«نورة»... من «كان» إلى صالات السينما بالرياض

الزايدي لـ«الشرق الأوسط»: الفيلم فتح نافذة على عالمية الفن السعودي

انطلاق عرض فيلم «نورة» في صالات السينما بالرياض (تصوير: تركي العقيلي)
انطلاق عرض فيلم «نورة» في صالات السينما بالرياض (تصوير: تركي العقيلي)
TT

«نورة»... من «كان» إلى صالات السينما بالرياض

انطلاق عرض فيلم «نورة» في صالات السينما بالرياض (تصوير: تركي العقيلي)
انطلاق عرض فيلم «نورة» في صالات السينما بالرياض (تصوير: تركي العقيلي)

وسط مشاركة كبيرة من نجوم العمل ونخبة الفنانين والإعلاميين والنقاد والمهتمين بصناعة الأفلام، شهدت صالات السينما في الرياض، مساء الأربعاء، العرض الافتتاحي الخاص للفيلم السعودي «نورة»، للمخرج توفيق الزايدي.

وتأتي هذه العروض بعد النجاح الكبير الذي حققه الفيلم في مهرجان كان السينمائي الدولي بدورته لهذا العام؛ حيث اختير العمل لمسابقة «نظرة ما» التي تعد واحدة من أهم مسابقاته، كما نال جائزة «تنويه خاص»، إلى جانب ترشيحه لجائزة أفضل فيلم وجائزة الكاميرا الذهبية، في أهم إنجاز يحققه فيلم سعودي ضمن المهرجان.

بوستر فيلم نورة

من جهته، قال توفيق الزايدي، مخرج ومنتج وكاتب قصة الفيلم لـ«الشرق الأوسط»: «السينما ليست وليدة اللحظة، إذ إنها موجودة من الأول، ولكن الفكرة مبنية على فهم عناصر السينما المطلوبة، وكيفية صناعة الأفلام السينمائية»، مضيفاً: «من قراءاتي لكثير من الكتب المتخصصة والمشاهدات العديدة ذات الصلة المتعلقة بالأفلام، استطعت استنباط الخلطة الخاصة لقصة (نورة)، لإخراج وإنتاج وصناعة العمل».

وأضاف: «قصة نورة بسيطة، غير أن الفيلم عملنا عليه بطريقة مستوفية للمعايير العالمية، ولذلك عندما تم اختياره في مهرجان كان السينمائي بباريس، ومن ثم حصوله على خاصية شارة المرور على السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي العالمي، أستطيع القول إنه هو أول فيلم سعودي عالمي، ما يعني أن السينما السعودية دخلت مضمار العالمية من خلاله».

وحول معيناته التي زرعت فيه الثقة لدخول تجربة إنتاج فيلم سعودي بمواصفات عالمية، يقول الزايدي: «أولاً استعنت بنفسي، فأنا أومن بنفسي، إن الفهم للأفلام بشكل متعمق، والتعرف على دلالة الألوان في السينما، ودلالة الموسيقى ودلالة التمثيل، والزوايا المطلوبة للكاميرا، من أهم عناصر المخرج الناجح».

الزايدي استنبط فكرة قصة «نورة» بعد قراءة كتب متخصصة ومشاهدات عديدة (تصوير: تركي العقيلي)

ولفت إلى أن «شريط الفيلم في الأصل هو نتاج فنون متعددة، من تصوير إلى تمثيل إلى موسيقى، وألوان وتصاميم اللبس، مع القدرة على إعادة استخدامها في توصيل الفكرة المشاهدة، مع تكوين عناصر القصة، الأمر الذي يفسر أين تكمن سرّ الخلطة الفنية، ذلك لأن المشاهد يرى الفيلم قطعة واحدة»، مشدداً على ضرورة صناعة فيلم يكسبك الشعور أكثر من كونه يشاهد.

وبشأن دور الانفتاح على الفن السينمائي في تعزيز فكرة نقل المنتج المحلي إلى العالمية، أكد الزايدي أن «الفن كان موجوداً داخل السعوديين منذ التسعينات، رغم أنه لم يكن في الموقع الذي عليه الآن بحكم الاهتمام الرسمي بصناعة السينما، والانفتاح على هذا النوع من الفن، وفتح قاعات العروض الفنية المختلفة»، مشيراً إلى أن «الفنانين السعوديين صبروا طوال الفترة الماضية ليظهر الفن السينمائي السعودي بالشكل الذي ظهر به حالياً».

