاجة إلى صدور حكم قضائي بأنها «هراء»، مؤكداً أن «الذراع الطويلة لهذه المؤسسة العسكرية وصلت أيضاً إلى الأراضي الأوروبية».

وفي السياق عينه، اتهم النائب السويدي تشارلي فايمرز المسؤول الأوروبي بـ«الكذب»، مشيراً إلى قرار «سري» لمجلس الاتحاد الأوروبي يقول إنه «لا حاجة إلى حكم قضائي من محكمة أوروبية لتصنيف (الحرس الثوري) تنظيماً إرهابياً».

وتوجّه النائب المذكور إلى بوريل مباشرة بقوله: «إيران ستفتقدك حتماً»، ملمحاً إلى أن ولايته ستنتهي بعد الانتخابات الأوروبية وبعد تشكيل المفوضية الجديدة، إلا إذا قرر الأعضاء الـ27 استمراره في موقعه.

بداية، تتعين الإشارة إلى أن قرارات البرلمان الأوروبي ليست ملزمة للاتحاد، حيث إن رسم السياسة الخارجية تعود للمجلس الأوروبي مجتمعاً والتنفيذ مناط بالممثل الأعلى للسياسة الخارجية والشؤون الأمنية بالتعاون مع رئيس المجلس.

بيد أن ما يصدر عن البرلمان لا يعني أن لا فائدة أو أهمية له؛ ذلك أن ما حصل الخميس يبين أمراً أساسياً، وهو أن البرلمان تبنى تماماً وبأكثرية ساحقة السردية الإسرائيلية، وبانت عزلة إيران بشكل قاطع.

والسبب في ذلك أن هجمات الثالث عشر من أبريل أظهرت إسرائيل على أنها الضحية ولم تفِد جهود طهران السياسية والديبلوماسية في ربط الهجوم بتدمير قنصليتها في دمشق، وبكلام آخر، فإن الهجوم المذكور أفاد، بمعنى ما، إسرائيل التي تزايدت عليها الضغوط الدولية بسبب ما ترتكبه في غزة منذ ما يزيد على ستة أشهر.

وما يلفت النظر في قرار البرلمان الأوروبي، اللهجة المخففة في الحديث عن القنصلية الإيرانية، حيث قضى مجموعة من كبار ضباط «الحرس الثوري»؛ إذ اكتفى البرلمان بـ«خدمة الحد الأدنى» حتى أنه لم يذهب إلى حد لوم إسرائيل.

أما الأمر الآخر، فيتناول صورة بوريل الشخصية الذي لم يتردد منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في التنديد بالخراب في غزة وبسقوط عشرات الآلاف من المدنيين، وآخر ما قاله إن ما يحدث في غزة يشبه دمار المدن الألمانية في الحرب العالمية الثانية.

ومواقف بوريل جعلته هدفاً للسهام الإسرائيلية ولأصدقاء إسرائيل داخل الاتحاد وخارجه. وحتى اليوم، لم يغيّر مواقفه والمرجح أنه لن يفعل، وهو على بعد مسافة قصيرة من استحقاق الانتخابات الأوروبية.


البرلمان الأوروبي يصوّت بالأغلبية لفرض عقوبات على إيران

لوحة التصويت على قرار البرلمان الأوروبي نشرتها النائبة دريا صافي في حسابها على «إكس»
لوحة التصويت على قرار البرلمان الأوروبي نشرتها النائبة دريا صافي في حسابها على «إكس»
TT

البرلمان الأوروبي يصوّت بالأغلبية لفرض عقوبات على إيران

لوحة التصويت على قرار البرلمان الأوروبي نشرتها النائبة دريا صافي في حسابها على «إكس»
لوحة التصويت على قرار البرلمان الأوروبي نشرتها النائبة دريا صافي في حسابها على «إكس»

في قرار غير ملزم، صوّت البرلمان الأوروبي بالأغلبية على دعوة اتحاد القارة العجوز لمراجعة استراتيجيته تجاه إيران.

وصوّت البرلمان، ليل الخميس – الجمعة، بالأغلبية على القرار بمشاركة 435 عضواً، وأظهرت النتائج أن 357 عضواً منحوا أصواتهم لصالح القرار.

وشمل القرار أيضاً، دعوة الاتحاد الأوروبي لتوسيع العقوبات على إيران، وتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، رداً على الهجمات الإيرانية على إسرائيل.

وأكد قرار البرلمان على تنفيذ القرارات السابقة للبرلمان الأوروبي، بما في ذلك تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي.

اجتماع وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ (د.ب.أ)

وقبل التصويت، قال بيرت جان رويسن، ممثل هولندا في البرلمان الأوروبي، إن إيران «قوة مزعزعة في الشرق الأوسط»، وأضاف أن هجومها الأخير على إسرائيل أثبت ذلك مرة أخرى.

