بلدة فرنسية تنظم نسخة مصغرة من «كان»

نجوم مهرجان كان المصغر من عامة الناس
نجوم مهرجان كان المصغر من عامة الناس
TT

بلدة فرنسية تنظم نسخة مصغرة من «كان»

نجوم مهرجان كان المصغر من عامة الناس
نجوم مهرجان كان المصغر من عامة الناس

مع انطلاق مهرجان «كان» على شاطئ المتوسط، احتفلت بلدة كاستيلمورو بمهرجانها السينمائي الخاص، الذي يتزامن مع الحدث السنوي العالمي ويسعى لتقليده وتنظيم نسخة مصغرة منه. وهي المرة التاسعة التي تحيي فيها البلدة هذه الفعالية. ويسعى القائمون على صالة تعاونية للسينما فيها إلى بث السعادة في نفوس الأهالي كأنهم مدعوون للمهرجان الكبير الذي تُسلَّط عليه أضواء وسائل الإعلام العالمية.
تقع البلدة بالقرب من مدينة تولوز، جنوب البلاد. ويرى ساكنوها أنهم إذا لم يذهبوا للسجادة الحمراء فلا أقل من أن تأتي إليهم. وهكذا يعمد أصحاب صالة «ميلييه» التي تديرها جمعية أهلية، إلى فرش سجادة حمراء عند الممر المؤدي للمدخل، ودعوة المصورين المحليين للوقوف على جانبي الممر والتقاط صور الزبائن.
حضر الفعالية 200 متفرج، وارتدى الرجال للمناسبة بدلات «سموكينغ» مستأجرة، بينما حضرت النساء بثياب السهرة وهن يتزينّ بما يملكن من مجوهرات حقيقية أو مقلدة. وكان الحضور يتمهلون في سيرهم ويتوقفون أمام العدسات ويلوحون بأيديهم كأنهم من النجوم.
في الداخل، على الشاشة، عُرضت وقائع حفل افتتاح الدورة الـ75، الحقيقية من المهرجان. وصفق الحضور للنجوم الحقيقيين كأنهم موجودون في «كان». وبعد العرض، اجتمع الكل في سهرة بالهواء الطلق، مستغلين الطقس الصيفي الدافئ الذي حل قبل الأوان.
تولى تنفيذ الفكرة مجموعة من 50 متطوعاً من عشاق الفن السابع، نشطوا منذ ساعات الصباح الأولى في نصب الرايات، وتزيين مدخل صالة السينما بأشجار النخيل والأزهار، ونفض الغبار عن ستارة الشاشة، ليمنحوا الزبائن وهماً جميلاً. كما اهتموا بشكل خاص بمد سجادة حمراء على ممر من بضعة أمتار، لأنّها أصبحت من مستلزمات الشهرة والأبهة في العصر الحالي. وهناك من يربط قيمته بها، وشعاره: «أنا أمشي على السجادة الحمراء إذاً أنا موجود».


مقالات ذات صلة

«الثقافة السعودية» تفوز بجائزة مهرجان كان للحملات الاتصالية

ثقافة وفنون توجّت الوزارة بجائزة «الدلفين الفضي» عن الحملات الاتصالية لـ«عام القهوة السعودية 2022» (واس)

«الثقافة السعودية» تفوز بجائزة مهرجان كان للحملات الاتصالية

فازت وزارة الثقافة السعودية بجائزة «الدلفين الفضي» من مهرجان «كان» لحملات التواصل والإعلانات التلفزيونية، وذلك عن أعمالها لـ«عام القهوة 2022».

«الشرق الأوسط» (كان)
يوميات الشرق الرئيس التنفيذي لـ«SRMG» جمانا الراشد ورئيس «Billboard» مايك فان لدى إعلانهما إطلاق منصة «بيلبورد عربية» (الشرق الأوسط)

«SRMG» تحتفي بالإبداع والابتكار في «كان ليونز 2023» وتطلق «بيلبورد عربية»

استضافت المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG) سلسلة من الفعاليات والتجارب التفاعلية لمدة أسبوع خلال مشاركتها في مهرجان كان ليونز الدولي للإبداع 2023.

«الشرق الأوسط» (كان - فرنسا)
إعلام «SRMG » تلهم قادة الإعلام بتجربة حصرية في مهرجان «كان ليونز» 

«SRMG » تلهم قادة الإعلام بتجربة حصرية في مهرجان «كان ليونز» 

تشارك المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام «SRMG»، في النسخة الـ70 من مهرجان كان ليونز الدولي للإبداع عبر جناح «تجربة شاطئ SRMG»، الذي يقدم نخبة من مواهب منطقة ال

«الشرق الأوسط» (كان)
يوميات الشرق تشمل «تجربة شاطئ SRMG» عدداً من النشاطات التفاعلية باستخدام الذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)

«الأبحاث والإعلام» تعزز حضورها في مهرجان كان ليونز الدولي للإبداع لعام 2023

تسجل المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام حضوراً مميزاً خلال مشاركتها في مهرجان كان ليونز الدولي للإبداع للعام الثاني على التوالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق المخرجة الفرنسية جوستين ترييه تحمل جائزة السعفة الذهبية (أ.ف.ب)

«أناتومي أوف إيه فول» يفوز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي

ذهبت السعفة الذهبية، الجائزة الأولى لمهرجان كان السينمائي، إلى المخرجة الفرنسية جوستين ترييه عن فيلمها «أناتومي أوف إيه فول» أو «تشريح سقطة».

«الشرق الأوسط» (كان (فرنسا))

ما هو «القلق شديد الأداء»؟... 3 علامات يجب الانتباه لها

مدى انحرافك عن روتينك اليومي قد يشير إلى القلق الشديد (رويترز)
مدى انحرافك عن روتينك اليومي قد يشير إلى القلق الشديد (رويترز)
TT

ما هو «القلق شديد الأداء»؟... 3 علامات يجب الانتباه لها

مدى انحرافك عن روتينك اليومي قد يشير إلى القلق الشديد (رويترز)
مدى انحرافك عن روتينك اليومي قد يشير إلى القلق الشديد (رويترز)

انتشر وسم «High-functioning anxiety»؛ أي ما يُترجم فعلياً إلى «القلق شديد الأداء» على تطبيق «تيك توك»، مع ما يقرب من 180 مليون مشاهدة. وعلى الرغم من أن الفكرة ليست حديثة، فإن انتشار المصطلح يُعد جديداً.

يقول جون تي ماير، المعالج النفسي في كمبردج ماساتشوستس، إن مصطلح «شديد أو عالي الأداء» يشير بشكل عام إلى أولئك الذين يقدمون أداءً جيداً في العمل أو في المدرسة؛ لذا فإذا كان شخص ما يعاني من قلق «عالي الأداء»، فهذا يعني أنه متفوق في وظيفته، على الرغم من كونه في حالة صحية عقلية سيئة.

ويشرح: «عندما يقول الناس: (أداء عالٍ)، فإنهم لا يقولون: (إنني أقوم بعمل رائع في تربية أسرتي)... هذا يعني أنهم يقومون بعمل رائع في وظيفتهم».

ويعتقد بعض الخبراء أن الشعبية الأخيرة لهذا المصطلح قد تكون بسبب الوباء.

توضح إيرينا غوريليك، عالمة النفس في مجموعة «ويليامزبرغ» العلاجية: «بعد (كوفيد)، أصبح التركيز على الصحة العقلية أكثر أهمية بكثير... والناس أصبحوا أكثر وعياً بالعلامات التي ربما كانت خفية في الماضي».

فيما يلي ثلاث علامات قد تشير إلى أنك تعاني من قلق شديد الأداء، وفقاً لشبكة «سي إن بي سي»:

التغيرات الجسدية - مثل العصبية

خفقان القلب وتعرق راحتي اليدين والعصبية... كلها علامات تشير إلى احتمالية إصابتك بقلق شديد.

تقول غوريليك: «يلاحظ بعض الناس أنهم لا يستطيعون تحمل كمية القهوة التي اعتادوا عليها».

صعوبة الموافقة على الخطط الاجتماعية

توضح غوريليك: «فكر في القلق الشديد كقناع. يعد الأداء الجيد في العمل وسيلة للتغطية على مدى معاناتك الداخلية. يتطلب هذا الكثير من الجهد العقلي، لذلك عندما يرسل لك صديق رسالة نصية بهدف رؤيتك بعد العمل، فتشعر بأنك لا تملك الطاقة».

وتقول: «الأشياء الاختيارية، التي يعدها المجتمع غير ضرورية، يتم تجاهلها».

تغيّر العادات اليومية

قد يشير مدى انحرافك عن روتينك اليومي أيضاً إلى القلق شديد الأداء. ربما تنام أكثر أو أقل، أو تأكل أكثر أو أقل من اللازم.

تضيف غوريليك: «إذا لاحظت أن الأمور ليست كالمعتاد لديك، فقد يعني ذلك أن قلقك أعلى من العادي. فقط لأن فواتيرك قد تم دفعها وكانت آخر مراجعة لأدائك ممتازة، لا يعني أنك تتمتع بصحة نفسية جيدة... لا يزال قلقك يؤثر عليك في بعض النواحي».


