مصر تودّع سمير صبري... صاحب مدرسة المواهب المتعددة

تميز سمير صبري بتعدد المواهب والثقافة الواسعة والتعليم الراقي
تميز سمير صبري بتعدد المواهب والثقافة الواسعة والتعليم الراقي
TT

مصر تودّع سمير صبري... صاحب مدرسة المواهب المتعددة

تميز سمير صبري بتعدد المواهب والثقافة الواسعة والتعليم الراقي
تميز سمير صبري بتعدد المواهب والثقافة الواسعة والتعليم الراقي

تشيع ظهر اليوم جنازة الفنان الراحل سمير صبري الذي غيبه الموت أمس عن عمر يناهز 86 عاماً إثر أزمة قلبية خلال وجوده بأحد فنادق القاهرة، وبعد حياة فنية حافلة على مدى أكثر من نصف قرن قدم خلالها مائة وأربعين فيلماً وعشرات المسلسلات وعدداً من البرامج التلفزيونية التي أثارت جدلاً كبيراً.
وتعرض الفنان الراحل فبراير (شباط) الماضي لأزمة صحية دخل على أثرها المستشفى، بعد أن تضاعفت متاعب القلب لديه، وصدر قرار رئاسي بعلاجه على نفقة الدولة ليبقى بالمستشفى ثلاثة أشهر التي غادرها مؤخراً بعدما تحسنت صحته، وظل الفنان الراحل يعمل حتى آخر وقت حيث قام بتسجيل برنامجه الإذاعي الذي بثته محطة الأغاني طوال شهر رمضان خلال خضوعه للعلاج بالمستشفى.
ونعت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة الفنان الراحل مؤكدة أنه من عظماء الإبداع وتميز بتعدد المواهب والثقافة الواسعة، وكان من ركائز نجاح الأعمال الفنية المتنوعة التي شارك بها. كما أصدر مهرجان القاهرة السينمائي بياناً ذكر فيه أن صبري كان له دور بارز في تأسيس ودعم المهرجان منذ عام 1976 حيث قام بتقديم فعاليات الدورة الأولى بخلاف مشاركته وحضوره المتميز حتى الدورة الأخيرة، كما أعلن مهرجان الإسكندرية السينمائي عن الاحتفاء به خلال دورته القادمة حيث ظل الفنان الراحل أحد نجوم المهرجان على مدى سنوات طويلة. ونعى عدد كبير من الفنانين صبري الذي كان يتمتع بإنسانية عالية ويحتفظ بعلاقات طيبة مع جميع الفنانين من مختلف الأجيال، وعرف بسؤاله الدائم عنهم، ومشاركته لهم في أفراحهم وأحزانهم، خصوصاً أن وفاته تزامنت مع الذكرى الأولى لوفاة الفنان سمير غانم ما جدد أحزان الجميع.
وكتب المخرج السوري أنور القوادري: «برحيل سمير صبري نطوي صفحة من صفحات الفن الأصيل»، ونعته الفنانة المعتزلة شهيرة قائلة: «وداعاً يا طيب يا شهم، يا جدع وقت الشدة والفرح وفي كل مواقفك الإنسانية أنت الأول»، وذكرت الفنانة منى زكي: «(مش بس فنان عظيم، كان رجلاً خدوماً وطيب وجدع، ترك بصمة في حياة كل واحد عرفه، بجد هتوحشنا)».