وعن استفادته من جغرافية وطبيعة منطقة العلا كبيئة حاضنة لتصوير مشاهد فيلم «نورة» في إبرازه بالشكل الذي أهله للنفاذ إلى العالمية، أوضح أن «العلا متحف مفتوح من خلال الجبال، وكنت أرغب في أن يكون الموقع شخصية مفصلية في الفيلم، فاستخدمت جبال العلا بخلفيات أظهرته بالشكل الذي ظهر به».

ووفق الزايدي، هناك دعم حكومي لوجيستي كبير من جهات عديدة، في صناعة الفيلم من خلال مسابقة «الضوء» لهيئة الأفلام، و«مهرجان البحر الأحمر السينمائي»، بجانب الهيئة الملكية لمحافظة العلا، متطلعاً إلى استمرار هذا الدعم، ومعبراً عن سروره بإخراج وإنتاج أول فيلم سعودي ينطلق من المحلية إلى العالمية عبر نافذة مهرجان كان العالمي.

نجوم الفيلم السعودي «نورة» يحتفلون بإطلاقه في صالات السينما بالرياض (تصوير: تركي العقيلي)

ونوّه إلى أن عرض «نورة» بصالات السينما السعودية وأمام الجمهور السعودي يُعد تتويجاً مميزاً لرحلة الفيلم التي ابتدأت ديسمبر (كانون الأول) الماضي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، الذي نال فيه جائزة أفضل فيلم سعودي، قبل أن ينال جائزة «تنويه خاص» بمهرجان كان السينمائي الدولي خلال مايو (أيار) الماضي.

وزاد: «الفيلم يُقدم قصة من عمق مجتمعنا، ومما عاشه السعوديون في فترات ماضية، ورغم كل الجوائز الدولية المهمة التي حققها، والتي أعتز بها كثيراً، فإن الجائزة الأهم بالنسبة لي شخصياً هي عرضه أمام الجمهور السعودي، فهو مصنوع من أجلهم، وأتمنى أن يجدوا فيه ما يُعبّر عنهم ويرتقي إلى ذائقتهم».

من ناحيته، أشار يعقوب الفرحان، بطل الفيلم، لـ«الشرق الأوسط» إلى أن انطلاق فكرة العمل كانت بين عامي 2017 و2018. وقال: «صاحبها وكاتبها المخرج توفيق الزايدي، أخبرني عن قصة الفيلم من وقتها، فوجدت فكرة ساحرة؛ حيث استغرق وقتاً في كتابته وتحضيره»، مضيفاً: «حاول أن يكتب القصة بعناصر محلية من حيث البيئة والمكان والشخصيات، ويعكسه بمعايير عالمية، رغم أنه كتب عن فترة التسعينات، إذ وقتها لم يكن هناك مجال للإعلان لإنتاج الفنون، ما يثير لدى المتلقي المقارنة لصناعة الفن بين اليوم والأمس».

الفرحان لم يستغرق وقتاً لاستيعاب القصة وفكرة العمل (تصوير: تركي العقيلي)

وتابع الفرحان: «علاقتي بالزايدي ممتدة لأكثر من 15 عاماً، وبيننا تشابه كبير وقواسم إنسانية مشتركة»، مردفاً: «لا أذكر أنني استغرقت وقتاً لاستيعاب القصة وفكرة العمل، لأنني عايشت معه تفاصيل بداياته إلى أن انتهت كتابته، فالمراحل التي مرّ بها إلى أن وصل إلى مهرجان كان السينمائي، كانت كفيلة بتصنيفه فيلماً عالي الجودة وقادراً على تحقيق النجاح».

وعدّ «السينما السعودية منصة ترتكز على موروث إنساني وفني عريق وأصيل، استوحت منه عناصر نجاحها، وتُوّج بدخول (نورة) منصة كان السينمائي العالمي، وحقق نسبة مشاهدة عالية؛ حيث حضره 1300 من الحضور اكتظت بهم القاعة المعدة لذلك، من مختلف أنحاء العالم بمختلف الخلفيات الثقافية الفنية».

