الجزائر: مبادرة «لمّ الشمل» تجدد مطالب الإفراج عن «الإسلاميين»

الطيب زيتوني (حساب التجمع الوطني)
الطيب زيتوني (حساب التجمع الوطني)
TT

الجزائر: مبادرة «لمّ الشمل» تجدد مطالب الإفراج عن «الإسلاميين»

الطيب زيتوني (حساب التجمع الوطني)
الطيب زيتوني (حساب التجمع الوطني)

فتحت مبادرة «لمّ الشمل» للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، المجال واسعاً للمطالبة بالإفراج عن فئات واسعة من المساجين، وليس فقط عن معتقلي الحراك، حيث دعا حزب موالٍ للحكومة إلى «رفع الظلم» عن أطر حكومية أدانها القضاء بتهم الفساد، فيما عاد مطلب قديم للإسلاميين، يتعلق بإطلاق سراح عدد كبير من مناضلي «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المحظورة.
ودعا «التجمع الوطني الديمقراطي»، المؤيد لسياسة تبون، أول من أمس، عقب اجتماع مكتبه الوطني، إلى «اتخاذ تدابير عاجلة وحازمة لرفع الجرم عن التسيير، ووقف عبثية الرسائل المجهولة، وإعادة الاعتبار للكوادر المظلومين، الذين لم تُلطخ أيديهم بالفساد ونهب المال العام، وتعريض مقدرات الأمة إلى الخطر»، في إشارة إلى العشرات من المسيرين الحكوميين، الذين أدانهم القضاء بأحكام قاسية، ومنهم من يقبع في الحبس الاحتياطي في انتظار المحاكمة. كما يوجد آخرون في حالة إفراج مؤقت، يترقبون مصير التحقيقات بشأن أعمال التسيير التي يتابعون بسببها.
وألغت الحكومة حديثاً العمل بـ«الرسائل المجهولة» من «قانون الوقاية من الفساد»، بعد أن كانت على مدى سنوات طويلة سبباً في سجن عدد كبير من المسؤولين الحكوميين. علماً بأن أصحاب هذه الوثائق هم أشخاص مجهولو الهوية، كانوا يرفعونها إلى الأجهزة الأمنية والقضاء، وتتضمن وقائع فساد.
وطالب «التجمع» بـ«إحقاق الحق ورفع الظلم عن الكوادر الحكوميين لمواجهة الخوف، وزرع الثقة والتهدئة والتطمينات وتحرير المبادرات، إذ شهدت مؤسسات عدة، ارتباكاً في تسيير الشأن العام، وتعطيلاً للحركية الاقتصادية، وتراجعاً لآلة الإنتاج الوطني». فيما تقول تنظيمات أرباب العمل إن سجن ومتابعات المئات من مسيري الشركات بتهم الاختلاس والرشوة، وخرق قوانين القرض والصرف والاستثمار، «كبّل» غالبية المسيرين، الذين ما زالوا في الخدمة لأنهم أصبحوا يخشون أن يلقوا نفس المصير، حسبهم.
يشار إلى أن «التجمع الوطني» قاده الوزير الأول السابق أحمد أويحيى لسنوات عديدة، وهو في السجن منذ 2019، حيث يقضي عقوبات كثيرة تفوق 30 سنة مجتمعة، وأمينه العام حالياً، الطيب زيتوني، هو نفسه مسير شركة حكومية.
وأكد زيتوني، خلال الاجتماع، «تمسكه بحوار وطني شامل، يفضي إلى تقديم حلول جدية للمشكلات المستعصية، ويعزز اللحمة الوطنية ويصد الأخطار الخارجية، ويتمم بناء الجزائر الجديدة عبر لم الشمل، وتوحيد الصف، وتعزيز قيم التسامح والتآزر والتكاتف بين أبناء الوطن الواحد». من جهته، أعلن عيسى ليحلح، وهو قيادي إسلامي كان عضواً في الجماعات المسلحة، تأييده لـ«مسعى لمّ الشمل». ودعا خلال تفاعله مع أنصار التيار الإسلامي حول موقفه من الموضوع، السلطات إلى الإفراج عن إسلاميين يقضون عقوبات طويلة في السجن منذ منتصف تسعينات القرن الماضي.
ويبلغ عدد «الإسلاميين» الذين أدانهم القضاء منذ 27 سنة، 160 شخصاً، حسب جمعية تمثلهم، يرأسها شخص يدعى مصطفى غزال. أما وزارة العدل فتحصي 90 سجيناً، يقضي أغلبهم عقوبة السجن مدى الحياة بسبب الحكم عليهم في قضايا إرهاب، وغالبيتهم كانوا مناضلين في «الجبهة الإسلامية للإنقاذ»، التي اتهمتها الحكومة بالإرهاب، وحلتها بقرار قضائي في مايو (أيار) 1992.
والأسبوع الماضي، أعلن علي بن حاج، نائب رئيس «جبهة الإنقاذ» سابقاً، تحفظاً شديداً على قضية «لمّ الشمل»، وطالب الحكومة بالإفراج عن معتقلي الرأي، في وقت يجري فيه الحديث عن «اليد الممدودة للجميع» و«لم الشمل» منذ 3 أسابيع. وقد نسبت وكالة الأنباء الجزائرية الفكرة للرئيس تبون، من دون شرحها. لكن الأحد الماضي، تحدث الرئيس عنها لأول مرة في أثناء زيارة رسمية إلى تركيا، حيث قال إن «لم الشمل» يقصد به «تأسيس جبهة داخلية قوية»، ستتم مناقشتها في لقاء يجمع كل الأحزاب «خلال الأسابيع المقبلة». وفهم من كلامه أن الأمر لا يتعلق بالإفراج عن أي فئة من المساجين المدانين بسبب مواقفهم السياسية.