أرتيتا… تلميذ سيتي النجيب في الواجهة من جديد

هل يتحقق حلم آرسنال الذي طال انتظاره تحت قيادة أرتيتا؟ (رويترز)
هل يتحقق حلم آرسنال الذي طال انتظاره تحت قيادة أرتيتا؟ (رويترز)
TT

أرتيتا… تلميذ سيتي النجيب في الواجهة من جديد

هل يتحقق حلم آرسنال الذي طال انتظاره تحت قيادة أرتيتا؟ (رويترز)
هل يتحقق حلم آرسنال الذي طال انتظاره تحت قيادة أرتيتا؟ (رويترز)

يقترب منتصف ليل 18 ديسمبر (كانون الأول) 2019، ومانشستر سيتي في منتصف رحلة العودة إلى الوطن بعد اجتيازه ربع نهائي كأس كاراباو بنجاح ضد أكسفورد يونايتد.

الجو المتوتر على متن الطائرة يوحي بخلاف ذلك، وكأنهم قد خسروا!

نعم، لقد قام أبطال الدوري الإنجليزي وحاملو الكؤوس في تلك المسابقة بعمل أصعب مما كان متوقعاً، وقد تعادل فريق الدرجة الأولى بعد دقيقة واحدة من نهاية الشوط الأول، لكنهم حققوا فوزاً مريحاً بنتيجة 3 - 1 في النهاية. لا يتوافق المزاج الكئيب مع وضعه بوصفه نادياً يحمل جميع الألقاب المحلية الأربعة، بما في ذلك درع المجتمع - والذي كان قد تفوق للتو في مباراة صعبة خارج ملعبه للوصول إلى الدور نصف النهائي.

في لحظة ما خلال رحلة العودة إلى مانشستر، وقف ميكيل أرتيتا وذهب للتحدث إلى المدير الفني بيب غوارديولا. كان هناك إدراك بين اللاعبين والعاملين في الغرفة الخلفية أن هذا هو الذي يؤكد أن وقته قد انتهى بعد 3 سنوات ونصف مساعداً في السيتي.

أصبحت الثرثرة حول استبدال أرتيتا للمقال أوناي إيمري في ناديه السابق آرسنال – الذي اكتسحه ضيفه سيتي 3 - 0 في الدوري الإنجليزي الممتاز قبل 3 أيام – عالية جداً لدرجة أنه بدا حتمياً في هذه المرحلة.

المدرب، الذي كان فريق السيتي ينظر إليه على أنه زميل في الفريق في موسمه الأول لأن تحركاته وسرعة تفكيره كانت لا تزال متميزة للغاية، نما بشكل مطرد ليصبح عضواً أساسياً في الفريق. ولم يتمكن اللاعبون من الاستمتاع بالفوز لتفكيرهم في أهمية رحيله.

وبعد يومين، جرى التوقيع على خروج أرتيتا.

في نهاية هذا الأسبوع، بعد 4 سنوات و4 أشهر، بعد إعادة بناء آرسنال وتحويله إلى متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز الحالي وربع نهائي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، يعود أرتيتا إلى ملعب الاتحاد، حيث يمكنه مواجهة كثير من اللاعبين الذين كانوا في الفريق في تلك الليلة في أكسفورد وغوارديولا، الرجل الذي منحه أول وظيفة تدريبية له في عام 2016.

بعد مساعدة مواطنه في بناء سلالة السيتي، يريد أرتيتا الآن أن يكون الشخص الذي يهدمها.

غوارديولا يوجه لاعبيه (أ.ف.ب)

وانتهى الموسم الأول لغوارديولا في موسم 2016 - 2017 مع سيتي بحصوله على المركز الثالث في الدوري الإنجليزي الممتاز، والخروج من دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا وعدم وجود أي فضيات. يظل هذا هو موسمه الوحيد الخالي من الألقاب منذ انضمامه إلى تدريب الفريق الأول في عام 2008، وواحدة من النقاط القليلة الضعيفة في مسيرة متألقة على خط التماس.

أثيرت شكوك حول قدرته على التكيف مع كرة القدم الإنجليزية بعد النجاح مع برشلونة وبايرن ميونيخ، وكانت هناك حاجة وشيكة لإصلاح الفريق: كان لدى السيتي فريق مليء بالرجال الذين فازوا بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في عامي 2012 و2014، ولكن كثيراً منهم قد تجاوزوا الآن فتراتهم الأولية، وبعقود طويلة، ولم يجرِ تصميمهم خصيصاً لطريقة لعب غوارديولا.

أحضر غوارديولا معه عدداً كبيراً من الموظفين خلف الكواليس في صيف عام 2016، ولكن في ذلك الموسم الافتتاحي، وجد البعض داخل النادي أن هذه المجموعة الإسبانية يمكن أن تكون منعزلة بعض الشيء، ولا تكسر فقاعة الفريق الأول لتبادل الأفكار والتعلم مع الإدارات الأخرى.

شخص واحد فتح النادي: أرتيتا. كان قد اعتزل لاعباً في آرسنال، وعمره 34 عاماً، في نهاية موسم 2015 - 2016 ليبدأ التدريب، ولم يفعل ذلك مع فريق أرسين فينغر في استاد الإمارات، ولكن على مسافة مئات الأميال تحت قيادة زميله الوافد الجديد على السيتي غوارديولا.

يقول أحد المصادر المرتبطة بالفريق الأول للسيتي في ذلك الوقت، والذي كان يتحدث مثل الآخرين في هذا المقال بشرط عدم الكشف عن هويته لحماية العلاقات: «لقد كان هو الشخص الذي كان على استعداد لكسر الباب في كلا الاتجاهين». ووصف المصدر نفسه تعطش أرتيتا للتعلم بأنه مثل الاستطلاع العسكري – الطريقة التي كان يتنقل بها عبر المكاتب المختلفة داخل حرم الاتحاد بالنادي لفهم كيفية عمل كل قسم، وكيف يمكنه سد الثغرات في معرفته.

يقول مصدر آخر، الذي راقب تطور أرتيتا خلال المواسم الثلاثة والنصف التي قضاها في مانشستر: «منذ اليوم الأول، كان الأمر كما لو كان في الجامعة».

كان ذلك في نهاية الموسم الأول عندما علم أرتيتا بالبحث الذي أُجْرِي حول نوع مزيج الفريق الذي يميل إلى إنشاء فترات من الهيمنة المستمرة. لقد صدق على العمل، ودعمه وأقنع غوارديولا شخصياً بالسماح له بإبلاغ سياسة النقل الخاصة بالنادي. لقد كان ذلك بمثابة حجر الزاوية الذي أصبح لحظة توحيد رئيسية في السيتي وتزامن مع بداية سلسلة ألقابهم الخمسة في المواسم الستة الماضية.

أظهر أرتيتا فطنة سياسية مثيرة للإعجاب، وهو ما كان مطلوباً خلال أول عامين له مع السيتي؛ حيث كان يتطلع إلى الارتقاء في سلسلة القيادة. وإدراكاً لتجربة دومينيك تورنت، الذي كان أقرب المقربين لغوارديولا منذ البداية عندما تولى تدريب برشلونة في عام 2008، ورودولفو بوريل، مدرب آخر عرفه المدرب من الدوري الإسباني.

كان أرتيتا يحترم جداً العلاقة بين غوارديولا وتورنت، لكن تصرفاته ونمو اختصاصاته يعنيان أنه بحلول الوقت الذي غادر فيه تورنت ليصبح مديراً لنادي نيويورك سيتي الشقيق في الدوري الأمريكي لكرة القدم في صيف عام 2018، جرت ترقيته ليصبح مدرب غوارديولا. بدا المساعد الرئيسي الجديد طبيعياً جداً.

أرتيتا ولاعبوه في المقدمة من جديد (إ.ب.أ)

تمكن أرتيتا من الحصول على تفويضات لقيادة مشاريع معينة خارج نطاق دوره اليومي. لقد وضع جزءاً كبيراً من إطار عمل الكشافة لمجموعة «سيتي غروب» متعددة الأندية، والذي أصبح الآن وثيقة مكونة من 80 صفحة تحتوي على تعليمات مفصلة حول الأدوار المختلفة داخل هيكل فريق غوارديولا وما الذي يجب على الكشافة البحث عنه عند تحديد هويتهم. هم اللاعبون الذين يتناسبون مع القالب.

كان فتور غوارديولا تجاه الكرات الثابتة يتناقض مع موقف أرتيتا، الذي شعر بأن أحد جوانب اللعبة لم يجرِ تدريبه جيداً، وأدى إلى تعيين مدرب متخصص في عام 2019. لقد جرى التواصل معه مع نيكولاس جوفر، ثم مع برينتفورد (فريق البطولة في ذلك الوقت) والآن خبيره الموثوق به في آرسنال، حتى أنه نقله جواً إلى فيلته في جزر البليار الإسبانية لمعرفة من هو وما كان عليه أن يقدمه.

أعجب، وأوصى جوفر بالانتقال إلى السيتي، وانضم غوارديولا إلى قرار النادي بأن هذا هو المجال الذي يجب عليهم الاستثمار فيه.