ولفت الفرحان إلى أن «الكل وجد لغة مشتركة وعرف كيف يتواصل مع الفيلم ويعيش رسالته، فضلاً عن الفضول لمعرفة المكان الذي انطلق منه»، مؤكداً أن ذلك يعكس المجهود الكبير الذي تبذله الجهات السعودية لصناعة السينما في الوقت الحالي.

السينما السعودية استوحت عناصر نجاحها من الموروث الإنساني والفني العريق (فريق العمل)

وزاد: «(نورة)، يعد فيلماً جميلاً ومسالماً، حاول يحكي (الحدوتة)، بشكل انسيابي كبير، والتزم بالعدالة بين كل فريقه، ما عكس جمالياته، فكان بداية موفقة لمستقبل سينمائي سعودي كبير»، مبدياً تفاؤله بمستقبل السينما السعودية.

إلى ذلك، قالت بطلة الفيلم، الممثلة الشابة مايا بحراوي، لـ«الشرق الأوسط»: «(نورة)، يعد أول فيلم لي في مجالي الفني، خاصة أنه وصل للعالمية، ما يعكس نجاحاً كبيراً لنا، وسيضيف لي كثيراً في مسيرتي الفنية».

وأكدت أن هناك العديد من العوامل التي ساعدت الفريق لتحقيق النجاح والعالمية، وفي مقدمتها «رؤية السعودية 2030»، التي أتاحت فرصة كبيرة للاهتمام بصناعة السينما والفن في المملكة؛ حيث حفزت المواهب والمبدعين والفنانين، «نحن فخورون بما وصلنا إليه».

«نورة» أول فيلم للممثلة الشابة مايا بحراوي (تصوير: تركي العقيلي)

وعن التحديات التي واجهتها، نوّهت بحراوي إلى أنها لم تكن مترددة في أن تكون جزءاً من الفيلم، و«لكن أكبر التحديات بالنسبة لي يتمثل في كوني استطعت أن أكون في كوكبة من كبار النجوم من بينهم المخرج الزايدي».

وأضافت: «أكثر ما جذبني للعمل في الفيلم، أن قصة (نورة) قصة سعودية تحمل رسالة، فضلاً عن أنه حقيقي في كل مراحله من كتابة وإخراج وإنتاج وتمثيل وأداء فني وتقني متكامل، ونصيحتي لنفسي (كمّلي مشوارك ولا تيأسي)، وهذا العمل هو بدايتي الفنية، وسيكون أمامي مستقبل أكبر».

يشار إلى أن «نورة» أول فيلم روائي سعودي طويل تم تصويره بالكامل في محافظة العُلا، وهو مدعوم من هيئة الأفلام من خلال برنامج «ضوء لدعم الأفلام» الذي يُعدّ مبادرة وطنية لدعم وتشجيع صُنّاع الأفلام السعوديين، كما نال دعماً من «فيلم العُلا»، وصندوق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي وفعالية «جيل 2030».

«نورة» أول فيلم روائي سعودي طويل تم تصويره بالكامل في العُلا (فريق العمل)

وتدور أحداثه في قرية سعودية خلال التسعينات الميلادية، عن فتاة تُدعى «نورة» تحلم بعالم أكبر من عالم قريتها، ويكون قدوم مُدرس جديد إلى القرية بمثابة الحافز الذي يأخذ بأحلامها نحو مناطق جديدة تكتشف فيها صوت الإبداع والفن. وتؤدي بحراوي دور نورة، ويشاركها البطولة كل من الفنانين عبد الله السدحان ويعقوب الفرحان.


مقالات ذات صلة

الفيلم المصري «سنووايت» يُراهن على جمهور الخليج

يوميات الشرق لقطة من فيلم «سنووايت» (الشركة المنتجة)

الفيلم المصري «سنووايت» يُراهن على جمهور الخليج

يُراهن صناع الفيلم المصري «سنووايت» على عرضه بالصالات السينمائية بالخليج وتحقيقه نجاحاً عقب طرحه الشهر الماضي في مصر إذ تنطلق العروض من السعودية نهاية الأسبوع.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان اللبناني جورج خباز والممثلة الألمانية هانا شيغولا في فيلم «يونان» المرشّح لجائزة الدب الذهبي (إنستغرام)

جورج خبَّاز و«يونان» ينافسان على «الدب الذهبي»

يسافر الفنان اللبناني جورج خباز بعد أيام إلى برلين للمشاركة في مهرجانها السينمائي، حيث ينافس فيلم «يونان» الذي أدَّى بطولته على جائزة «الدب الذهبي» العريقة.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق إليان أغلقت الأدراج على مشروعات أفلامها (الشرق الأوسط)

المخرجة اللبنانية إليان الراهب: لا أحب الأفلام الروائية

قالت المخرجة اللبنانية إليان الراهب، إن أعمالها الوثائقية تحمل طابعاً سياسياً، وإن الأفلام الوثائقية قامت بالتأريخ للحرب الأهلية.

