باريس لوضع «آلام الذاكرة» جانباً وشراكة قوية مع الجزائر

وفد من كبرى الشركات الفرنسية يبحث فرص الاستثمار وتنويعها

TT

باريس لوضع «آلام الذاكرة» جانباً وشراكة قوية مع الجزائر

فيما يبدأ وفد من «حركة الشركات في فرنسا» (جمعية أرباب العمل الفرنسية)، اليوم زيارة إلى الجزائر لبحث تعزيز الشراكة الاقتصادية وتقوية التبادل بين البلدين، أعلن بالجزائر عن تأسيس «التنسيقية الوطنية لأرباب العمل»، تتكون في معظمها، من تنظيمات اقتصادية ومهنيَة تؤيد سياسات حكومة الرئيس تبون الذي يرفع شعار (2022... سنة الإقلاع الاقتصادي).
ويقود الوفد الفرنسي، جوفروا رو بيزيو رئيس المنظمة الفرنسية الكبيرة المعروفة اختصاراً بـ«ميديف»، وسيرافقه أربعون رئيس شركة جميعها تملك استثمارات بالجزائر، في مجالات الطاقة وصناعة السيارات وإنتاج الدواء والصناعات الغذائية والخدمات، والنقل والبناء والأشغال العامة، بحسب ما جاء في بيان للمنظمة أعلن فيه انعقاد «منتدى للأعمال» مشترك بين أرباب العمل بالبلدين، بمناسبة الزيارة التي تدوم يومين.
ويقود هذه التظاهرة الاقتصادية ذات الأبعاد السياسية، من جانب الجزائر، «الكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل» التي يرأسها سامي عقلي.
وذكر بيان «ميديف» أن لقاء رجال الأعمال، «يندرج في إطار العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، ويهدف إلى إعطاء ديناميكية للعلاقات الاقتصادية بين الشركات الفرنسية والجزائرية من جديد،. وسيكون المنتدى، مناسبة للتبادل حول فرص الاستثمار في الجزائر، على خلفية قانون الاستثمار الجديد، الذي يتميز بالاستقرار والشفافية ويضمن التنافس حول فرص التعاون المتاحة بين الشركات في البلدين».
ومرت العلاقات الجزائرية الفرنسية، بنهاية الولاية الأولى للرئيس إيمانويل ماكرون، بتوترات حادة كانت عاكسة لثقل الماضي الاستعماري عليها، والذي حال دون إقامة علاقات طبيعية. وتريد باريس أن تضع ما يسمى «آلام الذاكرة» جانباً، للانطلاق في بناء شراكة اقتصادية قوية. أما الطرف الجزائري، فيتحفظ على تطبيع كامل للعلاقات، ويشترط أن تعترف فرنسا بجرائم فترة الاستعمار وأن تطلب الصفح.
في غضون ذلك، أعلن السبت بالعاصمة، عن إطلاق «التنسيقية الوطنية لأرباب العمل»، من طرف عشرة تنظيمات لأهم رجال الأعمال، في مبادرة تقودها «الكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل». وذكر بيان لـ«التنسيقية» أن الأعضاء «مقتنعون بضرورة توحيد جهود القوى الوطنية الحية وأصحاب النيات الصادقة، من أجل الدفاع عن المصالح الاقتصادية للجزائر، ودعم سياسة السلطات العمومية في إطار سعيها لتحقيق التنمية الاقتصادية».
وأكدت أنها «تريد توحيد وتوجيه جهودنا نحو هدف واحد، وهو تطوير المؤسسة الاقتصادية الوطنية وحمايتها وترقيتها، وبالتالي المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدنا. والأمر لا يتعلق بتأسيس واستحداث منظمة جديدة لأرباب العمل، ولا بلائحة أو تجمع لتقديم الدعم والمساندة... بكل بساطة، التنسيقية التي نستحدثها، مجردة من أي طابع حزبي أو سياسي، فهي تنظيم حدد لنفسه أهدافاً اقتصادية بحتة».
والإشارة إلى «الدعم والمساندة»، تحيل إلى تنظيم أرباب العمل السابق، «منتدى رؤساء المؤسسات»، الذي يوجد رئيسه علي حداد وعدد من أعضائه في السجن بتهم الفساد، والذي يوصف بأنه كان «ركيزة لفساد معمم» خلال فترة حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وأفاد بيان «التنسيقية»، بأن أعضاءها «يفتخرون بتنوعهم وتعددهم وبأن يواصلوا مساهماتهم بصفوف موحدة في مسار بناء وتشييد اقتصاد وطني قوي، بمؤسساته الاقتصادية. وهم ملتزمون، في كل وقت، بوضع الدفاع عن المصالح الاقتصادية للجزائر فوق كل اعتبار، وبمنأى عن كل الخلافات الظرفية والهامشية».
وتابع: «نتطلع لتقوية وتوحيد صفوفنا، من خلال إثراء تجاربنا السابقة ورؤانا المستقبلية بشكل متبادل وتشاركي. نريد توحيد وتوجيه جهودنا نحو هدف واحد، هو تطوير المؤسسة الاقتصادية الوطنية وحمايتها وترقيتها، وبالتالي المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدنا».


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.