كان هناك مشروع آخر، في عام 2017، والذي برز لأنه شارك فيه كثير من الأشخاص، يعرض مدى ارتباط أرتيتا بمصفوفة المدينة.

أنتج السيتي عملاً أثبت الفرضية القائلة بأنه كلما ارتفع مستوى المنافسة، قل الوقت والمساحة التي يتعين على اللاعبين التسديد من داخل منطقة منطقة الجزاء حيث يتم تسجيل معظم الأهداف. لقد حسبوا الأوقات المتغيرة، وابتكر مدرب الأكاديمية تمريناً للعمل عليه أثناء التدريب.

من خلال العلاقات التي بناها، حصل أرتيتا على هذا الأمر، وقدمه إلى بيئة الفريق الأول. لقد قام بتعديلها بحيث أصبحت أكثر واقعية في اللعب، حيث يتعين على المهاجمين أداء سباق سريع عالي الكثافة في البداية قبل تنفيذ الإجراء داخل مربع محدد تحت ضغط من المدافعين. فشل في القيام بكل ذلك خلال الوقت المخصص، وجرى تفجير الكرة ميتة.

تحسنت اللمسات النهائية لرحيم سترلينغ وليروي ساني وغابرييل جيسوس على الفور تقريباً في بداية موسم 2017 - 2018.

تظهر الأرقام أن ستيرلنغ ارتفع من 7 أهداف في الدوري في موسم 2016 - 2017 إلى 18، وساني من 5 إلى 10، وجيسوس من 7 إلى 13. وكانت زيادة معدل تحويل ستيرلينغ مثيرة للإعجاب بشكل خاص، حيث تضاعفت تقريباً من 10.9 في المائة في الدوري الإنجليزي الممتاز 2016 - 2017. الموسم إلى 20.7 في المائة بعد عام.

بالتأكيد ليس من قبيل الصدفة، بعد أن احتل المركز الثالث وبفارق 15 نقطة عن الفائز باللقب تشيلسي في الموسم الأول لغوارديولا، تُوج سيتي بطلاً في ذلك الموسم الثاني برصيد 100 نقطة لأول مرة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.

فريق مانشستر سيتي الإنجليزي (إ.ب.أ)

شهدت كثير من المحادثات في أول موسمين لغوارديولا قيام أرتيتا بتزويد رئيسه بمعلومات من 11 عاماً لاعباً في الدوري الإنجليزي الممتاز مع إيفرتون وآرسنال، سواء كان الأمر يتعلق بمدربي الخصم، أو ضيق بعض الملاعب، أو تخطيطات غرف الملابس، أو أساليب التحكيم. . كانت هذه فروقاً دقيقة فهمها على عكس أي من المدربين الإسبان الآخرين في السيتي، لكن أرتيتا لم يرغب في تقييد نفسه بدور كمحترف سابق يقدم القليل من المعلومات من السنوات الماضية.

في حين أن كثيراً من اللاعبين السابقين يميلون إلى خلق مسافة بينهم وبين المجالات الجديدة كوسيلة لضمان عدم كشف حدودهم، كان أرتيتا مختلفاً. لقد كان فضولياً، وعلى عكس معظم المدربين الذين ينتظرون وصول الآخرين إليهم بالمعلومات، كان أرتيتا يذهب بانتظام إلى مبنى سيتي جروب المجاور لقضاء بعض الوقت مع قسم التحليل بالنادي.

شعر الأشخاص الذين عملوا معه أنه كان يراقب، مثل القاضي، عندما يجرِ تزويده بالبيانات، ويقرر ما سيكون ذا قيمة كافية لإحداث فرق. كان لديه إحساس بديهي بمعرفة ما يمكن أن يحدث، فرقاً وانجذب نحو تلك المناطق.

من خلال غمر نفسه في كثير من الأدوار المختلفة، تمكن أرتيتا من تطوير رؤية 360 درجة.

كان هذا هو التطور الذي شهده الناس خلال السنوات الثلاث التي قضاها في السيتي. كانت أخلاقيات عمل أرتيتا وإمكاناته واضحة في وقت مبكر، ولكن عندما صعد إلى دور المساعد الرئيسي لغوارديولا، شعر كثيرون بأنه يتمتع بعد ذلك بسلطة شخص مستعد لتولي مسؤولية أي فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز - وربما حتى السيتي نفسه.

«في عام 2018، لم يكن أحد يتوقع بقاء بيب لفترة طويلة (كان عقد غوارديولا الأولي مع السيتي لمدة 3 مواسم)، ولكن يمكنك أن تشعر بأنه في اللحظة التي يغادر فيها، يكون هذا الرجل جاهزاً لتولي المسؤولية». يقول أحد المصادر: «يمكنك أن تشعر أن ذلك كان جزءاً من الخطة».

تصف المصادر 3 عناصر تتحد لإنشاء أرتيتا الذي نعرفه الآن: الدروس التكتيكية من غوارديولا؛ المسار الذي سلكه في كرة القدم البريطانية، ما منحه مزيجاً نادراً من الأسلوب والصلب؛ وفهمه لكيفية جميع مكونات الوضع.

لقد تعلم الجانب العاطفي لإدارة فريق كبير، وقدم قاعدة جديدة مفادها أن أي لاعب يبلغ عن التدريب بشأن أي مشكلة تتعلق بكرة القدم أو حياته المنزلية، مهما كانت صغيرة، يجب أن يجري الإبلاغ عنه إلى طاقم التدريب. أراد أرتيتا عادةً معرفة كل التفاصيل تماماً حتى يتمكن من أخذها في الحسبان في تفكيره. وكان يتعمق في كل شيء إلى مستوى إضافي، حتى في المهام الوضيعة التي لا علاقة لها بالأداء. ليس من المستغرب أن يكون الاجتماع الصباحي اليومي مع جميع الموظفين - وهو أمر غير معمول به في السيتي - أمراً شائعاً الآن في آرسنال.

هذا لا يعني أن غوارديولا لم يتفاعل مع مساعديه وأفراده المساندين. لقد كان متعاوناً وساعد في التآزر بين الفريق الأول والموظفين، لكن أرتيتا ربما يمثل الفرق بين جيل غوارديولا والجيل الجديد من المدربين الشاملين الذين يشعرون بالارتياح ليس فقط مع المهارات الأكثر ليونة في الإدارة، ولكن أيضاً مع المتطلبات الحديثة للتكنولوجيا. والبيانات، قادرون على إعداد المستندات الخاصة بهم وإدارة الملفات الخاصة بهم.

بصفته مدرباً أصغر سناً ومتعدد اللغات، كان قادراً على العمل جسراً بين غوارديولا وكل من اللاعبين وموظفي السيتي على نطاق أوسع.

في عالم آخر، غادر غوارديولا السيتي في 2019 أو 2020 بعد أن قضى فترة مماثلة كما فعل في برشلونة وبايرن، مع تصعيد أرتيتا بديلاً له.

في هذه الحالة، بقي، وكان أرتيتا هو من انتقل وهو الآن منافس على اللقب، ومع ذلك تأتي مقارنات واضحة.

يحب كثيرون تصوير أسلوب أرتيتا على أنه مجرد إعادة صياغة لما علمه غوارديولا، لكن أولئك الذين يعرفونه يدحضون ذلك بوصفه تأطيراً كسولاً يتجاهل رحلته الحقيقية ويقولون إن هناك كثيراً من الاختلافات بينهما بقدر ما توجد أوجه تشابه.

صحيح أن كلاً منهما جاء من خلال لا ماسيا، لكن غوارديولا جرى تلقينه في برشلونة لمدة 18 عاماً حتى انتقل أخيراً إلى بريشيا في إيطاليا في سن الثلاثين، بينما قضى أرتيتا 4 سنوات فقط في النادي الكاتالوني قبل مغادرته إلى باريس سان جيرمان عندما كان لا يزال مراهقاً.

لذلك، في حين حقق غوارديولا المولود في كاتالونيا أحلامه مع فريق طفولته، كان على أرتيتا، وهو من سان سيباستيان، على مسافة 6 ساعات بالسيارة في شمال إسبانيا، أن يتعامل مع الرفض في برشلونة، ولذلك توجه إلى باريس ثم رينجرز في غلاسكو، قبل أن يقضي 6 سنوات في ميرسيسايد و5 سنوات أخرى في لندن.

أرتيتا يحفز لاعبي آرسنال (أ.ف.ب)

ضع جانباً تأثيرات كرة القدم البريطانية على تفكيره، وانظر ببساطة إلى التركيبة الثقافية للأماكن التي شكلته. وفي مدينته توجد حركة استقلال إقليم الباسك. في رينجرز، الصراع بين النقابيين والجمهوريين، الكاثوليكي والبروتستانتي، يحدد مباريات الديربي القديمة مع سلتيك؛ وفي إيفرتون، سيكون قد تعرض للإحساس القوي بهوية «سكوز، وليس الإنجليزية».

إن شجاعة مغادرة وطنك صغيراً والانتقال إلى ثلاثة بلدان أخرى والانغماس في ثقافات كرة القدم المكثفة تظهر شخصاً يتمتع بعقلية مقاومة للكسر.