وأطلقت إيران ليل 13 أبريل (نيسان) مئات المُسيّرات والصواريخ على إسرائيل، في أول هجوم إيراني مباشر على الدولة العبرية، واستهدفت هجمات، نُسبت إلى إسرائيل، وسط إيران، الأسبوع الماضي، لكن إيران قلّلت من أهميتها.

وقالت هانا نيومان، عضو البرلمان الأوروبي، إن القرار «يدين هجمات النظام الإيراني على إسرائيل»، ويطلب من جميع الأطراف تجنّب المزيد من التصعيد، وبذل جهود دبلوماسية لتهدئة التوترات.

وكتبت نيومان على منصة «إكس»: «بعد الاتفاق السياسي بشأن العقوبات الأسبوع الماضي، لا يمكن أن نتحمل المزيد من التأخير».

وعلى حد تعبير رويسن، فإن «النظام الإيراني يسعى إلى إزالة إسرائيل من خريطة العالم، ولتحقيق هذا الهدف، فهو يدعم الجماعات الوكيلة له مثل (حماس) و(حزب الله)».

ويتجادل نواب الاتحاد الأوروبي في إمكانية تصنيف «الحرس الثوري» منظمة إرهابية، وقال جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، إنه «لا يمكن إضافة الحرس الثوري إلى قائمة الجماعات الإرهابية حتى تعترف بذلك محكمة في الدول الأعضاء في الاتحاد».

وعلق رويسن على ذلك بالقول: «ما يقوله بوريل مجرد هراء»، وإن «الذراع الطويلة لهذه المؤسسة العسكرية قد وصلت إلى أوروبا».

وكانت تقارير صحافية بريطانية قد أشارت، مطلع أبريل (نيسان)، إلى أن «إيران تستخدم جماعات إجرامية منظمة لمهاجمة أهدافها في أوروبا».

توسيع العقوبات

وكان أعضاء الاتحاد الأوروبي قد اتفقوا على توسيع العقوبات على إيران لمواجهة برنامج الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية، فضلاً عن نقلها إلى القوات الوكيلة لطهران.

واجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد في لوكسمبورغ، في 22 أبريل (نيسان)، لدراسة عقوبات جديدة على إيران.

وأعلنت الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا، الخميس، حزمة جديدة من العقوبات على أفراد وشركات إيرانية تستهدف الطائرات المسيّرة والسلع الأولية الإيرانية، بما في ذلك استعانة روسيا بالطائرات المسيّرة الإيرانية في الحرب بأوكرانيا.

وأظهر إشعار رسمي أن بريطانيا أدرجت 6 عناصر جديدة في قطاع الدفاع لتورطهم فيما وصفته بأنه «نشاط عدائي» من جانب الحكومة الإيرانية.

وذكرت الحكومة البريطانية، في بيان صحافي، أن الحزمة الجديدة من العقوبات جرى الإعلان عنها بالتنسيق مع كل من الولايات المتحدة وكندا بعد مجموعة أولى من العقوبات، الأسبوع الماضي.


الجيش الإسرائيلي يعلن قصف بنية تحتية لـ«حزب الله» جنوب لبنان

أرشيفية لقصف إسرائيلي جنوب لبنان (المركزية)
أرشيفية لقصف إسرائيلي جنوب لبنان (المركزية)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف بنية تحتية لـ«حزب الله» جنوب لبنان

أرشيفية لقصف إسرائيلي جنوب لبنان (المركزية)
أرشيفية لقصف إسرائيلي جنوب لبنان (المركزية)

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الجمعة)، إنه قصف بنى تحتية لـ«حزب الله» اللبناني في كفرشوبا ومركبا جنوب لبنان، وذلك بعد إعلان «حزب الله» استهداف قافلة عسكرية إسرائيلية في المنطقة ذاتها.

وأشار بيان للجيش الإسرائيلي إلى أن طائراته نفذت «قبل قليل» قصفاً للبنى التحتية للحزب بعد رصد إطلاق صاروخين مضادين للدبابات من لبنان صوب شمال إسرائيل.

وأضاف: «المدفعية والدبابات ردت على مصادر النيران في منطقة شبعا جنوب لبنان».

وفي وقت سابق، أعلن «حزب الله» نجاحه في تدمير آليتين إسرائيليتين في «كمين مركب» قرب ‏موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ليل الخميس.

وذكر البيان أن مقاتلي الحزب أعدوا الكمين المركب من الصواريخ الموجهة والمدفعية والأسلحة الصاروخية لقافلة مؤللة قرب ‏موقع رويسات العلم.


