نواب أميركيون يطالبون «إف بي آي» بالتحقيق في مقتل أبو عاقلة

السلطة الفلسطينية تدعم موقف واشنطن... وتل أبيب غاضبة

فلسطينيات يحملن صور شيرين أبو عاقلة في 11 مايو (رويترز)
فلسطينيات يحملن صور شيرين أبو عاقلة في 11 مايو (رويترز)
TT
20

نواب أميركيون يطالبون «إف بي آي» بالتحقيق في مقتل أبو عاقلة

فلسطينيات يحملن صور شيرين أبو عاقلة في 11 مايو (رويترز)
فلسطينيات يحملن صور شيرين أبو عاقلة في 11 مايو (رويترز)

طالب 57 نائباً أميركياً من الحزب الديمقراطي، مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، بإجراء تحقيق في مقتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، لأنها تحمل الجنسية الأميركية، مشيرين إلى روايات متباينة حول مقتلها. ووجه النواب رسالة إلى مدير «إف بي آي»، كريستوفر راي، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، قالوا فيها: «نظراً إلى الوضع الهش في المنطقة والتقارير المتضاربة التي تحيط بمقتل شيرين أبو عاقلة، نطلب من وزارة الخارجية ومكتب التحقيقات الفيدرالي فتح تحقيق في مقتلها». وأضافوا: «بصفتها أميركية، كانت أبو عاقلة تتمتع بحق الحماية الكاملة الممنوحة للمواطنين الأميركيين الذين يعيشون في الخارج».
وكان بلينكن قد انتقد أيضاً الشرطة الإسرائيلية لاستخدامها القوة خلال جنازة أبو عاقلة، فيما أعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، خلال مؤتمره الصحافي مساء الجمعة، أن واشنطن تكرر الدعوة «لإجراء تحقيق شامل وشفاف للوقوف على ملابسات مقتل شيرين أبو عاقلة». وأضاف أن التحقيق في الهجمات على وسائل الإعلام المستقلة ومحاكمة المسؤولين عنها أمران في غاية الأهمية. وحث برايس «البلدان في جميع أنحاء العالم على متابعة المساءلة عن الهجمات على الصحافيين في أي مكان»، مؤكداً «الاستمرار في تعزيز حرية وسائل الإعلام وحماية قدرة الصحافيين على أداء وظائفهم دون خوف من العنف أو التهديد بحياتهم أو سلامتهم أو الاحتجاز غير العادل». وقال برايس: «لذا مرة أخرى، كنا واضحين أنه يجب أن يكون هناك تحقيق شفاف وموثوق في مقتل أبو عاقلة، وأن أي تحقيق من هذا القبيل يجب أن يتضمن المساءلة».
وفيما أعلنت إسرائيل أنها «ترجح» مقتل أبو عاقلة، بنيران فلسطينية أو برصاصة طائشة أُطلِقت من بندقية جندي إسرائيلي، أعرب السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل هرتسوغ عن «إحباطه» من الرسالة، قائلاً إن إسرائيل سعت إلى إجراء تحقيق مشترك مع السلطة الفلسطينيّة بمشاركة مراقب أميركي. لكنه أضاف أن مناشدات إسرائيل «وجِهت برفض قاطع من السلطة الفلسطينيّة التي تستخدم بخبث مقتل أبو عاقلة لإثارة حملة دعائية مناهضة لإسرائيل». ودعا هرتسوغ الكونغرس بدلاً من ذلك، إلى الضغط على الجانب الفلسطيني بشأن التحقيق، مضيفاً أن القوات الإسرائيلية «لن تتعمد مطلقاً استهداف الصحافيين».
وقتلت شيرين أبو عاقلة (51 عاماً)، الأسبوع الماضي، برصاصة في الرأس خلال تغطيتها عملية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين في الضفة الغربية. ويؤكد الفلسطينيون أن مصدر الرصاصة جنود إسرائيليون، في حين تقول إسرائيل إنها تحقق لمعرفة ملابسات ما حصل، وطالبت السلطة الفلسطينية بتسليمها الرصاصة التي أصابت أبو عاقلة لتحديد مصدرها.
من جانبها، رحبت السلطة الفلسطينية بموقف الخارجية الأميركية بضرورة إجراء تحقيق شامل في عملية قتل الصحافية شيرين. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، في تصريح مكتوب أمس: «إننا نرحب بدعوة وزارة الخارجية الأميركية لإجراء تحقيق شامل وشفاف في عملية اغتيال شيرين أبو عاقلة، وذلك بعد القرار الإسرائيلي بإغلاق ملف التحقيق الخاص بهذه القضية».
واتهم الفلسطينيون إسرائيل بقتل أبو عاقلة، ثم خرجت إسرائيل بروايات متعددة وغيرتها أكثر من مرة في اليوم الأول، لكن معظمها يشير إلى فرضية أن يكون الفلسطينيون هم من قتلوها قبل أن تقرر إسرائيل أنها لن تحقق في القضية.
من جهتها، جددت حركة «حماس» مطالبتها بتشكيل لجنة تحقيق دولية في جريمة قتل شيرين أبو عاقلة، تجلب الجناة إلى العدالة، وتحاسبهم وتمنع إفلاتهم من العقاب. وقال فوزي برهوم، الناطق باسم الحركة، في تصريح صحافي، إن «قرار ما تسمى المدعية العسكرية الإسرائيلية، تومر يروشالمي، عدم فتح تحقيق في اغتيال مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، دليل على سادية ووحشية الاحتلال القائم على القتل بدم بارد، وعدم الاكتراث بالقوانين والمجتمع الدولي الذي يتحمل مسؤولية تاريخية عن تقصيره في محاسبة مجرمي الحرب الذين تلطخت أيديهم بدماء شعبنا الفلسطيني».
وأكد برهوم على عدم ثقة الشعب الفلسطيني بأي لجان تحقيق تشرف عليها حكومة الاحتلال. ودعا المؤسسات الدولية ذات الصلة إلى التحرك العاجل لمحاكمة قادة الاحتلال «على هذه الجريمة وكل جرائمهم وانتهاكاتهم بحق الشعب الفلسطيني كمجرمي حرب أمام محكمة الجنايات الدولية».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