يشير الأشخاص الذين عملوا مع أرتيتا في السيتي إلى أنه على الرغم من أنه تعلم بالطبع العناصر الأساسية لتفكير غوارديولا، فإنه ببساطة متحمس للغاية، ويعمل بجد لدرجة أنه لا يمكن تقليده على الإطلاق.

جرى تشبيه سرية السيتي حول أساليب غوارديولا بسور الصين العظيم خلال فترة أرتيتا هناك. حتى محللو النادي لم تكن لديهم رؤية كاملة فيما يتعلق بماهية الجلسات. لقد كان ذلك شكلاً من أشكال التناضح، بمعنى أنه كلما اقتربت من الدائرة الداخلية، زادت معرفتك، ولكن كان عليك أن تكون بجوار غوارديولا مباشرةً لرؤية العمل على أرض الواقع.

كان أرتيتا مطلعاً على ذلك، لكن الأدبيات المنتشرة على مستوى الشبكة حول منهجية التدريب، والتي تهدف إلى تطوير أسلوب موحد في جميع الأندية، كانت موجودة بالفعل بشكل ما قبل وصول غوارديولا. إنه ليس دليلاً شاملاً، بل مجموعة من المبادئ التي يجسدها مدربو سيتي جروب في رؤيتهم الخاصة، حيث أديرت بطريقة تحمي نهج غوارديولا.

يقول أحد المطلعين: «يمكنك نسخ الجلسات، لكن هذا ليس السر. كثيرون مهووسون بالممارسات ومكان وضع المخاريط. سر النجاح أعمق من ذلك بكثير. لا أحد يعرف كيف يفكر بيب وهذه هي عبقريته».

في السيتي، طبيعة أرتيتا تعني أنه لم يشعر بالكمال أبداً. كان انفتاحه يعني أن الموظفين يعرفون أنه إذا كان بإمكانهم مساعدته على الفوز فسوف يحصلون على تأييده الكامل، وأن وضعه سيجعل عملهم أكثر عرضة للتغلغل في بيئة الفريق الأول. كان أرتيتا يتطلع دائماً إلى رفع مستوى مهاراته، وكان دائماً يتحدى المعايير المقبولة. كان يُنظر إلى شخصيته على أنها قوية ومنفردة التفكير على أنها قابلة للتكيف بما يكفي لجعل من يحتاج إلى القيام بذلك يؤدي معرفته أو يشاركها.

يمكن رؤيته حول حرم ملعب الاتحاد وهو ينشط الآخرين، ولكن ماذا لو لم تكن جزءاً من هذا المسار؟ هناك شعور بأن عقلية أرتيتا جعلته يترك الناس وراءه إذا كان يعتقد أنهم لا يتطورون ويطرحون أفكاراً جديدة على الطاولة.

إنه الثمن الذي تدفعه عندما تعمل مع شخص جرى وصفه، في أيامه الأولى من التدريب في السيتي، بأنه «رجل في مهمة».

تغلب على السيتي مرة أخرى في ملعب الاتحاد يوم الأحد، وسيكون أرتيتا قد اتخذ خطوة كبيرة نحو إكمال أكبر مهمة في مسيرته حتى الآن.


الخارجية السودانية تتهم «الدعم السريع» باحتجاز مساعدات كانت في طريقها للفاشر

«قوات الدعم السريع» السودانية (أ.ف.ب)
«قوات الدعم السريع» السودانية (أ.ف.ب)
TT

الخارجية السودانية تتهم «الدعم السريع» باحتجاز مساعدات كانت في طريقها للفاشر

«قوات الدعم السريع» السودانية (أ.ف.ب)
«قوات الدعم السريع» السودانية (أ.ف.ب)

اتهمت وزارة الخارجية السودانية «قوات الدعم السريع»، اليوم الجمعة، باحتجاز عدد من شاحنات المساعدات الإنسانية كانت في طريقها إلى مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وقالت الخارجية، في بيان، إن «قوات الدعم السريع» احتجزت عدداً من شاحنات المساعدات الإنسانية من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كانت في طريقها للفاشر للمساهمة في احتواء الأزمة الغذائية والصحية في معسكرات النازحين.

وأشار البيان إلى أن «قوات الدعم السريع» «شرعت في الوقت نفسه في تنفيذ تهديداتها المعلنة بمنع وصول قوافل المساعدات الإنسانية عبر مسار الدبة - مليط - الفاشر»، وشرعت في قطع الطريق على القوافل والاستيلاء على المساعدات.

كان حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي قد أعلن، يوم الأربعاء الماضي، عبر حسابه على منصة «إكس»، أن حكومة إقليم دارفور اجتمعت مع المنظمات الأممية والمحلية التي تعمل في السودان، وأن الجانبين اتفقا على العمل «لتقديم ما نستطيع من التسهيلات بغرض إسراع انسياب الاحتياجات الإنسانية لسكان الإقليم».

وأشار مناوي إلى اعتماد مسارات جديدة من المدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر لإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الصراع في دارفور، مشيراً إلى أن هذه المسارات تمر عبر مدينة الدبة بالولاية الشمالية ومنها إلى الفاشر بشمال دارفور، على أن يتم ترتيب مسارات إضافية بالتنسيق مع المنظمات والولاة المكلفين.

لكن «قوات الدعم السريع» رفضت الاتفاق الذي أعلنه حاكم دارفور، وشددت في بيان على «تمسكها بالعرف المتبع في حالة الحرب، وهو أن يتم نقل وتوصيل المساعدات الإنسانية بالاتفاق بين أطراف الحرب أو الاتفاق بين المنظمات والأطراف الراغبة في تقديم الإغاثة والطرف المسيطر على المناطق التي تنوي الأطراف إيصال الإغاثة إليها».

وذكر البيان: «بناء على ذلك، وتمسكاً بحقنا المشروع في اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة والضرورية للدفاع عن النفس، فإننا لن نسمح بأن يتم اتخاذ المساعدات الإنسانية لإمداد كتائب النظام السابق بالسلاح والذخائر خدمة لأجندتهم الحربية أو مخططاتهم العسكرية».

واتهم بيان وزارة الخارجية السودانية «قوات الدعم السريع» بتصعيد هجماتها على القرى في ولايات الجزيرة، وشمال وجنوب كردفان، وقال إنها هاجمت في ولاية الجزيرة وحدها 28 قرية خلال الأسبوعين الماضيين وقتلت 43 من المدنيين، «ونهبت ممتلكات مواطني هذه القرى ومحصولاتهم الغذائية، وحولت أعداداً كبيرة منهم لنازحين ومشردين».

واندلع القتال بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد توتر على مدى أسابيع بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.


جولة جديدة من محادثات الهدنة... نتنياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر

فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على منزل في خان يونس (رويترز)
فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على منزل في خان يونس (رويترز)
TT

جولة جديدة من محادثات الهدنة... نتنياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر

فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على منزل في خان يونس (رويترز)
فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على منزل في خان يونس (رويترز)

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الجمعة)، أن نتنياهو وافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر، حيث يسعى مفاوضون من أجل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في إطار اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في غزة، وفق «رويترز».

وقال مكتب نتنياهو إن رئيس الوزراء تحدث مع رئيسي جهازي المخابرات الإسرائيليين، «شين بيت» و«الموساد»، و«وافق على أن يتوجه وفدان نيابةً عنهما في الأيام المقبلة إلى الدوحة والقاهرة»، مع تفويض بالمضيّ قدماً في المفاوضات.


بن خليفة المرشحة للرئاسة الليبية لـ«الشرق الأوسط»: قوات تابعة للجيش ستؤمن البوابة التونسية الليبية

بوابة رأس إجدير التونسية الليبية التي يعبرها سنوياً ملايين المسافرين (إعلام تونسي)
بوابة رأس إجدير التونسية الليبية التي يعبرها سنوياً ملايين المسافرين (إعلام تونسي)
TT

بن خليفة المرشحة للرئاسة الليبية لـ«الشرق الأوسط»: قوات تابعة للجيش ستؤمن البوابة التونسية الليبية

بوابة رأس إجدير التونسية الليبية التي يعبرها سنوياً ملايين المسافرين (إعلام تونسي)
بوابة رأس إجدير التونسية الليبية التي يعبرها سنوياً ملايين المسافرين (إعلام تونسي)

كشفت البرلمانية عن مدينة زوارة الليبية، ليلى بن خليفة، وهي مرشحة للرئاسيات في ليبيا، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن المحادثات المكثفة التي شاركت فيها مع مجلس الرئاسة والحكومة والقيادة العامة للجيش الوطني أسفرت عن بدء «تسوية المشاكل الأمنية والإدارية التي تسببت في إطلاق نار ومناوشات في الجانب الليبي من البوابة الليبية التونسية، ثم في غلق المعبر قبل حوالي 3 أسابيع».