إطلاق سراح 6 من حرس الحدود الإيرانيين اعتقلتهم حركة «طالبان»

مقاتلون من «طالبان» يحرسون حاجزاً في المناطق القبلية الباكستانية (أرشيفية)
مقاتلون من «طالبان» يحرسون حاجزاً في المناطق القبلية الباكستانية (أرشيفية)
TT

إطلاق سراح 6 من حرس الحدود الإيرانيين اعتقلتهم حركة «طالبان»

مقاتلون من «طالبان» يحرسون حاجزاً في المناطق القبلية الباكستانية (أرشيفية)
مقاتلون من «طالبان» يحرسون حاجزاً في المناطق القبلية الباكستانية (أرشيفية)

أفادت وكالة «مهر» الإيرانية، يوم الخميس، بإطلاق سراح ستة من حرس الحدود الإيرانيين كانت حركة «طالبان» الأفغانية قد اعتقلتهم شرق البلاد.

ونقلت الوكالة عن مصدر وصفته بالمطّلع، ومصادر محلية أخرى في ولاية فراه أن «طالبان» كانت قد اعتقلت هؤلاء الستة في منطقة ميلك فراه الحدودية.

وقالت المصادر، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، إنه جرى إطلاق سراح عناصر حرس الحدود «بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة».


إيران... انتقادات حادة لحكم الإعدام على مغني الراب توماج صالحي

توماج صالحي في إحدى أغنياته (يوتيوب)
توماج صالحي في إحدى أغنياته (يوتيوب)
TT

إيران... انتقادات حادة لحكم الإعدام على مغني الراب توماج صالحي

توماج صالحي في إحدى أغنياته (يوتيوب)
توماج صالحي في إحدى أغنياته (يوتيوب)

أثار إصدار حكم الإعدام على مغني الراب الإيراني المعارض، توماج صالحي، غضباً واسعاً في الأوساط الإيرانية، ومنظمات حقوق إنسان، وقوبل بانتقادات من عدة أطراف غربية.

وذكرت وسائل إعلام رسمية، الخميس، أن القضاء الإيراني أكد صدور حكم بإعدام صالحي، لكنه أشار إلى أنه يحق له تخفيف العقوبة.

وقال أمير رئيسيان، محامي صالحي، لصحيفة «شرق»، الأربعاء، إن محكمة «الثورة» الإيرانية المعنية بالاتهامات السياسية والأمنية، قضت بإعدام موكله لإدانته بتهم مرتبطة بالاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي هزت البلاد في عامي 2022 و2023.

وألقي القبض على صالحي في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 بعد الإدلاء بتصريحات علنية داعمة للاحتجاجات التي عمت البلاد وأشعل فتيلها وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني، التي كانت تبلغ من العمر 22 عاماً، بعد اعتقال شرطة الأخلاق بدعوى «سوء الحجاب».

وحُكم عليه عام 2023 بالسجن ست سنوات وثلاثة أشهر، لكنه نجا من عقوبة الإعدام بقرار من المحكمة العليا.

وأكدت إدارة الإعلام بالسلطة القضائية، الخميس، صدور حكم بإعدام صالحي للمرة الثانية لاتهامه «بالإفساد في الأرض»، موضحة أنه يحق للمتهم طلب تخفيف العقوبة بسبب «تعبيره عن الندم وتعاونه مع السلطات».

وأمام صالحي 20 يوماً للاستئناف على الحكم أمام المحكمة العليا. وذكرت إدارة إعلام السلطة القضائية أنه في حال تأييد الحكم فإن لجنة العفو بالسلطة القضائية ستراجع قضيته وقد تخفف العقوبة.

ورفضت المحكمة العليا الإيرانية في عام 2023 الاتهامات الموجهة لصالحي «بالإفساد في الأرض»، وهي جريمة يعاقب عليها بالإعدام في القوانين الإيرانية. إلا أن قرار المحكمة لم يُطبق، وهو ما وصفه محامي صالحي بأنه «إجراء غير مسبوق» من جانب القضاء.

واشتهر صالحي بإطلاق أغانٍ مثيرة للجدل تدعم الاحتجاجات العامة والإضرابات العمالية خلال السنوات الأخيرة. وحظيت أغنياته التي ينتقد فيها سياسات النظام الإيراني، مثل: «الحياة العادية» و«تركمانشاي» و«ثقب الفأر» بإشادة واسعة بين الإيرانيين.

وانتشر وسم «#حرروا توماج» على منصات التواصل الاجتماعي مثل منصة «إكس» وطالب روادها بالإفراج الفوري عنه.