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
TT

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)

استعادت قوات الجيش السوداني، السبت، مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار في جنوب شرقي البلاد، ما يسهل على الجيش السيطرة على كامل الولاية. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، مئات الأشخاص يخرجون إلى الشوارع احتفالاً باستعادة المدينة التي ظلت لأكثر من 5 أشهر تحت سيطرة «قوات الدعم السريع».

وقال مكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى دخلت رئاسة الفرقة 17 مشاة بمدينة سنجة». ولم يصدر أي تعليق من «قوات الدعم السريع» التي كانت استولت في مطلع يوليو (حزيران) الماضي، على مقر «الفرقة 17 مشاة» في مدينة سنجة بعد انسحاب قوات الجيش منها دون خوض أي معارك. ونشر الجيش السوداني مقاطع فيديو تظهر عناصره برتب مختلفة أمام مقر الفرقة العسكرية الرئيسة.

بدوره، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام، خالد الأعيسر، عودة مدينة سنجة إلى سيطرة الجيش. وقال في منشور على صفحته في «فيسبوك»، نقلته وكالة أنباء السودان الرسمية، إن «العدالة والمحاسبة مقبلتان وستطولان كل من أسهم في جرائم، وستتم معاقبة المجرمين بما يتناسب مع أفعالهم».

وأضاف أن «الشعب السوداني وقواته على موعد مع تحقيق مزيد من الانتصارات التي ستعيد للبلاد أمنها واستقرارها، وتطهرها من الفتن التي زرعها المتمردون والعملاء ومن يقف خلفهم من دول وأطراف متورطة».

وفي وقت سابق، تحدث شهود عيان عن تقدم لقوات الجيش خلال الأيام الماضية في أكثر من محور صوب المدينة، بعد أن استعادت مدينتي الدندر والسوكي الشهر الماضي، إثر انسحاب «قوات الدعم السريع». وقال سكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش وعناصر المقاومة الشعبية انتشروا بكثافة في شوارع سنجة، وإنهم فرحون بذلك الانتصار.

مسلّحون من «قوات الدعم السريع» في ولاية سنار بوسط السودان (أرشيفية - مواقع التواصل)

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خاض الجيش معارك ضارية ضد «قوات الدعم السريع»، نجح من خلالها في استعادة السيطرة على منطقة «جبل موية» ذات الموقع الاستراتيجي التي تربط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض. وبفقدان سنجة تكون «قوات الدعم السريع» قد خسرت أكثر من 80 في المائة من سيطرتها على ولاية سنار الاستراتيجية، حيث تتركز بقية قواتها في بعض البلدات الصغيرة.

يذكر أن ولاية سنار المتاخمة لولاية الجزيرة في وسط البلاد، لا تزال تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، التي تسيطر أيضاً على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم ومنطقة غرب دارفور الشاسعة، إضافة إلى جزء كبير من ولاية كردفان في جنوب البلاد.

ووفقاً للأمم المتحدة نزح أكثر من نحو 200 ألف من سكان ولاية سنار بعد اجتياحها من قبل «قوات الدعم السريع».

واندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في الجيش خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في العاصمة الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى. وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء البلاد.