البرلمانية عن منطقة زوارة الحدودية الليبية ليلى بن خليفة (أرشيف وسائل الإعلام التونسية)

وأوضحت ليلى بن خليفة أن تلك المحادثات والمشاورات أسفرت عن توافقات شارك فيها أعضاء من مجلس الدولة ومن المجلس الرئاسي ونواب ومن قيادة قوات القوات المسلحة مما أدى إلى نشر قوات من الجيش الوطني، وتكليفها بتأمين طريق طرابلس والبوابة الرئيسية الرابطة بين تونس وليبيا، القريبة من مدينتي زوارة الليبية وبن قردان التونسية.

وتوقعت بن خليفة أن يفتح المعبر التونسي الليبي في غضون 3 أيام.

كما توقعت عودة موظفي وزارة الداخلية، وأغلبهم من الموظفين المدنيين والمسؤولين عن إدارة الجوازات والحدود، لمباشرة مهامهم فيه بعد أن انتشرت قوات تابعة للجيش لتأمين تنقلات المسافرين، وتجنب أعمال العنف التي وقعت في مطلع شهر رمضان الحالي، وتسببت في إصابات بالرصاص لمسافرين ومدنيين ولعضو في المجلس البلدي لمدينة زوارة.

لافتات الترحيب في بوابة رأس إجدير الحدودية بين البلدين (إعلام تونسي)

وفسرت البرلمانية الليبية حوادث العنف وإطلاق النار في البوابة قبل 3 أسابيع، والأزمة التي وقعت بعدها بين المكلف بحقيبة وزارة الداخلية عماد الطرابلسي، ومسؤولين بارزين من مدينة زوارة والمنطقة الغربية، بما وصفته بـ«غلطات» و«سوء تقدير»، بما في ذلك بسبب اتهامه خلال ندوة صحافية «أطرافاً معينة، بينها الأمازيغ (أي البربر)، بالضلوع في التهريب والعنف والتجاوزات الأمنية».

وقدرت المسؤولة الليبية نسبة التهريب من بوابة رأس إجدير التونسية الليبية بحوالي 10 بالمائة فقط، وأوردت أن «التهريب الأخطر يجري عبر البواخر الضخمة وشبكات تهريب النفط والغاز والمواد المصنعة والأموال بحراً وعبر بوابات أخرى». وأوردت أن المتورطين في هذا التهريب من بين «الكبار» ممن لديهم علاقات مع شبكات تهريب دولية.

ونوهت بن خليفة بـ«ضرورة مزيد من التنسيق الأمني بين تونس وليبيا بالشراكة مع مجلس الرئاسة والقيادة العامة للجيش الليبي لتنجح عمليات مكافحة التهريب والإرهاب والجريمة المنظمة»، لأن ملايين المسافرين التونسيين والليبيين والعرب والأجانب يتنقلون في اتجاه مدن البلدين عبر بوابة رأس إجدير، وجزئياً عبر بوابة «الذهيبة» التابعة لمحافظة تطاوين في الجنوب الصحراوي التونسي.

وانتقدت المسؤولة الليبية توظيف مدرعات وأسلحة ثقيلة «ليست تابعةً للجيش الليبي ولا لوزارة الداخلية» خلال عملية مداهمة البوابة الحدودية في رأس إجدير في أول أيام شهر رمضان.

مسافرون من الجانب التونسي عبر البوابة البرية مع ليبيا في انتظار فتح الحدود خلال أزمة أمنية سابقة (أرشيف وسائل الإعلام التونسية)

وكشفت أن تلك المدرعات والأسلحة الثقيلة تابعةٌ لـ«فصيل مسلح» لعب دوراً في المعارك السابقة التي وقعت في ليبيا منذ معركة المطار وحرب طرابلس في صائفة 2014، وهي ليست تابعة فعلاً لـ«قوات الإنفاذ» الأمنية التابعة لوزارة الداخلية وللحكومة والدولة.

من جهة أخرى، أعربت ليلى بن خليفة، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، عن تفاؤلها بـ«تقدم مسار المفاوضات الليبية والليبية الأممية من أجل تسوية شاملة ونهائية للأزمات السياسية والأمنية والعسكرية التي تعصف بالبلاد منذ تفجير (ثورة مسلحة) وحرب شاملة في 2011»، لإسقاط نظام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي الذي حكم البلاد 42 عاماً.

ودعت بن خليفة كل الأطراف إلى تقديم تنازلات «لإنجاح التسوية السياسية الداخلية الشاملة»، وعدّت أن «التوافق بين مصر وتركيا بعد زيارة الرئيس إردوغان إلى القاهرة تطور مهم جداً» يمكن أن يساعد على تجاوز الأزمات والصراعات السابقة، بما يضمن إخراج ليبيا من أزماتها، وإعادة تشبيك علاقات الشراكة الاقتصادية والسياسية والأمنية الشاملة بينها وبين دول الجوار وكل دول العالم.


«الدوري الإيطالي»: الأنظار تتجه نحو مواجهة اليوفي ولاعبه السابق تودور

يوفنتوس يعاني من أزمة نتائج (أ.ب)
يوفنتوس يعاني من أزمة نتائج (أ.ب)
TT

«الدوري الإيطالي»: الأنظار تتجه نحو مواجهة اليوفي ولاعبه السابق تودور

يوفنتوس يعاني من أزمة نتائج (أ.ب)
يوفنتوس يعاني من أزمة نتائج (أ.ب)

تتجه الأنظار السبت إلى العاصمة روما حيث يخوض الكرواتي إيغور تودور اختباره الأول مدرباً للاتسيو حين يتواجه مع فريقه السابق يوفنتوس في المرحلة الثلاثين من الدوري الإيطالي لكرة القدم.

وقرّر لاتسيو الاستعانة بتودور خلفاً لماوريتسيو سارّي الذي استقال من منصبه نتيجة سلسلة من النتائج المتردية تضمنت خسارته مبارياته الثلاث الأخيرة في الدوري بقيادة مدرب نابولي ويوفنتوس وتشيلسي الإنجليزي السابق، إضافة إلى خروجه من ثمن نهائي دوري الأبطال على يد بايرن ميونيخ الألماني (0-3 إياباً بعد الفوز ذهاباً 1-0).

وبدأ وصيف بطل الموسم الماضي حقبة ما بعد ساري بفوز خارج الديار على فروزينوني 3-2 في المرحلة الماضية، وذلك بقيادة المدرب المساعد جوفاني مارتوتشيلو.

وشاءت الصدف أن تكون المباراة الأولى لتودور مدربا لفريق العاصمة الذي يحتل المركز التاسع بفارق الأهداف خلف فيورنتينا الثامن، ضد فريقه السابق يوفنتوس الذي دافع عن ألوانه لاعبا من 1998 حتى 2007 ووصل معه إلى نهائي دوري الأبطال عام 2003 وتوج معه بلقب الدوري مرتين ونزل معه إلى الدرجة الثانية أيضاً حين عوقب «بيانكونيري» عام 2006 بسبب فضيحة التلاعب بالنتائج.

وعاد الكرواتي البالغ حالياً 45 عاماً إلى يوفنتوس في صيف 2020 ليتولى مهمة مساعد المدرب أندريا بيرلو، قبل أن يقال الأخير من المنصب في نهاية ذلك الموسم.

ولم يدرب تودور أي فريقٍ منذ العام الماضي بعد موسم واحد قضاه مع مرسيليا الفرنسي قادماً من هيلاس فيرونا الإيطالي «لأسباب احترافية وشخصية».

وسبق لتودور أن درب في إيطاليا من بوابة أودينيزي (2018 و2019)، قبل أن يقود فيرونا (2021-2022) حيث حلّ تاسعاً بعد خلافته أوزيبيو دي فرانتشيسكو.

وكان تودور قريباً من تدريب نابولي خلفاً للفرنسي رودي غارسيا، لكن رئيس النادي أوريليو دي لاورينتيس قرّر التعاقد مع والتر ماتزاري الذي أقيل بدوره وعُيّن فرانتشيسكو كالتسونا بدلاً منه.

الكرواتي إيغور تودور يحمل وشاح لاتسيو (نادي لاتسيو)

وستكون البداية شاقة على المدافع الدولي السابق، إذ يجدّد الموعد مع يوفنتوس الثلاثاء أيضاً حين يلتقي الفريقان في تورينو ضمن ذهاب نصف نهائي مسابقة الكأس (يقام الإياب في 23 أبريل/نيسان)، قبل أن يخوض موقعة ديربي العاصمة السبت المقبل في مباراة محتسبة على أرض روما الخامس حالياً.

ويتواجه تودور مع يوفنتوس وفريقه السابق في وضع لا يحسد عليه أيضاً، إذ تنازل عن الوصافة لميلان وبات متخلفاً بفارق 17 نقطة عن إنتر المتصدر، وذلك نتيجة اكتفائه بفوز يتيم في المراحل الثماني الماضية ضمن سلسلة شهدت خسارته أمام إنتر بالذات ثم أودينيزي على أرضه ونابولي حامل اللقب.

وتسبّبت هذه النتائج المخيبة بمطالبة الجماهير بإقالة المدرب ماسيميليانو أليغري من منصبه، لكن إدارة عملاق تورينو جددت الثقة به وفق ما شدّد مؤخراً مدير عام النادي ماوريتسيو سكانافينو.