وكتب المغني مهدي يراحي، الذي واجه بدوره حكماً بالسجن بسبب الاحتجاجات، عبر «إكس» أن «خبر إعدام توماج صالحي يشبه كوميديا سوداء بسبب افتقاره المفرط إلى الأسس... أطلقوا سراح أخي دون قيد أو شرط، لكي لا يحرق دخان هذه النار عيونكم».

وكتب الصحافي والناشط تقي رحماني، زوج الناشطة نرجس محمدي الحائزة على جائزة نوبل للسلام: «عطش حكم الموت والإعدام أصبح إدماننا للجهاز القضائي الإيراني... حكم الإعدام ضد توماج، إعدام للصوت الذي سيبقى... هذا الحكم مدان».

وقال المحامي سعيد دهقان، المقيم في طهران على منصة «إكس»: «في اليوم الذي صدر حكم الإعدام بحق توماج صالحي، بوصف الحكم أحد منتجات (الحرس الثوري) لا يزال جوزيب بوريل (مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي) يبحث عن أسس قانونية لفرض (الحرس الثوري) على قائمة الإرهاب، كل هذا بعد رؤية المنتجات السابقة، لهذا الجهاز المسلح والأمني - الإرهابي في إيران والشرق الأوسط وأوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية».

ويتولى دهقان الدفاع عن محتجزين غربيين، بما في ذلك بعض مزدوجي الجنسية في طهران.

دولياً، استنكر مكتب المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران هذا الحكم، واصفاً إياه في بيان على منصة «إكس» بأنه مثال على «الانتهاكات الوحشية التي يرتكبها النظام بحق مواطنيه، وتجاهل حقوق الإنسان، والخوف من التغيير الديمقراطي الذي يسعى إليه الشعب الإيراني».

ولاحقاً، أكّدت وزارة الخارجية الفرنسية أنّ عقوبة الإعدام الصادرة في حق مغني الراب الإيراني توماج صالحي «غير مقبولة».

وقالت الوزارة في بيان: «تدين فرنسا بشدّة هذا القرار، الذي يُضاف إلى أحكام الإعدام الكثيرة الأخرى وعمليات الإعدام غير المبرّرة المرتبطة باحتجاجات خريف 2022 في إيران»، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».


بايدن وزعماء 17 دولة يدعون «حماس» إلى إطلاق الرهائن

أقارب الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ هجمات 7 أكتوبر يحتجون خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب الخميس (أ.ف.ب)
أقارب الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ هجمات 7 أكتوبر يحتجون خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب الخميس (أ.ف.ب)
TT

بايدن وزعماء 17 دولة يدعون «حماس» إلى إطلاق الرهائن

أقارب الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ هجمات 7 أكتوبر يحتجون خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب الخميس (أ.ف.ب)
أقارب الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ هجمات 7 أكتوبر يحتجون خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب الخميس (أ.ف.ب)

أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن بياناً مشتركاً مع زعماء 17 دولة أخرى، دعوا فيه حركة «حماس» إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين منذ 7 أكتوبر 2023، باعتباره الطريق الحقيقي لإنهاء الأزمة في غزة.

وأكد البيان أن الاتفاق المطروح على الطاولة لإطلاق سراح الرهائن، ووقف فوري وطويل الأمد لإطلاق النار في غزة، وتسهيل زيادة المساعدات الإنسانية لجميع أنحاء غزة، وإنهاء الأعمال العدائية، سيمكن سكان غزة في حال تنفيذه من العودة إلى منازلهم وأراضيهم مع الاستعدادات المسبقة لضمان المأوى والمؤن الإنسانية.

وشارك في البيان قادة الدول التي تحتجز «حماس» مواطنيها: الأرجنتين والنمسا والبرازيل وبلغاريا وكندا وكولومبيا والدنمارك وفرنسا وألمانيا والمجر وبولندا والبرتغال ورومانيا وصربيا وإسبانيا وتايلاند وبريطانيا والولايات المتحدة.

وقال مسؤول كبير بالبيت الأبيض للصحافيين، صباح الخميس: «إن مصير الرهائن والسكان المدنيين في غزة الذين يتمتعون بالحماية بموجب القانون الدولي يثير قلقاً دولياً، وقد ناقشنا مع عواصم الدول المشاركة في البيان الوضع الحالي المقلق للرهائن، وعناصر الصفقة المطروحة على (حماس)، بما يؤدي إلى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، وإطلاق سراح النساء والمسنين والمرضى الرهائن ومرحلة ثانية، ثم استعادة دائمة للهدوء، وإطلاق سراح الرهائن، هو خريطة الطريق لإنهاء الأزمة، وقد عملنا على التفاصيل الدقيقة على هذه الصفقة لكن (حماس) رفضتها».