سمير صبري في احد افلامه مع عادل إمام

ولد الفنان سمير صبري بمحافظة الإسكندرية في 27 ديسمبر (كانون الأول) 1936 التي أحبها وتغنى بها وأوصى بأن يدفن بها، وقضى سنواته الأولى بها حيث درس بكلية فيكتوريا، وقد نشأ في عائلة فنية كانت تصطحبه إلى دور السينما والمسرح وحفلات الموسيقى وعرف منذ صغره بتقليد الفنانين، ثم انتقل مع والده إلى القاهرة حيث أقام في نفس البناية التي كان يقيم بها المطرب الراحل عبد الحليم حافظ، وروى سمير في مذكراته قصة مقلب تعرض له عبد الحليم حافظ على يديه وهو طفل حيث ادعى أن اسمه بيتر وأنه ليس مصرياً وكان يتحدث الإنجليزية بطلاقة، وطلب من عبد الحليم أن يأخذه معه إلى الاستوديو حيث كان يصور فيلم «حكاية حب» الذي ظهر في أحد مشاهده، وقدمه فيما بعد للفنانة لبنى عبد العزيز حيث شاركها في تقديم أحد برامجها بالبرنامج الأوروبي بالإذاعة، واختاره عبد الحليم ليشاركه بطولة فيلم «أبي فوق الشجرة».
وجمع صبري بنجاح بين أعماله السينمائية كممثل وبين تقديمه للبرامج التلفزيونية الناجحة من بينها «النادي الدولي» الذي قدمه خلال فترة السبعينات من القرن الماضي وكان أول برنامج توك شو عربي واستضاف خلاله كبار النجوم والشخصيات العامة.
وشارك الفنان الراحل في بطولة نحو 140 فيلماً أمام كبار النجوم والمخرجين على مدى سبعة عقود، وقدم أفلاماً عديدة تنوعت بين الكوميديا والاستعراض والميلودراما، من بينها: الراهبة، اللص والكلاب، قصر الشوق، حكايتي مع الزمان، البحث عن فضيحة أمام عادل إمام، الذي التقاه أيضاً في فيلم المحفظة معايا 1978، شفاه لا تعرف الكذب، أهلاً يا كابتن، بتوقيت القاهرة، وبالوالدين إحساناً، وكان فيلم «2 طلعت حرب» آخر الأفلام التي شارك بها في العام الماضي من إخراج مجدي أحمد علي.
ووفقاً للناقدة خيرية البشلاوي فإن سمير صبري تمتع بموهبة بلا حدود ومن الصعب أن نجد نظيره لأسباب كثيرة مهمة من بينها تكوينه الفني والإنساني فهو ابن الإسكندرية الذي تلقى تعليماً راقياً أعطاه خلفية ثقافية واسعة للفن، ولديه مواهب متعددة وشغف غير محدود بالفن، ووعي وإدراك بقيمته، كما تمتع بوسامة جعلته نجماً سينمائياً، وأنتج أفلاماً شغفاً بالفن، كما أنه تمتع بإنسانية عالية جداً ما جعل الجميع يحبونه وهو يمثل توليفة لفنان لا يتكرر، وقدم أداءً جيداً كمقدم برامج تلفزيوني.
وبرع الفنان الراحل في أدوار تلفزيونية عديدة قدمها على مدى رحلته الفنية من بينها: هارب من الأيام، عادات وتقاليد، قضية رأي عام، كاريوكا، أم كلثوم، فلانتينو الذي كان آخر عمل جمعه بالفنان عادل إمام.
وكان سمير صبري قد أصدر قبل عامين مذكراته الخاصة التي جاءت بعنوان «حكاية العمر كله» كشف فيها أسرار نصف قرن من الفن والسياسة عبر أحداث عاشها وكان شاهداً عليها من بينها زواج أم كلثوم، وغيرة عبد الحليم حافظ على سعاد حسني والتي أكد فيها أن سعاد لم تنتحر.


مقالات ذات صلة

أفلام مصرية قصيرة تعوض غياب الأعمال الطويلة عن «كان»

يوميات الشرق أفلام مصرية قصيرة تعوض غياب الأعمال الطويلة عن «كان»

أفلام مصرية قصيرة تعوض غياب الأعمال الطويلة عن «كان»