انتصار دردير (الإسماعيلية (مصر))
يوميات الشرق الممثلة ديمي مور تتلقى جائزة أفضل ممثلة خلال توزيع جوائز اختيار النقاد «كريتيكس تشويس» في لوس أنجليس (رويترز)

ديمي مور تفوز بجائزة «اختيار النقاد»... وتقترب من الأوسكار

فازت ديمي مور بجائزة أفضل ممثلة خلال توزيع جوائز اختيار النقاد «كريتيكس تشويس» الجمعة في لوس أنجليس.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس (الولايات المتحدة))
يوميات الشرق فيلم «The Seven Dogs» يتم تصويره في استوديوهات الحصن بالسعودية (حساب المستشار تركي آل الشيخ بـ«فيسبوك»)

كواليس تصوير «The Seven Dogs» تحظى باهتمام في مصر

حظيت كواليس تصوير فيلم «The Seven Dogs» باهتمام في مصر، وتصدر اسم الفنان المصري كريم عبد العزيز مؤشرات البحث بموقع «غوغل» في مصر، الجمعة.

داليا ماهر (القاهرة )

فعاليات ومبادرات سعودية احتفاءً باليوم العالمي لـ«النمر العربي»

تسعى الهيئة من خلال استراتيجيتها للحفاظ على النمر العربي وحمايته من الانقراض (واس)
تسعى الهيئة من خلال استراتيجيتها للحفاظ على النمر العربي وحمايته من الانقراض (واس)
TT

فعاليات ومبادرات سعودية احتفاءً باليوم العالمي لـ«النمر العربي»

تسعى الهيئة من خلال استراتيجيتها للحفاظ على النمر العربي وحمايته من الانقراض (واس)
تسعى الهيئة من خلال استراتيجيتها للحفاظ على النمر العربي وحمايته من الانقراض (واس)

احتفت فعاليات ومبادرات مجتمعية في السعودية، الاثنين، بـ«اليوم العالمي للنمر العربي»، الذي يوافق 10 فبراير (شباط) من كل عام، وذلك ضمن الجهود المستمرة لحماية هذا الكائن المهدد بالانقراض، واستعادة التوازن البيئي في موائله الطبيعية.

ويُمثِّل النمر العربي رمزاً للتنوع الحيوي في السعودية، وهو أحد أهم أنواع الثدييات الموجودة في شبه الجزيرة العربية. ووصفه الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، في منشور تزامن مع الاحتفاء بالحدث العالمي على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي بـ«جوهرة من بلادي».

ولزيادة الوعي بهذا النوع البري المهدد بالانقراض - الذي اعتُرف به عالمياً في يونيو (حزيران) 2023 - أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ10 من فبراير يوماً عالمياً للنمر العربي.

وبذلت السعودية جهوداً مضنية لزيادة الوعي العالمي حول أهمية النمر العربي، ودعم جهود الحفاظ عليه، وإعادة توطينه في بيئته الطبيعية، وتعزيز التعاون الدولي لحماية التنوع البيولوجي، وازدهار الحياة البرية، ودمجها مع المجتمع، واستدامتها.

50 % من مساحة العلا محميات طبيعية (واس)

فعاليات ومبادرات

ونظَّمت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا بهذه المناسبة فعاليات ومبادرات عدة، منها «مسيرة يوم النمر العربي» لرفع الوعي، وتوحيد الجهود في دعم هذا الكائن المهدد بالانقراض بشدة، كما أقامت مباراة ودية مدرسية، إيذاناً بانطلاق دوري كرة قدم يشهد تنافس طلاب المدارس بروح رياضية، وتعزيز الوعي البيئي لديهم.