وأشار المسؤول إلى أن الاتفاق المطروح على الطاولة أمام «حماس» لإطلاق سراح الرهائن من شأنه أن يؤدي إلى وقف فوري وطويل الأمد لإطلاق النار في غزة، وزيادة دخول المساعدات الإنسانية الضرورية في جميع أنحاء غزة، وإنهاء الأعمال العدائية. وشدد على ضرورة إنهاء أزمة الرهائن حيث يتم تركيز الجهود على إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

فيديو الرهينة الأميركي

صورة مأخوذة من مقطع فيديو نشره المكتب الإعلامي لـ«حماس» للرهينة الأميركي هيرش غولدبرغ بولين (أرشيفية - أ.ف.ب)

وأشار المسؤول إلى أن البيت الأبيض تلقى الفيديو الخاص بالرهينة هيرش غولدبرغ بولين، الاثنين الماضي، وهو الفيديو الذي ظهر فيه الرهينة الأميركي ويده مبتورة، ويتوسل من أجل إنهاء الكابوس الذي يعيشه. وأوضح أن البيت الأبيض على اتصال مع عائلات الرهائن والدول التي تعمل وسطاء لإخراج جميع الرهائن.

وكان الرئيس بايدن قد استقبل، مساء الأربعاء، الطفلة أبيجيل مورا دون، وأسرتها وهي الفتاة البالغة من العمر أربع سنوات، التي قُتل والداها في هجمات السابع من أكتوبر، والتي تم تأمين إطلاق سراحها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

صور للرهائن لدى «حماس» المنشورة في الحرم الجامعي بالقرب من مخيم حيث يحتج الطلاب لدعم الفلسطينيين في جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك الأربعاء (رويترز)

واعترف المسؤول الأميركي الكبير بأن محادثات إطلاق سراح الرهائن «صعبة للغاية»، مشيراً إلى ضرورة تسليط الضوء على أن «حماس» تحتجز رهائن، وتطلق أشرطة فيديو لهم، وترفض السماح بعودتهم إلى عائلاتهم، وإذا قاموا بإطلاق سراحهم فسوف تنتهي هذه الأزمة.

وشدد المسؤول الأميركي على أن المطروح على الطاولة يلبي جميع المطالب التي طالبت بها «حماس»، مشيراً إلى أنه يتعين على «حماس» إطلاق سراح الفئة الضعيفة من الرهائن لتحريك الأمور، وقال: «إنها مفاوضات وتكتيكات وخلافات أحياناً، وأعتقد أن وجهة نظر المصريين والقطريين أن الإجابة التي جاءت من (حماس) لم تكن بناءة على الإطلاق، ونسمع أشياء من قادة (حماس) في الخارج وأشياء أخرى من قيادة (حماس) في الداخل التي تبدو مصممة على البقاء تحت الأرض واحتجاز الرهائن».

ارتباط مشروط

وحول الخطة الإسرائيلية لاجتياح رفح على أربع مراحل، ومدى جدية إسرائيل في إجلاء المدنيين واتهامات «حماس» بأن إسرائيل هي التي تعرقل إبرام صفقة، قال المسؤول إن الاتفاق الموجود يسمح بعودة غير مقيدة للمدنيين في رفح إلى شمال قطاع غزة، وقال: «هذه هي الطريقة التي تم بها هيكلة الصفقة وتقسيمها على مراحل على مدار وقف إطلاق النار، ولكي يتمكن الناس من التحرك بأمان لا بد أولاً من وقف إطلاق النار الذي يأتي مع صفقة إطلاق سراح الرهائن».

وأضاف: «على مدار الأسابيع الأولى من وقف إطلاق النار سيتم تهيئة الظروف لعودة السكان إلى شمال غزة، وهذا يعني إرسال بعثة للأمم المتحدة للتأكد من أن الأمور جاهزة، وعند تلك النقطة ستكون هناك عودة للناس إلى الشمال، بسبب الدمار الكبير في الشمال لا بد من توفير ملاجئ، لكن العودة غير المقيدة إلى الشمال هي جزء من الصفقة، وقمنا بتحديد الشروط بشكل واضح».

واستبعد المسؤول أن تكون هناك مخاطر على المدنيين إذا تم الالتزام بشروط ومراحل الصفقة، وقال: «الطريقة التي تمت بها صياغة الصفقة على مدى أشهر عديدة من المفاوضات التفصيلية للغاية تجعل المضي قدماً، والتنسيق مع خبراء المجال الإنساني يمكّن القيام بها بأمان... إذا تم إطلاق سراح النساء وكبار السن والجرحى، فسيكون هناك وقف لإطلاق النار، وعلى مدار فترة وقف إطلاق النار هذه، يتم التأكد من تهيئة الظروف ثم العودة غير المقيدة إلى الشمال».