رغم غياب السينما المصرية بالآونة الأخيرة، عن المشاركة بأفلام في المهرجانات العالمية، فإن الأفلام القصيرة للمخرجين الشباب تؤكد حضورها في مهرجان «كان» خلال دورته الـ76 التي تنطلق 16 مايو (أيار) المقبل، حيث يشارك فيلم «الترعة» ضمن مسابقة مدارس السينما، فيما يشارك فيلم «عيسى»، الذي يحمل بالإنجليزية عنوان Ipromise you Paradise ضمن مسابقة أسبوع النقاد. وأعلنت إدارة المهرجان أمس (الثلاثاء) عن اختيار الفيلم المصري «الترعة» ضمن قسم LA CINEF، (مدارس السينما) لتمثيل مصر ضمن 14 فيلماً وقع الاختيار عليها من بين ألفي فيلم تقدموا للمسابقة من مختلف دول العالم، والفيلم من إنتاج المعهد العالي للسينما بأكاديمية

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق نيكولاس كيج يكشف: اضطررت لقبول أدوار «رديئة» لتجاوز أزمتي المالية

نيكولاس كيج يكشف: اضطررت لقبول أدوار «رديئة» لتجاوز أزمتي المالية

تحدث الممثل الأميركي الشهير نيكولاس كيج عن الوقت «الصعب» الذي اضطر فيه لقبول أدوار تمثيلية «رديئة» حتى يتمكن من إخراج نفسه من أزمته المالية، حيث بلغت ديونه 6 ملايين دولار، وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست». ظهر النجم الحائز على جائزة الأوسكار في برنامج «60 دقيقة» على قناة «سي بي إس» يوم الأحد، واسترجع معاناته المالية بعد انهيار سوق العقارات، قائلاً إنه قبل بأي دور تمثيلي يمكّنه من سداد الأموال. واعترف قائلاً: «لقد استثمرت بشكل مبالغ فيه في العقارات... انهار سوق العقارات، ولم أستطع الخروج في الوقت المناسب...

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق توم هانكس يفرض السرية على زيارته لمصر

توم هانكس يفرض السرية على زيارته لمصر

جذبت زيارة الفنان الأميركي توم هانكس للقاهرة اهتمام المصريين خلال الساعات الماضية، وتصدر اسمه ترند موقع «غوغل» في مصر، بعد أن ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بصور ومقطع فيديو له في أثناء تناوله الطعام بأحد مطاعم القاهرة رفقة زوجته ريتا ويلسون، وعدد من أصدقائه. ووفق ما أفاد به عاملون بالمطعم الذي استقبل هانكس، وزبائن التقطوا صوراً للنجم العالمي ورفاقه، تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» فإنه ظهر مساء (الأحد) بفرع المطعم القاهري بمنطقة الزمالك. زيارة توم هانكس للقاهرة فُرض عليها طابع من السرية، حيث لم يُبلّغ هو أو إدارة مكتبه أي جهة حكومية مصرية رسمية بالزيارة، حسبما ذكرته هيئة تنشيط الس

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق آيتن عامر لـ«الشرق الأوسط»: أُحب العمل مع الأطفال

آيتن عامر لـ«الشرق الأوسط»: أُحب العمل مع الأطفال

عدّت الفنانة المصرية آيتن عامر مشاركتها كضيفة شرف في 4 حلقات ضمن الجزء السابع من مسلسل «الكبير أوي» تعويضاً عن عدم مشاركتها في مسلسل رمضاني طويل، مثلما اعتادت منذ نحو 20 عاماً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق إقبال «لافت» على «سينما الشعب» بالأقاليم المصرية

إقبال «لافت» على «سينما الشعب» بالأقاليم المصرية

شهدت المواقع الثقافية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر، خلال الأيام الثلاثة الماضية، إقبالاً جماهيرياً كبيراً على عروض «سينما الشعب»، التي تُقدم خلالها الهيئة أفلام موسم عيد الفطر بأسعار مخفضة للجمهور بـ19 موقعاً ثقافياً، في 17 محافظة مصرية، وتجاوز إجمالي الإيرادات نصف مليون جنيه، (الدولار يعادل 30.90 جنيه حتى مساء الاثنين). وقال المخرج هشام عطوة، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة: «وصل إجمالي الإيرادات إلى أكثر من 551 ألف جنيه، خلال أيام عيد الفطر، وهو رقم كبير مقارنة بسعر التذكرة المنخفض نسبياً»، مشيراً إلى أن «الهيئة تولي اهتماماً خاصاً بهذا المشروع الذي يهدف إلى تحقيق الاستغلال ال