ونقلت الصحف عن سكانافينو قوله خلال حدث نظمه يوفنتوس: «ثمة ثقة كبيرة من قبلنا تجاه المدرب والفريق»، مضيفاً: «بدأ الموسم بحماس كبير ونتائج جيدة، أما الآن فنحن في مرحلة معقدة. على أرضية الملعب النتائج ليست جيدة ولا نحصل على النتيجة التي نستحق. لكننا لن نستسلم».

وتابع: «الجميع يعمل لتحقيق إعادة انطلاقة جديدة بأسرع وقت ممكن وتحقيق أهدافنا وتحديداً التأهل إلى دوري أبطال أوروبا وبلوغ نهائي كأس إيطاليا».

وتبدو المشاركة في دوري الأبطال بمأمن بالنسبة ليوفنتوس، إذ يتقدم بفارق ثماني نقاط على روما الخامس الذي يأمل مواصلة نتائجه الجيدة مع مدربه الجديد نجم وسطه السابق دانييلي دي روسي حين يحل الاثنين ضيفاً على ليتشي، و12 نقطة على أتالانتا السادس الذي يخوض مواجهة قوية السبت على أرض نابولي المتخلف عنه بفارق نقطتين.

وبعد خيبة الخروج من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا على يد أتلتيكو مدريد الإسباني والتعادل على أرضه مع نابولي (1-1) في المرحلة الماضية، يبدو إنتر مرشحاً للعودة إلى سكة الانتصارات الاثنين حين يستضيف إمبولي السابع عشر.

في المقابل، يخوض جاره ميلان الثاني، بفارق 14 نقطة عن إنتر، اختباراً شاقاً السبت خارج الديار أمام فيورنتينا الثامن، باحثاً عن فوزه السادس توالياً في جميع المسابقات.

وإلى جانب منافسته على الوصافة، وصل ميلان إلى ربع نهائي «يوروبا ليغ» حيث أوقعته القرعة بمواجهة روما (الذهاب في 11 أبريل والإياب في 18 منه).

ويسعى مفاجأة الموسم بولونيا إلى التمسك بالمركز الرابع حين يستضيف الاثنين ساليرنيتانا متذيل الترتيب، باحثاً عن فوز ثامن في آخر تسع مراحل.


البنك الدولي: تخلفات الديون في الأسواق الناشئة «منخفضة» وآفاقها واسعة

مقر مجموعة البنك الدولي (أ.ف.ب)
مقر مجموعة البنك الدولي (أ.ف.ب)
TT

البنك الدولي: تخلفات الديون في الأسواق الناشئة «منخفضة» وآفاقها واسعة

مقر مجموعة البنك الدولي (أ.ف.ب)
مقر مجموعة البنك الدولي (أ.ف.ب)

نشرت مجموعة البنك الدولي إحصاءات تكشف عن صورة المخاطر الائتمانية لاستثمارات القطاعين الخاص والعام في الأسواق الناشئة، التي أظهرت معدلات تخلف منخفضة في حالة القطاع الخاص، ونادرة في حالة الديون السيادية، وهي البيانات التي من شأنها أن تشجع على الاستثمار في الأسواق الناشئة بشكل أوسع.

وبحسب بيانات البنك الدولي، التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، فقد سجلت محفظة مؤسسة التمويل الدولية في القطاع الخاص بالأسواق الناشئة معدل تخلف منخفضاً بلغ 4.1 في المائة في الفترة من 1986 إلى 2023، مما يشير إلى الإمكانات غير المستغلة ومرونة استثمارات القطاع الخاص في الأسواق الناشئة. وبالنسبة للاستثمارات التي صنفها نظام التصنيف الداخلي لمؤسسة التمويل الدولية على أنها «ضعيفة»، بلغ معدل التخلف عن السداد 2.6 في المائة فقط خلال الفترة بين عامي 2017 و2023، ما يشير إلى أنه حتى الاستثمارات التي تعد ذات مخاطر أعلى يمكن أن تحقق أداء أفضل مما كان متوقعاً.

أما بالنسبة للمقترضين السياديين في الأسواق الناشئة، أكد البند الدولي أن حالات التخلف عن السداد بينهم نادرة، حيث لا يتجاوز متوسطها 0.7 في المائة سنوياً، ويسترد البنك الدولي عادة أكثر من 90 في المائة من المبلغ المستحق، بما في ذلك أصل الدين والفائدة. ويؤكد هذا الوضع «الدائن المفضل» للبنك الدولي وقدرته على إدارة مخاطر الائتمان السيادي بشكل فعال.

وبحسب بيانات البنك الدولي، تتراوح خسائر التخلف عن السداد السيادي ما بين 0.01 في المائة و58.5 في المائة، ما يعكس تأثير أسعار الفائدة وطول فترة التخلف عن السداد.

ويمكن للبيانات الشاملة التي توفرها مجموعة البنك الدولي أن تكون بمثابة قواعد تسترشد بها تقييمات المخاطر الأكثر دقة، ما يؤدي إلى اتخاذ قرارات استثمارية أفضل وتحسين فرص حصول الأسواق الناشئة على رأس المال.

ومن شأن التقرير البنك الدولي الجديد أن يدعم الاستثمار الخاص في الاقتصادات النامية، من خلال زيادة الشفافية بشأن الأداء التاريخي ومساعدة المستثمرين على قياس علاوات المخاطرة والمكافآت، وتعزيز الثقة في حالة الأسواق الناشئة.

وشارك البنك الدولي للإنشاء والتعمير في إمداد التقرير بإحصاءات التخلف عن السداد السيادي ومعدلات الاسترداد التي يعود تاريخها إلى عام 1985، وستساعد هذه المعلومات وكالات التصنيف الائتماني ومستثمري القطاع الخاص على اكتساب فهم أعمق للمخاطر الائتمانية التي يواجهها البنك الدولي للإنشاء والتعمير.

كما قدّمت مؤسسة التمويل الدولية إحصاءات عن عجز القطاع الخاص عن السداد مقسمة حسب التصنيف الائتماني الداخلي. ويقدم التقرير رؤى يمكن أن تساعد مستثمري القطاع الخاص على الشعور بثقة أكبر بشأن الاستثمار في الأسواق الناشئة.

وقال رئيس مجموعة البنك الدولي أجاي بانغا: «نعتقد أن المعلومات التي نمتلكها يجب أن تكون منفعة عامة عالمية، وأن تبادلها سيوفر الشفافية ويعزز ثقة المستثمرين. ويهدف نشر هذه البيانات إلى تحقيق هدف واحد: جذب المزيد من رأس مال القطاع الخاص إلى الاقتصادات النامية لتحقيق التأثير وخلق فرص العمل».

جدير بالذكر أن تقرير البنك الدولي الجديد يأتي بعد نحو شهر واحد من تحذيره من أن ارتفاع تكاليف الاقتراض «غيّر بشكل كبير» حاجة الدول النامية إلى تعزيز النمو الاقتصادي المتباطئ.

وجاء التحذير السابق بعدما سجل بيع السندات الدولية من حكومات الأسواق الناشئة رقماً قياسياً بلغ 47 مليار دولار في يناير (كانون الثاني)، بقيادة أسواق ناشئة أقل خطورة، وفق «رويترز». ومع ذلك، بدأ بعض المصدرين الأكثر خطورة في استغلال الأسواق بمعدلات أعلى. على سبيل المثال، دفعت كينيا في وقت سابق أكثر من 10 في المائة على سند دولي جديد، وهي العتبة التي يعد الخبراء فوقها الاقتراض غير مستدام مالياً.

وقال نائب كبير الاقتصاديين في البنك الدولي، أيخان كوس، لـ«رويترز» في مقابلة أجريت معه في شهر فبراير (شباط) الماضي: «عندما يتعلّق الأمر بالاقتراض، تتغير القصة بشكل كبير. أنت بحاجة إلى النمو بشكل أسرع بكثير». وأضاف: «إذا كان لدي قرض عقاري بفائدة 10 في المائة، فسأكون قلقاً». وأشار إلى أن النمو الأسرع، خصوصاً معدل نمو حقيقي أعلى من التكلفة الحقيقية للاقتراض، قد يكون بعيد المنال.

وحذّر البنك الدولي في تقرير توقعات الاقتصاد العالمي، الذي نُشر في يناير الماضي، من أن الاقتصاد العالمي يتجه نحو أضعف أداء خلال 5 سنوات في 30 عاماً خلال الفترة 2020 – 2024، حتى لو تم تجنب الركود. ومن المتوقع أن يتباطأ النمو العالمي للعام الثالث على التوالي إلى 2.4 في المائة، قبل أن يرتفع إلى 2.7 في المائة في عام 2025. وأظهر التقرير أن هذه المعدلات لا تزال أقل بكثير من متوسط 3.1 في المائة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

ويعد تباطؤ النمو حاداً بشكل خاص بالنسبة للأسواق الناشئة، إذ لم يشهد نحو ثلثها أي انتعاش منذ جائحة «كوفيد - 19»، ودخلها الفردي أقل من مستويات عام 2019. وقال كوس إن هذا الأمر يضع كثيراً من أهداف الإنفاق على التعليم والصحة والمناخ موضع تساؤل. وأضاف: «أعتقد أنه سيكون من الصعب تحقيق هذه الأهداف، إن لم يكن مستحيلاً، بالنظر إلى نوع النمو الذي شهدناه».