رفض السنوار

زعيم «حماس» في قطاع غزة يحيى السنوار (أرشيفية - د.ب.أ)

وشدد المسؤول الأميركي على أن قبول الصفقة أمر متروك لشخص واحد، في إشارة إلى السنوار وقال: «الأمر متروك لشخص واحد لقبول الصفقة»، واعترف المسؤول الكبير بأن يحيى السنوار كان العائق الرئيسي في إحراز نجاح في المفاوضات التي تمت مع قادة «حماس» في الخارج، وأكد أنه صانع القرار النهائي، وقال: «الجواب الذي يأتي دائماً من السنوار حول الموافقة على إطلاق الفئات الضعيفة من الرهائن مقابل وقف إطلاق النار وتوفير الإغاثة لسكان غزة هو: لا، وهو يرفض الصفقة ويصر على احتجاز هذه الفئات الضعيفة من الرهائن».


عقوبات أميركية - بريطانية تستهدف برنامج «المسيّرات» الإيرانية

أشخاص يمشون أمام لافتة دعائية تصور صواريخ وطائرات مسيّرة في طهران السبت الماضي (أ.ف.ب)
أشخاص يمشون أمام لافتة دعائية تصور صواريخ وطائرات مسيّرة في طهران السبت الماضي (أ.ف.ب)
TT

عقوبات أميركية - بريطانية تستهدف برنامج «المسيّرات» الإيرانية

أشخاص يمشون أمام لافتة دعائية تصور صواريخ وطائرات مسيّرة في طهران السبت الماضي (أ.ف.ب)
أشخاص يمشون أمام لافتة دعائية تصور صواريخ وطائرات مسيّرة في طهران السبت الماضي (أ.ف.ب)

أعلنت الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا، اليوم الخميس، فرض حزمة جديدة من العقوبات على أفراد وشركات إيرانية تستهدف الطائرات المسيّرة والسلع الأولية الإيرانية، بما في ذلك استعانة روسيا بالطائرات المسيّرة الإيرانية في الحرب بأوكرانيا.

وجاءت الخطوة بعدما اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الاثنين، من حيث المبدأ على توسيع نطاق العقوبات على طهران من خلال الموافقة على تمديد الإجراءات التقييدية على صادرات طهران من الطائرات المسيّرة والصواريخ إلى وكلاء إيران وروسيا.

وأظهر إشعار رسمي أن بريطانيا أدرجت 6 عناصر جديدة في قطاع الدفاع لتورطهم فيما وصفته بأنه «نشاط عدائي» من جانب الحكومة الإيرانية.

وذكرت الحكومة البريطانية، في بيان، أن هذه الحزمة الجديدة من العقوبات جرى الإعلان عنها بالتنسيق مع كل من الولايات المتحدة وكندا بعد مجموعة أولى من العقوبات التي أُعلنت يوم الخميس الماضي.

وأوضح البيان أن العقوبات التي أعلن عنها اليوم تستهدف شخصين وأربع شركات «متورطة في شبكة لإنتاج الطائرات المسيرة الإيرانية».

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن «الهجوم الخطير الذي شنه النظام الإيراني على إسرائيل عرض للخطر حياة آلاف المدنيين وهدد بمزيد من التصعيد في المنطقة».

وأضاف كاميرون: «اليوم ترسل المملكة المتحدة وشركاؤنا رسالةً واضحةً بأننا سنحاسب المسؤولين عن السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار... إلى جانب شركائنا، سنواصل تضييق الخناق على قدرة إيران على تطوير هذه الأسلحة الفتاكة وتصديرها».

وفي إطار سعيها إلى تكثيف الضغوط على طهران، قالت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، إن العقوبات المفروضة، بالتنسيق مع بريطانيا وكندا، تستهدف أكثر من 12 كياناً وفرداً وسفينةً تتهمهم وزارة الخزانة بالاضطلاع بدور في تسهيل وتمويل بيع سري لطائرات مسيّرة إيرانية إلى وزارة الدفاع الإيرانية.

وذكرت وزارة الخزانة أن واشنطن استهدفت أيضاً شركتين وسفينة ضالعة في شحن السلع الأولية الإيرانية. وقالت إنها تدعم «الحرس الثوري» الإيراني وجهود الحرب الروسية في أوكرانيا.

وقال برايان نيلسون، وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية: «تواصل وزارة الدفاع الإيرانية زعزعة الاستقرار في المنطقة والعالم بدعمها للحرب الروسية في أوكرانيا والهجوم غير المسبوق على إسرائيل، وتزويد وكلاء إرهابيين بطائرات مسيرة ومعدات عسكرية خطيرة أخرى».