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

فرطُ استخدام الشاشات الإلكترونية يُعكّر مزاج الأطفال

زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)
زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)
TT

فرطُ استخدام الشاشات الإلكترونية يُعكّر مزاج الأطفال

زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)
زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)

توصّلت دراسة أجراها باحثون من الصين وكندا إلى أنّ الاستخدام المُفرط للشاشات من الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة قد يؤدّي إلى تفاقم المشكلات السلوكية، مثل ضعف الانتباه، وفرط النشاط، وتقلُّب المزاج.

وأوضحوا أنّ هذه النتائج تبرز أهمية فهم تأثير الشاشات في الأطفال خلال هذه المرحلة العمرية الحساسة، خصوصاً فيما يتعلق بمشكلات الانتباه والمزاج. ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «Early Child Development and Care».

وأصبحت زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال، خصوصاً في مرحلة ما قبل المدرسة، من القضايا المثيرة للقلق في العصر الحديث. ومع ازياد الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية، مثل الهواتف الذكية والتلفزيونات وأجهزة الكمبيوتر، يعاني الأطفال زيادة كبيرة في الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات؛ مما قد يؤثر سلباً في صحتهم النفسية والبدنية، ويؤدّي إلى تعكُّر مزاجهم.

وشملت الدراسة 571 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات من 7 مدارس رياض أطفال في شنغهاي بالصين. وأبلغت الأمهات عن الوقت الذي قضاه أطفالهن يومياً أمام الشاشات (بما في ذلك التلفزيون، والهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر، أو الأجهزة الأخرى) خلال الأسبوع السابق.

كما أجبن على أسئلة لتقويم المشكلات السلوكية التي قد يعانيها أطفالهن، مثل صعوبة الانتباه، وفرط النشاط، والأعراض العاطفية (مثل الشكاوى المتكرّرة من التعب)، والمشكلات مع الأقران (مثل الشعور بالوحدة أو تفضيل اللعب بمفردهم). كذلك شمل التقويم جودة نوم الأطفال ومدّته.

ووجد الباحثون أنّ الاستخدام المُفرط للشاشات مرتبط بشكل ملحوظ بزيادة مشكلات الانتباه، والأعراض العاطفية، والمشكلات مع الأقران. كما تبيَّن أنّ وقت الشاشة يؤثر سلباً في جودة النوم؛ مما يؤدّي إلى تقليل مدّته ونوعيته.

وأشاروا إلى أنّ جودة النوم تلعب دوراً وسطاً في العلاقة بين وقت الشاشة والمشكلات السلوكية، فالنوم السيئ الناتج عن الاستخدام المفرط للشاشات قد يعزّز هذه المشكلات، مثل فرط النشاط، والقلق، والاكتئاب.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة من جامعة «شانغهاي العادية» في الصين، البروفيسورة يان لي: «تشير نتائجنا إلى أنّ الاستخدام المُفرط للشاشات قد يترك أدمغة الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة في حالة من الإثارة؛ مما يؤدّي إلى انخفاض جودة النوم ومدّته».

وأضافت عبر موقع «يوريك أليرت»: «قد يكون هذا النوم السيئ نتيجة لتأخير مواعيده بسبب مشاهدة الشاشات، واضطراب نمطه بسبب التحفيز الزائد والتعرُّض للضوء الأزرق المنبعث منها».

كما أشارت إلى أنّ وقت الشاشة قد يحلّ محل الوقت الذي يمكن أن يقضيه الأطفال في النوم، ويرفع مستويات الإثارة الفسيولوجية والنفسية؛ مما يؤدّي إلى جعله أكثر صعوبة.