إحباط هجوم لـ«فلول النظام» على ثكنة باللاذقية واعتقال 4

قوات الأمن السورية تفرض سيطرتها في منطقة الساحل بعد أحداث اللاذقية وطرطوس (د.ب.أ)
قوات الأمن السورية تفرض سيطرتها في منطقة الساحل بعد أحداث اللاذقية وطرطوس (د.ب.أ)
TT
20

إحباط هجوم لـ«فلول النظام» على ثكنة باللاذقية واعتقال 4

قوات الأمن السورية تفرض سيطرتها في منطقة الساحل بعد أحداث اللاذقية وطرطوس (د.ب.أ)
قوات الأمن السورية تفرض سيطرتها في منطقة الساحل بعد أحداث اللاذقية وطرطوس (د.ب.أ)

قال مصدر في وزارة الدفاع السورية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس إنه تم القبض على أربعة من مجموعة مسلحة من «فلول النظام السابق» حاولت مهاجمة ثكنة عسكرية في ريف اللاذقية على الساحل الغربي للبلاد.

ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر بوزارة الدفاع قوله «بعد اشتباكات تمكن عناصر حراسة الثكنة من إفشال هجومهم وإلقاء القبض على 4 منهم». وقال مصدر أمني في طرطوس، الواقعة على ساحل البحر المتوسط في غرب سوريا أيضا، للوكالة الرسمية يوم الأربعاء إنه تم العثور على جثامين تسعة من أفراد قوات الأمن العام والشرطة قرب بلدة بارمايا في ريف طرطوس «بعد أن غدرت بهم فلول النظام البائد وقاموا بتصفيتهم ميدانيا».

ولقي المئات حتفهم، ومعظمهم من المدنيين، خلال الأيام القليلة الماضية في واحدة من أسوأ موجات العنف في سوريا بين قوات الأمن التابعة للسلطة الجديدة في البلاد ومقاتلين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد في بلدات ومدن ساحل البحر المتوسط. وأعلنت الرئاسة السورية تشكيل لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي، وقالت إنها ستكون منوطة بالتواصل مع السوريين في منطقة الساحل في غرب البلاد.