لام: ليفركوزن سيفوز بالبوندسليغا

فيليب لام مدير بطولة يورو 2024 (غيتي)
فيليب لام مدير بطولة يورو 2024 (غيتي)
TT

لام: ليفركوزن سيفوز بالبوندسليغا

فيليب لام مدير بطولة يورو 2024 (غيتي)
فيليب لام مدير بطولة يورو 2024 (غيتي)

يعتقد فيليب لام، قائد بايرن ميونيخ السابق، أن باير ليفركوزن الساعي للفوز بلقب دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم لأول مرة في تاريخه سينهي هيمنة النادي البافاري على لقب البطولة التي استمرت في آخر 11 موسماً في الموسم الحالي.

وتوج لام بكأس العالم مع المنتخب الألماني في 2014، وحالياً هو مدير بطولة أوروبا 2024 التي ستقام في بلاده، وتابع خلال الموسم الحالي مسيرة ليفركوزن الخالية من الهزيمة، التي منحته الصدارة برصيد 70 نقطة، وبفارق 10 نقاط عن بايرن ميونيخ أقرب ملاحقيه.

وقال لام لرويترز: «تتبقى 8 مباريات في الموسم، و10 نقاط هو فارق كبير جداً. أعتقد أن ليفركوزن سيتوج بطلاً لألمانيا هذا الموسم».

وأضاف لام: «لا أعتقد أن فوز طرف غير بايرن باللقب سيضر بالدوري. في الموسم الماضي استمر التشويق حتى الجولة الأخيرة، وهذا ببساطة جيد للدوري. كان ليفركوزن رائعاً منذ بداية الموسم، كما حالفه الحظ قليلاً لدى تحول بعض المواقف لصالحه، وخاصة نتيجة وجود دور لكل لاعب... هذا ما حققه (المدرب) تشابي ألونسو مع الفريق».

ليفركوزن يتطلع لمواصلة انتصاراته في المسابقات كافة (أ.ف.ب)

وسيلتقي بايرن، الساعي للفوز بلقب الدوري للمرة 12 على التوالي، مع بروسيا دورتموند في مواجهة قمة، السبت.

وسيغادر مدرب بايرن توماس توخيل النادي في نهاية الموسم الحالي، بينما يعاني الفريق من الإصابات.

وقال لام: «يتعين على بايرن العثور على المدرب المناسب للفريق وللنادي. آخر مدربين استمروا لمدة عام ونصف عام. لهذا السبب الاستمرار مهم، بما في ذلك مستوى الإدارة».

ولم يستبعد لام العمل مع بايرن مستقبلاً.

وقال عن ذلك: «ربما يحدث هذا. أنا على ثقة بأنني سأظل وفياً لكرة القدم في أي مجال، لكن تركيزي الآن منصبّ على البطولة الأوروبية».

وتحدث لام عن التحديات التي تواجهها ألمانيا لتأمين سلامة الجمهور هذا الصيف، قائلاً: «الأمن يأتي على رأس أولوياتنا، ونحن في حوار مع جميع السلطات والحكومة والشرطة. بصفة عامة نريد تنظيم احتفال كبير يستوعب الجميع. ليس داخل الاستاد فقط، لكن في الخارج أيضاً. نحاول العثور على أماكن يمكن للناس التجمع فيها».

وسبق لألمانيا (الغربية) استضافة البطولة الأوروبية في 1988 كما استضافت كأس العالم في 2006.

وستنطلق بطولة أوروبا 2024 في 14 يونيو (حزيران) المقبل، وستلعب ألمانيا في الدور الأول ضمن المجموعة الأولى، إلى جانب منتخبات اسكوتلندا والمجر وسويسرا.


«مايكروسوفت» لـ«الشرق الأوسط»: مراكز البيانات السحابية ستساهم في نمو الاقتصاد السعودي وتنويعه

«مايكروسوفت»: التزامنا يتجاوز التكنولوجيا ويتعلق بإطلاق العنان لإمكانات المملكة الكاملة من خلال الابتكار والاستدامة والتعليم (شاترستوك)
«مايكروسوفت»: التزامنا يتجاوز التكنولوجيا ويتعلق بإطلاق العنان لإمكانات المملكة الكاملة من خلال الابتكار والاستدامة والتعليم (شاترستوك)
TT

«مايكروسوفت» لـ«الشرق الأوسط»: مراكز البيانات السحابية ستساهم في نمو الاقتصاد السعودي وتنويعه

«مايكروسوفت»: التزامنا يتجاوز التكنولوجيا ويتعلق بإطلاق العنان لإمكانات المملكة الكاملة من خلال الابتكار والاستدامة والتعليم (شاترستوك)
«مايكروسوفت»: التزامنا يتجاوز التكنولوجيا ويتعلق بإطلاق العنان لإمكانات المملكة الكاملة من خلال الابتكار والاستدامة والتعليم (شاترستوك)

في تطور رائد يعكس تكامل التكنولوجيا والتنمية الوطنية، كشفت «مايكروسوفت» مؤخراً النقاب عن شراكة مهمة مع وزارة الاستثمار السعودية ضمن مبادرة «التحالف من أجل الابتكار» التي تهدف إلى دفع المملكة إلى طليعة الساحة التكنولوجية العالمية، لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي (AI)، والحوسبة السحابية، والأمن السيبراني، وإنترنت الأشياء (IoT).

تركي باضريس رئيس «مايكروسوفت» العربية الذي تم تعيينه في هذا المنصب بداية عام 2024

وأكد تركي باضريس رئيس «مايكروسوفت» العربية في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» على هامش معرض «ليب 24» الذي استضافته الرياض مطلع الشهر الحالي، أن هذه المبادرة لا تسعى فقط إلى تعريف أكثر من 70 من شركاء «مايكروسوفت» العالميين والإقليميين بالإمكانات الهائلة داخل السعودية فحسب، بل أيضاً إلى ترسيخ تطلعات المملكة لتصبح مركزاً عالمياً للابتكار، بما يتماشى مع «رؤية 2030».

وأوضح باضريس أن الغرض الرئيسي من المبادرة هو «إظهار الإمكانات التي تتمتع بها السعودية وتقديم الحوافز التي تجذب الشركات العالمية والمستثمرين إليها».

استراتيجية تتماشى مع «رؤية 2030»

ينعكس التزام «مايكروسوفت» الثابت بالظهور بوصفها شركة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي في مساعيها الاستراتيجية، ولا سيما «رؤية 2030» والاستراتيجية الشاملة للبيانات والذكاء الاصطناعي. من المتوقع أن تكون منطقة مركز البيانات السحابية في المملكة حافزاً للنمو والتنويع الاقتصادي. ويَعد باضريس خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن ذلك «سيساهم أيضاً في نمو وتنويع الاقتصاد السعودي تماشياً مع رؤية (مايكروسوفت) التي تهدف إلى تمكين جميع المؤسسات من مختلف الأحجام في جميع القطاعات من خلال نماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدماً». وتعمل الشركة العالمية من خلال استثماراتها على إنشاء منظومة تكنولوجية مزدهرة وحيوية تساعد في تعزيز مكانة المملكة لتصبح مركزاً عالمياً للابتكار والاستثمار.

وقد أعربت العديد من المؤسسات من جميع القطاعات عن اهتمامها بالاستفادة من مراكز بيانات «مايكروسوفت» السحابية لتسريع رحلات التحول الرقمي وتحفيز الابتكار. وبحسب باضريس، ستساهم منطقة مراكز البيانات السحابية بشكل إيجابي في التنمية الاقتصادية بالمملكة؛ حيث تتوقع التقارير أن تحقق الشركة وشركاؤها وعملاؤها الذين يستخدمون السحابة معاً نحو 24 مليار دولار من الإيرادات الجديدة فوق مستوى 2022 على مدار السنوات الأربع المقبلة.

تعزيز الكفاءات الوطنية

يؤكد التطور السريع للتقنيات السحابية والذكاء الاصطناعي على الحاجة الملحة للموظفين في جميع الصناعات لتعزيز كفاءاتهم الرقمية لسد فجوة المهارات التكنولوجية الناشئة. ويَظهر التزام «مايكروسوفت» بتمكين القوى العاملة الوطنية لتكون في طليعة الابتكار والتكنولوجيا واضحاً في مبادراتها التي تهدف إلى تأهيل وإعداد المهنيين الحاليين والمستقبليين لمتطلبات العالم الرقمي. ويؤكد تركي باضريس رئيس «مايكروسوفت» عربية لـ«الشرق الأوسط» أنه هنا يأتي دور شركته لتمكين القوى العاملة الحالية والمستقبلية في المملكة للتأكد من استعدادهم للابتكار القادم، والاستفادة من التكنولوجيا الناشئة ومنها الذكاء الاصطناعي.

