الحكومة السورية تسرع بشراء قمح الجزيرة... و«الإدارة الذاتية» تريد الإنتاج كاملاً

دمشق حددت سعر الكيلو بـ«52 سنتاً أميركياً»... والقامشلي ستنافس سعرها

حصاد القمح عام 2021 في بلدة الدرباسية شمال محافظة الحسكة (الشرق الأوسط)
حصاد القمح عام 2021 في بلدة الدرباسية شمال محافظة الحسكة (الشرق الأوسط)
TT

الحكومة السورية تسرع بشراء قمح الجزيرة... و«الإدارة الذاتية» تريد الإنتاج كاملاً

حصاد القمح عام 2021 في بلدة الدرباسية شمال محافظة الحسكة (الشرق الأوسط)
حصاد القمح عام 2021 في بلدة الدرباسية شمال محافظة الحسكة (الشرق الأوسط)

تسارعت المنافسة على «قمح الجزيرة» بين «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا» وحكومة النظام في دمشق، إذ أعلنت «الإدارة الذاتية» أمس (الخميس) نيتها شراء الإنتاج كاملاً وأنها افتتحت خمسة مراكز رئيسية في ريف دير الزور الشرقي ومدينة الرقة وبلدات الطبقة ومنبج وعين العرب (كوباني) لبدء تسلم المحاصيل اليوم (الجمعة)، على أن تستقبل مراكز مدينتي الحسكة والقامشلي الإنتاج في 28 من الشهر الحالي، في وقت شكلت الحكومة السورية في مدينة الحسكة خلية أزمة برئاسة المحافظ اللواء غسان خليل لشراء وحماية موسم القمح الحالي، وتشجيع الفلاحين بسعر منافس وتسليم كامل إنتاجهم من القمح إلى مراكز الشراء المعتمدة من قبل المؤسسة السورية لتجارة الحبوب.
ونقل مصطفى إبراهيم، رئيس «شركة تطوير المجتمع الزراعي» لدى «الإدارة الذاتية» لـ«الشرق الأوسط»: «وضعنا خطة لشراء كامل إنتاج الحبوب من مناطق نفوذنا في شمال شرقي البلاد. شراء القمح سيكون دكمة ومشولاً وسيعتمد الدور المسبق باستقبال الآليات بمراكز الشراء لتخفيف الازدحام، ويتم تفريغ الحمولة في يوم التحميل نفسه من خلال مراجعة المركز قبل يوم الحصاد وتسجيل الدور»، موضحاً أن «إدارة كل مركز ستحدد اليوم الذي تستقبل فيه الإنتاج من خلال الاعتماد على شهادة المنشأ التي يحصل عليها صاحب البضاعة من أقرب وحدة إرشادية أو لجنة زراعية تابعة للإدارة». ومنعاً لبيع مادة القمح لتجار أو مراكز الحكومة السورية، شدد المسؤول الكردي على: «وجوب الالتزام بالمركز المحدد بالشهادة وبخط السير المحدد للآلية، وأي خروج عن هذا الخط تقوم الجهات المختصة بحجز الآلية وتسليمها لأقرب مركز شراء»، لافتاً إلى «دور قوى الأمن والجهات المختصة في منع تحرك أي آلية تحمل مادة القمح بدون شهادة منشأ»، في إشارة إلى تقييد الفلاحيين تسليم كامل الإنتاج لمراكزها المعتمدة.
وتعكف سلطات الإدارة التي تسيطر على معظم مساحات الأراضي الزراعية في مناطق الحسكة وأرياف حلب الشرقي ودير الزور والرقة على تحديد تسعيرة لشراء القمح مع خروج جميع المساحات البعلية من موسم العام الحالي، غير أن إبراهيم أوضح أن «تسعيرة شراء مادتي القمح والشعير نوقشت مع اللجان والجهات المختصة ورفعت دراسة على مستوى الإدارات وستصدر التسعيرة خلال الأيام القليلة القادمة، وستكون مرضية للإخوة الفلاحين وتتناسب مع تكاليف الإنتاج ونسبة مقبولة من الربح، لن يكون هناك أي عمليات رفض للأقماح إلا في حال تجاوزها الحد الأقصى لمقاييس الشراء والتي وضعت بطريقة معينة»، مضيفاً بأن اللجان ستعمل على استقبال كامل إنتاج القمح بشمال وشرق سوريا: «سيكون هناك خفض بنسبة الحسميات بالدرجة الرابعة»، ليزيد أن صرف الفواتير للكميات المسلمة للمركز: «سيتم صرف كاملة قيمة الكميات المشترى من القمح والشعير خلال مدة 20 يوم دون تأخير».
في المقابل؛ ترأس محافظ الحسكة اللواء غسان خليل اجتماعات اللجنة الفرعية لتسويق الحبوب بالحسكة والإجراءات اللازمة لتسهيل وتأمين عمليات التسويق. وأفادت الوكالة السورية للأنباء (سانا) أن الاجتماع عقد بهدف تشجيع الحكومة على تسلم كامل إنتاج الفلاحين من القمح خلال الموسم الحالي، وتسريع عمليات البيع لمراكز الشراء المعتمدة من قبل المؤسسة السورية لتجارة الحبوب. وفي هذا الصدد، أعلن عبد اللطيف الأمين المدير العام لـ«المؤسسة السورية للحبوب» في 14 من الشهر الحالي عبر تصريحات صحافية لقنوات حكومية؛ أن سعر تسلم القمح المحدد من مناطق سيطرة الحكومة 1700 ليرة يضاف إليها مكافئة 300 ليرة لترتفع إلى ألفي ليرة سورية (51 سنتا أميركيا)، فيما سيضاف مبلغ 400 ليرة كمكافئة ليصار سعره 2100 ليرة سورية (52 سنت) في حال كان الإنتاج قادماً مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من تحالف دولي تقوده واشنطن، وحددت 13 مركزاً لتسلم الحبوب، بينها ثلاثة مراكز في مدينة القامشلي.
وبحسب إحصاءات وأرقام لجان الزراعة التابعة للإدارة الذاتية وحكومة دمشق خرجت أكثر من 300 ألف هكتار بالكامل من الأراضي الزراعية كانت مخصصة لزراعة قمح الموسم، إضافة إلى تضرر موسم الشعير بعد خروج نحو 400 ألف هكتار من الموسم البعل (الري عبر الأمطار)، من خطة الإنتاج، مع بقاء نحو 100 ألف هكتار من القمح المروي و25 ألف هكتار من الشعير المروي ضمن خطة الإنتاج. وقد تكون المساحات أكثر من ذلك، إذ تقدر المساحات القابلة للزراعة في محافظة الحسكة نحو مليون هكتار، دون وجود معطيات كاملة حول حجم الضرر النهائي في إنتاج هذا الموسم إلى حين انتهاء الحصاد.
وتتوقع هيئة الاقتصاد وشركة تطوير المجتمع الزراعي التابعتان للإدارة أن إنتاج القمح خلال هذا الموسم لن يتجاوز بأفضل حال 600 ألف طن بحسب تقارير من هيئات ولجان الاقتصاد المتابعة لخطة الإنتاج، بيمنا تتوقع مؤسسة الحبوب الحكومية إنتاجاً قد يصل إلى مليون طن من القمح، وكانت محافظة الحسكة يصل إنتاجها من القمح بشكل منفرد إلى مليون و800 ألف طن في سنوات ما قبل الحرب.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).