وأضاف: «ستواصل الولايات المتحدة، بالتنسيق الوثيق مع شركائنا البريطانيين والكنديين، استخدام كل السبل المتاحة لمكافحة من يموّلون أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار».


صور الأقمار الصناعية تكشف "تمويه" إيران بعد الضربة إسرائيلية

علامات الحروق تحيط بطاريات رادار بالقرب من مطار دولي وقاعدة جوية في أصفهان الاثنين الماضي (بلانت لبس - أ.ب)
علامات الحروق تحيط بطاريات رادار بالقرب من مطار دولي وقاعدة جوية في أصفهان الاثنين الماضي (بلانت لبس - أ.ب)
TT

صور الأقمار الصناعية تكشف "تمويه" إيران بعد الضربة إسرائيلية

علامات الحروق تحيط بطاريات رادار بالقرب من مطار دولي وقاعدة جوية في أصفهان الاثنين الماضي (بلانت لبس - أ.ب)
علامات الحروق تحيط بطاريات رادار بالقرب من مطار دولي وقاعدة جوية في أصفهان الاثنين الماضي (بلانت لبس - أ.ب)

أظهر تحليل جديد الأقمار الصناعية أن إيران حاولت التستر على ضربة المطار العسكري في أصفهان «لحفظ ماء الوجه»، عبر استبدال منظومة رادار مدمرة بعد وقت قصير من الضربة الإسرائيلية، فيما هدد قائد الجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي، بتوجيه ضربات صاروخية لأي موقع في إسرائيل إذا لزم الأمر.

ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، اليوم الخميس، عن موسوي قوله «إذا ارتكب الإسرائيليون خطأ آخر سنوجه رداً أقوى هذه المرة»، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تسعى إلى توسيع نطاق الحرب، لكنها في حرب الإرادات سترد على أي اعتداء بقوة أكبر من السابق»، حسب وكالة «أرنا» الرسمية.

وقال موسوي إن عملية «الوعد الصادق» جرت بمحورية الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، و«تآزر» الجيش ووزارة الدفاع، و«توجيهات» هيئة الأركان. وأضاف: «قوة الردع الإيرانية فاجأت الأعداء».

أشخاص يتجمعون حول بقايا صاروخ باليستي إيراني تم اعتراضه بالقرب من البحر الميت في إسرائيل أمس السبت (أ.ب)

وتابع: «قبل 50 عاماً عندما كانت حاملة الطائرات الأميركية تنفصل عن مرساتها، أينما تتجه دفة السفينة، تقشعر جلود تلك الدول من الرعب وتتأهب كل المنطقة، وتعيش حالةً من الخوف والموت، لكن الأوضاع اليوم وصلت إلى حد، يسارع المسؤولون الأميركيون لإرسال عبر الوسطاء بأننا لم نفعل شيئاً (...) يجب ألا ننسى من أي نقطة وصلنا إلى أين؟».

دمّرت ضربة منسوبة إلى إسرائيل، مبنى قنصلية إيران في دمشق، وأودت بسبعة أفراد من «الحرس الثوري»، على رأسهم قائد تلك القوات في سوريا ولبنان، العميد محمد رضا زاهدي.

وردت طهران ليل 13 أبريل (نيسان) بإطلاق أكثر من 300 صاروخ باليستي وكروز ومسيّرة انتحارية، وقالت إسرائيل إنها تمكنت من اعتراض 99 في المائة منها بمساعدة حلفائها، ولم تخلّف سوى أضرار محدودة. وهو أول هجوم مباشر من إيران. وهو رد محسوب فيما يبدو لتجنب نشوب حرب على مستوى المنطقة.

قاعدة جديدة

وقال المرشد الإيراني علي خامنئي لقادة القوات المسلحة، إن «مسألة عدد الصواريخ التي تم إطلاقها أو الصواريخ التي أصابت هدفها ليست السؤال الأساسي، القضية الأساسية هي أن إيران أظهرت قوة إرادتها خلال تلك العملية».

وبعد أيام من حضوره لقاء خامنئي، قال نائب قائد قوات «الحرس الثوري» علي فدوي إن مقتل زاهدي ورفاقه، «أثار طوفاناً وعُوقب العدو بقوة». وأضاف: «كلما أراد الصهاينة تهديد أبناء الثورة، سيعاقبون؛ هذه قاعدة جديدة تم وضعها».

ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية قوله مساء الأربعاء: «توسل الأعداء بكل الطرق حتى لا تتحرك الجمهورية الإسلامية لكننا اتخذنا قراراً حازماً في هذه العملية». وصرح: «عملية (الوعد الصادق) جعلت الصهاينة أضحوكة للعالم أجمع».