وفعَّل صندوق النمر العربي ورشة عمل لتثقيف وإلهام الأطفال والشباب حول دور النمر العربي في النظام البيئي، وارتباطه بالتراث الثقافي والطبيعي الغني في المنطقة، وذلك عبر أنشطة تفاعلية تشمل رواية قصص لتعريفهم بموطنه وتحدياته، وكيفية الحفاظ عليه.

وأطلقت الهيئة حملة «وثبات أمل»، استكمالاً لولادة «أملـ» – أحد صغار النمر العربي في «مركز إكثار النمر العربي» – وما تلاها من ولادات ناجحة؛ بهدف إشراك الجمهور في جهود الحماية عبر المشاركة في تسمية 3 هراميس وُلِدت العام الماضي، بعد التعرف على خصائصها.

كما امتدت الحملة إلى سلطنة عمان والإمارات، ضمن برنامج لتعزيز المعرفة حول النمر العربي، مع إطلاق حملة توعوية خارجية في كلٍّ من لندن وبرلين.

أبرز جهود السعودية في حماية النمر العربي (الخارجية السعودية)

وضمن جهود الهيئة في مجال الحفظ البيئي، حصل «مركز إكثار النمر العربي» على عضوية الرابطة الأوروبية لحدائق الحيوان والأحياء المائية (EAZA)، ليصبح بذلك أول منشأة من نوعها تحقق هذا الإنجاز للسعودية، تأكيداً لالتزامها بمستهدفات «رؤية 2030»، التي تولي اهتماماً خاصاً بالبيئة واستدامتها.

ويأتي هذا الاعتماد تأكيداً على التزام الهيئة بحماية النمر العربي المهدد بالانقراض بشدة، والإسهام في الحفاظ على التنوع البيئي والحيوانات النادرة بالمنطقة، حيث يعمل المركز على إكثاره ضمن إطار شامل لصون الحياة البرية واستدامتها.

محميات طبيعية

وتشرف الهيئة على 5 محميات طبيعية تغطي أكثر من نصف مساحة المحافظة، وواحدة في محافظة خيبر، حيث تمثل جهود استعادة النمر العربي جزءاً من مبادرات أوسع لاستعادة النظم البيئية، شملت مشاريع تشجير، وإعادة توطين أنواع مختلفة من الحيوانات، مثل المها العربي والوعل النوبي؛ تماشياً مع مستهدفات «مبادرة السعودية الخضراء».

وتبذل السعودية ممثلة في الهيئة جهوداً مضنية لإنشاء منظومة متناغمة تزدهر فيها الحياة البرية جنباً إلى جنب مع المجتمعات البشرية، عبر النُّهج المبتكرة والجهود التعاونية، وتبني المبادرات الإقليمية؛ لحماية مستقبل النمر العربي، واستعادة بيئته الطبيعية، لما يمثله من أهمية حيوية تؤثر على النظام البيئي.

مولودان من النمر العربي في السعودية (الشرق الأوسط)

إكثار النمر العربي

ويعد مركز «إكثار النمر العربي» التابع للهيئة، الوحيد من نوعه في العالم المخصص لهذا النوع من المحميات الطبيعية، إذ استطاعت منذ توليها إدارته عام 2021 أن تضاعف أعداد النمور إلى 32 نمراً من 14، مع تسجيل ولادة 12 من الهراميس خلال عامي 2023 و2024.

وتأسس الصندوق بفضل جهود الهيئة الرائدة، بصفته جزءاً من استراتيجية شاملة صُممت لدعم «رؤية 2030»؛ بتعزيز الاستدامة البيئية، وتنمية قطاع الأعمال غير الربحي في المملكة؛ والذي تتلخص استراتيجيته في تنسيق خطط العمل، والشراكات الفعالة عبر مجموعة النمر العربي، وتفعيل الإجراءات الفعالة لدعم حمايته على المدى الطويل، وتبادل المعرفة، وأفضل الممارسات.

اهتمام كبير بالنمر العربي للحفاظ عليه من الانقراض (الشرق الأوسط)

ويسعى الصندوق، الذي يرأس مجلس أمنائه الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، إلى حماية النمر العربي من خطر الانقراض، عبر تحفيز المجتمع، وصناع القرار، والعالم بأسره للعمل معاً من أجل تحسين وضع أحد أكثر النظم البيئية هشاشة على وجه الأرض.