تعزيز روح الابتكار

شهد النظام البيئي المزدهر للشركات الناشئة في السعودية، الذي يُعرف بأنه الأكبر في المنطقة، ظهور نحو 1500 شركة ناشئة في العام الماضي وحده، بدعم من برامج حكومية مختلفة بحسب ما قاله باضريس لـ«الشرق الأوسط». ويعد رئيس «مايكروسوفت» العربية أن «تفاني الشركة في تعزيز روح الابتكار يتجلى في تعاوناتها الرامية إلى رعاية الشركات الناشئة ورجال الأعمال. وقد أعلنت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية ومايكروسوفت بداية شهر مارس (آذار) الحالي عن إنشاء مركز للتميّز ضمن مبادرة مهارات المستقبل. ويهدف المركز إلى تمكين المهنيين في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية من اكتساب المهارات المتقدمة اللازمة للازدهار في العصر الرقمي الجديد، وتعزيز قابلية توظيف القوى العاملة الحالية والمستقبلية».

تهدف رؤية «مايكروسوفت» إلى تمكين جميع المؤسسات بمختلف الأحجام والقطاعات من خلال نماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدماً (شاترستوك)

وقد مكّن البرنامج العالمي للمهارات أكثر من 108 آلاف محترف في المملكة من اكتساب أحدث المهارات الرقمية للازدهار في عصر الذكاء الاصطناعي. كما قامت «مايكروسوفت» بالتعاون مع وزارة التعليم بتدريب أكثر من 250 ألف معلم خلال العامين الماضيين و5.6 مليون طالب من خلال برنامج مدرستي للترميز، كما استطاع أكثر من 70 ألف شخص الاستفادة من برنامج «مايكروسوفتLearn» وتم إكمال 18.000 مسار تعليمي.

سيقدم المركز العديد من البرامج التدريبية العالمية تتضمن شراكة استراتيجية مع واحة الملك سلمان لإطلاق أكاديمية «STEAM» التي تهدف إلى تحسين مهارات الطلاب الرقمية وتمكينهم من الوصول إلى أفضل الموارد التعليمية الترفيهية من «مايكروسوفت»، على سبيل المثال «ماينكرافت» والمشاركة بمسابقة «كأس التخيل» من «مايكروسوفت»، وهي مسابقة عالمية مخصصة لرواد الأعمال الطلاب. بالإضافة إلى ذلك، سيقوم مركز التميّز بالتعاون مع أكاديمية «نون» بوصفها شريكاً استراتيجياً معرفياً لتقديم برامج مهارات الذكاء الاصطناعي لمساعدة الأفراد من جميع القطاعات في تحسين معرفتهم بهذه التقنيات الحديثة.

مع وجود الذكاء الاصطناعي في طليعة الثورة التكنولوجية، تستعد «مايكروسوفت» لدعم تحول السعودية إلى مركز عالمي رائد للابتكار والتقدم الرقمي. ويشدد تركي باضريس على أن التزام «مايكروسوفت» يتجاوز التكنولوجيا؛ فهو يتعلق بإطلاق العنان لإمكانات المملكة الكاملة من خلال الابتكار والاستدامة والتعليم، متصوراً مستقبلاً تكون فيه التكنولوجيا بمثابة حجر الزاوية للنمو والتنمية في السعودية.


«أوبنهايمر» على شاشات اليابان... بلد المدينتين المنكوبتين بالقنبلة الذرية

أشخاص يسيرون بجوار ملصق للترويج لفيلم «أوبنهايمر» (أ.ب)
أشخاص يسيرون بجوار ملصق للترويج لفيلم «أوبنهايمر» (أ.ب)
TT

«أوبنهايمر» على شاشات اليابان... بلد المدينتين المنكوبتين بالقنبلة الذرية

أشخاص يسيرون بجوار ملصق للترويج لفيلم «أوبنهايمر» (أ.ب)
أشخاص يسيرون بجوار ملصق للترويج لفيلم «أوبنهايمر» (أ.ب)

بات بإمكان اليابانيين بداية من الجمعة مشاهدة فيلم «أوبنهايمر» الحائز جوائز عدة، لكن عرضه على شاشاتهم يأتي بعد 8 أشهر من إطلاقه في بقية العالم، إذ إنه يتناول موضوعاً يثير في الأرخبيل ذكريات أليمة، نظراً إلى تناوله سيرة مخترع القنبلة الذرية، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وعُرض فيلم كريستوفر نولان الروائي الطويل في مختلف أنحاء العالم خلال صيف 2023 بالتزامن مع طرح فيلم آخر استقطب حضوراً جماهيرياً واسعاً هو «باربي» للمخرجة غريتا غيرويغ.

وصدمت الميمات التي تداولها مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي وتجمع صور الفيلمين الرأي العام في اليابان، الدولة الوحيدة التي ألقيت قنبلتان ذريتان على اثنتين من مدنها في أغسطس (آب) 1945 خلال الحرب العالمية الثانية.

امرأة تنظر إلى ملصقات الأفلام الحالية بما في ذلك الفيلم الحائز جائزة الأوسكار «أوبنهايمر» (رويترز)

ولم يُعطَ أي سبب رسمي لتأخير عرض «أوبنهايمر» في اليابان، ما عزّز الانطباع بما قد يثيره الفيلم من حساسيات تحول دون عرضه في الدولة الآسيوية.

وأمام إحدى دور السينما الكبرى في طوكيو، لم يكن يوجد، الجمعة، سوى ملصق صغير يشير إلى وجود هذا الفيلم الضخم الذي بلغت موازنته 100 مليون دولار، وسبق أن حقق إيرادات تخطت 960 مليون دولار في مختلف أنحاء العالم، وفق موقع «BoxOfficeMojo» المتخصص.

وقال تاتسوهيسا يو (65 عاماً) لوكالة الصحافة الفرنسية في نهاية العرض: «لم يكن وارداً أن يُعرض في اليابان» فيلم عن اختراع القنبلة الذرية.

وقُتل أكثر من 140 ألف شخص في هيروشيما و74 ألفاً في ناغازاكي من جرّاء القنبلتين الذريتين الأميركيتين اللتين ألقيتا فوق هاتين المدينتين. وبعد بضعة أيام، في 15 أغسطس 1945، وافقت اليابان على الاستسلام من دون شروط.

وأعرب يو عن اعتقاده أن «الموزعين تجنبوا إطلاقه في الصيف؛ لأن الجميع في اليابان يتذكرون (إلقاء القنبلتين على) هيروشيما وناغاساكي في ذلك الوقت»، ملاحظاً أن الفيلم «مشغول بقدر كبير من الصدق».

وقال مشاهد آخر هو فويوكي آيك (48 عاماً): «بصفتي يابانياً، وجدته أكثر موضوعية بكثير مما كنت أتوقع».

«غياب صور» الضحايا

ويتناول الشريط الفائز بـ7 من جوائز من بينها تلك المخصصة لأفضل فيلم في 3 ساعات اللحظات الأساسية في حياة روبرت أوبنهايمر، عالِم الفيزياء الأميركي الذي أدخل العالم العصر النووي، وعجّل بنهاية الحرب العالمية الثانية قبل أن تنتابه مشاعر الندم والإحساس بالذنب بعد تحوّل ابتكاره أداة تدميرية فتاكة.

وفي هيروشيما، قوبل احتمال عرض الفيلم بشيء من القلق. وقالت رئيسة المهرجان السينمائي الدولي في المدينة كيوكو هيا بعد فوز «أوبنهايمر» بجائزة الأوسكار في وقت سابق من الشهر الحالي: «هل هذا حقاً فيلم يستطيع الناس (هنا) تحمل مشاهدته؟».

وإذ لاحظت أن الفيلم «يركّز كثيراً على الجانب الأميركي»، اعترفت بأنها كانت «خائفة جداً» في البداية من فكرة عرضه في هيروشيما.

وأضافت: «أتمنى الآن أن يشاهد كثير من الناس الفيلم، إذ سيسعدني أن يؤدي هذا الفيلم إلى جعل هيروشيما وناغاساكي والأسلحة الذرية مواضيع للنقاش».

خلال عرض خاص أقيم في هيروشيما في وقت سابق من مارس (آذار)، رأى الرئيس السابق لبلدية المدينة تاكاشي هيراوكا (96 عاماً) الناجي من القنبلة أن الفيلم «كان يمكن أن يتضمن توصيفاً ومشاهد معبّرة أكثر بأكثر عما تسببه الأسلحة الذرية من فظائع».

كذلك عُرض «أوبنهايمر» في ناغاساكي، حيث قال ماساو توموناغا (80 عاماً)، وهو أحد الناجين من القنبلة، إن الفيلم أعجبه.

وقال توموناغا الذي كان يبلغ عامين وقت القصف، وأصبح لاحقاً باحثاً يجري دراسات عن سرطان الدم الناجم عن الإشعاع: «رأيت أن غياب صور للناجين من القنبلة الذرية (عن الفيلم) كان نقطة ضعف».

لكنّه أضاف: «في الواقع، تُظهِر أقوال أوبنهايمر في عشرات المشاهد الصدمة التي شعر بها مما أدى إليه فعلياً إلقاء القنبلتين الذريتين، وكان ذلك كافياً بالنسبة لي».