ملصق ضخم ضد إسرائيل في العاصمة الإيرانية طهران (إ.ب.أ)

وليل الخميس الجمعة الماضي، وقعت انفجارات في مطار عسكري في محافظة أصفهان قرب منشآت نووية، نسبها مسؤولون أميركيون إلى ردّ إسرائيلي على طهران؛ رد محسوب فيما يبدو لتجنب نشوب حرب على مستوى المنطقة. وقللت إيران من أهمية الواقعة وقالت إنها لا تعتزم الرد عليها.

والاثنين الماضي، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين أن تل أبيب تراجعت عن هجوم مضاد أوسع «تحت وطأة ضغوط دبلوماسية منسقة من الولايات المتحدة وحلفاء أجانب أُخر».

وبدلاً من إرسال طائرات مقاتلة لاقتحام المجال الجوي الإيراني، أطلقت إسرائيل عدداً قليلاً من الصواريخ من طائرات متمركزةً على بعد مئات الأميال غربها، الجمعة، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين واثنين من كبار المسؤولين الغربيين المطلعين على الهجوم.

وكذلك، أرسلت إسرائيل مسيرات هجومية صغيرة، تُعرف باسم المروحيات الرباعية، لإرباك الدفاعات الجوية الإيرانية، طبقاً لما أفاد به المسؤولون الإسرائيليون.

وقال المسؤولون إن صاروخاً أصاب بطارية مضادة للطائرات، الجمعة، في منطقة مهمة استراتيجياً بوسط إيران، بينما انفجر صاروخ آخر في الجو. وقال مسؤول إسرائيلي إن القوات الجوية الإسرائيلية دمرت الصاروخ الثاني عمداً بمجرد أن أصبح من الواضح أن الأول قد بلغ هدفه، لتجنب التسبب في أضرار جسيمة، بينما ذكر مسؤول غربي أن من الممكن أن يكون الصاروخ قد تعطل.

صورة التقطها قمر اصطناعي لقاعدة جوية قرب أصفهان وسط إيران التي استهدفتها الضربة الإسرائيلية (بلانيت لابس بي بي سي - أ.ب)

وتأمل إسرائيل كذلك من وراء الهجوم أن تظهر قدرتها على ضرب تلك البطاريات في جزء من وسط إيران يضم كثيراً من المنشآت النووية الكبرى، بما في ذلك موقع لتخصيب اليورانيوم في نطنز، في إشارة إلى أنه كان بمقدورها الوصول إلى تلك المنشآت إذا شاءت.

تمويه ضد ضربة

ونشرت مجلة «الإيكونوميست» صوراً من القمر الاصطناعي «بلانيت بلاس»، تكشف عن سحب المعدات المتضررة لمنظومة رادار «تومبستون» الروسي الصنع، من الموقع الذي تم استهدافه، وتشغيل بطارية رادار منفصلة من طراز «تشيز بورد (96L6E)».

وقال كريس بيغرز، المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات الجغرافية المكانية الوطنية الأميركية، لمجلة «الإيكونوميست»، إن «المنظومة (المتضررة) مصممة لتعقب التهديدات الجوية والصاروخية القادمة، مما يسمح للصواريخ الاعتراضية بالقضاء عليها».

وأوضح بيغرز أن القوات الإيرانية «أبقت على الأسطوانات القاذفة (للرادار المتضرر)، التي تطلق الصواريخ الاعتراضية، في وضع مستقيم، كما لو كانت جاهزة لإطلاق النار»، وأضاف أن «الإشارة إلى أن الموقع لا يزال قيد التشغيل هي حالة من الإنكار والخداع».

ورأى تحليل المجلة لصورة الأقمار الصناعية أن «من غير المرجح أن تخدع إيران، أميركا، أو إسرائيل، ولدى كل منهما أقمار اصطناعية متطورة، وسوف تدرك أن البطارية معطلة. ولكن الرادار الوهمي يسمح لمروجي الدعاية في البلاد بالزعم بأن كل شيء على ما يرام. ولعل هذا كان سبباً في تجنب أزمة أوسع نطاقاً».

وسعى المسؤولون الإيرانيون للسخرية من الضربة الإسرائيلية، حتى إن وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان قال لشبكة «إن بي سي نيوز» الأميركية إن الأسلحة المستخدمة لتنفيذها كانت «بمستوى ألعاب» الأطفال.

ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قوله، الثلاثاء، إن أي هجوم إسرائيلي آخر على الأراضي الإيرانية يمكن أن يحدث تغييراً كاملاً في الظروف، ويؤدي إلى عدم بقاء شيء من «الكيان الصهيوني».

ودعت إيران وباكستان، في بيان مشترك، (الأربعاء)، مجلس الأمن الدولي، لاتخاذ إجراء ضد إسرائيل.